▪︎CHAPTER 3▪︎

88 4 2
                                    








《# تحالفًا بَسيط》







أما عند بطلنا ورفيقه... كانا واقفين مكانهما دون حراك... وتلك الذئاب المسعورة كانت تقترب أكثر فأكثر منهم حتّى هجمت إحدى الذئاب عليهم... صَرَخ باسم حينما رأى ذلك الذئب المتوهج يقترب من صديقه قائلا: " ليام!!!! إنتبه!!!!. "

ولكن التحذير أتى متأخّرا... إذ أنّهُ إنقضّ على ليام وعضّ فخذه فلم يكُن بيده شيئا سوى السقوط... ومحاولة مقاومة هجمة الذئب المسعور... شعَرَ ذلك المسكين بأنياب الحيوان المتوحشّ تنغرز بجلده وصولا لعظمه ، هُناك قد أطلق صَرخَةً دوَت من حنجرته... رآه بطلنا وهرع إليه مُمسكا بالذئب من أقدامه الأمامية ولمّه ناحية صدره تماما ثم فجأة قد كسرَ رقبته... ليقترب من ليام الذي سيفقد وعيه
في أيّة لحظة قائلا بلهث: " ل.... ليام! هل أنت بخير أخي؟ تحدّث لي!!!. "

نَظرَ إليه ببطء شديد نتيجةً للدوار الذي داهمه بسبب النزيف أسفله... ثمّ قال له: " خل.... خلفك. "

إلتفت خلفه بسرعة ليهجم عليه ذئبا آخرا... عضّ كتف باسم الذي تألّم صارخا... أمسك رأس الذئب بيده الأخرى وحاول إبعاده ولكن أنيابه إنغرزت وحكّت من كتفه إلى معصم يده لتخلّف خدشا طويلا وعميقا نازفا بشكلٍ مُرعب... قامَ في النهاية بطعنه بنصله المخفي من حنجرته ليموت الذئب سريعا... يتكئ بطلنا بظهره للوراء وهو يتنفّس بسُرعة شديدة وعرقهُ يتصبّب ويملئ ثيابه... وذلك يرجِع لفقدانه تلك الكميّة الضخمة من الدماء... ولكنّهُ ترك كلّ آلامه جانبا حينما رأى الدماء الحمراء القانية تتدفّق من أسفل رفيقه ، هرع إليه وقام بسداد النزيف عن طريق حزامه الذي نزعه بسُرعة بديهة... أخذَ يُتمتم بإذنه وليام شبه فاقد الوعي: " لا تقلق يا أخي سأخرجك... سأنقذك وعد منّي... لا أفي دوما بما أعِد... ولكن هذا الوعد صادق صدّقني. "

ثمّ إلتفت ورائه متناسيا ألم ذراعه ونزيفها الحادّ ، ليجد كمّية صناديق فوق بعضها وكأنها تُخفي مخرجا ما... ظنّ أنهُ طريقا آخر للخروج... فهمّ بالنهوض وإبعاد تلك الصناديق صندوقا صندوقا رُغم ألمه الظاهر... كانَ يعضّ شفّتيه ويزمجر بألم ولكنّهُ إستطاع في النهاية فعلها... أبعَد كلّ تلك الصناديق ووجد فتحة صغيرة تطلّ على البحر مباشرة... فذهب وأمسك برداء ليام بشدّة قائلا بلهث وألم: " سنخرج... سنخرج من هنا يا صديقي... تحمّل أرجوك... فقط قليلا. "

ثمّ جذبه وهو يصرخ ألما... لأن نزيفه بات أسرع في التدفّق غير الألم الشديد الذي يغزو كلّ أنش في جسده... خرجوا من الفتحة بصعوبة وإلى الماء مباشرة... حيث إمتلئ الماء بدمائهم ، جذب باسم رفيقه نحو إحدى الزوارق الصغيرة المصنوعة يدويّا... ليستقلّ واحدا ويُركّب به ليام... وأخذَ يُجدّف بذراع واحدة لأنهُ لم يعُد يستطيع التجديف بكلتا يديه ، لا سيّما مع إصابته الخطيرة هذه....

سلاطين العَقيدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن