▪︎CHAPTER 31▪︎

66 3 0
                                    









《# حمّام الرِجال》







بعد تلقّي غابريل تلك الرسالة التي جعلت أطرافه تتجمّد!... كون راندفي... تلك الفتاة الصغيرة البريئة بين أيدي رجل لا يعرف معنى الأبوّة! لا يمت الرجولة بصلة... مختلّ حقير قد يفعل بها السوء... إمتطى جواده مُسرعا للموقع الموصوف في الرسالة... دون أن يُخبر أحد... فنيّته هي الإنتهاء من الأمر سريعا دون إثارة قلق أحد... ولكن عقله قد فارق شيئا!... وهو مُراقبة كلاوديا له... زوجته التي كانت تُراقب تحرّكات زوجها السابق إمتطت هي الأخرى خيلا وجرت خلفه بمسافة مُتباعدة لتُحافظ على تتبّعها دون شكّه... بينما في الجانب الآخر من تلك المدينة الجميلة... كانت هنالك بطلتنا ذات الجمال الساحر المُميز عن غيره... وبعد أن شهدت ذلك السهم الذي طيّر حبيبها عن موضعه قد صُعقت تماما مُغمضة عينيها تودّ أن كلّ ما رأتهُ عبارة عن كابوس!... وهذا ما حدث بالفعل... فهي قد فتحت جفونها التي كفّت عن التلاصق ببعضها ، لتجده أمامها والإبتسامة تعلو معالم وجهه... كما يديها التي لا زالت تتمركز أعلى صدره المكشوف أمامها... شكرت ربّها سرّا!... أن ما شهدتهُ عيناها خيالا!!!! وإلا كانت ستبكي دما وأضعاف ما بكت خلال السنوات الماضية... تركت كلّ شيء جانبا وقامت بإحتضانه دون سابق إنذار... لدرجة إنعقاد حاجبيه الكثيفين بإستغراب... أما هي فأغلقت عيناها تتحسّس هذه اللحظة الثمينة بالنسبة لها... تمسح بباطن يدها الناعم شعرهُ من الوراء... ويدها الأخرى أعلى ظهره تمسح عليه بمستوى مسحها على شعره من الخلف... كلّ تلك الأفعال جعلته يتساءل بقول: " سوما؟ هل أنت بخير؟!.... "

تنهّدت مُجيبةً إياه: " بخير يا حبيبي... فقط... هل يُمكننا أن نظلّ هكذا لدقائق؟. "

إبتسم ثم أحاط ظهرها وخصرها بذراعيه مُردفا: " طبعا عزيزتي يُمكننا... حتّى يُمكننا أن نسقُط على الفراش إن أردت. "

ضربته من مُقدمة ظهره مُردفة بنبرة حادّة: " باسم إخرس! لست في مزاج جيّد لإنحرافك هذا!! هل تُريد أن تُرهقني أكثر ممّا أنا عليه؟!. "

ضحك صخبا مُعلنا عن جوابه: " حسنا أعتذر... "

عند غابريل... فقد وصل للمكان على الوقت بالتحديد... وهو عبارة عن تلّ صغير ورائه بالضّبط هاوية عُظمى!!... حينما خطت رجليه تلك المنطقة ظهر له بيتروس ولكن دون فتاته ممّا أغضب غابريل كثيرا ليُردف بنبرة عالية: " أين راندفي أيها اللعين؟!. "

إبتسم بشرّ وسُرعان ما ردّ عليه: " بخير... بمأمن... لا تقلق عليها أيها الأب المثالي! أولا أرني ما طلبت منك إحظاره! ثمّ أعطيك الفتاة. "

رفع ذلك العجوزُ الوسيم يده التي تحمِل كيسا من سعف النخل مليئا بالفضّة نحو بيتروس الذي شقّت إبتسامة الشرّ وجهه وطغت على ملامحه... بعدها فورا يرميها غابريل له ليتحقّق منها... وحينما رأى ما بالدّاخل إبتسامته أصبحت على نطاق أوسع من قبل... ليأتيه صوت غابريل الخشن والرجولي لحدّ ما: " الفتاة حالا!!!. "

سلاطين العَقيدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن