《# موعِد غراميّ ؟》
بعيدا أشد البُعد.... حيث قصر الحسناوات يعجّ بالزبائن والزوّار.... كانت لوفينا قد خرجت حديثا من دورة المياة تلفّ جسدها الجميل بمنشفة مصنوعة من جلد حيوان ما... لتقترب من كُرسيها الصغير المُقابل لمرآتها الطويلة تقوم بمُلامسة شعرها والشرود في الفراغ.... شاردة بذلك الرّجل الذي أنقذها والذي ذاته سأل عن إسمها.... وكيف كانت ستُخبره لولا مُقاطعتها من قِبل رجلا آخر.... ليس عنهُ فقط.... بل عن ما حصل من حرب هزّت أرض المدينة.... تركت كلّ تساؤلاتها جانبا وركّزت على ما رأت.... فيبدو أنهُ وسيما في المظهر.... خاصّة مع إمتلاكه لذلك الشارب الأشقر الكثيف ولحيته الخفيفة كما شفّتاه الورديّة.... تُفكر وهي تُسرّح شعرها بهدوء ومُبتسمة كذلك.... أما عن من كان شاغلا لتفكيرها فقد لحِق بها سرّا الى أن قادته قدماه الى هذا القصر الذي دخل إليه ووجد به إكتظاظ البشر.... فأخذت مُقلتيه تبحث عنها في أرجاء المكان....
وصل لمُنتصف الصالون ووجد سلالم تؤدي للطابق العلويّ... فأخذته قدماه لا إراديّا ولكن يمنعه الحارس الضخم الذي يقف بجانب هذه السلالم بالضّبط عن طريق وضع يده الكبيرة على صدر هذا الرّجل المجهول: " الى أين أنت ذاهب أيها الفأر الصغير؟. "
مسح على شاربه الذهبيّ ثم أردف: " الى الأعلى؟ لديّ موعد مُهم مع سيّدة هذا القصر!. "
إبتسم الحارس بإستفزاز قائلا: " سيّدة هذا القصر ليست مُتواجدة الآن! أخرج يا فتى.... قبل أن أخرجك بنفسي!. "
أجابه: " هي ليست مُتواجدة! ولكن يوجد من ينوب عنها أليس كذلك؟. "
سئم الحارس ليدفعه من صدره بعُنف قائلا: " كفى يا هذا!!! أخرج هيّا وإلا لن تستطيع السير هذه الليلة. "
رفع يداه عاليا مُردفا: " وووه حسنا يا رجل إهدء.... إهدء سوف أغادر!. "
زفر ذلك بغضب وقال: " أجل غادر!!!. "
إنسحب الرجل بعيدا ليندمج مع الحشد المُكتظ في الدور السُفلي.... فيُخرج من أحد جيوبه إسطوانة صغيرة يضع بداخلها شيئا ويقذفه عن طريق فمه.... فقام بوضع سهم مُخدر في فوهه هذه الإسطوانة ثم قذفها على الحارس الذي منعه من الصعود.... سُرعان ما يمشي خطوتين حتّى يسقط نائما.... ليغتنم هو الفُرصة فيصعد للأعلى وعيناه تحفظ تفاصيل المكان ليأتيه لاحقا ويعرف أين يقطن... وحينما إقترب من غرفة لوفينا دون علمه سمع صوتها تُخاطب أحد الموظّفات في القصر: " لا تُهملي العمل هل فهمت؟ حسنا ربّما شيرازاي ليست هنا وليست هي التي تمسك بزمام الأمور حاليّا! ولكن أنا أنوب عنها! لذا أوامري تُنفذ! أيضا أقفلوا القصر! يوجد معتوه يُطاردني يظنّني ملكه ليفعل معي ما يشاء!. "
أنت تقرأ
سلاطين العَقيدة
Actionالعصر الذهبي... العصر المُهيمن... العصر المليئ بالقصص والروايات المتنوّعة... تكشف تلك الحقبة قصّة أبناء العمّ... الذي تفرّق حبّهم وولّد الكُره... والذين تفرّقوا عائليّا وأخويّا... أحدهم يسعى لإبادة من كانت السبب يوما في جعل قلبه ينبض كمن سيُقتلع من...