▪︎CHAPTER 16▪︎

55 3 1
                                    









《# أوّل تلامُس》








أما عند جميلتنا... التي كانت تتوسّد فراشها من المُنتصف تضع أمام مُقلتيها ذلك القُماش الذي أهداه إياها ذلك المجهول بنظرها... وبجانبه بالضّبط كان هنالك العقد الذي يحمل حرف إسمها وإسم من يهوى قلبُها... تُفكّر بعمق وهي تنظُر لهذا تارة والآخر تارة... فجأة وبينما هي تطّلع على كلتا هذه الأشياء الغالية عليها سقطت من عيونها الخلابة دموعا هي لم تستشعر وجودهم... ولكن سُرعان ما سيطرت على نفسها ومسحتهم بلمحة بصر... ثم إستمرّت في التحديق بتلك القطعتين الثمنية بالنسبة لها... حتّى داهمها شرودها وهاجسها... أيعقل أن يكون صاحب هذه القلادة وهذا القُماش شخص واحد؟ هل هذا أنت يا باسم؟ كلّا لست أنت... لو كنت أنت فعلا لتذكّرتني وعرفت من أكون... ربّما أنا مُحبطة؟ او مُتشائمة؟ او فقدت الأمل في العثور عليك؟ وكونك حيّا!! لا أعرف بماذا أشعُر يا حبيبي... ولكن كلّ ما أريده الآن وفي هذا الوقت وهذه اللحظة هو أنت...

هذا ما كانت تُحاور عقلها به... حتّى يأست وبكت كثيرا الى أن غلبها النوم... فهل لكم أن تتخيّلون؟ أن بطلتنا الجميلة على هذا الحال دوما كلّ ليلة على مدار ٢٨ عاما!!! مدّة طويلة جدّا ومؤلمة لكِلا قلبيهما... وقصدي بقلبيهما هو بطلنا الذي كان أيضا يقلّب تلك القلادة بين أصابعه ويُمعن النظر بها... شدّ عليها بيده حتّى تعرّقت... وهو يفكّر بكلام صديقه ورفيق دربه... أنهُ لا دخل لروح بريئة بصراع أسياد العائلة الثريّة ، لطالما أحبّته سوما ولا زالت تحبّه... رُغم أنهُ لا يتميّز بشيء إطلاقا... حتّى وسامته ليست طاغية مُقارنة بأبناء عمومته... ولكنّها إنجذبت له لا تعرف لماذا!! هو الوحيد الذي قضى طفولته معها... وكم من المُحزن أن ينوي قتلها على شيء لم ترتكبه وهي بريئة فيه...

قاطع شروده وتفكيره ليام حينما قفز معه في وسط تلك البركة الصغيرة ، التي تفوح منها رائحة الماء الصافي والنقيّ ، عطرة وجميلة ، كما أنها كانت مصدرا للدُخان الذي زيّن الجو بأكمله... بعد أن إرتخى ليام وسطها قال: " كيف تعرف هذه الأماكن يا هذا؟ يعني بيرمينغهام كبيرة جدّا ويصعُب إستكشافها!. "

أدخل بطلنا القلادة في جيبه المُبلل بالماء ثم أجاب رفيقه: " يعني ألا تعرف ماهي الينابيع الحارّة؟ توجد منها ثلاث ، واحدة هُنا في بيرمينغهام وواحدة في لندن وأخرى في إيسكس... بجانب... المُدن الضخمة والكبيرة جدّا ، إستكشافها من إختصاصي... "

إبتسم ليام على جانب شفّتيه... كانوا معا يُشاهدون غروب الشمس عليهم... كلّا منهم يُرخي جسده وسط تلك البركة الساخنة من الطبيعة.... حتّى يستمع ليام لتنهيدة عميقة صادرة من رفيقه الذي قال بعد تنهيدته تلك وهو يبتسم بخبث: " كيف تسير الأمور مع المٌنقذة الخاصّة بك يا أخي؟!. "

سلاطين العَقيدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن