دخل الخاطف إلى كراج سيارتهِ في سكينة الليل يسير بخطاه الثقيلة إلى تلكَ الغرفة، ليكون هذا اللقاء الثاني مع الذي يقنط بها منذ ثمانيةَ وأربعون ساعة منفرداً.
فتحَ تايهيونغ جفونهُ بطيئاً على صدحِ قفل باب
يضمحل بأطلاقهِ زمجرات صداها عالي قبل انفتاحهِ .ليهمَ من فرشتهُ وسارع في ضم ركبتاه لصدره، يطمئن نفسه بأحتضانها، حتى واجه من إزاح عنهُ سحنتهُ وجعلهُ متيقضاً بحِدة ذهنهِ .
دخل موصداً خلفه، فأنتبه تايهيونغ على منحنى كفه وساعدهُ حيث عرق النبض، تلطخهُ الدماء بلفافة الشاش الأبيض،تلكَ الهيئة لاتكفي ليطلق عليها مرعبة لصبي في الخامسة عشر .
" انهض.. "
ردفَ واجتمع في صوتهِ البرود والهدوء والثبات لهيئتهِ جاعلاً من الصغير يمتثل لأمرهِ ويستقيم بصدر اوجعهُ خبط النبضات .
اقترب منهُ يقطع أي أنش لمسافة وبحركة باغتتهُ جعلت من صدى شهقة تغادر ثغرهُ خائفة، التصق بهِ مندفعاً
ليكون فوقه .ولثقله في الاندفاع انهمدَ الصغير اسفله واخذ يطالعهُ ببصيره تهتز ، رأى فيها خاطف روحه سحر تلك الأجفان المزهرة، اكثر وضوحاً و تأثيراً عليهِ.
كان ثملاً و غلبتهُ الصحوة أمام فتونهِ، فسكنَ فوقه يطالعُ عسليتاهُ كالذي لايجدُ مهرب سوى إليها، بعلو ضجيج قلبهُ مع عواطفهُ.
وبأصابع لمساتها رقيقة أمسك بعض من خصلاتهِ الشقراء المناسبة على عينيهِ معيداً اياها خلف اذنهُ، ليشيح تايهيونغ رأسهُ بأوصال مرتجفة وقطع تواصل أعينهم وحرمه النظر مرعوباً من نظراته .
غضبَ لفعلتهِ وبكثير من الاستقواء اخذ مجفلاً اياه حين شد شعره بقبضة كفهِ فجأة .
"فالتنظر لي ! "
تأوه متألماً، ينظر في حدقيتاهُ ليجد حالك سوادها بلون ثيابه، واخافته مثيرة ريبتهُ تلك الإبتسامة الجانبية التي ارتسمت على شفتيه ،فاقترب اكثر قاطعاً مسافة الهواء وخلل اصابعهُ في خلفية عنقه ليهمس في اذنهِ مقشعراً بأنفاسهِ الساخنة جسده رادفاً اليهِ :
" تأوه مرة أخرى "
لم يفهم من مقصدهِ شيء، والقرب غير المحبب أخافُ روحه شديد الخوف جاعلاً من تلكَ العسلية تغرق بسيل من الدموع .
فعاد وامسكَ فكهُ وبكل قواه اعتصر خديهِ حتى توردا صارخاً :
" لاتبكي ! "