اليوم السادس عشر

13.7K 574 518
                                    

البارت طويل شغل موسيقى نكد .

_______________________

١:٤٠ - ص

في ساعات الرحيل حينما يعلو الصراخ هرب نحو المجهول، جائع إلى الحرية، جائع إلى العيش، وإلى كل شيء مفقود، والآن يمدُ يداه قبيل زوال صحوته إلى من سلبها منه يغفو بين احضانه كساعة اخيرة في ليلٍ مهجور استغاثه أن يعيده الغرفة فما بها من هوان ما أشد قسوة مما تلقاه في ساعة حرية موحشة .

جثى الخاطف بركبتيهِ ينزف لاثر اشتباكه مع خمسة رجال ضرباً مبرحاً عليه، أمام من كان كالجثث التي لا نبض فيها ولا حياة، تقبره تلال من الثلوج جمعهُ فصل الشتاء الطويل يغمض جفونه المزهرة وتعانق رموشه الكثيفة حمرة خديهِ .

احتضنه في وسط العاصفة الخرساء ، عانقه بحرارة طفل عاد إلى أمه وأنتزع معطفهُ فوراً مستتراً جسدهُ العاري ، وبنفس واحد مد ذراعهُ وحطت برفق أسفل رأسه ، والأخرى امتدت إلى ساقيه، وحملهُ عن دبيب الأرض الجامدة الباردة إلى دفء حضنه .

لاحَت في الأفق عاصفة ليل طويل يضيء منها القمر من خلف غمامة، عاد بهِ الدار، عاد به إلى الغرفة والحطام بقلبه كان كل شيء ، عالجهُ من البرد وقساوة ماحدث ، ومسح عنهُ دموعهُ وما وجد احد يمسح عنهُ دموعه .

خرج تايهيونغ انسان يحمل هموماً صنعتها الغرفة وعاد إليها انسان اخر ليس سوى بقايا .

فحص الخاطف نبض الجنين ويداه ترتعش من الخوف وراح قلبه يتفجر في صدره، يقبض عليه لشدة هيجان نبضاته وما أرتاح ساحباً أنفاسه حتى تيقن بأنه لايزال في الصغير النبض .

ليعاود بخفة حمل تايهيونغ حيث غرفتهُ، وأدثره بلحاف دافئ وجلسَ بعيداً ينظر اليهِ وهو غافً، وأمتلئت حنجرته بغصات، بشهقات، لو لم يلاحقهُ كالمجنون في الشوارع كان سينصرع الطفل في داخله كما الأول .

روحه عليهما هوت في التراب، نبضهُ كاد يتوقف وهو يحاول أحياء نبضاً فيهما كان سيتوارى ويضيع.

حول بصيرته حيث يداهُ المليئة بالجروح وانتبه إلى الكدمات في وجههِ ،معالجة تايهيونغ أنسته الألم وخدرته ، ليحكمَ قبضته حتى ابيضت الأصابع ، وماشاء إن لا يستثار غضباً وأنتقاماً .

في غرةِ الفجر ، أفتتح تايهيونغ جفونهُ ممدداً على جانبهُ الأيمن، طري الجسم ، يتغطى بـ لحاف قطني وحوله يحوم الدفئ بنيران موقد مشتعل.

أمتدت رؤياه للأعلى فتوارى لعسليتيه سقف، سقف يعرفهُ جيداً يحفظ كل شرخ فيهِ وكل نقش ، فتسلط بناظره بعيداً وفوراً ما ألتقطت ابصارهُ هيئة خاطفهُ.

The Room | الغــرفــة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن