أتركو دموعكم، كما هي تترد من محاجركم لاتكتمونها
ولاتخفونها، عسى اوجاعكم أن تخفف بذلك قليل من اثقالها على قلوبكم.____________
• عودة إلى الماضي•
١٥ يناير - كانون الثاني - ٢٠١٢
بمساء ليلة ليلاء ذاهلة النجم بعيدة، على الفنيةِ بين الساعة والحين،تحتضن زوايا الغرفة ذلك الفتى الشاحب منقبضاً على نفسهِ بعد أن هوى جسده في غياهب ممارسة أليمة، محدقاً في المصباح المنير الوحيد يستظهر ماحوله به .
يستظهر زجاج المرأة المكسور من قبل جبروت حدة يده، قطرات الخيبة مسفوحة من صنبور مياه مغسلة عتيقة، تعرجات الجدران على رقعة سوداء متفحمة دليل على روح كانت تنازع لوداع الجسد حرقاً وأخفقت .
أنهدام لصندوق ثياب مستعملة رثة مفصحة عن قترة عهدها الغريق قبلاً بجسد خاطفه، الأبواب موصدة بلا رقيب، سكون بلا جليس او خليل، بطن خاوي بلا مأوى، وأن أشتد الجواد عليه بلا أكتراث، رغبة بأقتلاع جسده منه وأن انحل وذاب .
تلتف حوله أغلال الوحدة، بقلب مرتاع، واهن، بمسكن غرفة بلا غرفة، سُكون بمقام الخيبة والتناسي، بقليل رحمة بلا رحمة .
يوصد قلبه المُنذعر بصفحات الكتب وحروف الكتابات
تهون على فؤاده وتلملم مافيه من فُتات، يعانق في قليلها كنف حنينه إلى أمه.كلمات لم يستطع البوح بها عن طريق نطقها فاختار كتابتها رغم يقينه انها لن تصل لمسامع اي مواسٍ لروحه المنهوشة لكن يكفيه انه افرغها من دواخله فهي ثقيلة جدا على روحة البريئة.
وسيبقى يكتب إلى سوبين حتى وإن لم تقرأ، سيكتب وأن انتهت كل مفرداته، وإن ذبلت يده وإن امتلئت أوراقه، إلى أن يجف حبره، حتى تترك الأقلام اثرا على اصابعه، سيبقى يكتب حتى يموت وهو يعلم يقيناً بأنها لن تقراً .
سيبقى يصفح اليها بالأعين الدامعة عن أسى قلبه
لا بالقلم .النهر المنهمر بالدموع في عينه دليل فضاعة مامر به،
بجسد منهك مليئ بالجروح والندوب والعلامات،وليست دليل على وهن ضعفه بل دليلاً على مقاومته، متجرد من حياته حيث المنفى هاوياً حيث الممات .أستقام مرتعش الساقين حيث المغسلة، يزيل فعلة من دنس جسده و تأخذه ذكرى ماحدث إليه معه قبل ساعات بزيارة مسامعه أصوات حديد صدأ، ثُمَ خرخشة مفاتيح، متذكراً كيف سارع آوياً الفراش معصمَ نفسه بضمها في غطاءهِ مدعياً نومه خشية منه .
ويذكر كيف خلع ماعليه من ثياب امامه قطعة بعد قطعة، وتتركز سوداء عيناه على جسده المتراعد، متجمداً محلهُ لاينطق ولايطرف لفرط خوف مافيه .