اليوم التاسع

11.4K 523 578
                                    

تمضي ايامي بين الحزن العميق واعيش فاقد  القلب والنبض الرقيق، غدوت كل ايامي التمس الهروب حتى عمري الذي  معي فاجئني وقد أسرع بالغروب.

________________________

ديسمبر  - كانون الأول.

سَكنَ نهار الواحد والثلاثون من ديسمبر ورَقدت السماء ولمت الشمس الخريفية وشاحها  تنتظر أنتصاف الليل وإعلان مجيئ يناير بالشتاء بثلوج ستنسكبُ مثل أشعة بياض على جبهات المسارج .

مر خريف تايهيونغ التاسعة عشرَ وأصبح في العشرون.
ومرت معهُ السنة الرابعة  والشيء الذي لم يَمر
الشقاء وحدهُ فمازال حبيس تلك  الغرفة.

أجازة أعياد الميلاد قد أنطلقت إلى جميع
الموظفين فعاد جراح مشفى سيدني وأطرقت أصوات
مداسهُ على أعتاب الباب ، خالعاً معطفه الأبيض، ويحمل
شجرة زينة أصطناعية متوسطة الحجم من الصنوبر .

شجرة أعياد الميلاد هي إحدى أكثر تقاليد  انتشارً والرمز الرئيسي لبداية السنة الجديدة  ، فلا يخفى إي دار او محيط  منها، فأتخذ الزينة الخاصة بها معهُ وأخذ خطواته إلى كراج سيارته .

ذو العشرون عاماً يجلس منطفئاً  بين الأخيلةِ الساترة
بسَكينة الغُرفة وتحتويهِ الجدران المبقعة ، المهدومة
يتكأ على زندهِ، والنعاس المصاحب للأكتئاب يلامس عسليتاه بثنايا النهار، بيده اليسرى  يُسرح شعرهُ ويرى بعض من خصلهُ  تتساقط بين أسنان المشط .

فأنفتح الباب وتوسعت دوائر  الرؤيا أمام عينيهِ لومض النور ، ودخل خاطف روحه  يحملُ اليهِ الشجرةً مع زينتها، وأتخذت طريقها على منضدته الصغيرة.

" أهذه لي ؟ "

سأله بصوت خافت فأراح الآخر جسدهُ على كرسياً  وأخرج سيجارة فأجابهُ وأنزلقت الكلمات من فمه بتنهيدة .

آجل ، زينها كما تُريد "

دفع بخفة صندوق الزينة الصغير أمام أبصاره، ليسحبه تايهيونغ  ناظراً مافي جعبته وإذ بها كرات لامعة 
وشرائط بعديد الألوان، ونجمة ذهبية واهجة النور .

أستقام بقميصهِ الأبيض الصوفي فقط، فبانت مفاتن فخذيه الممتلئين إلى الأخر ، وأعاد بعض من شقار الخصلات خلف أذنه ومدت يداه في داخل الصندوق والتقط كرة بعد كرة وشريط بعد شريط يزين به الشجرة الصغيرة بهدوء .

والآخر بجانبهُ يستنشق  لفافة السيجار ويتكأ برأسه على الجدران تنسدل جفونه مغمضة بصمت.

إنتهى الصغير فتوجهت انظاره بالتمعن على النتيجة النهائية ولم ينتبه لتلكَ الأبتسامة الخفية  التي أرتسمت على محياه، تذكرَ أعياد الميلاد التي كان يقضيها مع والدهُ والهدايا التي كانت تؤنس روحهُ من والدتهِ .

The Room | الغــرفــة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن