في ليلة هدباء ، يَجلسُ خاطف تايهيونغ في حانة لوحدهِ
يتجرع الكأسَ وراء الكأس بغياهيب الخمور، تمتلئ الحانة بالصبايا الذين يترقصن ويتمايلن بقامات تلاحق مقاطيع الألحان، وتنثني أثوابهن الفاضحة الناعمة كأنها سحب بيضاء تداعب من قبل شعاع القمر.فشخصت اليهنَ الأبصار وأحدى الأبصار كانت ابصارهِ وجوده هنا بعد أن تفطر مكنون قلبهِ لسريرة ماقال اليهِ تايهيونغ بقسوة حديث .
نمت الحركة وعَلت الأصوات يستزيدون بالشراب
ويغمرون أنفسهم حتى تغيب.فأصبحت تلكَ الحانة بكل مافيها كالثورة، أناس تتحكم بهم الشهوة فتطغى بالغشاوة على أعينهم فما عاد بهم أحد يتذكر أهله وخلانه وحتى نفسه، مستسلمون إلى تيار من الغبطة والسرور متناسون حوادث الأمس منصرفون عن مأتي الغد وينعكفون إلى ألاستمتاع بدقائق الحاضر .
عداهم هذا الخاطف الذي لاينسى الذي قد أجرم بحياته ونفسه فمهما تجرع من كؤوس الخمور يبقى معاقب بالصحوة ، منفرد بين المغبوطين أنفراد الطائر الجريح.
نظر حولهُ إلى سرائر الناس فوجد فتى يستعد لخداع حسناء أغراهُ جمالها ودلالها مستحضراً أرق الكلمات والمعاني، ورجلاً خمسيني يصرخ ويلجلج ثاملاً إعادة اغنية ذكرته بأيام صبابته .
فنظر تمعناً اليهِ وأذ بهِ قد عرفهُ فذلكَ كيم، والد تايهيونغ الذي كلل وبيض الشيب شعرهُ بالكامل ، يسكر غارق في بحر من الخمر مداعباً النساء ملقياً على مسامعهن الغزل حالهِ من حال غيرهِ ناسياً ماعنده من هموم واحزان.
سخر على حالهِ، أهذا رب الأسرة الذي يبكي وينوح تايهيونغ طوال سنين لأجل لقائهِ ؟ ، أدار وجههُ فوجد حسناء تغامزه بأطراف أجفانها ولاتنظر بمودة إلى سواه، فأقتربت متمايلة بمفاتنها وجلست بجانبه فحدق فيها جازع غير مبالي .
حطت يداها على صدرهِ وراحت هامسةً في أذنه بصوت
مرتعش لايدلي الكلام بل يداعب مسامعهُ ." مارأيكَ بليلة عابرة تضم نفسينا معاً ؟ "
أبتسم بجانبية بوجهِ كئيب بينما يشاهد أناملها
تستعطف رجولته، ودلائل نزوتها بادية على محياها ، تتأوى في أذنه وهو منحني الرأس يسمع ولايجيب ببنت شفة. حتى ما أنتهت من مداعباتها، فنظرت إليه ظناً بأنهُ ، متعطش إلى الجنس، فلاقت الحزن بتجرعات من كأس لايرى فيه سوى تايهيونغ .وإذ به قد سألها بصوت منخفض بمأتي أعماق يأسه .
" أبستطاعتكِ إن تنسيني حـب أوجعني ؟ "
فأبتسمت ساحباً الكأس من يداه متجرعة إياه كاملاً مرة واحدة، وحطت أناملها على وجنتيه هامسة بقرب شفاههِ .