لاتقرا البارت بدون موسيقى نكددموع ممتعة
_____________________________________
مازال شتاء أستراليا بثلوجه وعواصفه، يختلي بالشوارع
والأشجار العارية ، الناس يُفنون يومهم جالسين بجانب المواقد متذكرين مأتي الذكريات الجميلة والأخرى الغابرة
، مرددين على مسامع بعضهم حكاوي الربيع بالأيام والليالي .أنقضى كانون الثاني (يناير) و تايهيونغ يلوذ بأنفاسه الأخيرة في فضاء غرفة العيادة الرمادي،
شعر في هذهِ الليلة تحديداً بأنه يود المغادرة
حتى من جَسده، فقد أخرج روحاً من روحه، أخرج جزء منه بتره لكي يمضي بسلام ، و خاطفهُ ببطش سارع بحمله إلى الغرفة أسفل الكراج، وغمرهُ بظلام نفسه و تركهُ في أنفرادها وهدد بصريح العبارة" سيصلك عقاب فعلتك حينٌ تتعافى تايهيونغ ."
أغلق الباب وتركه يلوذ الدمع حتى هلك، بكى لإنه لم يعد يشعر بالندم ، قد فعلها لفرط خوفه وعجزه، لا يريد رفقة في الشقاء والاسوء تلكَ الرفقة منه.
كل شيء الآن صامت، هادئ، مثل بقعة ماء في كهف مهجور، يجلس ساكنا كالموتى في الغرفة، أنفاسه وشهقاته يصنعان الإيقاع نفسه، جسده بالرغم بأنه متضام وناعم يشعر به محروقاً، خشنا، تأخذهُ غياهب الندم شديداً متخوفاً واجلاً حقاً من العقاب، و كل زاوية تشعرهُ بلاأمان.
تركه يومان بجسد متعب من التخلص من انسجة الإجهاض، لايقوى الحراك فقط مستلقاً في فراشهِ، سارحاً بوجه ذابل بقميصهِ المهترئ على جسدهِ النحيل، يحدق في الجدران وعلى البقع المظلمة، بعسلية باهتة تنحدر منها حرائق الدموع .
تطورت الغرفة شيئا فشيئاً على مر السنين
ولكن في ذهن تايهيونغ مازل كل شيء كما هو، لايزال للغرفة فقط مغسلة و مرحاض، وتأثير من نور ضئيل ينبع من مصباح مظلل، متدلي، كما هو في المرة الأولى الذي جاء بها إلى هنا طفلاً .همدت أصوات الليل بصفير الريح الأجش
أصوات النهار لم تستيقظ بعد، لكنها سرعان ما ستأتي
وسيأتي معها الألم المتنافر في جوفه .أستقام مرتَجف الساقين بأرتجاف الجواد بلا أي غذاء ليومان، وبأنقطاع النفس اتكئ على المغسلة مستندا بثقل جسده عليها.
رفع رأسه ونظر إلى نفسه في المرآة، نظر إلى حالهِ الموجع، إلى عسليتاه التي تجمع الاحمرار من حولها، والسواد اسفلها، وشعرهُ الأشقر الفَتان الذي ما ود يومآ اقتطاع خصلة منه إلا وتساقطت وحدها بين بأنامله لشِدة حزنه فذهبت ولم يذهب حزنه .