اليوم السادس

12.6K 559 232
                                    


رأهُ يتكئ على الاريكة هائم على وجههِ ، و الباب امامه ووجد السبيل إلى الهرب، فركض مستبسل ،ً خائف ،ً

حافي القدم ، لايطالع خلفهُ، حتى صار في الحديقة، والباب الرئيسي لحريته أمامه، أسود مستتر بضلام الليل. تقدم يمسك مقبضهُ، وخرج أجوف تماماً لايحمل أي أيات من شعورً .

راح يركض حافياً على أسفلت الشوارع ، هدوء تام من حوله، ظلام سوى من عامود أنارة ينير في آخر الطريق
يهيم في الطرقات بشعره الاشعث، وقميصه القصير.

دقائق أغرب من الحياة، أشد هولاً من الموت.
بعيد بها عن الغرفة ،بعيد عن فراشه الوثير، كتبهُ الروائية ،ومرأته الصقيلة .

في شارع خاوي من الأرواح ، وحيداً يفرك يًدا بيد،خائفاً والدموع حارقات تنسكب على خديه ، يبحث بتلك العسلية الرمداء المُتعبة عن أي سبل للنجاة .

وجد منزلاً أمامهُ وماكاد يسرع كي يستنجد بمن داخله طارقاً ، حتى صعق مكانهُ حينَ أنتشلهُ من الأرض شخص ما، يعرفه أكثر من نفسه، سرقهُ من الدنيا ألى أوكار الآخرة. رفعهُ حاملاً اياه.

خاطفهُ.. قاتلهُ.. الذي اعتلت نفسه الرعدة ولحقهُ مسرعاً بعينين غاضبتان ، وماكاد الصغير يصرخ بالنجدة صاخباً، حتى شد على إغلاق شفاههُ بكفهِ، وراح همساً في أذنه في ظل الهدوء ناطقاً .

" لاتتركني ، لاتفعل .. "

انفاسهُ خرجت محترقة، مهتزة، وألتهبت عواطفه، وتلون صوته بلون ألانين المحزن، المغضوب ، أستولت عليه حالة من الهلع والأستغراق ، و شعر تايهيونغ بطرقات قلبهِ الشديدة ضده ، سيفنى في مطرحهِ بسببه لهول فعلته .

أستبسل تايهيونغ بين ذراعيه، باكياً، هائجاً إلى الفرار ، ليشد الحكام على إمساكه بقوة.

" لن ترحل! "

نطق بحِدة، والآخر تشوغ روحهُ يبكي يطالع الطرقات والبيوت من حوله، أليس القدر حقيراً ؟ لمَ هذهِ الليلة بالذات، الناس نيام جميعاً والشوارع تخلو من أرواحهم راح يصطرخ صراخاً مكتوماً ، حتى وجد نفسهُ في الكراج، يسحب عنوة عبر ميادين السلم، ثُم دخل الغرفة مجدداً..

بلغ منه التعب مبلغهُ ، فأسقطه الاخر على فراشه ، مكبٍّا على وجهه ، يبكي بكاء الطفل الصغير ،وينشج نشيجاً محزنًا، ليقترب جاثياً على ركبتيه ورفع وجهه إلى خاطفه ومد يديهِ اليهِ كالضارع وهمَ بالركوع منهاراً بالجنون، بالصراخ عالياً ونطق يستغيث به الخلاص .

" يكفيك ! يكفيكَ عذاب بي.. !! "
ألا تتوب عني؟ ألا تتوب عن أذيتي !! متى تعتقني متى؟ ، أني أموت، أموت هنا يكفيك أتوسلك ، أخرجني من هذا الجحيم .! أخرجني !!

The Room | الغــرفــة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن