مضت شهور الانتظار وتايهيونغ يترقب الخلاص مثلما يترقب المسافر وصول وجهته، وينظر إلى المستقبل من وراء دموعه فيراه مشعاً بلمأسي.وكأن مارس قد جاء متنقلاً ليتمم أيام تايهيونغ الأليمة ، وكأن الطبيعة قد وافقته وعاهدته فأخذت تضع أزهاراً وترمي اشواكها على قلبه .
أفتتح لهُ خاطفهُ باب الغرفة نهاراً ليخرج ، إلى حيث حديقته فوجد جوريوم جالساً وحين شاهد مالكهُ المكدود الذليل راح بالغبطة والسرور لملقاه قافزاً إلى احضانه، فأبتسم بخفة وجالسهُ على العشب يلعب معهُ.
" الجو لابأس بهِ اليوم ، لكن لاتبقى كثيراً فأنت لاترتدي شيء ثقيل "
نطق خاطفهُ بهدوء وهو يضع طبقاً يحوي البسكوت وكوباً من الحليب الساخن إليه.
أومئ لهُ تايهيونغ وأمسك كوب الحليب يحتسي منهُ قليلاً ويداعب كلبهُ فأذ بأصوات صاخبة تخطف مسامعهُ من الحديقة المجاورة إليهم .
ألتفت خلفهُ نحو المنزل فوجد خاطفه داخلاً يجلس على أريكته القريبة من الباب يرتدي نظاراته نحو عينيه ويقرأ كتاباً وسيجارة بين اوساط ثغره .
فأزدات الأصوات بالضحكات عالياً وزاد معها فضول تايهيونغ إلى رؤية من قد سكنَ المنزل الذي بجوارهم .
فأستقام متسحباً على ركبتاه يعض على شفاهه بخفة
وأخذ ينظر من حيث السور المكسوا بغلالة بديعة من النبات بأوراق الشجر الأخضر، فأبعده قليلاً ليترأى لهُنشاط أب في اللعب مع أطفاله ، فتقلبت دواخله مابين ضيقة مظلمة لنفس محرومة وابتسامة سعيدة بتلك الأجواء اللطيفة.
" ماذا تفعل عندك ؟ "
تجفل مطرحهُ حين سحبه خاطفه من عضده طالباً تفسيراً لما يفعله فتلعثم الكلام مرتبكاً" أنـ.. أنا.. كـ..كنت فقط.. "
" تتجسس على الجيران تايهيونغ ! "
قال بحِدة به لتسقط دموعه على وجنتيه متتابعة خجلاً يفرك يداً بيد.
"أنا فقط غلبني الفضول.. "سحب الاخر أنفاسه بتنهيدة ممسداً جبهتهُ ليجيبه بهدوء
" لا تفعل ذلكَ مجدداً، الفضول شيء سيء تايهيونغ
اكمل شرب حليبك وصحنك هيا "اومئ له مطرقاً رأسهُ وعاد مكانه ليضع الاخر كوب الحليب بين يداه وجلس بجانبه كي يراقبه ويقرأ بذات الوقت بضع من وريقات الكتاب بين يديه .