" بعد مرور عشرون يوماً.. "
٢١ - نيسان - أبريل ساعة الصبح .
يجلسَ الخاطف في فناء حديقته الخلفية غير منفرداً فمن يجالسه كانتا وليدته وجدته من طرف ابيه التي تمتلك شعراً اشيباً بتجاعيد الوجه الكفين تشابه في محياه والده بشدة يحتسيان القهوة معاً بثرثرات لاتنتهي
" أسمعتي أمي عن اللواتي تقودهن الفائقة والفقر إلى بيوت الدعارة فيتعطرن ويتكحلن ليبعن أجسادهن ! "
لتجيبها الجدة ببرودها بهزء :
" عاهرات،يستطعن أن يعملن بدل ذلكَ ."رفع الخاطف احد حاجبيه ببرود، كرهاً لاسلوبها في الحديث بالحكم على النفوس دون التماس الأعذار.
اخرج سيجارة يستنشقها لتطالعه جدته
محتسياً كوبها لتنطق بأنزعاج واضح منها :" وانتَ كيف حال عملك ؟ "
ليجيبها بذات البرود مشيحاً وجهه بعيداً عن ناظريها :
" بخير "
" سيا ، ألم تجدي اليه عروساً بعد؟ انه في الخامسة والعشرين أسيعيش في هذا البيت كله لوحده ؟ "
لتبتلع والدته مافي جوف ريقها مجيبة :
" انهُ لايرضى بأي فتاة أمي ماذا أفعل ؟ "
همهمت لتجيب بسخرية واضحة :
" يبدو بأنكِ لن تحصلي على أحفاد ياسيا "
حكم قبضة يداه اشتياط بغضب لايعكسه محياه ترمي اليه كل مرة ذات الكلام وتعلم جل العلم ميوله، ليقاطع الثلاثة صوت طرقاً على الباب الرئيسي، فأستقام بأتزان رامياً لفافة السيجارة بعيداً واقترب يفتحه وإذ به يجد شرطيان أمامهُ من مركز المدينة لينطق أحدهما قائلاً
" مرحبا، هل انتَ مالك هذهِ الشاحنة ؟ "
أشار ناحية شاحنتهُ البيضاء المصفوفة في الكراج ليجيب بهدوء وثبات :
" أجل لي "
" نودُ إلقاء نظرة عليها "
وضع يديه في جيوبه ليرمقهم بنظرة باردة ولاتقرأ :
" لمَ ؟ "
سأل فأجابه الشرطي موضحاً :
" هناك إجراء تفتيشي لذلك "