اليوم السابع

12.5K 527 477
                                    

حــانَ الرحيـلُ فهـلْ تُرافقنـي ؟
إنَّ الموعــــدَ الفجْرُ وهناكَ في رحلتنا بحرَ تعشقــــهُ


______

بلغت ليلة مطلعهُا بسماء حجب الضباب نجومها ، و َخامرَ الهولُ سكينتها، محبوساً الصغير لساعات كالعادة في الغرفة ، سكنَ فيها روعه وبكائه قليلاً بعد أن هفهُ الشوق إلى والدتهِ، يتكئ برأسهِ على ركبتيه ُمصِغيًا لهمس الأشباح، محِدقًا باللاشيء .

حتى سمع وقع أقدام ثقيلة وصوت جلجلة لمفاتيح الباب
، فالتفت فإذا بخاطفه دخل بهيئتهِ جبار ، مهيب ،يَحملُ زجاجة الخمر بين يداه، فأضطرب لرؤيتهِ مذعوراً، وتراجع بخفة ملتصقاً في زاوية الجدار يحتضن نفسهُ مرتجفاً .

أقترب منهُ ، وجلسَ مقابل له يمد ساق واحدة ، رافعاً الزجاجة محتسياً منها بجرعات متفاوتة تحرق جوفه.

" فلتقترب "

نطقَ بثقل صوتهِ وبرودة نظراته وإذ بتايهيونغ يشد بأحتضان نفسهِ وسكنَ مكانه .

" ما الآمر.. هل أنتَ خائف مني ؟ "

خاطبهُ مقهقها بصوت يُضارع ضجيج العاصفة ليجيبهُ تايهيونغ بأهتزاز شفتيه.

" لَستُ بخائف منكَ "

" إن لم تكن خائفاً، فلماذا ترتجف  ؟ "

أستهزء بهِ، ليرفع تايهيونغ رأسهُ، يفركُ يَداً بيد وحدقَ قَسرَ إرادته بملامحه المهيبة .

" دَعنيِ ووحدَتي "

أبتسمَ متجرعاً بعض رشفات من زجاجتهِ

" انا وحدتكَ ذاتها تايهيونغ ، فلا تخافني "

نطقَ ببرود واتكأ أنذاك على ساعده ؛ فبانت عضلاته المحبوكة إليهِ .

" ما الذي يُسهرك ؟ "

أخفض تايهيونغ رأسهُ، يعبث بزر قميصهِ مجيباً

أهتف بالنوم ، فلا أعرف السبيل إليه .

" وما الذي يشغلكَ لتلكَ الدرجة سارقاً النوم منك ؟ "

رَفعَ رياحيل عسليتاهُ التي يهطل من جفونها الشَهد
وأجابهُ بخفوت .

" أنتَ "

عقد حاجبهً بخفة ، ليهيم بنظراتً عسليته وراح مستفسراً
" ماعساكَ تفكر بي ؟ "

The Room | الغــرفــة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن