حــانَ الرحيـلُ فهـلْ تُرافقنـي ؟
إنَّ الموعــــدَ الفجْرُ وهناكَ في رحلتنا بحرَ تعشقــــهُ
______بلغت ليلة مطلعهُا بسماء حجب الضباب نجومها ، و َخامرَ الهولُ سكينتها، محبوساً الصغير لساعات كالعادة في الغرفة ، سكنَ فيها روعه وبكائه قليلاً بعد أن هفهُ الشوق إلى والدتهِ، يتكئ برأسهِ على ركبتيه ُمصِغيًا لهمس الأشباح، محِدقًا باللاشيء .
حتى سمع وقع أقدام ثقيلة وصوت جلجلة لمفاتيح الباب
، فالتفت فإذا بخاطفه دخل بهيئتهِ جبار ، مهيب ،يَحملُ زجاجة الخمر بين يداه، فأضطرب لرؤيتهِ مذعوراً، وتراجع بخفة ملتصقاً في زاوية الجدار يحتضن نفسهُ مرتجفاً .أقترب منهُ ، وجلسَ مقابل له يمد ساق واحدة ، رافعاً الزجاجة محتسياً منها بجرعات متفاوتة تحرق جوفه.
" فلتقترب "
نطقَ بثقل صوتهِ وبرودة نظراته وإذ بتايهيونغ يشد بأحتضان نفسهِ وسكنَ مكانه .
" ما الآمر.. هل أنتَ خائف مني ؟ "
خاطبهُ مقهقها بصوت يُضارع ضجيج العاصفة ليجيبهُ تايهيونغ بأهتزاز شفتيه.
" لَستُ بخائف منكَ "
" إن لم تكن خائفاً، فلماذا ترتجف ؟ "
أستهزء بهِ، ليرفع تايهيونغ رأسهُ، يفركُ يَداً بيد وحدقَ قَسرَ إرادته بملامحه المهيبة .
" دَعنيِ ووحدَتي "
أبتسمَ متجرعاً بعض رشفات من زجاجتهِ
" انا وحدتكَ ذاتها تايهيونغ ، فلا تخافني "
نطقَ ببرود واتكأ أنذاك على ساعده ؛ فبانت عضلاته المحبوكة إليهِ .
" ما الذي يُسهرك ؟ "
أخفض تايهيونغ رأسهُ، يعبث بزر قميصهِ مجيباً
أهتف بالنوم ، فلا أعرف السبيل إليه .
" وما الذي يشغلكَ لتلكَ الدرجة سارقاً النوم منك ؟ "
رَفعَ رياحيل عسليتاهُ التي يهطل من جفونها الشَهد
وأجابهُ بخفوت ." أنتَ "
عقد حاجبهً بخفة ، ليهيم بنظراتً عسليته وراح مستفسراً
" ماعساكَ تفكر بي ؟ "