تدخل غرفتها ليلا بخطوات مبعثرة إثر الثمول، ترتمي فوق سريرها غير مكترثة لشيء، لكنها تردد بصوت مجهد: جميعكم حثالى اللعنة عليكم.. ظلت تكرر هذه العبارة إلى أن غفت و سرقها النوم . تارا الفتاة البالغة من العمر 27سنة ذات الملامح البريئة عكس شخصيتها الغير محبوبة، و بالرغم من أنها إبنة رجل الأعمال المشهور دانيال إلا أنها شريكته في الأعمال الغير مشروعة وتعد ذراعه الأيمن الذي لا يستطيع دانيال التخلي عنه. تارا هي فتاة لم تحظى في صغرها بحياة جيدة بل كانت تعيش طفولة بائسة سوداء ذاقت فيها الألم، أو بالأحرى هي كانت ثمرة زواج فاشل وملعون فأمها لم تستطع التعايش مع زوجها دانيال والذي أضاقها الويل فلم تتحمل ذلك وما كان منها إلا أن تعرفت على شاب و تركت كل شيء بما في ذلك إبنتها والتي كانت تبلغ 3سنوات وهربت معه إلى حيث لا أحد يعلم . منذ تلك اللحظة وقد أصبح دانيال يعامل طفلته بقسوة ويناديها بإبنة العاهرة كما يزعم هو لكن لا شيء يؤكد صحة كلامه ولا أحد يعلم إن كانت أم تارا قد هربت أمحصل لها خطب ما ،تمكن دانيال بخبثه و دهائه أن يسرق طفولة تارا ويحولها لوحش بلا قلب، لتكبر تارا بعد ذلك ويكبر معها الحقد الذي تكنه لوالدتها المدعوة بـ جوليا، لكن الشيء الوحيد الذي كان جميل في حياتها هو وجود نورا المربية الخاصة بها في حياتها والتي تبلغ من العمر 50سنة، حيث أن تارا القاسية التي يهابها الجميع ويخافون منها، تصبح مجرد طفلة صغيرة بين أحضان نورا. تحسنت علاقة تارا بأبوها بعد أن سمم عقلها وتفكيرها وجعلها نسخة منه ليدخلها بعد ذلك لعمله فتصبح هي الآمرة الناهية من بعده في الشركة وفي الأعمال الغير شرعية أيضا...
صباح يوم جديد تدخل نورة لغرفة تارا فتجدها تغط في نوم عميق ورائحة الخمر تفوح في كل الغرفة، تذهب مسرعة بإتجاه الشرفة وتقوم بفتحها لتتسلل أشعة الشمس للداخل وتستقر على عيون تارا والتي تبدأ بالصراخ بصوت لايزال تحت تأثير النوم: أغلقي النااااافذة. نورا بإنزعاج: هيااا قومي إنها الواحدة ظهرا، لقد إتصل السيد دانيال عليكي مرارا ولم تجيبي، جن جنونه إتصل بي وطلب منك القدوم للشركة فورا. تارا بنعاس: أخبريه أن تارا ماتت فقط أخرجي يا نورا ودعيني أنااااام. تقترب نورة منها وتجلس على حافة السرير وهي تبتسم، تمرر يديها على شعر تارا وتقول: لقد كبرتي يا عزيزتي لا زلت أتذكر عندما كنت طفلة كيف تنزعجين مني عندما أبتعد عنك قليلا أما الآن فقد كبرت لدرجة أنك صرتي تطلبين مني الخروج. تستيقظ تارا وترفع رأسها بثقل وتضعه فوق كتف نورا وتقول: لازلت أريدك معي تعلمين كم أحبك لكن النوم غلبني أريد أن أنام يا نونو. نورا بضحك: ههههه أكل هذا الدلع لتنامي قليلا، هيا إستيقظي والدك بإنتظارك. تارا بتأفف: اووووف حسنا حسنا. تقوم تارا وتتجه نحو الحمام وهي تحدث نفسها: متى سيموت هذا الرجل و يريحني منه...
تأخذ حماما دافئا وترتدي ثيابها، تنزل الدرج بسرعة حتى أنها وقعت من الدرج . تركض نورا نحوها وتقول بخوف: إنتبهي يا عزيزتي،أأنتي بخير؟ تارا بعصبية:كيف أكون بخير وهذا الرجل يعكر مزاجي اللعنة يوما ما سأموت بسببه.نورا بحزن:لا تقولي هذا الكلام مجددا هل فهمتي،لو يصيبك مكروه سأموت معك يا طفلتي.تارا بإبتسامة:أعلم أنك تحبيني يا نونو لولا أنني أكره كلمة أمي بسبب تلك العاهرة التي أنجبتني لكنت ناديتك بها.تدمع عين نورا لما سمعته وتعجز عن الرد فلا لوم على ترا فهي تظل مجرد ضحية. تستقل تارا سيارتها وتغادر تارا البيت متوجهة للشركة و مزاجها وملامح وجهها لا تبشر بالخير. في هذه الأثناء يرن هاتفها فتجيب بتذمر: مالذي تريدينه يا شهد؟(شهد فتاة بيضاء ذات شعر بني وملامح حادة تبلغ من العمر 30سنة) شهد بدلع: لقد إشتقت لك يا حبيبتي. تارا ببرود: وماذا بعد؟ شهد بإبتسامة مزيفة : أريدك أنتي. تقاطعها تارا صارخة: إخرسي يا شهد أبي يريدني الآن يكاد ينفجر من شدة الغضب سيجعل يومي تعيس بسببك. شهد مدعية البراءة: بسببي أنا؟ مالذي فعلته؟ تارا بغضب: أنسيتي ليلة أمس طلبت أن نغادر الحانة لكنك أصررتي على البقاء فما كان مني إلا أن ثملت وتأخرت في النوم لذا ما سيفعله بي دانيال الآن سأرده لكي فيما بعد، والان أغربي عن وجهي قبل أن تحدث كارثة جديدة. تنهي تارا كلامها وتغلق الخط لتجد سيارتها خرجت عن الطريق، تحاول تارا إيقاف السيارة لكنها لا تفلح في ذلك لينتهي بها الأمر وقد إصطدمت بسيارة أخرى. تتفحص تارا جسدها وتقول: الحمدلله لازلت على قيد الحياة. تصمت فجأة بعد أن وجدت نفسها في ورطة أكبر. تفتح عينها على وسعها وتقول: اللعنة عليكي أيتها السيارة ألم تجدي سوى سيارة الشرطة لتصطدمي بها. لا سامحك الله يا شهد لقد وقعت في ورطة بسببك.user42630220