تجلس تولين في مكتبها تمارس عملها مثل العادة في منتهى الهدوء، ليدخل عليها صديقها الوحيد وزميلها في العمل خوان، ترفع تولين عينيها وتنظر له بحدة وتقول: للمرة الألف تعلم أن تطرق الباب يا خوان. يجلس خوان متجاهلا كلامها ويضع الساق فوق الأخرى ويقول بحماس: عندما تعلمين مدى أهمية الخبر الذي جئت لأخبرك به ستشكريني و تستضيفيني لشرب كوب من القهوة. تولين بتأفف: تبا لك و لأخبارك لا بد أنك صنعت مصيبة جديدة. خوان بضحك: ههههه لا لكن المصيبة وقعت بين يدينا هذه فرصتك يا تولين. ترفع تولين حاجبها كعلامة تعجب وتقول: بمعنى؟؟ يعتدل خوان في جلسته ليصبح أكثر جدية ويقول: تارا إبنة عدونا اللدود ستكون الليلة في إستضافتنا. تولين بغير مبالاة: ما جرمها؟ يرد عليها خوان قائلا: صدمت سيارة الشرطة مما أدى إلى إصابة الشرطي بجروح، لكن لحسن الحظ حالته ليست خطيرة. تصمت تولين قليلا وهي تفحص بعض الأوراق أمامها ثم تقول: ضعوها في السجن الإنفرادي وقم أنت بالإجراءات المناسبة في حقها. خوان بضحك: ههههههههه أقوم بماذا؟ لم تتعبيني عبثا؟ سيتصل والدها مثل العادة على السيد جاكسون ويطلق صراحها. تتحول ملامح تولين الهادئة إلى بركان ثائر من شدة الغضب، تضرب بيدها على الطاولة وهي تصرخ: وماذاااا بعد؟ ستموت العدالة بسبب أمثال جاكسون اللعين. خوان بفزع: أششش لا تتفوهي بمثل هذا الكلام مجددا، لو سمعك أحدهم سيخبر السيد جاكسون بما قلته. تولين بغضب: فليحترق هو ومن معه. خوان محاولا تهدئها: إهدئي يا عزيزتي ما باليد حيلة. تولين بإبتسامة جانبية: إذن السيد جاكسون سيطلق صراحها لاحقا. خوان بعبوس: للأسف نعم. تغادر تولين مكتبها مسرعة نحو الزنزانة المنفردة وخوان يركض ورائها ويقول: توقفي توووولين، مالذي تنوين فعله أيتها المجنونة. تتجاهل تولين كلامه وتكمل طريقها لتقف أمام الزنزانة التي وضعت فيها تارا. تطلب من الشرطي أن يعطيها مفتاح الزنزانة فتقوم بفتح الباب وتدخل ليلحقها خوان. تقف تولين امام تارا والتي كانت في منتهى البرود ولم تبدي إهتماما لدخول تولين. بتولين بحقد: أهلا بالآنسة تارا، إبنة رجل الأعمال الشهير دانيال. تنظر لها تارا نظرات ساخرة وتقول: هل أنهيت كلامك هيا إفتحي هذا الباب اللعين و دعيني أذهب لقد تأخرت. في هذه اللحظة تقوم تولين برفع يدها و تتصفع تارا على وجهها. عم الصمت في كل الأرجاء كان الجميع في حالة صدمة، تضع تارا يدها على وجهها وهي تتحسس مكان الصفعة، كأنها تحاول التأكد إن كانت هذه الصفعة حقيقية ام من وحي خيالها. تتصاعد الدماء لرأسها و تحمر وجنتها وتقول بغضب شديد: ستدفعين الثمن غالي أيتها اللعينة. في هذه اللحظة تنهال تولين عليها بالضرب ليتدخل خوان ويبعدها عنها ويسحبها خارج الزنزانة وهو يقول: اللعنة توقفي يا تولين ستضعين نفسك في مأزق أنتي في غنى عنه. تولين بصراخ: دعني يا خواااااان سألقنها درسا لن تنساه طيلة حياتها. يستمر خوان في هذه اللحظة في سحب تولين ليأخذها لمكتبها أما تارا فهي جالسة وسط الزنزانة تتفحص شفاهها التي تنزف دما وهي تتوعد لتولين بأن تذيقها الويل.
مضت حوالي ساعتان وتولين تستشيط غضبا في مكتبها وخوان يحاول تهدئتها، ليدخل عليهم المفتش جاكسون وملامح الغضب تكسوه. تقف كل من تولين وخوان ويلقون عليه التحية العسكرية ليتقدم هو نحوهم ويضرب يده على المكتب ويقول بصراخ: تباااااا مالذي قمتي بفعله يا تولين لقد وضعتي نفسك ووضعتني معك في مأزق كبير. تدعي تولين عدم الفهم وتقول: عن أي مأزق تتحدث يا سيدي؟ جاكسون بغضب: كيف تتجرئين وتقومي بضرب الآنسة تارااااا؟ تكلمي!! ترد عليه تولين وهي في قمة الهدوء: سيدي ماكانت نيتي ضربها لكنها هي من تهجمت عليا فما كان مني إلا أن دافعت عن نفسي. جاكسون بغضب: هل تظنين أني أحمق يا تولييين؟ تولين بصوت منخفض: لا بل أنا متأكدة من ذلك. يضحك خوان بجانبها لكنها تضربه على قدمه ليصمت. جاكسون بعدم فهم: هل قلتي شيئا؟ تولين مدعية البرائة: لا يا سيدي لم أتحدث. يجلس جاكسون فوق الكرسي ويقول: ماذا الآن سيأتي والدها ماذا سأخبره عندما يجد أن إبنته تعرضت للضرب؟ هل تظنينه يصدق أنها تهجمت عليكي؟ تولين ببرود: الجميع رآها يمكنك أن تسألهم. ينظر لها جاكسون بغضب ويغادر دون أن يرد عليها. في هذه اللحظة ينفجر خوان ضاحكا ويقول: هههههههههه اللعنة عليكي يا تولين كدت أختنق وأنا أحاول كتم ضحكاتي. تولين بتأفف: اوووف لك أن تضحك. فعليا لقد تحول المكان لمسرح او سرك مضحك . خوان: هههه حقا سرك للحيوانات ووااوو جميل. تولين ببرود: وأنت القرد الذي يرقص . يقف خوان ويبدأ بالقفز وهو يقلد صوت القرد لتنفجر تولين ضحكا عليه....
حياتها ليست سهلة أبدا، لكنها قوية وصلبة ولا تقع بسهولة. تستطيع أن تحول ضعفها لنقاط قوة. تولين هي تلك الفتاة التي لا تنهزم، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل سينهي الأمر عند تارا على هذا النحو أم أنها سترد الصاع صاعين؟user42630220