تجر أقدامها ببطئ شديد، عانت من تلك الخطوات الصعبة التي كانت تخطوها وهي تتجه عائدة أدراجها نحو البيت على أمل أن تنقذ تارا او تهلك معها ، لأول مرة تحس تولين بالخوف على تلك التي كانت تعتبرها دوما عدوة لها، تتكئ على جذع الشجرة تسترجع أنفاسها التي كادت أن تنقطع، تمسح وجهها من العرق بيدها وتقول بصوت متعب: أتمنى أن تكون بخير، أرجو أن أصل في الوقت المناسب. تبصر تولين بالقرب منها عصا طويلة ملقاة على الأرض فتلتقطها و تسند نفسها عليها وتكمل السير لكنها تتوقف فجأة عندما تبصر أحد رجال دانيال يقترب منها و يشهر سلاحه في وجهها. تولين بصوت هامس: اللعنة. يقترب الرجل من تولين و هو يبتسم بخبث ويقول: أتظنين أنك ستفلتين منا أيتها الخسيسة؟ هيا إرمي العصا جانبا قبل أن أفرغ جميع الرصاصات في رأسك. تنظر له تولين بإستخفاف وتضحك عليه ثم تقول: هيا أطلق النار أيها الأبله،أتحسبني أخاف من أمثالك . ينظر لها الرجل بإستغراب ويقول: أتستهزئين بي أيتها العاهرة. تولين بضحك: هههههه هيا أطلق النار إن كنت رجلا. يقترب الرجل من تولين وهو يستشيط غضبا يسدد سلاحه نحوها لكن وقبل أن يطلق النار تستقر ضربة عنيفة من تارا على رأسه تجعله يسقط أرضا مغمى عليه. ترمي تارا العصا جانبا و تركض نحو تولين و تضمها بقوة وهي تردد: الحمدلله وصلت في اللحظة المناسبة، أيتها الحمقاء لما غادرت السيارة ألم أطلب منك إنتظاري هناك. تمد تولين يدها لأول مرة وتبادل تارا الحضن وهي تقول: خفت أن يكون قد أصابك مكروه. توقفت حواس تارا للحظة عندما أحست بيد تولين مستقرة على ضهرها، كان شعور مختلف لم تعش مثله من قبل، ترفع تارا عينها وتنظر نحو تولين بعمق و تقول: مستعدة لأخسر حياتي مقابل هذا الحضن. في هذه اللحظة تنتبه تولين فتبتعد عن تارا وترد عليها وهي تتصنع البرود: كفاك ثرثرة لنرحل من هنا قبل أن يلمحنا أحد رجال والدك. تنزل تارا على ركبتها وتقول: هيا سأحملك فوق ضهري قدمك تورمت لن تستطيعي السير عليها أكثر. تتكئ تولين على ضهر تارا فتحملها وتسير بها متجهة نحو السيارة، كان العرق يتصبب منها والتعب يكاد يفتك بجسدها. تارا بضحك: ههههههه ياااه أنتي ثقيلة جدا يا تولين، سينكسر ضهري بسببك. تولين بغضب: إخرسي و إستمري في المشي لم يطلب منك أحد أن تحمليني. تارا بهمس: أتعلمين؟ لا أتمنى أن ينتهي الطريق أتمنى أن أحملك لبقية حياتي و تظلي بقربي دوما. تولين: حقا لا ينتهي الطريق إذا هااا ستنتهي حياتنا وقتها على يد والدك الأبله. تارا بضحك: إذا نجونا من هنا سأزوجك واادي العجوز هههههه. تقاطعها تولين بغضب: يالا وقاحتك، إخرسي و أكملي الطريق. تمضي تارا في طريقها لبضع دقائق لتصل نحو سيارتها أخيرا تفتح الباب و تسند تولين والتي تجلس داخل السيارة بصعوبة كبيرة ثم تدخل هي الأخرى وتأخذ المفتاح وتشغل السيارة وتنطلق بسرعة كبيرة مبتعدة عن ذلك المكان الذي أصبح كالجحيم.
عودة لدانيال والذي كان يجلس في البيت على أحر من الجمر في إنتظار أي خبر عن إبنته و تولين لكن دون جدوى فرجاله لم يتمكنوا من العثور عليهما، في هذه الأثناء يأتي الرجل الذي تعرض للضرب من قبل تارا فيخبر دانيال بما حدث له وكيف أنه تعرض للضرب من قبل تارا. تتصاعد الدماء لرأس دانيال ويصرخ قائلا: اللعنــــــــة أقسم أنه إن لم تحضروا الفتاتين لي قبل يوم الغد سأنهي حياة الجميع أتفهمووووون. عم الرعب في المكان ولم يتجرأ أحد منهم على فتح فمه أو الرد عليه فيكمل هو قائلا: هياااااا أغربوووا عن وجهي. يرحل الجميع و يبدؤون بالبحث من جديد على الفتاتين وسط الغابة وعلى أطرافها وهم يدركون ما ينتظرهم في حال لم يعثروا عليهما.
تقود سيارتها لساعات طويلة لتبتعد أخيرا عن جحيم والدها، كانت تولين في حالة صعبة جدا فآثار الضرب بادية على وجهها وجسدها، تنظر لها تارا بحزن وتقول: تحملي يا تولين لم يتبقى الكثير. تولين بصوت متعب و مجهد: لا تقلقي أنا بخير. تارا بحقد: سيدفع الجميع ثمن ما فعلوه بك، لن يهدأ لي بال قبل أن أنتقم منهم جميعا. تولين بصوت هامس: سيدفعون الثمن ثقي بذلك. تستمر تارا في قيادة السيارة لتصل أخيرا لمزرعة صغيرة تحتوي على كوخ بسيط، توقف سيارتها بجانب الكوخ وتقول: لقد وصلنا يا عزيزتي. تفتح تولين عينها ببطئ شديد لكن الصورة غير واضحة كأن ضبابا قد غشي عينا فتغمضهما من جديد. في هذه اللحظة يخرج كل من أحمد ونورة واللذان سمعا صوت السيارة فيتوجهان نحوها، تركض نورة نحو طفلتها وتبدأ بضمها وهي تبكي وتقول: الحمدلله أنك بخير يا عزيزتي. الحمدلله الذي أعادك لي. تارا بإبتسامة: أنا بخير يا أمي لا تقلقي. أحمد بفزع: تارا عزيزتي أين تولين؟ ترد عليه تارا قائلة: هي بالسيارة ساعدني لندخلها للبيت. يفتح أحمد باب السيارة فيجد تولين مغمضة عينيها و تئن بصوت ضعيف. أحمد بخوف: يا إلهي ماذا حدث لها؟ تارا: لا تقلق يا عم هي بخير تولين قوية. تحمل تارا تولين بين أحضانها و تخرجها من السيارة بمساعدة أحمد ونورة ويقومون بإدخالها للبيت، تسير تارا نحو الغرفة وتضع تولين فوق السرير و تطلب من والدتها أن تضمد جروح تارا وجرح يدها هي. يمر بعض الوقت وتنتهي نورة من إسعاف تولين و تارا و اللتان غرقتا في نوم عميق أثر التعب الذي تعرضتا له في هذا اليوم الصعب. ترى ما الأحداث الجديدة؟ وماذا ينتظر بطلتينا تارا و تولين؟