إمرأة تعلم جيدا متى تكون بقوة الرجال، هي لا تهزم، تلك التي إن وضعت في مقدمة المعارك لا ترحم، كيف تجمع بين كل الصفات وتظل هي فريدة من نوعها، لا أشباه لها هي الإستثناء في زمن كثر فيه التقليد...
ساءت الأمور وتحول المكان لساحة حرب، كانت الأصوات تتعالى من داخل مكتبها لتعلن مجيء السيد دانيال أو بالأحرى حدوث الكارثة...
يصرخ دانيال بأعلى صوته متوعدا الجميع بأن يجعلهم يدفعون ثمن ما حل بإبنته جراء ما تعرضت له من الإهانة، كان جاكسون يحاول التبرير وتهدئة الوضع عكس تولين التي كانت تجلس بكل هدوء و برود لتزيد من غضب دانيال والذي تحول إلى وحش كاسر. يصرخ دانيال على جاكسون قائلا: اللعنة عليك كيف تسمح لفتاة كهذه أن تمد يدها على إبنتي أنا. تولين ببرود: إسمي الضابطة تولين وليس فتاة كهذه. يشتعل دانيال غضبا ويقترب من تولين ويهمس: ستدفعين الثمن غال يا تولين أعدك بذلك. تولين بإستهزاء: حقا أخفتني ماذا ستفعل؟ دانيال بضحك: ههههههههه لا بد أن زي الشرطة هذا جعل منك شخص مغرور، فقط أمهليني بعض الوقت و ستصبحين في عداد الموتى. تعتدل تولين في جلستها وتنادي على الشرطي ستيف الذي يقف خارج مكتبها فتقول: شرطي. لحظات ويدخل ستيف فيلقي التحية عليها وعلى جاكسون. تولين بنفس البرود. هذا السيد دانيال سيظل الليلة هنا. إنه ضيفي، خذه للسجن المنفرد. جاكسون بصراخ: توووولين إخرسي الآاااان، هيا إنصرف أيها الشرطي. يصمت قليلا وقد بدت عليه علامات التوتر والخوف ثم يقول: أنا أعتذر نيابة عنها يا سيدي هي لاتدرك ما تقوله. تحاول تولين التكلم ليصرخ عليها جاكسون قائلا: تولين أنتي مفصولة لمدة أسبوع هيا إنصرفي. تخرج تولين وهي في قمة الغضب لتجد في طريقها تارا رفقة الشرطي وقد كانت تنظر لها نظرات شيطانية تتوعدها من خلالها بالجحيم المطلق. تخرج تولين دون أن تعيرها أي إهتمام وتعود لبيتها وهي تستشيط غضبا من تصرف السيد جاكسون والذي قد أساء لمهنته الشريفة. أما تارا فتعود للبيت رفقة والدها وما أن تصل حتى تدوي صفعة جديدة في وجهها من طرف أبوها. تضع تارا يدها على وجهها وتصمت دون أن تنطق بحرف واحد، ليصرخ عليها والدها قائلا: تكلمي هل تعودت الحصول على الصفعات أم ماذا؟ ينهي دانيال كلامه و يمسكها من كتفيها ويهزها بقوة صارخا عليها: كيف تسمحين لها أن تضربك، إبنة دانيال لا تهان هل تفهمين. تارا بغضب: سأجعلها تدفع الثمن غال أعدك بذلك. يبتسم دانيال بخبث ويقول: سأدع أمرها لك، أثبتي لي أنك فعلا إبنتي وأرني ما ستفعلينه بتلك العاهرة المدعوة تولين. تارا بحقد وغضب: سأجعلها تندم على اليوم الذي ولدت فيه أعدك بذلك. يضحك دانيال وينصرف لغرفته لتظل تارا لوحدها في فناء البيت فتخرج مسرعة وتتجه لقاعة الرياضة وتبدأ بتفريغ حمولة غضبها في الملاكمة ، وكيف لا تكون لكماتها قوية وهي تتخيل وجه تولين في كيس الملاكمة...
عودة لتولين والتي بمجرد ما أن وصلت للبيت حتى إرتمت بجسدها فوق السرير، كانت هادئة باردة من الخارج كــ جبل من الجليد عكس ما كان بداخلها، لقد أحست مجددا ببشاعة الكون و بالظلم، أرادت أن تطبق القانون ولأنها وفية ومخلصة في عملها تم فصلها لمدة أسبوع. تنظر تولين للسقف وقد إستقرت فوق عيونها غيمة كبيرة من الحزن حتى أنها كادت أن تتحول إلى سيل من الدموع، تخونها الكلمات في هذه اللحظة وتقول بصوت باكي: لم أعد أستطيع التحمل أكثر ليت حياتي إنتهت و فارقت الحياة مع والديا. تمد يدها المرتجفة وتمسح عيونها من الدموع. في هذه اللحظة يرن هاتفها معلنا وصل رسالة، تمسك تولين الهاتف وتقرأ محتواها «إستعدي للذي هو أسوء، ستندمين على اليوم الذي فكرتي فيه للحظة برفع يدك عليا إستمتعي بما تبقى لك من الوقت فـنهايتك قريبة جدا ...» تضغط تولين على الهاتف وتقول بغضب: اللعنة عليكي وعلى أمثالك.
ينتهي ما تبقى من اليوم ببطئ شديد، لـيحل الليل بسواده الداكن و ظلمته الحالكة،كانت تولين لاتزال مستلقية فوق سريرها تغط في النوم، لكنها تستيقظ فجأة على صوت طلقات نارية موجة نحو بيتها وبالتحديد نحو شرفتها تسحب هاتفها بسرعة كبيرة وتتصل على خوان والذي بمجرد ما أن سمع صوت الطلقات النارية حتى أخذ دورية من الشرطة وتوجهوا لبيتها على الفور لكن وللأسف وصلوا متأخرين. يدق خوان الباب عدة مرات فتفتح تولين. خوان بخوف: ماذا حدث أأنتي بخير. تحاول تولين تهدئته فتقول: لا تخف أنا كالقرد لا زلت بخير. خوان بغضب اللعنة عليهم يالهم من أوغاد. تولين بضحك: هههه لا بأس يا خوان لا يسعهم فعل شيء سوى التخويف لا تقلق سينالون عقابهم في الوقت المناسب. خوان والذي لا يزال مرتبك: حسنا سأطلب منهم العودة وأنا سأنام الليلة معك أقصد ببيتك. تنظر له تولين نظرات جانبية وتقول: تنام أين؟ أنت تمزح أليس كذلك؟ يرد عليها خوان قائلا: لست أمزح ماذا لو عادوا لن أدعك لوحدك. تولين بضحك: هههه لا تخف لن يعودوا هدفهم تخويفي ليس إلا لو أرادوا فعل شيء لفعلوه منذ البداية. تصمت تولين قليلا ثم تكمل: هيا إنصرف دعني أنام لا تنسى أني فصلت لمدة أسبوع كامل سأعتبرها إجازة. خوان بضحك: هههه ليتني أفصل ولو ليوم واحد. تضحك تولين على خوان ثم تودعه لتعود لبيتها وتبدأ في جمع الزجاج المكسور من الأرض. في هذه اللحظة يرن هاتفها فتجد رقم غريب. تجيب تولين وبمجرد ما أن قالت ألو حتى أتاها الرد من الطرف الآخر والذي لم يكن سوى تارا والتي بدأت بإستفزاز تولين قائلة: كيف كانت المفاجأة لا بد أنها نالت إعجابك أليس كذلك؟ ترد عليها تولين ببرود: لا بأس بها لعبة أطفال صغار لقد كسروا زجاج نافذتي لكنهم سيدفعون ثمنه لاحقا. تارا بحدة: لا تستعجلي كنت أستطيع القضاء عليكي بطلقة واحدة لكني لا أريدك أن تموتي بسهولة، سأتلذذ بقتلك تدريجيا. تولين بضحك: هههه لا تضيعي الفرصة مجددا قد تصبحين خلف القضبان قبل أن تتاح لك الفرصة لقتلي. تنهي تولين كلامها وتغلق الخط بوجه تارا والتي تحول إنتصارها فجأة لهزيمة نكراء. تضرب الهاتف على الجدار ليتحطم وتصرخ قائلة: ستدفعين الثمن يا تووولين.
ترى ما الأحداث الجديدة التي هي في إنتظار بطلتها تولين؟ وهل ستتمكن تارا من إيذاء تولين أم سيحصل العكس؟user42630220