البارت24

634 39 2
                                    


ليلة شتوية رعدية كان الجو بارد قاسي لا يرحم تترقب تارا حركة الرجال من شرفة البيت لم يعد أمامها حل سوى المواجهة رغم إدراكها خطورة الأمر إلا أنها إختارت أن تجازف من أجل حبيبتها تولين. تمسك تارا المسدس بين يديها وتخرج من البيت تقترب ببطئ شديد من الرجل الأول والذي كان يحرس فناء البيت فتقوم بتسديد ضربة قوية بمسدسها على دماغه توقعه أرضا مغمى عليه. في هذه اللحظة تسترجع تارا أنفاسها فهي شعرت للحظة أن شريط حياتها يمر أمام عيونها وأن نهايتها باتت وشيكة، تستجمع قواها وتذهب للتخلص من الرجل الثاني والذي كان يبدو أكثر خطورة وضخامة من الأول، لكنها تتراجع وتفكر في طريقة أسهل تتمكن من خلالها من التخلص منه دون جهد. تذهب تارا نحو الرجل الضخم المدعو ستيف كانت خطواتها ثابتة حاولت أن تتصرف كأن شيئا لم يكن. في هذه اللحظة أحس ستيف بحركة ورائه فأشهر سلاحه وقال: من هنااااك؟ تارا ببرود: تمهل هذه أنا أيها المعتوه. ستيف: أعتذر يا سيدتي لم ألمحك ثم ماذا أخرجك في هذا الليل وجودك خارج البيت يعد خطر عليكي. تحك تارا أنفها وتقول: أريد منك خدمة يا ستيف وأنا أعلم أنك لن ترفض لي طلب. يبتسم ستيف ويقول: أوامرك مستجابة بدون منازع يا سيدتي فقط أطلبي. تقترب منه تارا لحد كبير وتضع يدها على صدره وتقول: إنها ليلة طويلة وأنا سئمت الجلوس هنا أريد منك أن تتجه نحو المدينة وتحضر لي شراب وطبعا أنا أدعوك لتتناول الشراب معي. يبتسم ستيف إبتسامة جانبية ويقول: يسعدني أن أنضم لك يا سيدتي لكني كلفت بالبقاء هنا وحراسة البيت لا أستطيع المجازفة. تارا بإنفعال: أترفض طلبي يا ستيف يوجد من يحرس البيت غيرك أستطيع أن أكلف غيرك بإحضار الشراب لكني إخترتك أنت. تصمت تارا قليلا وتقول: لا بأس لا تذهب سأطلب من خوان أن يحضر لي الشراب هو لن يضيع الفرصة أبدا. ستيف: إنتظري سأذهب أنا لن أضيع فرصة كهذه يا سيدتي، سأغادر مشيا على الأقدام لا أريد أن يكتشف أحد أني خالفت أوامر سيدي دانيال كي لا أعاقب. تارا بإبتسامة: لا بأس أنا بالبيت أنتظرك لا تتأخر. يبتسم ستيف ويغادر خلسة وهو لا يعلم أنه وقع في الفخ وأن تارا كان هدفها أن تتخلص منه. في هذه الأثناء تتنفس تارا نفسا طويلا وتقول: افففف الحمد لله لم يظل أمامي سوى ذلك المعتوه خوان لكن كيف أتخلص منه؟ في هذه الأثناء يتحدث خوان خلفها ويقول: ههههههه أتظنين أن بإمكانك التخلص مني يا إبنة دانيال؟ هيا ضعي سلاحك جانبا قبل أن أفجر رأسك اللعين. تارا بضحك: هههههههه أتظن أنك تمتلك الشجاعة الكافية لفعل ذلك لا تنسى أني إبنة سيدك أيها الأحمق لو حاولت إيذائي سيكون الثمن حياتك. خوان والذي لا يزال موجها سلاحه نحو تارا: لا أعتقد أن والدك سيعارض موتك عندما أعلمه بأنك تنوين مساعدة عدوته اللدودة تولين. هيااااا ضعي سلاحك جانبا الآن. ترمي تارا سلاحها جانبا وتلتفت لخوان تنظر له نظرات نارية وتقول: ستدفع الثمن غال. هوان بضحك: هههههههههه لا تشغلي بالك بي الآن فكري في نفسك.
يسحب خوان تارا لداخل البيت وبالتحديد للغرفة التي توجد بها تولين فيقوم بتقيدهما  على الكراسي ويتصل على دانيال ويخبره بما حدث. جن جنون دانيال في تلك اللحظة لما حاولت إبنته فعله فيطلب من خوان أن يجعل تارا تكلمه. يقترب خوان من تارا ويقول: هيا أيتها الصغيرة والدك يريد أن يكلمك. تارا ببرود: هيااا فك قيودي أيها اللعين. خوان بضحك: هههههه ليس الآن  يا عزيزتي والدك أمرني أن أبقيكي هكذا هيا تحدثي معه. يضع خوان الهاتف على أذن تارا والتي وبمجرد ما أن سمعت صوت والدها حتى كاد أن يغمى عليها. تارا بتردد: ألو. دانيال بصراخ: يا إبنة العاهرة أيتها اللعينة أهذا جزائي أقسم أن موتك سيكون على يدي. تساعدين عدوتي أيتها اللقيطة. تارا ببرود: لقيطة لأنني إبنة رجل مثلك. دانيال بغضب: أين ذهبتي بنورة تكلمي هي ليست بالبيت أنتي من حرضتها لتغادر أليس كذلك؟ تارا بنفس البرود: نورة أمي وإن ظننت أني سأخبرك أين هي فأنت مخطئ شيء آخر  إن كنت محظوظ فستتمكن من قتلي لأنك إن لم تفعل ذلك فستكون نهايتك على يدي. تنهي تارا كلامها وتصرخ على خوان طالبة منه أن يبعد عنها هاتفه اللعين. يتحدث خوان في هذه الأثناء مع دانيال والذي يطلب منه أن يبقي على الفتاتين بالبيت حتى يأتي هو ويتصرف معهما ويتخلصى منهما للأبد. ينهي خوان الإتصال وينظر نحو تولين والتي كانت تنظر له بحقد وغل فيقول: ههههههههه عزيزتي تولين صديقتي المقربة أعتذر عن كل ما حدث لكني مجبور. أحببتك وأحببت صداقتنا كثيرا لكني أحب نفسي أكثر لا أريد أن أموت فقير. تولين ببرود: ستموت ميتة الكلاب أيها الخائن. يقترب خوان ويجلس أمامها ويقول: لا بأس لن ألومك على سوء كلامك معي كلها ليلة و ستموتين سأخرج الآن إستمتعي بليلتك هذه مع تارا إلى اللقاء يا عزيزتي. ينهي خوان كلامه ويغادر الغرفة لتظل كل من تارا وتولين معا. كان الصمت سيد المكان ظلت تارا تنظر لتولين نظرات جريئة أما تولين فكانت ترمق تارا بنظرات نارية قاسية وتقول: ماذا؟ هل أعطيكي صورتي لتكفي عن النظر لي بهذه الطريقة؟ تارا بسخرية: تعطيني صورتك؟ هههههه أنتي مقيدة ولا تستطيعين حتى تحريك يدك وحك أنفك. تولين بصراخ: إخرسي أيتها اللعينة كل ما أنا عليه الآن  بسببك. تفتح تارا عينيها على وسعها وتقول مدعية الدهشة: هاااا بسببي أنا ليسامحك الله هذا جزائي وأنا جئت لأنقذك من هؤلاء الأوغاد. ترد عليها تولين قائلة: تنقذيني؟ ههههه نعم نعم والدليل أنك أصبحت أسيرة مثلي. تبرق عيون تارا وتقول: لا يهم يكفيني أن نهايتي ستكون معك يا حبيبتي. ترد عليها تولين قائلة: أقسم بأنك فعلا مجنونة. تارا: هذه شهادة أعتز بها سأحاول محاولة أخيرة لأخلصك من هذه الورطة عساني أفلح في ذلك. تنهي تارا كلامها وتنظر لأرجاء الغرفة فتجد قنينة زجاجية مرمية في زاوية الغرفة فتقول: وجدتهاااا. تولين بعدم فهم: وجدتي ماذا؟ تنظر تارا نحو القنينة وتقول: هذه ستساعدني في فك الحبال عني فقط راقبي ما سأفعله. تنهي تارا كلامها وتبدأ بالقفز بالكرسي محاولة الوصول للقنينة لتفلح في ذلك بعد لحظات قصيرة. تستمر تارا بتحريك الكرسي فوق القنينة حتى تنكسر وتتحول إلى قطع زجاج فتقول: لقد نجحت لم يظل سوى القليل عليا الآن الوصول للزجاجة وتمزيق الحبل بها. تولين: إنتبهي ستؤذين نفسك. تارا بضحك: ههههه لا تقلقي لا أعتقد أن هذه الزجاجة ستؤذيني مثلما سيفعل والدي غدا. تنهي تارا كلامها وتسقط بالكرسي لتصبح لتصبح يدها قريبة من الزجاجة فتقول: اااااخ ضهري كسر اللعنة عليك يا والدي. تحاول تارا مد يدها و إلتقاط الزجاجة لكنها لا زالت بعيدة عنها قليلا، تستمر في محاولة الوصول لها حتى تتمكن من ذلك لاحقا فتبدأ في تمزيق الحبل بقطعة الزجاج لكنها تجرح نفسها فتصرخ: ااااه يدي تنزف اللعنة. تنظر لها تولين وتقول: توقفي أيتها المجنونة لقد جرحتي يدك. تارا بحماس: كدت أنتهي لا تقلقي هو جرح بسيط فقط يا حبيبتي. تولين: حسنا إنتبهي لنفسك. يمر بعض الوقت وتتمكن تارا من فك الحبل عن يدها فتقول: أخيراااا لقد نجحت.تنزع تارا الحبال عن قدمها وتذهب نحو تولين وتفك وثاقها هي الأخرى، تقف تولين بصعوبة بعدما سندت نفسها على تارا وتقول: تارا دعيني هنا و أهربي أنتي لا أتوقع أنني أستطيع الهروب. تقاطعها تارا قائلة: اششش سنهرب سويا لا تقلقي. تولين بصراخ: قلت دعيني و أهربي ألا تفهمين هيا أنقذي نفسك. تنظر تارا لها وتقول: حياتي ملكك إما أن نهرب معا أو نموت سويا. تولين ببرود: لن أحبك مهما فعلتي فلا تتعبي نفسك. تبتسم تارا ولا تقول شيئا فهي تعلم أن تولين صادقة فيما تقوله وهي لا تلومها أبدا على ذلك.

سجينة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن