البارت 31

745 43 5
                                    


ليتني أستطيع التعبير والبوح بما ينتابني، تجمدت الكلمات بداخلي و إرتجفت الحروف على شفاهي فعجزت عن الكلام، ماذا فعلتي بقلبي الذي يهواكي و يريدك رغم الخصام، وكيف أقنع نفسي التي إعتادت أن تراكي خصما يكرههها أنك أتيت لها بالحب والسلام وكيف  أقنع عيوني أن نظراتك مليئة بالأمان وأن لمسة يديك لم تعد باردة، إني أخاف من لحظات السعادة القصيرة أن تنتهي و ترميني بعدها بسهام الأحزان وإن كان حبك شفقة فإنني بالعزة أفتخر و بالكبرياء أصنف سيدة النساء...
تقفز تارا مبتعدة عن تولين وهي مذعورة وتصرخ: لااااا كفى. تولين بحيرة: ماذا؟ تنظر لها تارا نظرات غضب وتضحك بهستيريا وتقول: ههههههه حقا تحبيني؟ لغاية أمس كنت عدوتك كيف تحبيني إذا؟ تقترب تولين من تارا و تمسكها من يدها وتقول: الحب غير مشروط بالوقت أحبك وكفى. تارا بضحك: هههههه تشفقين عليا هذا هو الصحيح. تنظر تولين نحو تارا نظرات دهشة وتقول: أتمزحين؟ تارا بهستيريا: أمزح ههههههه حقا الأمر أصبح مزحة سأخبرك لما وقعت في حبي الآن  . تولين بإصغاء: هيا تكلمي. تارا بغضب: لأنني مسكينة أرى نظرات الشفقة في عينك تشفقين عليا لكوني إبنة المجرم دانيال ولأنني فتاة تعيسة، تشفقين عليا لكوني أحبك حبا مجنونا، تشفقين عليا لأن نهايتي السجن. تولين بصراخ: اللعنة على تفكيرك يا تارا  أتظنين أن المشاعر عندي لعبة؟ أنا حقا أحبك. تقاطعها تارا قائلة: أعتذر يا تولين تارا لم تعد تريد حبك. تنظر تولين نحو تارا بعدم تصديق نظرات طويلة ثم تقول: حسنا يا آنسة تارا إعتبري أني لم أقل شيئا  وأن كل الذي يجمعنا مجرد قضية وستنتهي عن قريب. تارا ببرود: هذا أفضل. تنهي تولين كلماتها وتغادر الغرفة أما تارا فتسقط أرضا وتبكي بحرقة وهي تردد: أنا آسفة يا حبيبتي.
تخرج تولين مسرعة للخارج كانت في هذه اللحظات أشبه بوحش كاسر  فهي لم تعتد الخسارة فكيف لتارا أن تحرجها بهذه الطريقة تجلس تحت شجرة كبيرة في باحة البيت فيلحقها أحمد والذي لاحظ غضبها فيقول: مالذي حدث يا عزيزتي؟ تولين ببرود: لم يحدث شيء اليوم سأغادر يجب أن أسلم الأدلة للشرطة و أتأكد من أن دانيال و شركاؤه سينالون عقابهم. أحمد بخوف: ماذا عن تارا؟ ترد عليه قائلة: ستذهب معي وتسلم نفسها هذا أنسب حل لها. يتنهد أحمد بحزن ويسعدك ويقول: كان الله في عونكما يا صغيرتي. تنظر تولين لأحمد وتقول: هل بإمكانك أن تكلم تارا وتخبرها أننا سنغادر بعد قليل؟ يحرك أحمد رأسه ويغادر ليخبر تارا أما تولين فتظل جالسة تنظر نحو الحمدلله الفراغ وفكرها مشتت بين الخوف على تارا وبين مشاعر الحب التي تكنها لها وبين عزة نفسها التي قد أهينت منذ قليل.
يمر الوقت بسرعة شديدة تستعد تولين وتارا للمغادرة، كانت هذه أصعب اللحظات التي مرت بها تارا في حياتها حيث أنها كانت تودع والدتها بقلب مكسور لا يرغب في الرحيل لكنها تتماسك وتدعي القوة كي لا ترى والدتها محطمة. ظلت نورة تحضن تارا لوقت طويل وهي تبكي دون توقف، لم يكن حال أحمد بأحسن فعيناه تدمع لفراق تلك الفتاة المجنونة التي تدخل على قلبه السرور والبهجة، أما تولين فلقد إختارت الإنتظار فالسيارة فهي لا تحب لحظات الفراق و الوداع. يمر بعض الوقت وتنطلق كل من تولين و تارا نحو المدينة وبالتحديد لمقر النيابة العامة، كانت الطريق رغم طوله قصير على تارا فهي كانت تخشى الوصول، أما تولين فكل ما شغل بالها طوال الطريق هي تارا التي إقتحمت حياتها. عم الصمت في السيارة وكان الهدوء سيد الموقف لتتكلم تولين أخيرا وتقول: لقد وصلنا. في هذه اللحظة كاد قلب تارا أن يتوقف، تنظر نحو الخارج وتقول بضحك: ههههه لأول مرة في حياتي أشعر بالخوف هكذا. شعرت تولين بوخز في قلبها عندما سمعت كلمات تارا لكن كبريائها يمنعها من التعامل مع تارا بأي شكل من الأشكال بعد الذي حدث بينهما في البيت.
في مكان آخر كانت نورة في حالة سيئة جدا لم تفارق الدموع عيناها منذ أن غادرت تارا البيت، حاول أحمد جاهدا أن يهدئها لكن دون جدوى فكيف لقلبها أن يطمئن وطفلتها تواجه مصيرها المحتوم. في هذه الأثناء تتصل تولين عليهما و تبلغهما أن تارا قد سلمت نفسها وأن الأدلة أصبحت لدى الشرطة. سقطت نورة أرضا تبكي وتصرخ قائلة «إبنتي، إبنتي» أما أحمد فلم يعد يستطيع منع نفسه من البكاء فحال تارا يشفق عليه من كان بدون قلب...
كانت خلف القضبان تجلس في وحدة وسكون، تنظر نحو اللاشيء و دموعها متحجرة في عيونها، لم يصبها الذعر بقدر ما أصابها الحزن على حياتها التي إنتهت في السجن، يمر بعض الوقت وتدخل عليها تولين تنظر لها تارا نظرات حزينة وتزيح نظرها جانبا دون أن تتكلم. تقترب تولين وتجلس بجانب تارا وتقول: أعدك سينتهي الأمر بسرعة سأفعل كل الذي بوسعي لأخرجك من هنا في أقرب وقت. تارا ببرود: لم يعد يهمني أن أخرج من هنا أن فقط أريد منك أن تهتمي بأمي. تمسك تولين يد تارا وتقول: إطمئني سأعتني بها جيدا ليوم يطلق سراحك وتعودين لها. تارا بإبتسامة مكسورة: شكرا تولين. تصمت تارا قليلا وتكمل: هل عدتي لعملك أليس كذلك؟ تولين بإبتسامة: نعم. تارا: هذا جيد بالتوفيق. تنظر تولين نحو ساعتها وتقول: لقد تم إلقاء القبض على جاكسون وأصبح خلف القضبان، سنداهم بيت والدك على الثانية عشر ليلا، و سأرسل دوريات شرطية لشركاء والدك ورجاله تمني لي التوفيق. تارا بصوت هامس: بالتوفيق تولين. تغادر تولين لتظل تارا لوحدها من جديد وهي مشتتة الفكر كأن مشاعرها قد ضاعت منها فلم تعد تشعر بشيء.
في مكان آخر يرن هاتف دانيال فيجيب ليجد أن المتصل أحد شركائه والذي يقول: دانيال نحن في ورطة حقيقية لقد تم إلقاء القبض على جاكسون لقد أصبحنا في ورطة. دانيال بإرتباك: متى وكيف حصل هذا؟ الرجل بتهديد: يبدو أن إبنتك وتلك الشرطية اللعينة من فعلا ذلك أقسم أني سأجعلها تندم. يقول يقاطعه دانيال قائلا بحقد: ستكون نهايتها على يدي. يرد عليه الطرف الآخر قائلا: لا وقت لهذا الكلام سأمر عليك الليلة على الثانية عشر ليلا لنغادر البلد حتى نتأكد أنه لا يوجد خطر علينا. دانيال: حسنا سأكون بإنتظارك. ينهي الرجل الإتصال وينظر نحو تولين ويقول: لقد فعلت ما طلبته مني دعيني أغادر الآن كما إتفقنا. تضحك تولين وتقول: هههههههه حقا تريد الرحيل؟ ستغادر نحو الجحيم ستدفع ثمن كل الجرائم التي قمت بها. الرجل بغضب: لم يكن هذا إتفاقنا. تولين: أنا لا أتقف مع المجرمين أخيرا ستنام روح والدتي بسلام. تنهي تولين كلامها و تؤشر للشرطي ليأخذ الرجل للسجن أما هي فتعقد إجتماعا مع بعض القادة ليضعوا خطة يقومون من خلالها بالقبض على دانيال ورجاله...
حل الليل وإنتشر الظلام في كل المكان كان دانيال ينتظر شريكه على أحر من الجمر فهو يدرك خطورة ما ينتظره.أما تولين فقد حاوطت بيت دانيال رفقة العديد من رجال الشرطة والذين أمرتهم بمداهمة البيت. حاول رجال دانيال التصدي للشرطة لكنهم لم يفلحو في ذلك فقد كان عدد الشرطة أكبر منهم. سمع دانيال صوت إطلاق النار فتأكد من أن المصيبة التي كان يخشى حدوثها قد حدثت فيحمل سلاحه ويحاول مغادرة البيت من الباب الخلفي لكنه يجد العشرات من رجال الشرطة واقفين أمام الباب موجهين أسلحتهم له. في هذه اللحظة تأمره تولين برفع يده وأن أي محولة منه للهروب ستجعلها تطلق النار عليه. ينظر لها دانيال بحقد ويقول: ستكون نهايتي لكني سأقتلك قبل ذلك. ينهي دانيال كلامه ويسدد سلاحه بإتجاه تولين ويحاول إطلاق النار عليها لكن رصاصة تولين تستقر برأسه قبل ذلك ليسقط دانيال غارقا في دمائه...
يتكفل رجال الشرطة بالبقية أما تولين فتعود وتخبر تارا بموت والدها لكن تارا لم تبدي أي رد فعل بل تقول: لقد نال ما يستحقه ليته قد مات منذ صغري وقبل أن يدمر حياتي. أحست تولين بالحزن على تارا فهي تعلم جيدا أن تارا ليست سوى ضحية في ألعاب والدها الخبيثة.

سجينة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن