البارت 19

666 40 2
                                    


تعود تارا لبيتها رفقة والدتها وتتصرف كل منهما بطريقة طبيعية كأن شيئا لم يكن. كانت تارا تستشيط غضبا لمجرد رؤية ذلك الوحش الذي هو والدها أرادت مرارا أن تنقض عليه و تبرحه ضربا لكنها منعت نفسها لإدراكها خطورة وعواقب القيام بمثل هذا الشيء...
في مكان آخر تجلس تولين في المقهى في إنتظار المدعوة شهد والتي تأتي رفقة خوان بعد بضعة دقائق. تجلس شهد مقابلة لتولين وتقول: مالذي تريدينه مني أيتها الحلوة؟ لم طلبتي مقابلتي؟ تنظر لها تولين من أعلى رأسها لأسفل قدمها وتقول: لدي عرض جيد لكلينا ولا أظن أنك ستمانعين. تشعل شهد سيجارة وتأخذ نفس عميق وتقول: وما هذا العرض. تعتدل تولين في جلستها وتعيد ضهرها للخلف وتقول: تارا. في هذه اللحظة تتغير ملامح وجه شهد وتقول: لا أعرف أحدا بهذا الإسم عليا أن أنصرف لا تضيعي وقتي مجددا. تولين ببرود: أعتقد أنك لا تودين أن تمضي بقية حياتك في السجن لذا يتوجب عليكي مساعدتي وفي المقابل سأدفع المبلغ الذي ترغبين فيه. تبتسم شهد إبتسامة جانبية وتقول: هل تظنين أني غبية أساعدك ثم ترميني في السجن بعد أن تصلي لغايتك ثم إن اللعب مع تارا يعد اللعب مع الموت. ترد عليها تولين: لا مصلحة لي بذلك عدوتي هي تارا وليس أنتي. تبتسم شهد بخبث وتقول: أملك ما يدين تلك الحمقاء لبقية حياتها لكن الثمن سيكون غالي جدا لذا فكري مجددا. تولين: لكي أن تطلبي ما تريدينه سأدفع. تتفق تولين مع شهد على أن تدفع مبلغ كبير مقابل أن تسلمها شهد صور ومستندات تدين تارا وتثبت جرائمها. ينصدم خوان من عرض تولين ويقول: أتمزحين يا تولين كيف ستحصلين على مثل هذا المبلغ؟ ثم كيف تثقين في هذه الفتاة؟ تولين بضحك: هههههههه هذه مهمتك أريد أن تؤمن لي هذا المبلغ. يفتح خوان فمه كعلامة على الدهشة ويقول: أتمزحين لو أني أملك نصف هذا المبلغ لقدمت إستقالتي من هذه المهنة المتعبة. تنظر له تولين وتقول: يالك من سخيف سيكون المبلغ مزور أقدمه لشهد وآخذ منها الصور ثم ستقبض عليها أنت رفقة الشرطة بتهمة تزوير الأموال وبهذه الطريقة أكون قد حصلت على ما أريد ووضعتها هي في المكان الذي تستحقه. خوان بضحك: ههههههه بركاتك يا شيخة ياكلي من مخططة ماهرة. أخبريني متى تريدين هذا المبلغ؟  تولين بإبتسامة: أريده الليلة لأني سأقابل شهد غدا صباحا. خوان: إعتبري أن المبلغ أصبح جاهزا.
في مكان آخر كانت تارا في غرفة والدها تبحث بين أغراضه علها تجد شيئا يساعدها على إدانته لكنها تشعر بالإحباط لأنها لم تجد شيئا يذكر. تخرج من الغرفة وتتوجه لغرفة والدتها وهي محبطة وتخبرها عن عجزها عن إيجاد أي دليل يدين والدها. نورة مهدئة إياها: لا تقلقي يا عزيزتي مصيره أن يكشف والدك خبيث جدا لا أظن أنه سيحتفظ بملفات تدينه. تارا بغضب: لن أستسلم سأتوجه الليلة للشركة وأبحث في مكتبه لا بد أن أعثر على شيء ما. نورة بخوف: يستحيل أن أدعك تذهبين للشركة ليلا لو إكتشف هو الأمر يقتلك دون تردد. تارا بإبتسامة: لا تقلقي يا أمي سيكون كل شيء بخير، إن لم أجازف لن أصل لشيء لابد من أن أتخذ مثل هذه الخطوة. تضم نورة طفلتها لصدرها وتقول: كان الله في عونك يا صغيرتي.
حل الليل و إنتشر الظلام في الأرجاء إجتمعت تارا على مائدة العشاء رفقة والدها كما إعتادت دوما. كان دنيال يتناول طعامه في صمت لكنه يضرب رأسه قائلا: اللعنة نسيت هاتفي في الشركة. تلمع عيون تارا و تنتهز الفرصة فتقول: سأذهب الآن للشركة وأحضره لك لا تقلق. يبتسم دانيال وينظر لها ويقول: جيد لقد أصبحت فتاة مطيعة. تبتسم تارا ولا تقول شيئا.
يمر بعض الوقت وتصبح تارا في الشركة تحديدا في مكتب والدها. ظلت تقلب بين الأوراق والملفات عساها تجد شيئا يفيدها لكن دون جدوى كان الإحباط يسيطر عليها فشعرت بالغضب الشديد.تمسك بالمزهرية  محاولة رميها على الجدار لكنها تتوقف عندما رأت تلك الخزنة المعلقة على الجدار. تبتسم تارا إبتسامة جانبية وتقول: لا بد أن هذه الخزنة الجميلة تحتوي على كنز ثمين. تحاول تارا فتح الخزنة مرارا وتكرارا لتنجح في الأخير تسحب الأوراق التي بداخلها وتبدأ بقرائتها وهي تضحك شاعرة بالإنتصار. فقد وجدت ما يدين والدها وشركائه وما يثبت أن هذه الشركة تقوم بأعمل غير شرعية وأن بعض رجال الشرطة متورطين مع والدها. تسحب تارا الأوراق وتغلق الخزنة وتغادر متجهة لبيت تولين. تطرق تارا الباب عدة مرات لتفتح تولين والتي تتغير ملامحها للغضب فتقول: ماذا أتى بك الآن؟ تارا بضحك: ههههههه لقد إشتقت لك فأتيت. تولين بغضب: كفاكي سخرية وتحدثي مالذي أتى بك؟ تارا بإبتسامة: أهكذا تستقبلين ضيوفك يا حبيبتي لا بأس لقد أتيت لرؤية عم أحمد لن أطيل البقاء هنا. تولين ببرود: حسنا تفضلي. تدخل تارا البيت وتتجه لغرفة أحمد تسلمه تلك الوثائق وتطلب منه أن يحافظ عليها ولا يعطيها لأي شخص وأن يسلمها لها عندما تعود هي لأخذها. يستلم أحمد الوثائق منها و يخبأها دون أن يسأل عن محتواها فهو يثق بتارا عكس تولين التي لا تثق بتارا على الإطلاق. تودع تارا أحمد وتستعد للخروج ليوقفها صوت تولين التي تقول: يبدو أن قصر والدك أصبح مملا بالنسبة لك حتى أصبحتي تأتي لبيتي يوميا. تارا بإبتسامة: كلامك صحيح نوعا ما. أحست تولين أن تارا تحاول إستفزازها فتقول: أعدك أني خلال فترة قصيرة سأرمي بك وراء القضبان ستمضين بقية حياتك في السجن. تقترب منها تارا لحد كبير وتقول: إفعلي ذلك لكن تأكدي بعد خروجي من السجن سأتزوجك. ترتبك تولين من قرب تارا منها بتلك الطريقة وتدفعها بعيدا عنها وتقول: أنتي حقا مجنونة بت متأكدة من ذلك. ترد عليها تارا: مجنونة بك وليتني قابلتك منذ زمن طويل ما كنت أنا مجرمة ولا كنتي أنتي لتكرهيني لكني أعدك سأصحح كل شيء لأجلك. تنهي تارا كلامها وتخرج تاركة تولين غارقة في أفكارها فتقول: مالذي تقصده بأنها ستصحح كل شيء مالذي تنوي فعله هذه المجنونة؟ 
تعود تارا للبيت وتسلم والدها الهاتف الخاص به وهي تنظر له نظرات نارية كأنها تتوعده بأن تجعله يدفع الثمن ثم تغادر لغرفتها، تستلقي فوق السرير وتحاول النوم لكن دون جدوى، تمسك هاتفها وتتصل على تولين والتي ترد بسرعة كأنها كانت تنتظر هذا الإتصال. تولين: ألو. تارا بإبتسامة: ههههههه جيد جدا أصبحتي تردين على إتصالي بسرعة. تولين ببرود: ماذا تريدين؟ تارا: أريدك أنتي أنا أحبك. تقطع تولين الإتصال فورا فكلام تارا يوترها لحد كبير. تلعن تولين نفسها قائلة: اللعنة مالذي يحدث لي لا يمكن أن أتأثر بكلام تلك المخادعة.

سجينة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن