البارت 8

807 37 2
                                    

تمر الأيام تتلوها الأيام و تولين رهينة عند تارا تذيقها كل أنواع العذاب والذل بغية الإنتقام منها... صباح يوم جديد تستيقظ تولين على رائحة القمامة، تفتح عينيها وتنظر نحو تارا بحدة وتصرخ: سأقتلك أيتها العاااااهرة، كيف تتجرئين وتلقي القمامة فوقي هيااااا فكي قيدي وسأريكي. تضحك تارا بصوت عالي وتقول: أتزعجك القمامة حقا؟ أنت تنتمين لها يجب أن تتعودي عليها أيتها الضابطة. تولين بصراخ: الأيام بيننا أيتها العاهرة ستندمين. تتغير ملامح تارا بمجرد سماع كلمة العاهرة، تلك الكلمة التي صنعة عقدة في حياتها منذ الصغر فتسرع نحو تولين وتنهال عليها بالضرب وهي تردد بطريقة جنونية: أنا لست عاهرة هل تفهمين. العديد من اللكمات إستقرت على وجه تولين لتغرق في دمائها ويغمى عليها أما تارا فلا تزال في قمة الغضب تبتعد عن تولين قليلا وتقول: هذا جزائك أيتها الحقيرة تستحقين ذلك فعلا. تنهي كلامها وتخرج من البيت تاركة تولين في حالة يرثى لها. تستقل تارا سيارتها وتقود بطريقة جنونية لا وجهة لها فقط تمضي في تلك الطرقات دون تخطيط ليسوقها القدر للمكان الذي إعتادت الذهاب إليه ألا وهو ذلك الشاطئ. تجلس تارا في سيارتها لبعض الوقت ثم تنزل وتتمشى قرب الشاطئ وهي عالقة في ذكرياتها الأليمة، تخونها الخطوات فتسقط فوق الرمال و تنهار باكية بصوت عال وهي تردد: لم فعلتي ذلك بي أنا لا أستحق هذا كله لم أنجبتني في هذه الحياة إن كنتي ستتخلين عني. في هذه اللحظة تسمع تارا صوتا خلفها فتلتفت لتجد ذلك الشيخ من جديد. لكن هذه المرة لم يكن الشيخ يبتسم كانت ملامحه باهتة يكسوها الحزن والألم، يقترب منها ببطئ وهو يردد: مابال الحياة أصبحت ترتدي لون السواد، من تعود زيارتي فارقني، أي هجران هذا الذي صنعه الأحبة، خلتهم أهلي لكنهم فارقوني... تنظر تارا نحوه بعدم فهم وتقول: ماذا حل بك أيها العجوز؟ يجلس أحمد بجانبها وينظر نحو البحر ويقول: مر أسبوع ولم تأتي إبنتي لزيارتي يصمت الشيخ قليلا ثم يكمل بصوت حزين: أنا الغريب لا أهل لي ، لم عساها تزورني، لا بد أن عملها منعها من زيارتي. تارا بغضب: كفاك أي عمل هذا الذي يمنع الفتاة من زيارة والدها؟ أحمد بحزن: هي  ليست إبنتي، أنا وحيد لا عائلة لي مشرد منذ زمن بعد أن توفت زوجتي ليس لدي أولاد. تارا بعدم فهم: إذن لم قلت بأنها إبنتك؟ يرد عليها الشيخ قائلا: بعد وفاة زوجتي منذ ما يقارب السنة ضاقت بي الحياة ولم أعد أجد سببا لأعيش، في ذلك اليوم قررت أن ألتحق بزوجتي و أذهب إليها. يصمت الشيخ قليلا ويكمل: كان البحر يومها مضطرب كحال قلبي إقتربت منه رغبة في الغرق كنت سأنهي حياتي لكنها تدخلت و أنقذتني في آخر لحظة. أخذتني لبيتها و إهتمت بي إلى أن تعافيت. حاولت جاهدة أن تعلم سبب فعلتي تلك وعندما أخبرتها بفقدي  لزوجتي، أخبرتني أنها فقدت والديها منذ طفولتها وكيف ضاقت الويل في الميتم. يصمت الشيخ قليلا ويبتسم ويقول: هي علمتني النضج والحكمة رغم صغر سنها لقد إعتبرتني بمقام والدها وكانت تزورني دوما  حتى أنها عرضت عليا أن أقيم ببيتها وأنا رفضت ذلك، لا أعلم لم لم تأتي لزيارتي أتمنى أن تكون بخير فقط. تارا: هل لديك عنوانها؟ يرد عليها أحمد قائلا: نعم لقد ذهبت مرارا لبيتها لكن يبدو أنها ليست هناك. تارا بحماس: لا بأس يا عم أحمد لنجرب مرة أخرى وإذا لم نجدها سأسأل جيرانها لا بد أن أحدهم يعلم أين ذهبت. يبتسم الشيخ ويقول: جزاك الله خيرا يا عزيزتي سأخبر تولين عنكي وسأعرفكما على بعض ستحبينها كثيرا لأنها طيبة مثلك. تارا بإستغراب: من تولين؟ يرد عليها أحمد: إبنتي التي حدثتك عنها. تارا بصدمة: لا يعقل أن تكون هي. هذا مستحيل. لاحظ الشيخ شحوب وجه تارا فيسأل قائلا: ماذا حدث يا عزيزتي؟ تارا بـتلعثم: هاااا لا شيء. أخبرني أين يوجد بست تولين هذه؟ يخبرها الشيخ عن العنوان بالتفصيل وهنا الصدمة الحقيقية لتارا، إذ أن تولين التي يبحث عنها الشيخ ليست سوى تولين التي إحتجزتها هي منذ أسبوع. تارا بغضب: اللعنة تباااااا. سنظر لها أحمد بإستغربا ويقول: هل من خطب؟ تارا بإنزعاج: سآخذك لرؤية إبنتك لكن عدني ألا تخبر أحد عن مكانها. الشيخ بإستغراب: هل تعلمين أين هي؟ تارا بتعلثم: ستزورها اليوم يا عمي وليحدث ما يحدث. الشيخ بعدم فهم: ماذا تقصدين بــليحدث ما يحدث؟ تارا: ستعلم لاحقا  ماذا أقصد. تنهي تارا كلامها وتستقل سيارتها رفقة الشيخ وتقود بسرعة عائدة لبيتها...
ترى مالذي تخبؤه الأحداث لبطلتنا تارا وتولين؟

user42630220

سجينة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن