البارت 18

709 38 5
                                    


تولين لا تلوى ذراعها ولا مكان للمشاعر في حياتها، لا يستطيع أي شيء أن يستنزف قوتها ولا أن يجعلها ضعيفة، تعرف جيدا متى تضع حدا لكل شخص يحاول التقرب منها كحال تارا، فهي في نظر تولين مجرمة ويجب القبض عليها في أسرع وقت ممكن. تدخل تولين مكتبها وتطلب مقابلة خوان على الفور. يطرق خوان باب المكتب عدة طرقات ويدخل وهو يبتسم ويقول: صباح الخير لأجمل تولين على وجه الأرض. تولين ببرود: صباح النور يا خوان، أريد أن أكلفك بمهمة وأنا واثقة لا أحد غيرك يمكنه القيام بها. ينظر لها خوان نظرات جانبية ويقول: لا بد أنكي ستقومين بكارثة لهذا طلبتي مساعدتي. تنظر له تولين وتقول: شيء من هذا القبيل، أتتذكر شهد التي طلبت منك تقفي أثرها؟ خوان: نعم مابها؟ تولين بإبتسامة: أريد منك أن تجعلها تقابلني اليوم مساءا. خوان بإستغراب: ميعاد؟ ومع تلك الوضيعة لا بد أن خطبا ما أصابك؟ تولين ببرود: أيها الأحمق ليس ميعاد حب الأمر يخص المجرمة تارا، هي الوحيدة التي يمكنها مساعدتنا للنيل منها. خوان بتأفف: بالله عليكي يا تولين ماذا ستستفيدين من كل هذا حتى لو أصبح دليل إدانتها بين يديكي تأكدي والدها لن يدعها فالسجن أنتي تتعبين نفسك ليس إلا. تنظر له تولين بغضب وتقول: ستساعدني أم لا؟ خوان بتذمر: حسنا حسنا متى تنوين مقابلتها؟ تولين: مساء اليوم على الساعة الخامسة. خوان: إعتبري أن الأمر قد تم. تبتسم تولين وتقول: شكرا يا صديقي. خوان: لا داعي للشكر عيوني لك يا عزيزتي. يخرج خوان وتعود تولين لعملها لتفرق مجددا في تلك الملفات الكبيرة التي وضعت فوق مكتبها.
في مكان آخر كانت تارا تتمشى عند حافة البحر شريدة الفكر محبطة حزينة أصبحت تلوم نفسها لكونها إبنة دانيال، هذا الأمر أصبح يؤرقها ويجعل أغلب الناس تنفر منها ولا تتعامل معها بأي شكل من الأشكال. تخرج من شرودها على صوت هاتفها الذي يرن فتجيب: ألو أهلا يا نونو. نورة بغضب: ألن تتوقفي عن حركاتك هذه أين كنتي طيلة الليل؟ تارا بحزن: في إحدى أركان العالم لا تقلقي لم أمت بعد. نورة بصراخ: عودي للبيت فورا لي حديث آخر معك. تارا بتذمر: حسنا أنا قادمة. تعود تارا للبيت لتجد نورة في قمة الغضب وبمجرد أن رأيتها حتى بدأت بالصراخ عليها: أيتها المهملة أين كنتي إتصلت مرارا عليكي طيلة الليل ولم تجيبي. تارا بغضب: أنا بخير يا نورة لا داعي للمبالغة. تقاطعها نورة قائلة: حقا أتسمين خوفي عليكي مبالغة؟ في هذه اللحظة تصيح تارا عليها وتقول: لم تخااافين عليا؟ أنتي لست أمي وأنا لست مجبورة بأن أعلمك أين سأكون. صدمة كبيرة لنورا التي كانت كلمات تارا مثل السيف بقلبها، كانت دموعها غزيرة تحجب عنها الرؤية، حاولت جاهدة كتم شهقاتها لكنها لم تفلح في ذلك. إستوعبت تارا بشاعة ما تلفزت به لكن بعد فوات الأوان. ترتمي تارا في حضن نورة وتبدأ بالبكاء وهي تقول: أرجوكي سامحيني يا نورة أنا حقا آسفة لقد تعبت من هذه الحياة لا أب يحن على حالي ولا أم تضمني فأنسى مآسي الحياة. حتى الحب خذلني وقعت في حب أكثر شخص يكرهنا. لم يعاقبني الله بهذه الطريقة؟ ما كان ذنبي لأتحمل كل هذا الألم؟ تضمها نورة لصدرها وتقول: أرجوكي يا صغيرتي لا تبكي دموعك تقتلني. تارا ببكاء: أريد أمي الآن منذ صغري وأنا أدعي أني لست بحاجة لها، كل ما بداخلي يريدها. نورة ببكاء: إهدئي يا عزيزتي أرجوكي. تستمر تارا في البكاء والتحدث بدون وعي مثل المجانين وهي تردد أريد أمي. لحظات من الضعف وقلة الحيلة كانت نورة في حيرة من أمرها أتريح طفلتها وتخبرها أنها هي أمها أم تصمت. تهمس نورة في أذن تارا وتقول: أنا أعلم أين توجد أمك، أرادت والدتك دائما أن تقابلك لكنها خافت من ردة فعلك. تارا بصدمة: ماذا أتعرفين أين هي؟ خذيني لها سأقتلها لأرتاح سأجعلها تدفع الثمن غالي يا نورة أين هي تكلمي. نورة بحزن: سأجعلك تقابلينها الليلة وإن كان موتها يريحك فلن أعترض على ذلك. تقف تولين وتذهب لغرفتها تأخذ مسدسها وتعود لنورة فتقول: هيا يا نورة خذيني لها الآن. تقف نورة وتنظر لتارا نظرات طويلة وتقول: حسنا يا عزيزتي سآخذك لها.  تستقل تارا السيارة رفقة نورة والتي كانت تريها الطريق حتى تجد نفسها في غابة كثيفة وطريق خالي فتطلب منها التوقف . تارا بإستغراب:ما هذا المكان أين هي؟ تصمت نورة وتنزل من السيارة لتتبعها تارا والتي كانت علامات الإستغراب بادية على وجهها فتقول: تكلمي يا نورة أين هي؟ تنظر نورة نحوها بحزن وتقول: إنها تقف أمامك. توقف الزمن في هذه اللحظة وإختفت جميع الأصوات كان صوت واحد يدوي في ذهن تارا ويردد إنها تقف أمامك. تنظر تارا لنورة وتضحك قائلة: هههههههههه ما هذه السخافة أتمازحيني يا نورة. تنظر نورة لها بعيون مليئة بالدموع وتقول: منذ أن أنجبتك على هذه الحياة وضعت أمام خيارين إما أن أبتعد عنكي للأبد أو أظل بجانبك كمربية وخادمة وليس كأم. تنظر لها تارا بصدمة وتتغير ملامحها لتتحول لوحش كاسر تقترب منها وتمسكها من كتفيها وتهزها صارخة: اللعنة عليكي أنتي كاذبة كاااااااذبة. تستمر نورة بالنظر لها بحزن وتقول: إن كان موتي يريحك هيا أقتليني يا صغيرتي. تمسك تارا المسدس بين يديها وتقول: هذا من دواعي سروري. توجه تارا سلاحها بيدين مرتعشتين نحو نورة والتي كانت تنظر لها وتبتسم إبتسامة مكسورة وتقول: هيا إفعليها لا يحزنني الموت بقدر ما يسعدني أنك أدركت أني أمك. تارا بصراخ: إخرسي إخرسي عليكي اللعنة. تبدأ تارا بإطلاق النار في الهواء بطريقة بعشوائية  وهي تبكي بحرقة ثم تسقط أرضا وهي تصرخ: لماذا يحدث كل هذا معي يا الله. في هذه اللحظة تركض نورة نحوها وتحاول ضمها لكن تارا تبعدها قائلة: إياكي أن تجرئي على لمسي. كل هذا الوقت وأنا بحاجة لك وأنتي تستمتعين بمعاناتي. يستحيل أن تكوني أم. نورة ببكاء: أرجوكي يا عزيزتي سامحيني كنت مجبرة على هذا خفت أن أخسرك لقد كان والدك يهددني يوميا. تارا بغضب: إخرسي. تستمر نورة في الكلام كأنها سئمت الصمت فتقول: كنت في الثامن عشرا عاما أعمل خادمة ببيت والدك بعد أن فقدت كل عائلتي. في ليلة من الليالي دخل والدك لغرفتي وحاول الإعتداء عليا وعندما قاومت هددني أني إن لم أرضخ له سيجعل كل رجاله يتناوبون على إغتصابي. لقد قتلت في تلك الليلة وإنتزع مني أثمن ما أملك. حاولت صباحا الرحيل لكن دانيال هددني أني سأموت إن غادرت القصر. لم يهمني تحذيره حاولت مرارا الهروب لكن في كل مرة كان يمسك بي ويعذبني. ظللت على هذا الحال ما يقارب الشهر لأكتشف أني حامل. كان الخوف يسيطر عليا بعد أن هددني دانيال أنه سيحرمني منكي إذا لم أتصرف كما يريد هو.
كانت نورة تحكي بحرقة معاناتها أما تارا فكان غضبها يزداد إتجاه والدها فهي أصبحت تراه وحشا وليس أب. تنهي نورة كلامها وتقترب من تارا وتضمها وهي تردد: أرجوكي سامحيني يا صغيرتي. ترفع تارا يديها المرتعشتين وتضم نورة لتغرق في البكاء وهي تردد: سأنتقم لي ولك، أعدك سأجعله يدفع الثمن يا أمي. تمسك نورة وجه تارا بين يدها وتبدأ بتقبيلها وهي تقول: كم إشتقت لكلمة أمي أردت دائما سماعها منك. تارا والتي لازالت تضم نورة: ستسمعينها دائما أعد بذلك لكن بعد أن أتخلص من دانيال اللعين. نورة بخوف: مالذي تنوين فعله؟ تارا: ستتصرفين بطريقة عادية كأن شيئا لم يكن ثقي بي سيكون كل شيء بخير حان الوقت لنضع له نهاية تليق به.
ترى مالذي تخبؤه الأحداث لبطلتنا تارا؟ وهل ستتمكن من القصاص من والدها أم لا؟

سجينة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن