تقف تارا قرب الضحية، كانت الدماء تغطي جسده وملامحه لا ترى من شدة الكدمات، تعض على شفاهها السفلية وتقول: أعتذر لكن عداد حياتك قد إنتهى اليوم. لترقد روحك بسلام يا عم أحمد... تستيقظ تارا على هذه الجملة مفزوعة، لقد كان ذلك حلما مرعبا ليس إلا. تضع يدها على وجهها شاعرة بالأسى على حالها فهي أصبحت تخاف من قسوتها ومن ظلمها للأبرياء لكن ما باليد حيلة فحياتها ملك لوالدها وليست لها...
تغادر تارا سريرها بعد لحظات من الضجيج الداخلي الذي كاد يفتك بعقلها ويصيبها بالجنون، تهمس لنفسها قائلة: يجب أن أركز على مهمتي ستكون ليلة صعبة. تنهي كلامها وتدخل للحمام لتحظى بقليل من السلام تحت حبيبات المياه التي تدحرجت فوق جسدها، تنهي حمامها وترتدي ثيابها وتغادر البيت متجهة لمكان في نظرها أشبه بالجحيم...
في مكان آخر كانت تولين جالسة في مكانها المفضل عند شاطئ البحر تراقب غروب الشمس الذي يودع الأفق مختفيا ومتلاشيا تدريجيا ليحل الظلام وهي لا تزال جالسة في مكانها غارقة في أفكارها التي لا تنتهي، ليس حزن ولا ألم ولا حتى سعادة، كان شعورها هذه المرة مختلف، لقد كان شعور الضياع...
تخرج تنهيدة من أعماقها تقف و تنفض عنها بقايا تلك الأفكار وتغادر عائدة لبيتها بعد يوم طويل أمضته في اللاشيء...
تصل تولين لبيتها فتجد العم أحمد قد نام فتنصرف هي الأخرى لغرفتها محاولة أن تنام، في هذه الأثناء يتصل عليها خوان ويطلب منها أن ترافقه ليسهرا سويا في إحدى الحانات، ترفض تولين الذهاب معه رغم إصراره إلا أنها تعده أن تخرج رفقته في اليوم الموالي فيغلق خوان الخط وهو يشعر بالإحباط...
عودة لبطلتنا تارا والتي قد إجتمعت مع بعض الشخصيات الكبيرة والذين هم شركاء لوالدها في هذه الجريمة، تم الإتفاق فيما بينهم على كيفية تنفيذ هذه العملية. يغادر الجميع لتظل تارا رفقة رجال والدها وشاحنات تحوي العديد من الأسلحة والمتفجرات...
تارا محدثة لوري وهو من أهم رجال أبيها: لوري سأذهب أولا بسيارتي وأتفحص الطريق للأمان، خذ أنت بقية الرجال وإهتم بأمر الشاحنات و البضاعة لا أريد أي خطأ. لوري: لا تقلقي يا سيدتي ليست أول مهمة نقوم بها. ترد عليه تارا قائلة: حسنا إذا سأنطلق أنا لا تتحركوا من هنا قبل أن تأتيكم إشارة مني. تنهي تارا كلامها وتقود سيارتها، كان الطريق عاتما وخاليا لقد إختارت عمدا طريق شبه مهجور لتفادي الوقوع بين يدي رجال الشرطة.تتصل تارا على لوري وتخبره أن ينطلقو بالشاحنات خلفها. تصل تارا بعد حوالي نصف الساعة للمكان الذي ستسلم فيه الأسلحة فتجد بعض الرجال في إنتظارها عند مستودع كبير. تنزل تارا من سيارتها فيستقبلها رجل ضخم البنية قاسي الملامح مخيف لحد كبير، يقترب منها وهو يقول: آنسة تارا أليس كذلك؟ تارا ببرود: أجل ومن غيري، هل المكان آمن؟ يرد عليها الرجل قائلا: في منتهى الأمان لا تقلقي. تارا بنفس البرود ستصل الشاحنات بعد حوالي نصف ساعة إنتبهوا و راقبوا المكان جيدا، لا أريد أي خطأ. يكتفي الرجل بتحريك رأسه كعلامة على عدم الإعتراض. أما تارا فتعود مجددا لسيارتها وتجلس هناك منتظرة وصول الشاحنات...
مضى من الوقت ما يقارب الأربع ساعات كانت نورة في غرفتها تسير ذهابا وإيابا شاعرة بالخوف على صغيرتها لم تستطع أن تنام إنه قلب الأم... في هذه اللحظة يدخل عليها دانيال ويقترب منها، كان ينظر لها نظرة ذئب مفترس، يبتسم إبتسامة خبيثة ويقول: لا تقلقي يا نورة تارا فتاة قوية ستكون بخير. ينهي كلامه ويقترب منها محاولا تقبيلها لكنها تقفز مبتعدة عنه وهي تقول: إياك أن تفكر في ذلك أي قلب هذا الذي تمتلكه إبنتك تواجه الخطر لوحدها وأنت غير مكترث. دانيال بخبث: هههههههه أنتي لا ترغبين في أن تعرف تارا حقيقك أقصد عن حقيقة أمها العاهرة. تتغير ملامح وجه نورة وتقول: إياك أن تفعل ذلك يا دانيال. يضحك دانيال ويقول: ههههههههه ما رأيك أن أخبر تارا أن والدتها والتي تكرهها كره العمى ليست سوى أنتي. وأنها هي إبنة غير شرعية وأن والدتها ليست سوى خادمة في بيتي. ما رأيك يا نورة؟ نورة بتوتر: أرجوك لا تفعل هذا ستقضي عليها. يتقرب دانيال منها ويضع يده على وجهها ويقول: أكثر ما يعجبني بك كونك لا تعارضين أوامري تعرفين ما عليكي القيام به الآن. ترضخ نورة لدانيال مجبرة غير مخيرة لينهي ما جاء لأجله ويغادر تاركا إياها مكسورة...
صباح يوم جديد تعود تارا للبيت في حالة من الإعياء فتجد نورة في إنتظارها، تركض نحوها وتحضنها قائلة: الحمدلله على سلامتك يا عزيزتي كاد قلبي أن يتوقف من شدة الخوف عليكي لم أنم طيلة الليل وأنا أنتظرك. تارا بصوت متعب: لا تقلقي يا نونو أنا بخير فقط أشعر بالتعب سأخلد للنوم قليلا. نورة: حسنا يا صغيرتي إذهبي وإرتاحي...
تضعنا الحياة في أغلب الأوقات في طرق لم نختر السير فيها يوما والمطلوب منا أن نقاوم. هكذا هو حال نورة التي رضيت أن تظل بصفة خادمة فقط لأجل طفلتها تارا...
ترى ما رد فعل تارا عندما تدرك أن نورة مربيتها في حقيقة الأمر ليست سوى والدتها...
user42630220