أصبحت تلك الخطوات التي تؤدي إلى السيارة طويلة جدا كأن الطريق تقف ضد تارا و التي رغم أنها متعبة جدا و أصابها الإجهاد إلاأنها لم تستسلم، إقتربت الشمس من الشروق وأصبح الخطر يداهم كل من تارا وتولين، لكن لا مجال للتوقف تستمر تارا في التقدم بخطوات مبعثرة و بطيئة إلى أن يسعفها الحظ وتصل أخيرا إلى السيارة. تقف قرب السيارة وتقوم بفتح الباب ثم تساعد تولين للصعود داخل السيارة لتصعد هي الأخرى بعد ذلك. تسترجع تارا أنفاسها وتقول: الحمد لله نجونا يا توتو. تنظر لها تولين نظرات نارية وتقول: توتو؟ هل أنا القرد الخاص بحضرتك يا آنسة تارا؟ تنظر لها تارا وتحاول أن تغيظها فتقول: اممممم لا تبدين كالقرد بقدر ما تبدين مثل العنزة هههههههههه. تولين بصراخ: إخرســي فقط قودي السيارة سأنال منكي لاحقا أيتها الوقحة. في هذه اللحظة تتغير ملامح وجه تارا ليكسوها الرعب فتقول: اللعنة، نسيت المفاتيح داخل البيت. تولين بحدة: أدرك الآن جيدا أني لن أموت على يد والدك فغباؤك هو الذي سيقتلني حتما. تارا: سأعود للبيت و أجلب المفاتيح ظلي هنا يا تولين وإن لم أعد بعد قليل فعليك الهروب فورا قبل أن يصل رجال أبي إلى مكان السيارة. تنظر لها تولين وتقول: لن أغادر بدونك إما أن نعيش سويا أو نموت كلانا. تنظر تارا مليا لتولين كانت نظراتها الطويلة هائمة تحمل ألف معنى وشعور ثم تقول: إعتني بنفسك حتى أعود. تولين والتي إلتمست الحب في كلام تارا وحرصها عليها: حسنا سأكون بخير إنتبهي لنفسك أيضا. تعود تارا أدراجها للبيت بسرعة البرق لتصعد للغرفة التي كانت فيها هي و تولين وتبدأ بالبحث عن المفاتيح، كانت الفوضى تعم المكان وعجزت تارا عن إيجاد المفاتيح لكنها ظلت تبحث وهي تتلفظ بالعديد من الشتائم: اللعنة أين إختفى المفتاح اللعين، سينتهي بي الأمر هنا تبااا. تنظر تولين تحت السرير فتجد المفاتيح، تلتقطهم بسرعة وتغادر عائدة للسيارة لكن وفي طريقها للخروج تسمع صوت العديد من السيارات فتدرك أن الكارثة ستقع لا محالة. تغير تارا طريقها فتهرب عبر الغابة وأنفاسها على وشك أن تتوقف من شدة التعب. في نفس المكان ينزل دانيال رفقة العشرات من رجاله، كان الغضب يكسو ملامحه، يصرخ على الجميع قائلا: أحيطوا البيت لا أريد أن تقترب ذبابة من هنا وإلا ستكون نهايتهم على يدي. ينظر دانيال لأحد رجاله ويطلب منه أن يتصل على خوان، لكن الرجل يخبره أنه لا يجيب على هاتفه، ساور دانيال الشك حول هروب تارا و تولين فأخذ بعض الرجال ودخل بسرعة للبيت ليجد جميع الغرف فارغة. في هذه اللحظة يأتي أحد رجاله ويخبره أنهم عثروا على جثت خوان والرجلين الذان رافقاه. دانيال بصراخ: لاااااااااا ليتحرك الجميع إبحثوا عن العاهرتين لا تعودوا قبل أن تحضروهما لي . هيااااااا إنصرفووا. يخرج الجميع بسرعة و يبدؤون في البحث عن تارا و تولين في كل أرجاء البيت. في مكان ليس ببعيد كانت تولين تجلس في السيارة على أحر من الجمر، أصبح القلق يسيطر عليها فتارا قد تأخرت كثيرا، تنظر تولين من زجاج السيارة عساها ترى تارا قادمة لكن للأسف لا وجود لها فتقول: أيعقل أنهم قبضوا عليها؟ إنتظرت بما فيه الكفاية سأذهب لها. تفتح تولين باب السيارة وتحاول الخروج لكن الألم يمزقها فهي لا تقوى على تحريك قدمها، تسحب نفسها خارج السيارة ببطئ شديد لتقع أرضا فتصرخ: ااااااه قدمي اللعنة. تستجمع قوتها و تسند نفسها على السيارة لتقف ثم تتقدم بضع خطوات عائدة أدراجها للبيت غير مكترثة بالخطر الذي سيصيبها، فكل ما يشغل تفكيرها في هذه اللحظة هي تارا.
في مكان آخر كانت نورة تسير في البيت ذهابا وإيابا، فقد كان الخوف والقلق على إبنتها يسيطر عليها، حاول أحمد مرارا تهدئتها لكن دون جدوى فقلب الأم يستحيل أن يطمئن قبل أن ترى طفلتها أمامها. لم يكن حال أحمد بأحسن منها هو أيضا أصابه الذعر على تولين و تارا لكنه يتماسك أمام نورة حتى لا يزداد الوضع توترا أكثر.
في مكان آخر تستمر تارا بالركض لتصل أخيرا لسيارتها تقف أمامها محاولة إسترجاع أنفاسها لكن تصيبها الصدمة عندما لا تجد تولين فتقول: تبااااا أين ذهبت؟ يا إلهي أيعقل أن مكروها قد أصابها؟لااا لن أسمح لذلك بأن يحدث. تنهي تارا كلامها وتنطلق مسرعة لتبحث عن تولين وكل أعضائها ترتعش خوفا على تولين التي لا تعلم أين إختفت.
ترى ما مصير تولين والتي تسير بأقدامها نحو الخطر؟ وهل ستتمكن تارا من الوصول لتولين قبل رجال أبيها أم لا؟