رغم قصر المسافة التي تؤدي إلى بوابة القصر، كان الطريق طويلا جدا، أصبحت تارا قادرة على عد أنفاسها من شدة توترها. تقف أمام الباب قليلا محاولة أخذ نفس عميق ثم تدخل البيت. تركض نورة نحوها وهي تقول: أين كنتي يا إبنتي ماذا حدث أأنتي بخير؟ تارا بصوت هامس:اششش أخفضي صوتك يا نونو أين أبي الآن. نورة بتوتر: غادر صباحا للشركة. ترتمي تارا بجسدها فوق الأريكة و تتنفس بقوة كأن الحياة قد عادت لها من جديد: اففففف الحمدلله أنه غادر، كنت أظن أني سأموت اليوم على يديه. تضع نورة يدها على وجه تارا وتقول: لا يا عزيزتي أنتي إبنته الوحيدة لن يؤذيك أبدا، ثم إني لازلت على قيد الحياة لن أسمح له بأن يؤذي طفلتي الصغيرة. تضحك تارا ضحكة منكسرة وتقول: هو وحش لم يكن يوم والدا جيدا لي، لقد عاقبني الله بمثل هذا الرجل ليجعله في حياتي. تصمت تارا قليلا وتكمل: وكان عقابي الأكبر أنني إبنة إمرأة خائنة لزوجها أو بالأحرى عاهرة كما يقول السيد دانيال. تمزق قلب نورة على حال تارا والتي كانت رغم صغر سنها تحمل آلام تفوق الجبال. كانت نورة تود أن تخبر تارا العديد من الأمور بخصوص والدتها لكنها تمتنع عن ذلك خوفا على حياتها وحياة تارا فتصمت. تضم نورة تارا لحضنها وتقول: إهدئي يا صغيرتي لا أحب رؤيتك هكذا. تبتسم تارا وتقول: أنا بخير طالما أنتي معي يا نونو. نورة بضحك: هههههه صحيح لم أخبرك لقد أتت حبيبتك اليوم صباحا كان منظرها مضحك جدا، لا أدري كيف تستطيع السير بذلك الحذاء العالي. تارا بضحك: هههه تلك الغبية تستطيع أن ترتدي حذاء كعبه أشبه بعمارة وتسير به دون أن تقع. تضحك نورة وتقول: هههههههه شفاهها أشبه بشفاه الغوريلا. تنفجر تارا ضحكا وتقول: هههههههههه نونو أصبحت متنمرة. نورة بخجل: هههه لم أقصد لكن منظرها لا يريح قلبي أشعر أنها متصنعة. ترد عليها تارا: هي فعلا كذلك، أنا لم أحبها يوما هي أرادت المال وأنا أردت المتعة ليس إلا. تنظر نورة لتارا و تهمس: حبيبتي لا تثقي بها أبدا لم أرتاح لوجودها في حياتك أبدا. تارا بإبتسامة: لا تقلقي يا نونو سأنهي كل شيء بيننا أنا لم أعد أتحمل قربها مني أبدا سأحاول هذا المساء أن ألتقي بها و أخبرها أن كل شيء بيننا قد إنتهى.
في مكان اخر كان دانيال يعقد إجتماع طارئ مع عملائه وشركائه حيث إتفقوا على تهريب السلاح خارج حدود البلد عن طريق شاحنات البضائع الخاصة بدانيال. والذي يتصل فورا على تارا ليكلفها بالقيام بهذه المهمة الخطيرة....
يرن هاتف تارا لتجد المتصل والدها، تتغير ملامحها و ينقبض قلبها لكنها تستجمع قوتها وترد عليه، تارا بصوت حاد: ألو! دانيال: بغض النظر عما قمتي بفعله البارحة و أنك تصرفت بحماقة وغباء من أجل ذلك الشيخ. سأكلفك الليلة بمهمة وتأكدي جيدا أنه إن حصل خطب ما ستكون نهايتك على يدي هل تفهمين؟ ترد عليه تارا: لا تقلك هذه ليست أول عملية ومهمة أقوم بها سيكون كل شيء بخير. دانيال بإبتسامة: هذه هي إبنتي التي أحبها سأدع الأمر لك شيء آخر الرجل الذي كلفته بقتل الشيخ والذي قمتي أنتي بإطلاق النار عليه، سمعت أنه لا زال على قيد الحياة في المشفى رفقة الشرطة. أخبري أحد من رجالنا أن يتولى أمرة ويقتله. تارا: حاضر أبي إعتبر أن الأمر قد تم.
تنهي تارا المكالمة وترمي هاتفها فوق السرير وعلامات الأسى تغطي وجهها وتقول: إلى متى ستظل حياتي قتل و سطو و إجرام أريد أن أعيش بسلام فقط. ترتمي تارا فوق سريرها وهي تفكر. كان شريط حياتها يمر في ذهنها لم تنعم منذ صغرها بالحياة الهنيئة هي مجرمة لكنها لم تختر يوما أن تكون كذلك. ربما هي في نظر العالم مجرمة ووحش، لكنها تظل في نظر نفسها مجرد ضعيفة لا ذنب لها فيما يحدث...
ترى ما المصير الذي ستواجهه تارا في حياتها؟ وهل ستتمكن من التحرر من قيود والدها لتعيش كغيرها من الفتيات أم لا؟ وما مصير علاقتها بحبيبتها شهد؟ وهل ستستمر العداوة بينها وبين تولين أم ستتحول لشيء آخر جميل؟