البارت9

784 40 2
                                    


تعود تارا لبيتها رفقة الشيخ والذي ينصدم بمنظر تولين والتي كانت شبه ميتة، علامات الضرب تغطي وجهها وثيابها تحولت للون الأحمر من الدماء التي نزفتها. يركض الشيخ أحمد نحو تولين وهو يردد: يا الله ماذا حل بها؟ تولين تووولين إستيقظي يا صغيرتي. كانت تارا تراقب المنظر بقلب مكسور أحست للحظة ببشاعة ما قامت بفعله فتصرفها تصرف وحوش لا بشر. ينظر الشيخ نحو تارا ويقول: لم لا تستيقظ؟ ماذا فعلتي بطفلتي أيتها المجرمة؟ تتجه تارا نحو تولين وتقول: لا وقت للكلام الآن ساعدني لننقلها للمشفى أولا ثم لك أن تعاقبني بعدها.
تحمل تارا رفقة الشيخ تولين ويضعانها في المقعد الخلفي للسيارة و يتوجهون لأقرب مشفى ليتم إسعاف تولين والتي يتم تحويلها للغرفة العادية إذ أنه لا خطر عليها فهي لم تتعرض لإصابات بليغة. لحظات وتصل الشرطة رفقة خوان والذي كان يبحث عن تولين ولم يتمكن من العثور عليها إلا بعدما إتصل عليه مدير المشفى ، لكن  وقبل وصولهم  تمكنت تارا من الفرار بعد أن  حذرت الشيخ من أن يخبرهم أنها هي من إختطفت تولين و أنها تركتها هذه المرة كرد جميل للشيخ وأن تولين يجب ألا تتعرض مجددا لتارا وإلا ستكون جثة هامدة في المرة المقبلة.
يدخل خوان للغرفة فيجد تولين رفقة الشيخ وقد إستعادت وعيها. يركض نحوها ويقول: الحمدلله على سلامتك ياعزيزتي، من فعل بك هذا كله؟ لا بد أنها تارا أليس كذلك؟ تبتسم تولين جانبيا وتقول بصوت متعب: حسابها معي سأجعلها تندم على كل شيء. في هذه اللحظة يتدخل الشيخ ويقول: أرجوكي يا إبنتي لا تتعرضي لها مجددا لا أريد أن يصيبك مكروه. ترد عليه تولين قائلة: أنا لا أخاف من مجرمة مثلها حين أتعافى كليا سيكون لي حديث آخر معها. خوان بغضب: سألقنها درسا لن تنساه طيلة حياتها. الشيخ أحمد بإستغراب: لا أعلم مالذي يحدث بالضبط هي ليست كما تصفونها إني أرى فيها طفلة صغيرة حزينة ثم لو كانت مجرمة كما تقولون فلم أخذتني لتولين و ساعدتني لإحضارها إلى المشفى؟ خوان بعصبية: لا يهم أكانت طفلة حزينة أو وحش لعين كل ما يهمني أني سأجعلها تدفع ثمن فعلتها هذه.
يمر اليوم بطريقة عادية جدا تعود تارا لبيتها فيستدعيها والدها لغرفته، تذهب تارا وهي تشعر ببشاعة ما سيحدث لها فهي تدرك كل الإدراك أن والدها يعلم ما حدث معها اليوم بخصوص تولين. تقف تارا عند باب الغرفة ونبضاة قلبها تتسارع تمد يدها وتطرق الباب عدة طرقات ليأتيها الرد فتدخل، تقترب بخطوات بطيئة من والدها والذي كان يجلس على حافة السرير وتقول: نعم أبي لقد أخبرتني نورة أنك تود رؤيتي. في هذه اللحظة تستقر صفعة على وجهها كادت أن تسقطها أرضا. تضع تارا يدها على مكان الصفعة و تصمت.في هذه اللحظة يقف والدها ويمسكها من شعرها ويصرخ قائلا: كيف تأخذين تلك اللعينة للمشفى تكلمي. ينهي كلامه ويصفعها مرة أخرى لتسقط أرضا و ينهال عليها ضربا وهو يقول: تكلمي أيتها اللعينة هل حن قلبك عليها أنتي لست إبنتي إبنة دانيال لا تتصرف هكذا. يصمت قليلا وهو يسترجع أنفاسه ثم يقول بصوت لاهث: من ذلك الشيخ الذي ساعدك على أخذها للمشفى؟ هو من جعلك تتصرفين بغباء أليس كذلك؟ تارا وهي تتألم: لا يا أبي هو لا دخل له فيما حدث. يركلها  دانيال على بطنها ويصرخ قائلا: إخرسي أيتها اللعينة. ينهي كلامه و يتخرج هاتفه  من جيبه ويتصل على أحد رجاله ليأمره بأن يتخلص من ذلك العجوز. تمسك تارا قدميه و تترجاه ألا يفعل ذلك وتحاول إقناعه أن ذلك الشيخ لا دخل له بما حدث لكن دون جدوى. فوالدها وحش و الوحوش لا تحن أبدا. بل يصرخ عليها طالبا منها أن تغادر غرفته.
تخرج تارا من غرفة والدها ووجهها مليء بالكدمات تغادر البيت و تستقل سيارتها متوجهة للشاطئ حيث يوجد بيت ذلك الشيخ  . تصل بعد ما يقارب الربع ساعة فتجد باب البيت مفتوح. تدخل تارا وهي مستعجلة لتجد فير يوجه سلاحه نحو الشيخ. في هذه اللحظة تسحب تارا المسدس من حقيبتها وتطلق النار على فير ليسقط أرضا غارقا في دمائه. ترمي تارا المسدس من يديها وتركض نحو أحمد وهي تتفحص جسده بكلتا يديها إن كان قد أصيب بمكروه وهي تقول: عمي أأنت بخير؟ الحمدلله وصلت في اللحظة المناسبة. في هذه اللحظة تستقر ضربة عنيفة من تولين التي أتت رفقة خوان على رأس تارا لتسقط أرضا مغمى عليها. تولين بخوف: أأنت بخير يا أبي؟ يسرع أحمد نحو تارا ويمسك رأسها بين يديه، وينظر نحو تولين ويقول: أصلحك الله لم فعلتي بها هذا، هي من أنقذتني من هذا الرجل. كنت سأموت لولا وصولها بالوقت المناسب. تولين بغضب: اللعنة. خوااان تفحص الجثة إن كان لا يزال على قيد الحياة أم لا وأنا سأهتم بأمر تارا.يقترب خوان من الرجل ويقوم بفحص نبضه ويقول: نبضه ضعيف جدا. هيا خذي العم أحمد وهذه اللعينة وأنا سأهتم لأمر هذا الرجل. يتصل خوان على سيارة الإسعاف وينقل فير للمشفى أما تولين فتأخذ تارا والشيخ لبيتها.
تضع تولين تارا فوق السرير وتقوم بوضع المعقم على جروحها كانت ملامحها هادئة لأول مرة تطيل تولين النظر لها وتهمس: حقا كلامك صحيح يا أبي هي تشبه الطفلة. يرد عليها الشيخ أحمد قائلا: ما من مجرم يخلق مجرم الذنب ذنب والدها، هي طيبة رغم أنها تدعي القسوة. تولين بإبتسامة حسنا يا أبي لقد حضرت لك الغرفة المجاورة لقد أصبحت غرفتك منذ اليوم أخلد للنوم قليلا سأهتم أنا بها. يرد عليها أحمد قائلا: حسنا يا إبنتي سأحاول أن أنام قليلا إنتبهي عليها. تكتفي تولين بتحريك رأسها كعلامة على القبول،يغادر أحمد الغرفة لتظل تولين جالسة على حافة السرير تراقب ملامح تولين والتي كانت تتغير بعض الأحيان من الهدوء إلى الألم.
صباح يوم جديد تفتح تارا عينيها ببطئ شديد وهي تضغط على مؤخرة رأسها لتتفاجئ برؤية تولين جالسة بجانبها. تحاول تارا الوقوف لكن تولين تمنعها قائلة: إهدئي لن أقوم بإفتراسك. تارا بعبوس: ماذا أفعل هنا؟ أين العم أحمد أهو بخير؟ ترد عليها تولين: هو بخير لا تخافي. لقد أحضرتك لبيتي بعد أن فقدتي الوعي إثر ضربتي، لحسن حظك لدي بعض الأدوية و التي تخصني لقد عقمت جروحك وأتوقع أنك بخير. تارا بغضب: عقمتي جروحي وأنتي سببها ما كان هناك من داعي لذلك سأموت بكل الحالات فأبي لن يتركني وشأني الآن. تنهي تارا كلامها وتحاول الوقوف والمغادرة لكن تولين تمنعها. تارا بغضب: هيا إبتعدي عني لا أظن بأن الشرطية تريد حجزي هنا؟ تولين بحدة: إخرسي قليلا لن تغادري الآن لن أعرضك للخطر. تارا بضحك: ههههههه أولا الخطر هو أنتي ، ثم إني أفضل الموت على البقاء هنا. تمسك تولين بتارا وتجبرها على الجلوس فوق السرير وتقول: إحتفظي بكلامك لنفسك لن تغادري وكلامي نهائي. في هذه اللحظة يدخل أحمد والذي سمع صراخ كل منهما فيتدخل ويطلب من تارا البقاء والتي توافق بعد جهد كبير منه لإقناعها بذلك...

user42630220

سجينة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن