حل الليل و إنتشر الظلام في الأرجاء كانت السماء حالكة ملبدة بالغيوم تساقطت حبيبات المطر لتتحول بعد لحظات لغيث عظيم، كانت تولين لا تزال في مكتبها حاول خوان جاهدا إقناعها بأن تعود لبيتها وأنه سيظل مكانها لكنها ترفض فهي تعلم مدى مكر دانيال و خبثه وأنه سيفعل المستحيل ليخرج تارا من السجن. فيقرر دانيال أن يناوب معها كي يطمئن عليها أنها بخير.
بين القضبان كانت تارا جالسة تضع يدها على رأسها و تغمض عينيها في حسرة وحزن، كان خوفها الوحيد على والدتها التي حتما لن تتحمل إذا أصابها أي مكروه. تقف تارا وتقترب من باب الزنزانة وتقول: توووووولييين تولين أعلم أنك هنا. تسمع تولين صراخ تارا والتي كانت في قمة الغضب لكنها تتجاهل الأمر كليا. خوان بملل: ألن تكف هذه الحمقاء عن الصراخ. تضحك تولين وتقول: ههههههه ما رأيك أن أضعك معها في نفس الزنزانة. خوان بخبث: ستفعلين خيرا لو تقومي بذلك صحيح أن لسانها وسخ لكنها تملك جسدا لا يقاوم فقط ضعيني معها وسترين ماذا سأفعل. تتغير ملامح تولين و يحمر وجهها وتتصاعد الدماء لرأسها فكلام خوان جعلها كالوحش الكاسر كأنما تحدث بالسوء عن شيء يخصها فتصرخ عليه: خواااااان غادر فورا. أدرك خوان في هذه اللحظة بشاعة ما فعله فيقول: مابك يا تولين أنا أمازحك فقط أتظنين أني سأتجرأ على الإقتراب من إبنة دانيال سيكون موتي على يده. تولين بغضب: فقط غادر أريد البقاء لوحدي. خوان: حسنا سأغادر فقط إهدئي. يغادر خوان والذي كان يستشيط غضبا من تصرف تولين التي طردته لكنه يتمالك نفسه. أما تارا فظلت على حالها تتحدث وتنادي على تولين دون إستسلام. ترسل تولين شرطي لتارا ليطلب منها أن تصمت لكنها تقوم بشتمه قائلة: أغرب عن وجهي أيها القرد كأني لا ينقصني الآن سواك عليك اللعنة دع سيدتك تأتي إلى هنا. كانت تولين تستمع إلى تارا والتي كانت تشتم بعبارات بذيئة شعرت تولين بالإستمتاع فهي لأول مرة ترى تارا بهذه الحدة فتقرر إستفزازها أكثر. تقترب تولين من باب الزنزانة وتقول: لم تصرخين يا إبنة دانيال أتريدين شيئا؟ تارا بإبتسامة: أريد حتم، هلا أخرجتني من هنا؟ تولين بضحك: هههههه فقط أهذا ما ترغبين فيه؟ تارا والتي أدركت أن تولين تحاول السخرية منها: لدي حل آخر أظل هنا لكن إنضمي لي تنهي تارا كلامها وتقوم بغمز تولين والتي تنظر لها بحدة: حقا لسانك طويل ولا بد من قطعه. تخرج تارا لسانها وتقول: ههههه هيا إقتربي و إقطعيه. تنهي تارا كلامها وتقوم بتحريك لسانها على شفاهها بطريقة مثيرة مما جعل ترتبك فتقول: حقا أنتي حمقاء إخرسي قليلا فصوتك يسبب لي الصداع. تارا مدعية الصدمة: حقاا أصوتي يسبب الصداع؟ إذن سأغني لك طيلة الليل و أزعجك. تبدأ تارا بالغناء بطريقة مضحكة مما يجعل تولين تغادر فورا خشية أن تضحك أمامها.
تعود تولين لمكتبها وهي تضحك على تارا وتقول: يالها من فتاة مجنونة. في هذه اللحظة يرن هاتفها غتجيب لتجد أن المتصل أحمد فترد: ألو أهلا يا عمي. أحمد بخوف: أين أنتي لم تأخرتي. تولين: سأبيت الليلة في مكتبي انا بخير لا تقلق. أحمد بإستغراب: أهناك خطب؟ ليست عادتك أن تبيتي في مكان عملك. تولين بإبتسامة: لقد ألقيت القبض على المجرمة تارا ولن أعود للبيت قبل أن أسلمها للنيابة. أحمد بصدمة: ماذاااا تمزحين أليس كذلك؟ تصمت تولين ولا تجيبه فهي تعلم أنه يحب تارا وأنها عزيزة عليه. أحمد بحزن: أصلحك الله يا تولين سلام. ينهي أحمد كلامه ويقطع الإتصال، تضع تولين هاتفها جانبا وتشعر بالإستياء فهي مجبرة غير مخيرة وتارا في نظرها مجرمة ليس إلا.
في مكان آخر يتصل دانيال على أحد رجاله ويسأله عن أقرب شخص لتولين فيخبره أنها والدتها بالتبني المدعوة ليزا. يبتسم دانيال بخبث ويقول: هههه تعلم ما ستقوم بفعله الليله أريد أن تستيقظ تولين غدا على فاجعة موت ليزا. المجهول: حسنا هذا سهل جدا عليا رصاصة برأسها وينتهي الأمر. دانيال: هذا هو المطلوب.المجهول: ههههههه سأجعل تولين تبكي بدل الدموع دم. دانيال: لا تنسى موضوعنا الأهم إبنتي أريد أن تكون أمام عيني في أسرع وقت أما المدعوة تولين أريدها عند قدمي . المجهول: إطمئن يا سيد دانيال سيتم كل شيء كما تريد أنت لكن لا تنسى إكرامي ههههه. دانيال: لا تقلق نفذ المطلوب وستحصل على المبلغ الذي تريده.
صباح يوم جديد بالتحديد على الساعة الخامسة صباحا تستيقظ تولين مفزوعة على خبر إغتيال والدتها السيدة ليزا والتي لقت حتفها إثر تعرضها لطلقة نارية برأسها وسط بيتها. كادت تولين أن تجن لم تعد قدمها تحملها تلاشت كل الألوان من عيونها و إختفت كل الأصوات من حولها كأنها غابت عن الحياة... تغادر تولين نحو مصلحة حفظ الجثث رفقة خوان لترى جثمان والدتها الفقيدة ليزا لآخر مرة.
مكان بارد مظلم خالي من الحياة تدخل تولين رفقة الطبيب الشرعي لغرفة حفظ الجثث أراد خوان أن يدخل معها لكنها تمنعه وتصر على الدخول لوحدها. يفتح الطبيب الدرج الذي يحوي جثة ليزا والتي كانت ملامحها هادئة كأنها تنام. تمد تولين يدها ببطئ وتلمس وجه ليزا عدة مرات وتقول: أرجوكي يا أمي لا تتركيني هيا إستيقظي. ما كان الرد يأتي من ليزا فلا عودة للأموات في هذه اللحظة تدوي صرخة من تولين تهز أركان المشفى لتنهار بعدها باكية، في هذه اللحظة يدخل خوان ويضم تولين محاولا تهدئتها لكن هيهات كيف تهدأ وهي خسرت سندها في هذه الحياة و حضنا لن يكرره الزمن.
في مكان آخر يتصل المجهول بعد لحظات على دانيال و يزف له الخبر. دانيال بضحك: هههههههههه جيد جدا لا يزال هناك الكثير، تولين ستكره حياتها وتتمنى الموت سيكون عقابها القادم أعظم حتى تتعلم ألا تعبث معي مجددا ولا تقترب من إبنتي.
مساء اليوم ،بكت السماء قبل العيون على فراق ليزا والتي تركت فراغا كبير في حياة تولين لا يعوضه أحد. تم تشييع جثمانها إلى القبر بحضور العديد من ضباط الشرطة والمواطنين و بعض الشخصيات المهمة التي كانت على علاقة بالفقيدة. رحل الجميع بعد الدفن عدا تولين وخوان وأحمد، كانت تولين تجلس أمام القبر ولا تنطق بحرف واحد كأن الكلام قد سلب منها. يقترب منها خوان ويقول: أرجوكي يا تولين لا تفعلي هذا بنفسك. تنزل دمعة من عين تولين وتقول: أنا السبب. يقاطعها أحمد قائلا: إياكي أن تكرري هذا الكلام مجددا لا ذنب لك فيما حصل يا عزيزتي. تولين ببكاء: خسرت أمي مجددا يا عم أحمد خسرت أمي.تصمت تولين قليلا وتقول: كله بسبب تارا سأجعلها تدفع الثمن غالي. تنهي تولين كلامها و تستقل سيارتها متجهة لمركز الشرطة بسرعة البرق ليلحق بها خوان وأحمد. تصل تولين للقسم، تأخذ المفتاح من الشرطي وتدخل للزنزانة و تغلق الباب خلفها. كانت تارا تستغرب من ملامح تولين التي بدا عليها التعب والحزن والغضب في نفس الوقت. تارا بتساؤل: تولين أأنتي بخير؟ تنهي تارا كلامها لتتفاجئ بلكمة من تولين والتي تنهال عليها ضربا مبرحا وهي تصرخ سأقتلك أيتها اللعينة لأقتص لأمي منك. كان خوان وأحمد ورجال الشرطة يحاولون إيقافها لكن دون جدوى فهي أغلقت الباب من الداخل. ظلت تارا تتلقى العديد من الضربات من تولين دون أن تحاول حتى الدفاع عن نفسها لتسقط بعد قليل مغمى عليها من الضرب. تفتح تولين الباب وتخرج مغادرة المركز، في هذه اللحظة يدخل خوان وأحمد لتارا والتي كانت عبارة عن جثة هامدة. أحمد بخوف: تارا إفتحي عينيكي يا عزيزتي. خوااان إتصل بالإسعاف فورا. خوان بإرتباك: حاضر. لحظات ويصل الإسعاف ليتم نقل تارا للمشفى، حيث يتم إسعافها هناك.
عداوة جديدة وكره يتولد في قلب تولين إتجاه تارا، ترى ما نهاية هذا الحقد؟ ومالذي ينتظر بطلتنا تولين وتارا؟