الفصل الرابع عشر

1K 47 0
                                    

الفصل الرابع عشر

زفرت نغم براحة نظرا لسفره عدة أيام إلى خارج مصر، جلست قليلا؛ لتلتقط أنفاسها، لقد عادت للتو من المعهد بعد أن أنهت جميع محاضراتها، وبعد أن نالت القليل من الراحة نهضت لتأخذ حماما؛ علّها تتخلص من أثر الحر طوال اليوم..
أخرجت ثيابا للنوم باللون الأزرق مكونة من شورت قصير فوقه تيشرت بحمّالات رفيعة، ودلفت إلى المرحاض؛ لتضبط حرارة الماء وتملأ المغطس بالماء.
نزلت إلى المغطس بعد أن نزعت ملابسها، وجلست في الماء المعطر برائحة الياسمين، واسترخت قليلا؛ لتنزع من تفكيرها أي شيء يعكره.
بعد انتهت من الاستحمام خرجت من الماء، ووقفت أمام المرآة؛ لتجفف شعرها، وما أن انتهت بحثت عن ملابسها؛ لتكتشف أنها تركتها بالغرفة، أخذت المنشفة الكبيرة المعلقة خلف الباب، وأحكمتها حولها، وخرجت إلى الغرفة وهي تمسكها بيدها.
توجهت إلى الفراش حيث وضعت الملابس، فنزعت المنشفة، وشرعت بارتداء الملابس.
لكن زين الذي كان يجلس على المقعد منهكا حين سمع وقع أقدامها بالغرفة فتح عينيه لينظر إليها بصدمة، وقد جحظت عيناه من هول المفاجئة، وما أن رآها بهذا المظهر جن جنونه، وتسارعت ضربات قلبه بشدة، وأخذ يتنفس بقوة؛ ليسيطر على أعصابه الثائرة التي كانت على وشك الانفجار.
اقترب منها كفراشة اجتذبها الضوء؛ فلم تستطع الفكاك، وبلا مقدمات.. قبّلها، وضمّها إليه بشدة آلمتها، ولثم شفتيها برقّة شديدة.
لم يشعر بنفسه سوى وهو يحتضنها برقة وشغف، ويبادلها عدة قبلات رقيقة وهو يحاول أن يسيطر على كم المشاعر المتدفقة ناحيتها.. ما أن شاهدها هكذا، لقد فقد مقاومته، ورفع الراية البيضاء، ولو مؤقتا؛ فمن ذا  الذي  يستطيع مقاومة كل هذا السحر المحلق حولها.
كان يقبّلها برقة وشوق ولهفه وحرمان فرضه على نفسه طويلا، كان كالمغيّب غارقا في بحور الشوق واللهفة، يشعر بأنه فقد السيطرة على نفسه، وفقد الجزء الباقي المتعقل منه، وغرق في بحور الشوق حتى الثمالة.
كانت تحترق من شدة شوقها إليه، ولا تستطيع السيطرة على مشاعرها المتأججة بقلبها، وأعصابها التي أتعبها بلمساته الرقيقة، وقلبها ينبض بشده، وأنفاسها تعلو وتهبط بشكل غير عادي.
حملها برقة شديدة، ووضعها على الفراش برقة، ثم أخذ يقبّلها برقة وحنو شديد وهو يحتضنها، كانت تشعر وهي بين يديه أنها تحلق بالسماء بين العصافير والفراشات، وتخشى لو يكون هذا حلما جميلا تخشى أن تفتح عينيها؛ لتجد أن كل ذلك لا وجود له.
نامت بين ذراعيه، وابتسامة رقيقه تزين شفتيها، ورأسها تتوسد صدره العارى، ويداه تضمها بحب شديد، غفت بين يديه, وهي تشعر بسعادة غير عادية.
استيقظت باكرا؛ لتجده لا يزال نائما، ابتعدت عنه؛ لتتأمل ملامحه الهادئة وهو مستغرق بالنوم، كادت أن تنهض من الفراش، فوجئت به يجذبها لأحضانه مرة أخرى وهو يتمتم بصوت مفعم بالشوق وهو مغمض العينين قائلا بصوت أجش:
- خليكي هنا.. متبعديش!
وجذبها لأحضانه مرة أخرى، وعاد يغمرها بمزيد من القبلات الرقيقة..
معاملته الرقيقة لها جعلتها تحتضنه بعشق وشوق جارف، وأخذها معه مرة أخرى لعالمه الوردي.
***
عند يزيد ورحمة.. أصر عليها يزيد أن تنام هي، وهو بقي قريبا من الصغير؛ يعتنى به، ويعطيه الدواء بموعده، ويطعمه، وبدل له ملابسه، ثم استلقى على الأريكة..
لكنه لم يستطع النوم نظرا لطوله الفارع وقصر الأريكة،
نهضت رحمه بمنتصف الليل؛ لشعورها بالحاجة لبعض الماء، أمسكت بالزجاجة؛ لتجدها فارغه، نهضت على مضض لتملأها وتضعها بالثلاجة، وتجلب واحدة غيرها.
وحين عادت بالزجاجة.. ارتشفت منها قليلا، ثم وضعتها على المنضدة المجاورة.
وأخذت غطاء، وتوجهت ليزيد؛ لتضعه فوقه، فوجئت أنه لا يأخذ راحته بالنوم، اقتربت منه، وربّتت على يده برفق قائلة بحب:
- يزيد.. قوم يا حبيبي انت مش مرتاح هنا!
يزيد بهممة من أثر النوم:
- انا مرتاح كده..
جذبته من يده؛ لينهض معها؛ فطاوعها على مضض، فتحدثت إليه بحب شديد قائلة برقة:
- نام هنا جنبى.. السرير كبير.
تمدد يزيد إلى جوارها على الفراش، وعبثا حاول النوم، نظرت إليه رحمة بتعجب، وهتفت به بتساؤل:
- مالك حبيبي؟! مش عارف تنام ليه؟!
جذبها لأحضانه، ووضع رأسه على جبهتها، فوجئت بفعلته؛ فابتسمت له برقة أذابت قلبه، ضمّها إليه أكثر، ولثم شفتيها برقة، ثم قبلها بعمق أكثر، وهي تتنفس بصعوبة نظرا لقربه المهلك منها، وقلبها يعلو صوت دقاته، وأغمض عينيه ونام وهي  بين أحضانه.. همست له برقة وهي مغمضة العينين:
- بحبك قوى!
لثم يدها بعشق، وشدّد من عناقه لها..
بالصباح.. نهضت رحمة أولا؛ لتجده لا يزال نائما، تسللت من جواره بهدوء، وهبطت إلى المطبخ، فأعدت الفطور لهما، ثم أعدت له قهوته، وحملت الطعام متوجهة إلى غرفتها.
بغرفه نغم وزين.. نهضت نغم وهي تكاد تطير فرحا، وضعت يدها إلى جوارها؛ لتتفاجأ أن مكان زين خالى، وأنه ليس نائما إلى جوارها.
ارتدت ملابسها، وأخذت تبحث عنه بالمرحاض وبأرجاء المنزل، وحين لم تجده حزنت بشدة، وانتابتها خيبه رهيبة، وشعرت بالحزن يغمرها.
عادت مكسورة الخاطر إلى غرفتها، والحزن تمكن من قلبها، وروحها تئن بألم، أخذت ملابسها، ثم توجهت إلى المرحاض، وما أن أصبحت تحت الماء صرخت بكل قوتها من شده الألم  الذي  تشعر به قائله بحزن شديد:
- ليه يا زين؟! ليه؟! انا حبيتك اكثر من اى حاجه في حياتي!
صرخت بألم، وأكملت:
- انت أول وآخر حب ليا، فكّرتك بعد الليلة الجميلة دي اتغيرت، انت زى ما أنت.. حرام عليك! انا تعبت.. تعبت!
صمتت، وشرعت بالبكاء غير قادرة على أن توقف دموعها التي انهمرت بغزارة.
انتهت من حمامها، وذهبت للفراش، وتدثرت، وراحت بثبات عميق؛ وكأنها تهرب من واقعها الأليم بالنوم.
***
بغرفة رحمة.. وضعت الطعام برفق قريبا من الفراش، وأيقظت زوجها؛ لتناول الإفطار، جلست إلى جواره، وربّتت على خده بحب شديد قائلة برقة:
- صباح الورد حبي! يلا قوم؛ عشان تفطر!
فتح عينيه ببطء، ولا تزال آثار النوم على وجهه، ثم تحدث إليها بخفوت وهو يتأمل ملامحها الرقيقة قائلا بعشق:
- صباح الورد، والياسمين على عيون حبيبتي.
شعرت بتغير لون وجهه والشحوب البادى على وجهه وضعت يدها على جبهته لتجد ان حرارتها مرتفعة قليلا هتفت به بقلق:
- انت سخن قوى يا زيدو! أكيد انت اتعديت من سينو!
أمسك يدها برقة، ورفعها لفمه، وقبّلها بشغف؛ ما آثار القشعريرة بكامل جسدها، فمجرد لمسة صغيرة منه تحرك مشاعرها بشدة..
قال يزيد بعشق جارف:
- فداكي حياتى كلها انتِ وسينو يا قلب قلبى!
- انت تعبان يا حبيبي لازم تفضل في البيت النهارده!
أجابها بعشق جارف:
- يا سلام! بس كده؟! طلبات حبيبتي أوامر! حاضر حبّي..
رحمة بفرحة:
- حياتى انتِ يا زيدو، خليك مكانك بقى، وهدّيلك الدوا، وتبقى كويس، الحمد لله.. الحرارة مش عالية قوي!
قالت ذلك وهي تنظر بجهاز قياس الحرارة بيدها، أمسك يزيد هاتفه، وخاطب الشركة، وتحدّث إلى السكرتاريه قائلا بجدية:
- أجّلو كل مواعيد النهارده، ولو في ورق مهم ابعتهولي البيت.. انا تعبان، ومش هقدر احضر أي اجتماعات النهارده.
ثم أغلق الهاتف بعد أن أنهى مكالمته.
أخذت رحمة تطعمه بيدها وهو أيضا يطعمها إلى أن انتهوا من الإفطار؛ فازاحت الطعام جانبا، وذهبت إلى المرحاض؛ لتأخذ حماما، ثم تعود؛ لتجلس إلى جوار يزيد  الذي  غفى من أثر الدواء.
انتهت من أخذ حمّامها، وجفّفت شعرها، وارتدت بيجامة ورديّة ذات أكمام قصيرة، وخرجت لتلقى نظرة على يزيد؛ لتجده لا يزال نائما، تحسّست جبينه برقّة؛ لتجد الحرارة قد انخفضت، فاتجهت لياسين  الذي  نهض وأخذ يبكى.
ذهبت إليه، وحملته بحنو بالغ، وأطعمته وهي تداعبه بحب قائلة بحنان شديد:
- قلب مامى إلى تعب بابا يزيد معاه، وخلاه تعب..
أخذ الصغير يضحك؛ كأنه يفهم حديثها، فضمّته بحب، وقبّلت وجنته بشغف..
أثناء ما كان زين بالطريق للخارج مسافرا برحلة عمل.. طوال الرحلة لم يكفّ عن التفكير بنغم، وما زال طيفها يلاحقه كل دقيقه..
ما زال يتذكر اللحظات الجميلة التي قضتها بين أحضانه، وكمّ المشاعر الجياشة التي تفاجأ بها، وأدهشته بقربه منها؛ لذلك قرر الهرب قبل أن تستيقظ وتراه، وهو لن يكون قادرا على مواجهتها.
هرب من مشاعره وضعفه أمامها؛ ليفكر بروية بعيدا عن تأثيرها عليه، وقرّر أن يبتعد عنها أطول فترة ممكنة؛ لعله يستطيع أن يتخلص من تأثيرها عليه.
بعد ان أمضى عشرين يوما مسافرا؛ عاد أخيرا إلى المنزل، وكان مرهقا بشدة، فبدّل ملابسه، واستلقى بالفراش؛ لينال قسطا من الراحة.
حين عادت نغم من المعهد.. دلفت إلى الغرفة؛ لتتفاجأ به نائما على الفراش.
تقدمت داخل الغرفه، وأخذت ملابس النوم من خزينة
الملابس، وبدلت ملابسها بقميص نوم أحمر قصير بحمالات رفيعة، يصل إلى أعلى ركبتها، ثم ارتدت الروب فوقه، وتقدمت إلى الفراش، واستلقت إلى جواره، وأخذت تتأمله بحب شديد، وتحفر ملامحه بذاكرتها.
تحدثت إليه بهمس معتقدة أنه نائم قائلة بشوق:
- وحشتني قوى يا زين البيت كان في غيابك ملوش طعم.
تململ في نومه، وألقى ذراعيه؛ لتتلقاها بشوق، وتغمض عينيها؛ لتنام مستمتعة بقربه.
بعد ان نالت قسطا من الراحة؛ نهضت لتعد له الطعام، وتجلبه له بالغرفة؛ فوجئت به يجلس على المقعد، وأمامه حاسوبه الشخصي، تحدثت إليه وهي ترمقه بحب قائلة بشرود:
- صباح الخير يا زين، أحضرلك الفطار؟!
تجاهلها زين، ولم يُجبها بأية كلمة، اغتاظت نغم منه، وهتفت قائلة بحدّة:
- انت يا بني آدم.. انا مش بكلمك، ولا انت مابتسمعش؟!
تأفّف بغضب، وترك الجهاز من يده، ثم نظر إليها بغضب قائلا بشراسة:
- انتِ مش شايفانى مشغول؟! ثم لو عايز اكل هاطلب دليفري!
هتفت به بحده:
- انت مستفز جدا على فكرة! وانا غلطانه انى بكلمك!
جذبها من يدها بشدة؛ لتشهق بفزع قائلة:
- انت بتعمل ايه؟! سيب ايدى، وابعد عنى!
نظر إليها بغضب، وأخذ يتأمل شفتيها بشرود وأنفاس متقطعة، ثم قبلها بشدة ويداه تضمها إليه؛ ليقرّبها منه أكثر، ابتعدت عنه؛ لتلتقط أنفاسها وهي  تنظر إليه بعشق جارف، وقد احمرّت وجنتها بشده..
هتفت به قائلة بتساؤل:
- انت ليه مشيت من غير ما اشوفك؟! وكمان سافرت من غير ما تقولّي؟!
أجابها بحده:
- انا حر! اسافر وامشى وقت ما يعجبني! شيء ما يخصكيش!
تحدثت إليه نغم بحزن وعينين مليئتين بالدموع قائلة:
- ليه مشيت تاني يوم بعد إلى حصل؟!
أكملت بصوت مخنوق من كثرة ما كتمت البكاء بداخلها:
- انا اضّايقت جدا، وحزنت لما ملقتكش!
زين بتساؤل وهو يجعد حاجبيه:
- هو إيه اللي كان حصل يعنى مش فاهم؟!
نغم بغضب جارف:
- انت إيه بجد؟! مش عارفه اقول عليك ايه! بارد معندكش أى أحاسيس أو مشاعر!
زين ببرود:
- انا مجبرتكيش على حاجه، أظن انتِ كنتي مرحبه بالموضوع، وقضيتى ليله جميله، ولا إيه؟!
هدرت به بغضب قائله بحزن شديد:
- انت مريض على فكرة! انت مش طبيعى! انا مراتك على فكره.. مش واحده قابلتها بالشارع!
انت حقيقى اتجننت! وانا يستحيل أعيش معاك بعد النهارده!
رمقها بغموض، ثم تجاهلها، وعاد إلى إكمال عمله، جلست على الفراش والحزن يعتصر قلبها وهي تحاول ألّا تسمح لدموعها بالنزول.
الى أن شعرت أنها بحاجة للنوم؛ فأغمضت عينيها؛ لتنام؛ لكنها نهضت فجأة وهيا تضع يدها على فمها وتشعر بدوار رهيب، لم تستطع أن تقاوم الرغبة بالقيء، نهضت تركض إلى المرحاض، وقد شحب وجهها بشدة..
عادت إلى الفراش؛ لكن ما لبثت أن عادت مرة أخرى، لتفرغ كل ما في جوفها..
كل ذلك.. وزين يراقبها بتوتر شديد وقلق رغم أنه يدعى غير ذلك؛ لكنه قلق عليها بشدة..
***
أما إياد وجودي.. كعادتهم كلّ صباح يذهب إياد برفقتها إلى مركز العلاج الطبيعي؛ لمتابعة جلسات العلاج الطبيعي؛ حتى تعود للسير على قدميها مرة أخرى، وأيضا تستطيع تحريك ذراعيها..
همس لها بحب قائلا بعشق جارف أطل من عينيه:
- انا محضّرلك مفاجأه جميله هتعجبك! -ثم غمز لها بعينيه-، وهنحتفل للصبح بقى!
- فابتسمت له جودي بحب قائلة بتساؤل:
- خير يا عمري؟! مفاجأة إيه يا إيدو؟!
أخذ يهلل بفرحة كبيرة قائلا بعشق جارف:
- الله! الله! قولى اسمى كده تاني! طالع يجنن من شفايفك!
جودي  بدلال:
- لا.. قولّى يلّا.. إيه المفاجأه؟!
- يا عمري متبقاش مفاجأه!
تحدثت إليه مدّعيةً الغضب:
- اخص عليك يا إيدو! كده برضو؟! مش انا حبيبتك؟!
إياد بحب شديد:
- عشان انت حبيبتي لازم تنتظري عشان تعرفي!
أجابت جودي بخيبةٍ قائلة:
- طيب يا إيدو.. زعلانه منك!
إياد بضحك بشدة حتى دمعت عيناه:
- مقدرش انا على زعل القمر!
***
كان زين جالسا يراقب نغم عن كثب وهو قلق عليها للغاية؛ فهي تبدو شاحبة بشدة والعرق يتصبب من جبهتها..
أخذت تذهب إلى المرحاض، ثم تعود إلى الفراش، وهكذا عدة ساعات، شعر بالقلق من أجلها وهو يراها بتلك الحالة من الضعف، ودّ لو يضرب بكلّ شيء عرض الحائط، وينهض ليحتضنها ويخفف عنها.
ترك الغرفة، وهبط إلى الطابق الأرضي، وطلب من الفتاة التي تعمل لديهم أن تعد كوب ليمون بالنعناع، وتذهب؛ لتعطيه نغم بغرفتها.
ثم عاد متجها للغرفة وبيده محارم ورقيه وقطع من الثلج، ثم تقدم إلى حيث تجلس على الفراش، ما أن رأته مقبلا عليها ابتعدت إلى طرف الفراش، تحدث إليها زين بصوت حاول أن يضفي عليه بعض اللين:
- متخافيش.. انا بس هساعدك؛ عشان حاسس انك تعبانه..
ابتعدت عنه، ونهضت من الفراش قائلة بغضب وهي  تشعر بالدوار الشديد:
- ابعد عني.. مش عايزه منك اهتمام!
اكملت بنبرة حزينة:
- كفايه ألم وعذاب بقى! ياريت اموت عشان ترتاح مني، وتبطل تعذبني وتعذب نفسك!
شعر بأن نصل سكين حاد قد أصابه بقلبه من أثر حديثها، وحزن بشدة لتلك الحالة المزرية التي أوصلها اليها..
تركته، وكادت أن تغادر الغرفة؛ لكنه اعترض طريقها، وأمسكها من يدها بشدة، وضمّها لصدره بتملّك شديد، وشدّد من عناقه لها، وزفر براحة كأنّ ثقلا كبيرًا يجثم على صدره.
كادت أن تستسلم لمشاعرها تجاهه وهي بين يديه؛ لكنها دفعته، وركضت مبتعدة عنه، متجهة إلى الدرج، وما كادت تخطو على أول درجة شعرت بدوار شديد يحاوطها، وحاولت أن تقاومه وتتماسك؛ لكنها سقطت فاقدة الوعى، صرخ زين قائلا بألم وفزع: 
- نغم!
---------

المشاكسه والمستبد الجزء الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن