الفصل الثامن عشر

972 35 0
                                    

الفصل الثامن عشر
    عاد إياد إلى المنزل وهو غاضب من نفسه، وشعور الغضب يسيطر عليه بشدة، مر بطريقه على أحد الصيدليات؛ لتضميد الجرح  الذي  برأسه، ثم قاد سيارته متجها إلى المنزل؛ ليبحث عن زين بقلق وتوتر شديد؛ يخشى رد فعل زين عندما يعلم ما حدث للفتيات..
     صادف يزيد بطريقه؛ فأخذه بعيدا عن العمال الذين يقومون بتزيين الحديقة، وحدث يزيد بتوتر وقلق قائلا:
- يزيد.. البنات اتخطفت! فجأه طلعت عليا عربيه، وسدت الطريق قدامي، ونزل منها ٣ ملثمين، قاومتهم على قد ما اقدر، بس هما ضربوني على راسي، وأخدوا البنات!
يزيد بغضب:
- إزاى ده يحصل؟! وليه لما حسيت بخطر مكلمتش حد فينا؟!
إياد -بتوتر وخوف من أن يصيب الفتيات مكروه-:
- مكنتش عارف افكر ساعتها، تفكيرى اتشل يا يزيد، المهم دلوقتي.. لازم نشوف حل، وتفهم انت زين؛ عشان انا مش قد غضبه.. انا عارف ان غضبه وحش!
اقترب منهما زين بخطوات سريعة وقد تناهى إلى سعمه بضع كلمات من حديث إياد عن اختطاف الفتيات..
فتوجه اليه بعيون حمراء، ووجه مكفهر من شدة الغضب هادرا به بغضب:
- انت حيوان يا إياد!
    كاد أن يلكمه بوجهه إلّا أن يزيد تصدى له ليمنعه من الفتك بأخيه.
زين بغضب هادر:
- انا لولا انى اديتها السلسله مكنتش عرفت مكانهم، انا بس منتظر اشوف ايه آخرهم..
هاتف يزيد بغضب شديد وقد برزت عروقه من شدة الغضب:
- مستحيل يا زين اسيب البنات تحت إيديهم! محدش عارف ممكن يعملوا فيهم ايه! وهما مين؟! وايه هدفهم؟!
زين بتعقل، وصوت هادئ على غير عادته:
- عشان كده بقول نصبر، ونعرف مين دول، وآخرهم ايه، مش عايزك تقلق يا يزيد، انا بعت ناس للمكان اللي عرفت انهم فيه، هيراقبولي المكان كويس، ونعرف مين دول بالظبط ، ده انا كمان وصيتهم يشوفوا سكة مع الحراس اللي حاطينهم هناك، ويركبوا كاميرات.. بحيث نتابع اول باول ايه إلى بيحصل؟!
اياد مهللا بفرحة شديدة:
- بجد.. الله عليك يا زين! دماغك الماظ بجد! حقيقي شابوه! بس قولى جهزت كل ده امتى؟!
نظر زين وهو يتذكر من عدة أيام؛ حيث كان برفقة نغم في أحد المولات التجارية لشراء بعض لوازم الزفاف؛ فشاهد سيارة تسير خلفهما منذ خروجهما، وحتى عودتهما؛ فتظاهر أنه لا يراهم، وقام بجميع الترتيبات مع رجاله لمراقبة الفتيات، ومعرفة من هم هؤلاء الرجال.
حين لاحظ إياد ويزيد شرود أخيهما دفعاه بكتفه قائلين بترقب:
- زين.. روحت فين؟! قولّنا هنعمل ايه في موضوع خطف البنات؟!
انتبه زين من شروده، وحدّثهم بثقة وثبات غير عادي قائلا:
- متقلقوش، انا عامل حساب كل حاجه.. تعالوا هاخليكم تطمنوا على البنات..!
تحركا برفقته متعجبَين من ثبات زين غير العادى، وهدوئه برغم ما حدث.
اصطحبهم زين إلى أحد الغرف بالطابق الأرضي بها شاشة عرض كبيرة، طلب منهما الجلوس والمشاهدة بهدوء قائلا بحزم:
- اتفضلوا اقعدوا وشوفوا من غير انفعال، وانا اوعدكم.. بالكتير قوي بكره البنات هتكون هنا، ومحدش هيقدر يلمس منهم شعره!
بعد أن جلس الجميع ضغط زين على زر ريموت يحمله بيده؛ لتضيء الشاشة على مكان تبدو عليه القذارة، والفتيات محبوسات به، وأيديهن موثقة بحبال واقدامهن..، ولا يكففن عن البكاء، هتف يزيد وإياد بصوت واحد بغضب وحزن قائلين:
- لا يا زين! مش هنقدر نصبر ونسيبهم بالوضع ده !
زين بغضب هادر وقد غلف الحزن صوته وملامحه:
- تصدقوا انا غلطان! كنت عارف انكم مش هتقدروا تصبروا! أنا بتألم أكتر منكم! اللي معاهم دي روحي وحياتي، هي نور عيوني! لو جرالها حاجه ممكن اموت.. اعقلوا كده، واصبروا، انا عامل حساب كل حاجه، هما بأمان.. صدقونى! الرجاله اللي معاهم دول بقوا تبع البنات زى ما وعدتكم، بكره هيكونوا هنا.. بس الصبر أرجوكم.. انا مخنوق اكثر منكم!
   قاطعاه بنفاد صبر قائلين:
- بس يا زين احنا..!
  هدر زين غاضبا وهو يضرب الطاولة بيده بعنف شديد، ومظهره الغاضب كان كأسد حبيس يريد الانقضاض على فريسته قائلا:
- مش عايز كلام تاني!
     أشار لهم بيده قائلا:
- يلّا كل واحد على أوضته، وانتظروا تعليماتي!
فرا هاربين من أمامه، وهما غاضبين بشدة من تزمت زين وتسلطه الشديد عليهما.
عادا لغرفهما، والتوتر والقلق يسيطر عليهما؛ حتى إنهما لم يستطيعا النوم أو تناول أى طعام.
بقى زين وحده يتجول بغرفته ذهابا وايابا كاسد حبيس لا يستطيع الخروج، ترك الغرفة، وتوجه لغرفة الرياضة؛ لينفس بها غضبه، فهذا هو المكان القادر على التنفيس عن غضبه به، مر اليوم صعبا على الجميع، ولم يغمض لأي منهم جفن.
بالصباح بدل زين ملابسه، وهبط إلى الطابق الأرضي، فوجد الجميع بانتظاره: والديه، ووالدته وشقيقيه.
ما أن شاهدوه حتى توجهوا إليه وهم يرمقونه بنظرات قلقة، والتساؤل يملأ أعينهم، تحدثوا إليه بترقب، وقلق قائلين:
- زين.. هتعمل ايه بموضوع البنات؟! احنا قاعدين على أعصابنا من ساعة ما اتختطفوا! هو محدش اتصل بيك طالب فديه، ولا أى حاجه؟!
زين بنفاد صبر، وعيناه أصبحتا حمراء بسبب عدم النوم، ووجهه مجهد بشدة.. تحدث بغضب محاولا قدر الإمكان تمالك أعصابه:
- ما تقلقوش! أوعدكم إن البنات هيرجعوا الليله.
أردف قائلا بشرود:
- مفيش حد اتصل، انا لحد دلوقتي معرفش خطفوهم ليه؟! بس هعرف، وهندمهم على اليوم اللي فكروا فيه انهم يخطفوهم.
خرج متوجها لسيارته؛ ليستقلها، وتبعه أشقاؤه، واستقل كل منهما سيارته، تأكد زين من أنه ملأ سلاحه بالذخيرة، أمسك هاتفه، وضغط على عدة أرقام، ثم انتظر الإجابة.. إلى أن أجابه الشخص الذي على الطرف الآخر قائلا بحزم:
أيوه يا باشا.. تمام.. زى ما سعادتك أمرت، كله تحت السيطرة، وعربية رجالة بأسلحتهم هتكون وراك حالا.
زين بغضب مكتوم، وتصميم على تلقين هؤلاء الأوغاد درسا لن ينسوه:
- تمام.. خلّي بالك على البنات، اوعى تسمح لحد يلمس شعره منهم؟!
- تمام يا باشا، متقلقش عليهم، انا عامل حساب كل حاجه..
قاد زين السيارة متجها إلى المكان الموجود به الفتيات، وقبل أن يصل كانت السيارة المليئة بالرجال تلحق به، بعد عدة دقائق وصل الجميع إلى حيث توجد الفتيات، ترجل الجميع من سياراتهم بما في ذلك الرجال المسلحون؛ فحاصر الرجال المسلحون المكان من جميع الجهات، وتسلل زين إلى داخل المكان بخطوات واثقة وغضب شديد سيطر عليه، وعيناه تطلق شرارت الغضب من كثرة شعورة بالغضب، وتبعه أخواه إلى أن أصبحوا بالداخل، وحين شاهد عمَّا نغم ورحمة لم يتفاجأ برؤيتهم؛ لأنه أثناء مراقبته للفتيات علم أنهم هم من قاموا باختطافهم.
أشار زين للرجل  الذي  كان يساعده؛ فرفع سلاحه، وأمر رجاله أيضا برفع أسلحتهم، وحاوطوهم من جهة، وزين واشقاؤه من ناحية أخرى.
تحدث زين بغضب شديد قائلا:
- انتم إيه؟! مش بنى أدمين؟! معقول وصلت بيكم النداله انكم تخطفوا بنات اخوكم؟! مش كفايه قتلتوه! عايز ايه من بناته تانى؟!
تحدثا إلى زين بفزع ورعب سيطر عليهما قائلين:
- احنا اسفين يا زين باشا، أصلا دي مش فكرتنا، دي فكرة عباس البلطجي، هو اللي اقترح علينا نعمل كده، وهو اللي خطط ودبر لكل حاجه، ارجوك سامحنا، واحنا مش هنعمل كده تانى..
قام زين بلكمهما عدة لكمات من شدة غضبه، وتبعه أشقاؤه؛ حتى كادا أن يفقدا وعيهما من شدة ما تعرضا له من ضرب.
أوقفهما زين على أقدامهما مرة أخرى، وأمر أشقاءه أن يمسكوا بهما، وطلب منهما أن يهاتفا عباس؛ ليأتي إليهما سريعا.
فقاما بمهاتفة عباس، وحدثاه قائلين محاولين التماسك:
- عباس.. تعالى بسرعه عايزينك بالمكان اللي انت عارفه.. بسرعه ما تتأخرش!
صفق زين لهم، وهو ينظر اليهما بغضب عارم متوعدا إياهما بأشد أنواع العقاب.
وقف عمّاهما ينظران بغضب للرجال الذين من المفترض أنهم كانوا رجالهما، وتحدثا اليهم قائلين:
- بعتونا بكام يا شوية زباله ملهومش لزمه؟!
كاد زين أن يفتك بهما؛ لكن أشقاءه أشارو له بأن يتركهما، تحدث قائد الرجال قائلا بسخرية:
- كام دي اللي انتم تعرفوها، اللي انتم ما تعرفهوش بقى ان زين باشا انا بلغته بمخططكم من أول يوم خطفتوا فيه البنات؛ لأن ابو البنات دول له عليا أفضال كثير، وكان مستحيل أشوف بناته بيصيبهم أى أذى.
وكمان كل كلامكم متسجل صوت وصورة، وقبل ما تقولوا انه مش قانوني.. أحب اعرفكم انه بأمر من البوليس، وزين باشا بلغ البوليس من أول يوم!
ثار الرجلان بوجهه، وكادا أن يفتكا به إلّا أن زين تصدى لهما، وانهال عليهما بالضرب لعله يتخلص من بعض الغضب المسيطر عليه بشده.
هاتف زين الرجال بالخارج، وطلب منهم أن يختبئوا، وأن يذهب بعض منهم لملاقاة عباس، وجلبه إلى هنا دون أن يشك بالأمر.
توجه زين للغرفة التي قاموا بحبس الفتيات بها، وقام بتحريرهن، وأخذهن وخرج من الغرفة، وما أن شاهد الفتيات أزواجهن حتى اندفعن إلى أحضانهن يبكين بخوف وفزع شديد.
ارتمت نغم باحضان زين، ودفنت وجهها بصدره، وهي تنتحب بشدة، وجسدها ينتفض من الخوف.
ولم تكن حالة الفتاتين أقل من حالتها فقد سيطر عليهن الخوف والفزع؛ حتى إنهن كنّ ينتفضن برعب وهن متمسكات بأزواجهن.
احتضن كل منهم زوجته، وقام بتهدئتها، وبقى كل منهم محتضنا زوجته بحب وشوق جارف..
أمر زين الرجال بتقييد هؤلاء الأوغاد قائلا بغضب جامح:
- ارموا الزباله دول جوا لحد ما اشوف الحقير اللي جاي لقضاه دا!
استقل عباس إحدى سيارت الأجره، وأمر السائق بالتوجه لهذا المكان، وما كادت تنطلق السيارة؛ حتى اعترض طريقها مجموعة من الرجال المسلحين..
حاول عباس أن يفر منهم لشعوره بأن هناك شيئا مريبا يحدث؛ لكنهم توقفوا أمام السيارة، وقاموا بجذبه منها بالقوة، وسط هلعه وخوفه الشديد  الذي  ارتسم على محياه، وجهوا حديثهم للسائق قائلين بغضب كبير:
- اتفضل انت ارجع لو باقي على حياتك..
أدار السائق السيارة، وعاد سريعا دون أن يتحدث بكلمة واحدة، قاموا بتقييد عباس، وأخذوه معهم بالسيارة؛ ليقوموا بتسليمه لزين..
ما أن أصبحوا أمام المكان  الذي  يوجد به زين ترجلوا من السيارة، ثم أخذوا عباس؛ ليقوموا بتسليمه إلى زين.
ما أن شاهد عباس زين ويزيد حتى ارتعب بشدة، وأصبح وجهه شاحبا كالموتى..
فك زين وثاقه بنفسه، ثم أشار ليزيد بأن يلقنه درسا، وبحزم شديد وصوت جهوري أثار الرعب بقلب عباس قال:
- يلّا يا يزيد علم الواطي ده الأدب، عرّفه ازاي يتجرأ يمد ايده على حاجة غيره!
أمسكه يزيد من تلابيب قميصه، وأخذ يكيل له اللكمات بجنون؛ حتى سقط غارقا بدمائه وهو يتمتم قائلا قاصدا إغاظه يزيد:
- ايوه انا اللي فكرت، وخططت لخطفها.. عارف ليه؟! عشان ابوظ عليك فرحتك.. واخدها قبلك، وبعدين اقتلها! مكنش يهمنى لا فديه ولا غيره، انا قلت فديه للمغفلين دول، عشان يساعدونى انتقم منكم!
بصق يزيد عليه، وعاد لضربه بقدمه عدة ضربات حتى فقد الوعي، وهتف به قائلا:
- انت شكلك متعلمتش من أول مرة.. بس أوك! تمام.. شكلك متعرفش مين هما ولاد عيلة العامري! دول رجالة قوي محدش يقدر ياخد منهم حاجه تخصهم، انا بقى جبت كل بلاويك، وعرفت ان انت اللي قتلت جوز رحمة، وانت إلى خططت لكده عشان كان عينك من رحمة! يلّا بقى باى باى مع السلامه! مكانك على جهنم بعد الإعدام ان شاء الله!
تحامل عباس على نفسه، ونهض وبحوزته سكين محاولا طعن يزيد من الخلف؛ فانقض عليه إياد أوسعه ضربا، وقام بتقييده.
وما هى إلا دقائق.. وكان البوليس يتقدم داخل المكان، وقدموا الشكر لزين قائلين:
- متشكرين جدا يا زين باشا على تعاونك معانا..
أجابه زين بود قائلا:
- العفو يا أحمد باشا، انا اللي متشكر لوقفتك معانا، وحرصك على ان المجرمين دول ياخدوا جزاءهم.
أجابه الضابط قائلا بمرح:
- ما تقلقش يا زين باشا لسه هنعملهم حفلة استقبال تليق بيهم، ويشرفونا لحد العرض على النيابه..
شكره زين، وأخذ زوجته، وغادر بعد أن شكر حسام..
الرجل ساعد زين، وحافظ على الفتيات..
عادوا جميعا إلى المنزل، وذهب كل منهم إلى غرفته؛ لينالوا قسطا من الراحة، بعد أن طمأنوا والدهم، ووالدتهم.
دلف زين ونغم لغرفتهما، وتحدث زين إليها بحنان شديد، وعشق يطل من عينيه قائلا برقّة:
- قومي يا قلبي خدي حمام دافي على ما اطلبلك أكل جاهز ناكل سوا..
نغم بشوق غلف صوتها:
- ثواني يا حبيبي، وراجعالك.. متعرفش انت وحشتني قد إيه؟!
زين بمرح وغمزة من عينيه:
- خلصي انتِ بس، وتعالي قوليلي عملي، مبفهمش انا الشفوي ده ههههه.
منحته قبلة بالهواء، وغادرت إلى المرحاض بعد أن أخذت معها ملابس النوم.
ما أن انتهت، وبدلت ملابسها حتى عادت لتجده قد بدل ملابسه هو الآخر، وجلس بانتظارها، وأمامه الطعام، أشار لها بالاقتراب منه قائلا بعشق وشوق جارف:
- قربي يا قلبي.. تعالي جنبي!
تقدمت إلى حيث يجلس، وجلست إلى جواره، وأخذا يتناولان الطعام، وهو كل دقيقه يختلس النظرات لوجهها  الذي  اشتاق إليه بشدة إلى أن انتهيا.
فاسترخى زين على الوسادة لشعوره بالإرهاق الشديد نظرا لأنه لم ينم منذ اختطفت.
اقتربت منه، واستلقت إلى جواره لتتوسط أحضانه، وهو يشدد من عناقه لها، بينما هي تستمتع بدفئ احضانه، وتسنتشق رائحته المحببة إلى قلبها، وتدفن رأسها بين طيات ملابسه، وأذنها فوق قلبه تستمع إلى دقاته التي تنبض بقوة تحت أذنيها، قبّل وجنتها برقة، ثم حدثها بعشق جارف قد سيطر عليه وصوت أجش من شدة شوقه لها قائلا بحب:
- انتِ متعرفيش حالتى كانت ازاى ببعدى عنك، كنت حاسس انى جسد من غير روح، انا لولا السلسله اللي هديتهالك عشان ابقى دايما مطمن عليكى.. مكنتش عرفت مكانكم..
اقسم بالله لو كان حد منهم لمس شعره منك كنت قتلته..
رفعت رأسها من على صدره؛ لتنظر إليه بعشق جارف أطل من عينيها، ثم حدثته قائلة بحب:
- كنت واثقه انك عمرك ما تتخلى عني يا زين؛ عشان فاكره ليك كل مواقفك الحلوه معايا من صغري، انت فاكر لما كنت بالمدرسه، وواحد مسك ضفيرتى وعاكسني؟! ساعتها لقيتك ظهرت فجأه معرفش ازاى.. وضربت الولد.. لولا انى بعدتك عنه كنت هاتموته!
زين -بابتسامة رقيقة أذابت قلبها- همس لها برقة:
- انا كنت مراقبك دايما طول الوقت من غير ما تعرفي، كنت حريص على حمايتك برغم شعور الغيرة منك اللي سيطر على مشاعري.. إلّا انك ببراءتك قدرتي تسرقي قلبي! طيب فاكره اما كنت بضايقك وانتِ صغيره وابهدلّك هدومك الجديده؟! وافكّلك ضفايرك الجميله عشان اضايقك؟! مكنتش بقدر استحمل دموعك.. كنت بجبلك شكولاته وورد، واحطهم في أوضتك من غير ما تعرفى، وانتِ تفكري انه يزيد؛ فماتسأليش مين اللي عمل كده.. كنت بتغاظ من حبك ليزيد رغم انى عارف انك بتعتبريه اخوكي..!
نغم بعشق:
- ياه يا زينو كل ده جواك ومخبيه عليا؟! عمرك ما فكرت مرة تصارحني؟!
زين بحزن:
- خفت تفكتريني ضعيف، كنت فاكر الحب ضعف يا قلبي!
قربها منه أكثر، وقبّلها برقة وشوق جارف، ثم همس:
- دلوقتي ننام عشان مش قادر افتح عنيا، وورانا بكرة فرح الولاد، عايزين نفرح بيهم، وعاملّك مفجاءه، وواثق انها هاتعجبك، واوعدك حياتي بعد الفرح هاحكيلك كل حاجه، وهفهمك حاجات كثير محتاجه تفسير.
أغمضت عينيها بين يديه؛ تشعر بسعادة كبيرة لقربها منه، وعودتها لأحضانه من جديد، وغرقت بالنوم بعد قليل..
----------

المشاكسه والمستبد الجزء الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن