¶3~

24.3K 624 17
                                    


في يوم جديد يحمل في طياته أحداث جديدة

تصطف تلك العربة الملكية و خلفها عشرات الخيول يركبها الجنود أمام منزل ليليان، ليتجمع الجيران فضولا لمعرفة سبب مجيئ البعثة الملكية، دقات الباب، ليفتح الأب بتوتر ليجد ذلك الحارسان ليقول أحدهم بصوت رزين خشن: أتانا أمر من الملك أن نأخذ معنا ابنتكم ليليان فرجاء نادوها كي تأتي، التفت الأب إلى زوجته التي تنظر إليه بنظرات حزن ليقول لها: ناديها، أومات له لتذهب إلى غرفتها لتفاجئها ابنتها كانت قد خرجت من غرفتها تنظر إلى أمها بحزن و هم، عانقت أمها بشدة لتبادلها الأم كأحظان وداع، فصلت العناق لتذهب إلى أبيها تعانقه بقوة و تقلبه على خده، فصلت العناق لتقول لهم بصوتها الأنثوي: سأعود لكما لا تخافا، التفت لتخرج مع الحارسان، ليشير لها أحدهم بأن تركب تلك العربة التي أتت معهم، دخلتها لتجلس على ذلك المقعد الذي بداخله، لتنطلق تحت تلويحات والديها بنظرات الاشتياق و الحزن لمصير ابنتهم، و تحت مراقبة الجيران الذين بدؤوا يتهامسون على الفتاة ليليان و أنها ستذهب إلى القصر عند الملك المعروف بقساوته..........

تنظر من تلك النافذة الصغيرة، و كل مرة تمسح تلك الدمعات التي تتساقط مع عينيها تفكر في ما سيحدث معها مستقبلا في ذلك القصر الذي بدأ يظهر لها، توقفت العربة لتنزل منها بعدما فتح لها الحارس الباب، رفعت أنظارها لتتفاجأ من حجم و كبر القصر و مظهره الخارجي، الذي يوحي بالغناء و الرخاء، تتمشى معهم لتدخل القصر من الباب الرئيسي الكبير، فتحت فاهها من شدة روعته و كأنها في عالم آخر تماما، شردت تتأمل فيه لتتفاجأ من تلك الامرأة الواقفة أمامها تنظر لها بنظرات غريبة لتقول: أنت هي الجارية الجديدة، أومأت لها ليليان بهدوء تنتظر ما تقوله، لتقول مرة أخرى: إذا أنا هي رئيسة الخدم هنا اسمي "جيغيث" سوف تأخذك الخادمة إلى غرفة الجاريات، و الآن تحركي من هنا بسرعة، نظرت ليليان إلى الفتاة التي تقف بجانبها منزلة رأسها لتتوجه اليها و تذهب معها، وصلت لتأشر لها بأنها قد وصلت إلى جناح الجاريات فتحت لها الباب لتدخل بهدوء، نظرت إلى تلك الفتيات المتواجدات هناك، و هم بنفس الحال ينظرون لها بنظرات إحداها شفقة، و بعضها تكبر، لتسألها إحداهن تسمى "سيا" بصوت دلع و تكبر: أنت جارية جديدة هنا؟، نظرت لها ليليان لتقول: نعم أنا هي، لتقول سيا مجددا: اممم أظن أنك لن تحظي بأي ليلة مع الملك بسبب مظهرك هذا، و هي تؤشر بأصيعها لفستان ليليان لتجيبها: و كأني أريد ذلك أصلا أنا مجبورة على ذلك، ضحكت سيا باستهزاء لتقول: لا توجد كلمة استهزاء بما أنكي هنا يعني أنكي تريدين أن تقضي ليلة مع الملك، نظرت لها ليليان بغضب أرادت أن ترد عليها و لكن قررت أن تصمت كي لا تدخل في شجار في أول يوم لها في القصر.

ذهبت لتجلس في إحدى الأماكن الفارغة، لتلتفت إلى تلك الفتاة التي تنظر لها منذ أن أتت و التي تبتسم لها بلطافة، بادلتها ليليان ابتسامتها لتقول الأخرى: مرحبا إسمي "نيليا" و أنتي؟، لتنطق ليليان: اسمي ليليان، و إن اسمك جميل، نيليا بابتسامة: شكرا لك و أنتي أيضا، هل أستطيع أن أصبح صديقتك؟، ليليان بابتسامة أنثوية: بالطبع صديقتي، ضحكت نيليا بخفة لتقول: اذا لقد قلتي سابقا أنكي مجبورة أن تأتي اسردي لي ماهي قصتك؟ ، تنهدت ليليان بحزن بعد أن تذكرت سبب مجيئها لهنا، لتبدأ تسرد لها قصتها من الأول، تحت صدمة نيليا منها لتقول لها بدهشة: واااو حقا أنت محظوظة فالملك بنفسه طلبك أنتي فقط، نظرت لها ليليان باستغراب لتقول: لماذا أليستم كلكن هنا أحضركم الملك؟، نيليا: لا أبدا البعض منا أخذن من منازلنا عشوائيا من طرف حراس المملكة و البعض الآخر أتوا عبارة عن هدايا قدمت للملك من مملكات مجاورة، ليليان بصدمة: حقا لم أتوقع ذلك و ماذا عنك أنت؟، نيليا بنبرة حزن: أنا كنت أشتري بعض اللوازم لعائلتي حتى أتت تلك العربة الملكية و أخذت الفتيات بالقوة و من ضمنهم كنت أنا، نظرت لها ليليان بحزن و شفقة على حالها لتقترب تحضنها بخفة تواسيها، لتقول مغيرة الموضوع: حسنا أريد أن أعرف ماقصة الملك أيضا؟، نيليا بصوت منخفض بعدما اقتربت منها أكثر : سأتكلم هكذا كي لا يسمعونا و إلا سينتهي مطافنا برأسنا مقطوع، إن الملك هو شخصية جد قوية و باردة، و قاسي جد و لا يرحم و في نفس الوقت عادل مع شعبه و لا يحب الظلم أبدا، توفت أمه عندما ولدته، ليتربى بين أيدي مربيته التي توفت عندما بلغ السن 12 عاما، في تلك اللحظة اكتأب و حزن جدا على وفاتها لأنه كان مقرب لها كثيرا كان يعتبرها تماما مثل أمه، و لكنه خرج من اكتئابه بمساعدة والده الملك السابق، عاش مع والده يتعلم أمور الحكم و هكذا أشياء، و يتدرب على فنون القتال للمستقبل كي يكون هو ولي العرش، و عندما بلغ السن 18 عاما توفي والده بعد أن وضعوا له سما، ليتوج هو ملكا لمملكة "إيرلا"، و منذ تلك اللحظة تغيرت شخصيته إلى الأسوء و أصبح حاد الطباع فالكل هنا يخاف منه حتى مساعده الأول، ليليان: إن قصته جد محزنة، نيليا: نعم هي كذلك، ليليان بتساؤل: و لكن لقد سردتي لي كلشيء و لم تذكري اسمه؟، نيليا: نعم لقد ذكرتيني هو اسمه" دانيال برون " و لكن إياك أت تذكري اسمه على لسانك، فهذا ممنوع لا يسمح لأحدا أن يقول اسمه و إلا ستقتلين بواسطة سيفه، ليليان: و لكن لماذا لا نقول اسمه؟، نيليا: لا أعلم و لكن أظن أنه هناك قصة غامضة حول ذلك، أومأت لها ليليان بتفهم.

بقيوا يتكلمون لوقت طويل إلى أن صادفهم دخول الحارس ليقول بصوته الحاد: الجارية الجديدة ليليان، رفعت ليليان يدها لتقول بتوتر: أنا هي، ليقول لها الحارس: تفضلي معي الملك يستدعيك، هاجمت ليليان مشاعر خوف و تلبك لتربث نيليا على كتفها بمعنى انهظي بسرعة، لتنهض من مكانها و تذهب معه.............

الملك دانيال ببرود: أدخل، تدخل ليليان بتوتر لتنحني بخفة تحت أنظار دانيال الباردة ليقول بصوت بارد مماثل لحالته : لقد زاد عدد جارياتي الآن، عضت ليليان شفاهها السفلية بخوف، ليكمل كلامه: هل رحبوا بكي جيدا جاريتي؟، ليليان بصوت هادئ متوتر: نعم لقد رحبوا بي، همهم دانيال لينهض من مكانه و يبدأ يقترب منها ببطئ، و في نفس الوقت تتزايد دقات قلب ليليان في كل خطوة يخطوها اتجاهها، وقف أمامها ليقول: ارفعي رأسك، رفعت رأسها ليليان و لكن بدون النظر إليه خوف من أن تخالف إحدى القوانين التي لا تعلمها، ليقول هو مجددا: انظري إلي، نظرت له لتبدأ تتأمل أعينه ذات اللون البني الغامق، مصاحبها نظراته التي تبدو مثل الصقر بحدتها، و في نفس اللحظة شرد دانيال في لون عيناها العسلية و كأنه سحر يسحر كل من رآها، قطع دانيال تأملهم ذاك بقوله: جميلة، أنزلت ليليان رأسها لتحمر خداها بخجل، الذي لاحظه دانيال ليقول بصوته الرجولي: عودي إلى جناح الجاريات و لا تأتي إلا أن أستدعيك أنا مفهوم؟، أنهى كلامه بحدة لتقول هي: مفهوم جلالتك عن إذنك، انحنت له لتطرق الباب ليفتحه الحراس الواقفين خلفه، لتهم خارجة ذاهبا إلى الجناح الخاص بالجاريات، ليقول دانيال: أنت تسحريني بجمالك و سوف تعاقبين على ذلك..............

صغيرتي.     _    My little girl حيث تعيش القصص. اكتشف الآن