المشهد الخامس والعشرون

3.4K 193 39
                                    

#فريسة_الشيطان
#المشهد الخامس والعشرون
**************
كان الجميع بانتظار خروج الطبيب من غرفة العمليات كي يطمئنهم علي نوران، وحين خرج كانت الصدمه من نصيبهم بعد أن ابلغهم بانها اجهضت جنينها وكادت ان تفقد رحمها نتيجة ارتخاءه لولا عناية الله الذي انقذتها، نظر اليه سامر بذهول وساله:
بتقول ايه يا دكتور هي نوران كانت حامل،

هز الطبيب راسه مؤكدًا حملها واجهاضها فنظر سامر الي والدته وسالها بتعجب:
ماما نونه بلغتك بحملها، ولا كانت متعرفش

طالعته والدته بحيرة وردت عليه :
والله ابدا يا سامر، انا زيك  لسه عارفه دلوقتي انها كانت حامل، بس انت من يوم ما سافرت بدات تتعب وكانت قاطعه الاكل ودايما نايمه وبتبكي

انتفض جسده حزن والم علي زوجته التي كانت تعاني في غيابه، وشعر بانه السبب في فقدها جنينها، ربما كانت ستخبره، واتي سفره فجعلها تنتظر عودته، لكن سوء فهم والدته جعلها تنهار وتجهض حملها،

نكس راسه ارضًا حسرة، وابتلع ريقة الذي جف وسال الطبيب بحزن تكالب بداخله كشجر اللبلاب يتوغل وينتشر بسرعه ليحطم جوانحه قهرُا:
المهم  طمني عليها دلوقتي هي وضعها ايه ، وكانت حامل في كام شهر

غمغم الطبيب قائلًا:
الحمل كان تقريبًا في اول الاسبوع الخامس يعني شهر، والواضح انها مكنتش تعرف، لكن بسبب علو مفاجئ بالضغط حصل اجهاد حاد للرحم لانه كان في وضع غير مستقر وامان لان الحمل في الاول
فحدث نزيف شديد ومقدرناش نحافظ علي الجنين والحمد لله سيطرنا علي النزيف باعجوبة، لولا كده كنا هنضطر نستاصل الرحم،
وضعها الان مستقر لكن نقسيا اظن انها اتعرضت لصدمه قوية اتسببت في اصابتها بالضغط العالي،

حدق بها سامر بدهشة وحدث نفسه :
مش ممكن قولت هسيب ليها ذكرة، لكنه كانت ذكري مؤلمه لدرجة افقدتها ابننا وكادت تفقد رحمها،
ضغط علي اعصاب يده بشدة  واردف:
فهمت يا دكتور طيب ممكن ادخل ليها اشوفها عايز اطمن عليها بنفسي

ربتت الطبيب علي كتفه وشد عليها:
هي حاليا في غرفة الافاقة، نص ساعه تروح غرفتها وهسمح ليكم بالزيارة، الف حمدلله علي سلامة المدام وربنا يعوض عليكم باذن الله عن اذنك

تركهم الطبيب وانهار سامر علي اقرب مقعد وجلس عليه واضع راسه بين كفاه بحزن وانكسار،
تململ حسام في حضن عمته حتي انزلته فهرع الي ابيه ووقف امامه ورفع راسه وقال ببراءة:
بابا حبيبي مالك دماغك اوجعك، ولا ماما زعلتك

ابتسم سامر في وجهه طفله وحمله وقال:
لو الدنيا زعلتني يكفيني انت وماما عليا تصالحوني معاها وافرح بالحياة فيها،

نهض وحمله واكمل حديثه:
انا بخير با قلب بابا تعالي ندخل نشوف ماما اللي مغلباني ومجنناني معاها

سمح لهم الطبيب بزيارتها، دلف جميعا اليها وكانت عيناها باكيه ومازالت لم تفوق كليا، وحين سمعت صوته يناديها بحنان حدقت فيه بقوة ونظرت اليه:
سامر حبيبي انت هنا مش بحلم سامر انت حي صح
انت حي مش بتخيل ولا بحلم بانك رجعتلي،

رواية( فريسة الشيطان) للكاتبة/ سلمي سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن