المشهد السابع عشر

4K 174 24
                                    

#فريسة_الشيطان
#المشهد_السابع_عشر
********************
صعد سامر الي غرفة ابنه وجلس معه يعوضه غياب امه الي ان غفا بين يداها حمله ومدده علي الفراش، وملس علي غرة شعره بحنان وقبله وابتسم حين تذكر مقابلته لنوران يوم عودتها بعد الحادث، وعدم تقبله لها بعدما اخطأت بينه وبين صديقه معتز وقال له بضيق لم تفهمه نوران وقتها:
بس دي مش مامتي يا بابا، يمكن شكلها لكنها مش هي انا مش عايزها انا عايز مامتي حبيبتي اللي خدتها منها

وحين ساله لماذا قال ذلك، رغم معرفته بتعرضها لحادث، وعدم تذكرها لهم قال:
يا بابا انا عايز ماما اللي بتحبني واللي كانت دايما تحضني وبتضحك في وشي، اول ما تشوفني،
انا اسف اني زعلتك بس انا نفسي ماما ترجع معايا زي زمان هي ليه سباتني ولما رجعت نسيتنا،

رد عليه سامر وقتها بحزن:
ياريت اعرف لية زعلت مني وليه صفحت عني وبعدها كانت عايز تموت نفسي معقول لدرجة دي مش عايزه تكمل معايا، لكن انا واثق انها بتحبك ومهما حاولت تبعد عنك هترجعلك،
وبكرة لما نفسها تهدى هتعوضك بحبها وحنانها عن غيابها سامحني يا حسام لو كنت انا السبب في بعدها عني وعنك

تنهد سامر بقوة لهذة الذكرة القريبة، وزفر بضيق وقال بحزم وهو ينظر الي ابنها النائم في حضنه بحنان:
هرجعهالك يا حسام لان زي ما انت محتاجها، انا كمان مقدرش اعيش من غيرها ده وعد

نهض من جواره، ودثره جيدًا وقبل جبينها وغادر غرفته شاعرًا بالاختناق،
نزل من غرفة ابنه الي خارج الفيلا راسًا، استوقفتها والدته وسالته بقلق:
سامر رايح فين، بلاش يا ابني، كده هتضيع مستقبلك واصبر ان شاء الله هتتحل وفين حسام

رفع عيناه الي وجهها القلق وابتسم بجزع:
حسام نام بعد ما رضيته متقلقيش عليه، وعليا انا بس مخنوق محتاج اكون معها لكن مش هروح ليها
عن اذنك يا ماما

خرج مسرعًا قبل ان تمنعه، استقل سيارته وذهب الي شقته الخاصة التي علشا بها ليلة من لياليهم الجميلة التي افتقدها، وبدا هاجس مخيف يسيطر عليه، بان كل ليلة عشق بينهم في الشقة، ستتحول في الصباح الي كارثة،من الان وصاعد،

وصل الي العمارة، وترجل من سيارته وصعد الي الشقة وفتحها واغمض عيناه مستنشقًا عطرها المثير الذي اطلقته في الصباح ومازالت رئحته تعبق المكان،
تنهد بقوة وقال بالم:
اه يانوران انا متحملش بعدك وانت معايا وتحت عيني وفي بيتي، هتحمل بعدك عني ازاي وانت مع غيري وليه حق فيكي بحكم الشرع والقانون

ذهب الي غرفة النوم وامسك ثياب نومها التي كانت ترتديها بالأمس وتشمم طيب عطرها وقال بحزن:
وحشتيني يا نوران ازاي قدرتي تنسي اللا بينا، اسمك طلع ضحي، اه ضحي اسم حلو زيك، بس هتفضلي نوران لانك، النور اللي نور حياتي وقلبي، بعد خيانة نجلاء اللي كسرتني واظلمت حياتي وسودة قلبي

رواية( فريسة الشيطان) للكاتبة/ سلمي سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن