حضرتنا الذكريات
____________{ملحوظة:تجري احداث هذا الجزء والجزء الذي يليه في ماضي بعض الابطال}
في احد الامسيات وبالضبط في احد الصالات بمدينة الخرطوم علت ضجة دلت علي كمية الحشد الكبير الموجود بها امتزجت تلك الضجة بأصوات الأغاني السودانية وفي منتصف الصالة شرع الجميع يتمايلون في تناسق مع اللحن إلا هو في الزاوية الخاصة بالرجال يضع رأسه علي الطاولة يبدو عليه الضجر بل يبدو انه لا يهتم حتي لما يحدث في تلك الصالة يبدو أنه من النوع الهادئ جلس يفكر في حياته وما جري فيها منذ أن خلق قطع حبل تفكيره ظل الحركة الاهتزازية الذي مر فوق رأسه؛كان ذلك الظل لصديق طفولته:
_(قال وهو يتمايل في طرب)يخ قوم والله القصة دي رااابة..!(امسك بيده في محاولة منه ليخرجه من جو الملل ذاك) عبدو زولي التمام اهاا اهاا (دندن وهو يهزه)
_(نهض وهو يقول)فارس أنا كلمتك ما عندي مزاج للحاجات دي..!
_(جره ناحية الحشد الذي توسط الصالة) يخ انا عارفك زول هجاج ورينا...ابشر يخ اهاا.!
_(ابتسم لكلامه ثم رفع يده واخذ "يبشر")عشانك بس..!(استهواه اللحن فاندمج معه واخذا يرقصان كأن الحفل حفلهما)في ناحية اخري من الحفل:
فتاة بجسد ممشوق وعينين كحيلتين يكاد جمالهما يسرق من ينظر اليها؛ انفها الحاد، شفتيها كجوف البطيخ،كانت ترتدي فستان احمر كان قد وصف جسدها حد ركبتيها،تركت شعرها لينساب مع الهواء الطلق،قررت اخفاء جمالها بعلبة "الميكياج" التي افرغتها علي وجهها. اخذت تتمايل يمنة ويسرة ولا زالت تبدي مفاتنها توقفت عن الحركة عندما لحظت اختفاءه:وين مشا دا كمان (وانطلقت في رحلة بحث عنه،قالت وهي تحرك اصبعها في حركة عشوائية مشيرة الي جميع الأشخاص في الصالة بحثا عنه)فارس..فارس..فارس.. فارس..فار...(توقف اصبعها واشارات إليه)لقيتو..(تحركت بإتجاهه وهي تدرس ملامح الشاب بجانبه)يربي د منو المعاهو د؟(وصلت ثم ضربت علي كتفه وهي تقول)يا خاين تبيعني كدة؟انت قلت ماشي وجاي..!
_(ضحك ثم قال)كدة يا فروحة؟هو انا بقدر عليك؟
_(وقفت الألحان عن العزف لتقول) المهم ما عرفتني علي الافندم د..!
_يستي دا عبدالرحيم صحبي..!
_(حركت يدها بإتجاهه لتصافحه)ازيك؟انا فرح.!
_(توقف لوهلة،لم يدر ِكيف سيخرج من هذا الموقف المحرج. الي ان امسك فارس بيده ووضعها في يدها، بعد ان وضِع امام الأمر الواقع قال في توتر)اتشرفنا!
_بتدرس وين؟
_لا أنا الحمدلله خلصت من بدري
_حلوو!
_(عزفت الاغاني مرة اخري ليقول فارس)يا جماعة أنا والله الليلة طاقاني كهربا اتهوزز من قبيل وما تعبت.!
_(امسكه عبدالرحيم من يده وقربه إليه ثم همس في اذنه) أنا عايز امشي،ح تمشي معاي ولا افوتك؟
_ليه كدة ما اهو السهرة ح تحلو..!
_ما عارف بس كدة أنا ما متطمن،ممكن نمشي.
_طيب الطقة؟
_(نظر الي فرح التي لم تنفك تنظر له)ارح يخ بعزمك العايزو.
_ظابط.(نظر الي فرح) المهم يا زولة بنتلاقي تاني؟
_اكيد،عاين بعد بكرة عاملين قعدة شبابية كدة في شارع المطار حتجي؟
_يا زولة انا سيد القصص دي
_عارفاك انا.!(نظرت الي عبدالرحيم)وانت حتجي؟
_اا؟ااي بجي.
_تمام بنتلاقي باي..!(ثم تحركت بإتجاه طاولتها)
_(خرج مسرعاً وهو يلتقط انفاسه ويمسح العرق الذي تجمع علي جبينه)الدنيا حر.!
_عبدو انت كويس؟علفكرة جوا المكيفات شغالة(نظر إليه بمكر)ولا سخنت معاك فرح؟اناديها تاني؟يا فر..
_(اغلق لفارس فهمه)لا اعوذ بالله يا مان انا ما صدقت اتملصت منها اوعك تفكر.
_معليش جديد فالبنات عادي التوتر وارد.
_(ضربه علي "قفاه")بطل قلة ادب يشافع وامشي قدامي.!
_ماشي اخرتها كدة؟
_ايون ومافي ليك عزومة اركب يلاا.
_حسبي الله فيك يا متوحش.!
_بطل دراما.
(ركبا السيارة وتحركا)