الفصل الخامس

19.7K 811 62
                                    

إرتجفت المسكينة أكثر عندما إندفع ماكس
إلى الداخل دون أن يطرق الباب و هو يهدر
بصوت كالرعد :
-مالذي قلتيه لها أيتها الحمقاء...حتى جعلتها
تبكي ".

إنتفضت فرح بفزع و هي تدفع سيلا
باتجاه ماكسيمس الذي كان يرمقها بعيون
تطلق شررا حتى انها تلت الشهادتين في
تلك اللحظة بعد أن أيقنت أنه سوف يقتلها
لا محال ..
حدقت بعيون ذاهلة كيف تغير ذلك الوحش
الذي كان سيفتك بها منذ لحظات إلى
أرنب وديع يحتضن سيلا بذراعين الضخمتين
مبتسما ببلاهة...
لم تكن تعلم فرح أن لمسة الرفيق تجعل غضب
المستذئب يتبدد في لحظات بفعل الرابطة
الحسية التي تسيطر عليهم رغم ان رابطة
ماكس و سيلا لا زالت ناقصة أي انها لم
تفعل كليا بسبب الوسم و كذلك الزواج...

كان ماكس في عالم أخر يجزم انها من احلى
اللحظات في حياته و رائحتها الجميلة
تغمره و تتغلغل داخل حواسه القوية حتى أنه لم
يكن يستمع لصوت صراخها و هي تدفعه
و تنادي صديقتها حتى تساعدها في
التخلص منه :
-إلحقيني يا فرح.. داه مجنون..

كانت فرح في تلك اللحظة تفكر في
إمكانية إستغلالهم لماكس الذي من
الواضح انه واقع في عشق سيلا حتى
يساعدهم على الخروج من هنا... أسرعت
نحوها و هدأتها قائلة :
- يا بت إهمدي هو يعني هياكلك...إهدي
بلاش عبط داه الوحيد اللي هيقدر
يخرجنا من المكان داه...

توقفت سيلا عن التحرك بعد أن إنتهبت
إلى ما تعنيه صديقتها المجنونة و التي دائما
ما تبهرها بافكارها العبقرية و الفاشلة طبعا....
تركت ذراع ماكس تلتف حول ظهرها
و لم تبعده و هي تجيبها :
-قصدك إيه؟ بس داه قال إنه مستحيل
هيسيبنا نرجع مصر ".

رفعت فرح حواجبها بسخرية عارمة
و هي تؤكد لها :
-هو بمزاجه.. إنت بس قوليلوا يجيلنا
شوية هدوم عشان ناخذ شاور و نننتعش
و كمان أكل عشان انا خلاص هموت من الجوع
و مش عارفة افكر و بعدين همخمخلك على
حتة فكرة متخرش المية هتحيبنا اوام في
شارع الهرم قدام مكتبة عم سيد البقال...

سيلا و هي تلوي شفتيها بسخرية مرددة
وراءها :رواية لياسمين عزيز
-مكتبة و بقال.. لا فعلا باين إن خيوط
دماغك دخلت في بعضها....

إلتفت نحو ماكس و هي تبتلع ريقها
بصعوبة و تتراجع إلى الخلف بعيدا عنه
ثم تمتمت بحيرة مستنجدة بفرح التي
كانت تراقبها عن كذب :
- طب هقنعه إزاي داه...و هو عامل زي ضلفة
الباب...داه جوزي طب تيبجي إزاي...

فرح بضحك :
- إستحملي يا شابة هانت... و بعدين
ماله داه مز و بعضلات سيكس باكس و لا
البيج رامي بتاعنا... إتلحلحي بقى
المز مستني تبلي ريقه بكلمة حلوة...

أومأت لها سيلا ثم إستجمعت قوتها
و هي تغمض عينيها قائلة بصوت خافت :
-سيدي هل نستطيع الحصول على بعض الملابس...

مجنونة في بلاد المستذئبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن