39

13K 593 8
                                    

ضيقت فرح عينيها حتى تتعرف على هوية
تلك الفتاة التي كانت ترتدي فستانا أسود
اللون، فضفاضا و قصير لتهدر أورورا
مرة أخرى تأمرها:

-لا تقفي هكذا كالبلهاء و اتبعيها على
الفور، إنها كلاريسا شقيقة ماكس زوج
سيلا صديقتك، فعلا عقلك السميك هذا
بلا فائدة.

زمت فرح شفتيها بضيق قبل أن تتحدث
بداخل عقلها معترضة:

-و لما أتبعها، هل تظنين  أنني جاسوسة
إذهبي انت، انا يجب أن أنتظر الألفا
سوف يقلق إن خرج و لم يجدني.

تأففت أورورا بصوت عال و هي تهتف
بنفاذ صبر قائلة:

-تحركي، ليس وقت أسألتك الغبية الآن
إنها تخفي شيئا ما و يجب علينا معرفته،
انظري إليها كيف تسير و تتلفت حولها
بين الحين و الاخر و كأنها تخشى ان ينتبه
إليها شخص ما، هيا أسرعي وراءها.

حركت فرح قدميها وراء كلاريسا التي
إختفت بين الأشجار و غابت عن الأنظار، و
تكفلت أورورا باخفاء رائحة فرح، كما
مدتها بالقليل من قوتها حتى تستطيع
السير بسرعة كافية لكي تستطيع اللحاق
بها و معرفة مكانها، لأن كلارا إستخدامت
سرعتها الخارقة حتى وصلت إلى مكان ما.

إختبأت فرح بين النباتات و غمرت نفسها
جيدا حتى لا تراها الأخرى و راقبت ما
يحصل، كانت هذه المرة الثالثة التي ترى
فيها مستذئبا يتحول من شكله البشري
إلى ذئبه بعد سيلا و الألفا.

تعالت طرطقة العظام في الفضاء تلاه
وقوف كلاريسا على قوائمها الأربعة، إستنشقت
ذئبتها الهواء جيدا حتى تتأكد من خلو المكان
من أي متسللين ثم بدأت تركض بكل
سرعتها متجهة نحو الشمال نحو حدود بلاد
العنقاوات.

ظلت فرح تقف في مكانها و هي تنظر
ناحية اتجاه ركض ذئبة كلاريسا لتسأل
عنقائها ساخرة:
رواية لياسمين عزيز

-ها و الآن ماذا سنفعل إن تحولتي
فسوف تكتشف امرك و تتراجع عما كانت
تنوي القيام به و بالتأكيد سوف تأخذ
حذرها في المرة القادمة، و إن حاولت
انا اللحاق بها فلن أستطيع هي اسرع
مني... ااااه ماذا تفعلين توقفي.

صاحت فرح و هي تشعر بجسدها يرتفع
قليلا على الأرض، تزامنا مع صراخ
أورورا بداخلها و التي أصابها الضجر:

-كفي عن الثرثرة و أصمتي سوف أستخدم
قوتي دون أن أتحول، لكن التزمي الصمت
حتى أستطيع التركيز.

حركت فرح رأسها و هي تحاول التوازن
فقد كانت تطير بسرعة كبيرة، أغمضت عينيها
و سلمت الأمر لأورورا لأنها لم تستطع
رؤية الأشجار و هي تتحرك من حولها فقد
كانت مرعوبة أن تصطدم بإحداها لذا
فضلت عدم رؤية أي شئ.

كانت أورورا تتحرك بجسد فرح بكل براعة
و هي تمر بين الأشجار و في نفس الوقت
تحاول إلتقاط أي دخيل  من حولها،
بالإضافة إلى نشر طاقة خاصة تمكنها من
إخفاء رائحتها هي و هجينتها، ظلت
تطير على إرتفاع بسيط على الأرض
حتى لا يكشف أمرها طوال عدة ساعات 
حتى لمحت من بعيد كلاريسا تتوقف
عن الركض.

مجنونة في بلاد المستذئبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن