الفصل الثاني

22.5K 839 94
                                    

جالت سيلا بعينيها الزرقاتين كامل أنحاء المكان
تبحث عن سميحة لكنها لم تجدها...نفخت بضيق
مقررة الخروج لكنها تراجعت بعد أن لفت
إنتباهها تلك العلبة الصغيرة الموضوعة على
الطاولة... لونها الجذاب و ملمسها الناعم
جعل فضولها يزداد و الذي طغى على صوت
ضميرها الذي كان يمنعها من العبث بأغراض
الغير دون مشيرتهم... حسمت أمرها و هي تزدرد
لعابها بصعوبة بعد أن تفقدت المكان مرة أخرى
لتتأكد من خلوه ثم تقدمت لتأخذ العلبة
ممررة أصابعها فوقها جيئة و ذهابا قبل
أن تفتحها...

شهقت بانبهار و هي تلمح ذلك الخاتم
الرقيق بفصه الأحمر الذي كان يرقد تحت
غطاءه الحريري لتخرجه برفق متمتمة
باعجاب :
- واو يجنن...بسيط و في نفس الوقت شيك
أوي..

قطبت حاجبيها بعد أن وردت فكرة ما في
عقلها لتضيف : هي طنط سميحة تخطبت...

- لا يا عنيا...داه آخر إختراعات طنطك
سميحة... بتعملي إيه يابت عندك ".

كان ذلك صوت فرح الذي فتحت الباب للتو
و تقدمت نحوها مقلدة صوت خالتها
الغليظ قبل أن تنفجر ضاحكة و هي تحرك تلك
الملعقة الخشبية في الهواء على منظر صديقتها
التي شحب وجهها برعب ظنا منها أن
سميحة قد وجدتها تفتش بين أغراضها...

تنهدت بأنفاس لاهثة و هي تضع يدها على قلبها
الذي كاد يتوقف عن النبض من شدة فزعها
قبل أن ترمق فرح بغيظ مونبة إياها :
- حرام عليكي... انا لسه صغيرة و مش عايزة
اموت كنت فاكراكي طنط سميحة ".

توقفت فرح عن الضحك ثم اردفت بسخرية :
- و لما إنت بتترعشي منها كده بتفتشي في
حاجتها ليه... و إنت عارفاها مش بتحب حد
يدخل المختبر في غيابها اصلا....

قوست سيلا شفتيها بإحراج ثم اجابتها
بتبرير :
- و الله مش قصدي بس انا شفت العلبة
دي و كانت حلوة اوي فحبيت اشوف
إيه اللي جواها... بصة صغننة و كنت هطلع
على طول.. اااه يا نهار أسوح الخاتم فين
كله بسببك انا تخضيت لما سمعت صوتك
و وقع من إيدي غصب عني ".

هدأتها فرح قائلة و هي تنحني للبحث عن الخاتم
-طب خلاص اسكتي هنلاقيه".

حدقت سيلا بقلق في الباب ثم نحو أرضية
المكان التي كانت مليئة بأغراض كثيرة
بقايا زجاج و اسلاك بالإضافة إلى طبقة
رقيقة من الاتربة و كذلك تلك الطاولة الضخمة
التي تتوسط الغرفة مما جعل إيجاد الخاتم
مهمة صعبة...
جذبتها فرح التي كانت لا تزال منحنية
تبحث عن قطعة المعدن الصغيرة نحو الاسفل
و هي تقول لها :
- إنت هتفضلي متنحة كدة كثير..خالتي
كلمتني من شوية و قالتلي انها خرجت في
مشوار للبنك و نص ساعة و هتيجي
و نبهت عليا إني مدخلش المختبر....دوري بسرعة
عليه عشان نلاقيه قبل ما تيجي و تطين
عيشتنا إنت عارفاها إزاي بتتحول لما الأمر
يخص المختبر بتاعها...رواية لياسمين عزيز

مجنونة في بلاد المستذئبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن