مجنونة في بلاد المستذئبين

الفصل الثامن

نزلت فرح الدرج و هي تزفر بحنق من تقلب مزاج
هذا الالفا المزعج احيانا تشعر بأنه لا يطيق رؤيتها
و أحيانا أخرى تشعر و انه سيموت من أجلها إن تأذت...
وصلا إلى الصالون لتجد أشخاصا كثيرون
معظمهم كانوا رجالا ضخاما مثل فولكانو
و ثلاثة نساء و من بينهم صديقتها سيلا التي كانت
تجلس بجانب ذلك العملاق المدعو ماكس و الذي
كان يحيط خصرها بذراعه متمسكا بها و كأنها ستهرب منه...
أشار فولكانو نحو سيدة أنيقة ترتدي ملابس
فخمة في الخمسين من عمرها تقريبا حسب
العمر البشري لكن بالنسبة للمستذئبين
فعمرها يتجاوز المائتي عام...و رغم ذلك كانت
لا تزال تتمتع بجمال فائق بعيونها الزرقاء
الفاتحة التي تشبه البحر و بشرتها البيضاء
الزجاجية التي ظهرت عليها القليل من التجاعيد
حول عينيها فقط و شعرها الأشقر البلاتيني
القصير ليقول :
- أعرفك... هذه لونا مملكتنا والدتي...السيدة
فيكتوريا ".

أومأت لها بابتسامة أنيقة اشعرت فرح ببعض
الارتياح فهي كانت متوترة من تلك الأعين التي
كانت تتفحصها بدقة...
أشار نحو فتاة أخرى لا تقل عن السيدة الأولى
جمالا لكنها أصغر سنا اما نظراتها فكانت
غير مرتاحة توحي بالحدة و الغضب
و هو يكمل :
-هذه كلاريسا إبنة عمي البيتا السابق
للمملكة و شقيقة ماكسيمس...

شعرت فرح بأن تلك الفتاة ترمقها بعدائية
و كأنها سرقت منها شيئا...نظراتها تدل على
إنزعاجها و عدم رغبتها من وجودها
و لولا وجود الحاضرين
لكانت طردتها... إنتقلت ببصرها نحو فتاة
أخرى جميلة جدا بشعرها البني المنسدل
على كتفيها و عينيها الخضراء الواسعة
و الاحلى كانت إبتسامتها الرائعة التي
جعلت فرح تبتسم لها تلقائيا بينما كان
فولكانو يعرفها بها :
-هذه أولغا شقيقة ماكسيمس الصغرى...

إنتقل حتى يعرفها بالرجال و قد بدأ عليه
الضيق قليلا ليجذبها نحو حتى ألصقها
به ليبدأ بوالده :
-هذا أبي... الالفا إيريك أقوى رجل في
العالم ".

ضحك الرجل و هو يلوح بيده نحو فرح
التي وجدت نفسها تحييه بإنحناءة بسيطة
من رأسها...ثم وجهت نظرها نحو العملاق الثاني
كان يرتدي تي شيرت أسود اللون بنصف كم
تظهر من أسفله عضلات ذراعيه المتكتلة
و التي تشبه" الرمانتين الكبيرتين " جعلت
تبتلع ريقها و هي تركز عليهما...
رواية لياسمين عزيز

إمتقع وجهها بإحراج عندما شعرت باصابع
فولكانو تشتد على خصرها و هو يدفعها برفق
كازا على أسنانه و هو يعرفها عليه :
-و هذا ماريو... قائد الحرس....

نظرت فرح نحو سيلا التي إنفجرت ضاحكة
لتتوعد لها الأخرى بنظرات خفية تفطن إليها
ماكس الذي أدار ذراعه حولها بحماية معلنا لها
حتى و إن كانت اللونا بنفسها فهو مستعد
للتضحية بحياته فداء لصديقته... رغم ان
إحترام اللونا و تنفيذ أوامرها أمر مقدس
لدى المستذئبين....