38

14.3K 701 41
                                    

توقفت الفتاتان عن الثرثرة لتشرد كل واحدة
منهما في عالمها الخاص، فسيلا عادت تفكر
في زوجها الغاضب و تفكر في طريقة لإرضاءه،
اما فرح فمنذ رؤيتها لبلاد العمالقة و هي
لا تنفك تتذكر كل مكان تعرفه في مصر،
تنهدت بأسى متمنية لو ان باستطاعتها العودة
إلى مصر و لو ليوم واحد هناك حتى تطمئن
أيضا على خالتها التي اشتاقت لجنونها كثيرا.

صوت متذمر قاطع أفكارها لتنتفض فرح برعب
فهي حتى الآن لا زالت لم تتعود على وجودها
و من حسن الحظ ان سيلا لم تنتبه لها فهي
الأخرى كانت تفكر أيضا.

-كفي عن التفكير في هذه التفاهات إن أردت
الذهاب إلى أرض العمالقة فتستطيعين فعل ذلك
بكل سهولة، لا داعي لاعتبارها أمنية مستحيلة.

تحدثت فرح تأنبها و هي تحاول السيطرة
على دقات قلبها المتعالية من شدة فزعها:

-اوف كم مرة أخبرتك من أن لا تظهري
لي هكذا من العدم، لقد أفزعتني أيتها العنقاء.

همهمت أورورا بسخرية قبل أن تجيبها:

-لا زلت ضعيفة، قلبك يكاد يتوقف كما
لو أنك رأيت وحشا.

فرح باستهزاء:

-أو لست وحشا، هيا اخبريني ماذا تريدين
و انصرفي فأنا لا أظن انك أتيتي لتسخري
من أفكاري.

تجاهلت أورورا حديثها و قالت:

-أخبري صديقتك أن تغادر فزوجها
في الأسفل ينتظرها، لقد إنتهى
الاجتماع.

شهقت فرح و هي تقف من مكانها
قائلة بصوت عال:

-هل انت متأكدة، انا كنت انتظر خروجهم
بفارغ الصبر حتى أنني أوصيت فولكانو
بأن يخبرني حال خروجهم، أريد أن
أعلم ماذا قرروا بشأن وولكر.

إنتبهت سيلا لها فصوت صديقتها كان
عال لتسألها مستفسرة:

-في إيه يا فرح.

أجابت الأخرى على الفور:

-خلصوا الاجتماع و جوزك مستنييكي
تحت يلا روحيله.

وقفت سيلا من مكانها بصعوبة بسبب
إمتلاء بطنها بالطعام ثم أسرعت تتمايل
نحو الباب مما جعل أورورا تعلق ساخرة:

-سوف تنفجر قريبا إن ظلت تلتهم الطعام
بهذا القدر، حتى العمالقة لا يأكلون مثلها.

نهرتها فرح بعنف مدافعة عن صديقتها الوحيدة:

-اصمتي و احتفظي بنصائحك لنفسك، صديقتي
حامل و سترزق قريبا بطفل.

أورورا ببرود:

-و انت؟

توسعت عينا فرح من وقاحة عنقائها التي
لم تكن تترك الفرصة تمر إلا و تهاجمها بالحديث
غير مهتمة بمشاعره، كانت سترد عليها لكن أورورا
قاطعتها قائلة قبل أن تختفي:

مجنونة في بلاد المستذئبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن