الفصل الخامس و الخمسون

11.1K 603 18
                                    

من بعيد كانت كلاريسا تقف و تنظر إلى اراضي
مملكتها القديمة، تلك الاراضي الشاسعة التي
تغيطيها الغابات الخضراء، لطالما ركضت فيها
بالساعات و نامت تحت اشجارها بأمان و دون
خوف.
شبه إبتسامة هازئة مرت على شفتيها بعد
ان أجبرت نفسها على النظر حولها نحو تلك الأرض
المحترقة التابعة للأراضي الفامباير أين تقف على
الحدود بالضبط، تمتمت بعدة كلمات علمها إياها
المشعوذ وولكر كي تستطيع الاختفاء جيدا
تحت ذلك الرداء السحري بعد أن اجبر على
وضع عدة تعديلات عليه و يزوده بالكثير من
القوة حتى يصبح ذو فائدة اكثر من ذاك الذي
منحته لها أبريل.
َ
عيناها كانتا مثبتتان على مجموعة من حرس
الحدود الذين كانوا يمشطون المكان كعادتهم
لمنع أي دخيل، و رغم قوتهم التي يتميزون بها
بفضل تلك التدريبات الشاقة التي كانوا
يتمرنون عليها منذ صغرهم إلا أنهم لم يكونوا
سحرة في الاخير و بهذا استطاعت كلاريسا
المرور بجانبهم دون أن يتفطنوا لها حتى و هذا
ما جعلها تبتسم بخبث و انتصار فها قد تجاوزت
أول عقبة أمامها الآن، اما الباقي فآت عن قريب
فهي لن تضيع اي لحظة و سوف تبدأ خطتها
على الفور يكفي أن تلقي هذا الرداء على
اللونا و هي سوف تنتقل معها تلقائيا نحو
كوخ وولكر.

صوت ذئبتها اختفى اخيرا بعد أن تعمدت
تجاهلها و طمس صوتها الذي كان يحذرها
من هذه المجازفة بسبب شعورها بالخطر
القريب، كما نبهتها اكثر من مرة من أن لوسيفر
و شقيقه يريدان تدمير جميع ملوك العالم
و إبادتهم حتى لا يبق سوى نسلهم إذن فكيف
ستتمكن من أن تصبح اللونا و تتزوج فولكانو.

ربما كان عليها التمهل اكثر عند تلك النقطة
الغامضة لكن متهورة مثل كلاريسا لم تكن
ترى أمامها سوى جثة اللونا جعلها تعمى
عن الحقيقة الكاملة.

ركضت بسرعة دون أن تتحول إلى ذئبتها
التي رفضت ان تشاركها في تهورها لأنها
لم تستمع إليها و هي تستنشق بعمق رائحة
النباتات التي اشتاقت إليها بعد أن امضت
أياما عصيبة فس بلاد الفامباير التي تشبه
بلاد الموتى.

إستمرت لساعات و هي تركض، تارة ترتاح
و تاركة تسير و أحيانا أخرى تعود للركض من
جديد لم تتوقف سوى لصيد إحدى الغزلان
و تأكلها حتى تستعيد بعضا من قواها قبل أن
تتابع طريقها من جديد.

توقفت و هي تبتسم بخبث ما إن وصلت
إلى مركز المدينة حيث كانت تسكن
من قبل أن تهرب، تأكدت من وضع الرداء
عليها و هي تتمتم مرة أخرى بتلك التعويذة
التي علمها اياها وولكر حتى تزيد من فاعلية
الرداء و قوته السحرية ثم تجرأت على السير
بين الناس متجهة على الفور نحو منزل
الالفا دون أن تكلف نفسها ان تعرج على
شقيقتها روزا او تطمئن على عائلتها فهي
أصبحت تبغضهم جميعا لأنهم لم يدعموها
رغم عدم معرفتهم بالأمر إلا انها كانت متأكدة
من انهم لو تفطنوا إليها لأخبروا الألفا بذلك
فولاءهم اهم من مصلحتها، فقط والدتها
هي من كانت تعلم و قد كانت تنهرها طوال
الوقت و تحاول حثها على التعقل حسب
رأيها و نسيان ذلك الحلم المستحيل
و الذي لن يؤدي سوى لهلاكها.

مجنونة في بلاد المستذئبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن