الفصل السادس و الخمسون

11.4K 678 27
                                    

بنفاذ صبر منع نفسه ان يتوقف عن
إزهاق روحها بين يديه ذكر نفسه بأنه
لازال يحتاجها كي تخبره عن مكان اللونا،
هدر و هو يفرد جناحيه مما أعطاه مظهرا
مهيبا اكثر جعل أبريل تزحف إلى الخلف بخوف
و هي تلعن نفسها لتفكيرها في مواجهة
الألفا، ألهذه الدرجة متهورة و لم تجد غيره.

لامت نفسها داخليا ثم إستندت على
يديها حتى تقف من جديد أمامه هاتفة
بثبات ففي الاخير هو من يحتاجها الان
و ليس هي:

-سوف أخبرك بكل شيئ لكن عندي أولا
انك سوف تجعل الملكة اليساندرا تستقبلني
مرة أخرى في المملكة، فقد مللت حياة
التشرد و انا نادمة على أخطائي في الماضي
كما أنني سوف أعطيك صندوق النقود
الذي تركته معي كلاريسا تعبيرا عن حسن
نيتي.

حرك يده في الهواء حتى يدفع بعيدا ذلك
الوحش الذي ظهر فجأة قاصدا إفتراسهم
ثم التفت من جديد نحو أبريل التي تابعت
ما قام به حتى شردت مما اضطره ليصرخ
بصوت عال و أكثر حدة:

-هاي انت هل جننتي حتى تملي عليا
شروطك، أقسم انك إن لم تخبريني في
الحال عن مكان اللونا سوف تندمين
و انت تعلمين ما يمكنني فعله.

إرتجفت أبريل و هي تخفض رأسها
هاتفة برجاء :
-أتوسل إليك ألفا لم أعد اطيق حياة
التشرد كما أنه يمكنني مشاركتكم في
الحرب فأنا ساحرة قوية و أستطيع
إستخدام السحر الأسود.

زمجرة خافتة، تلك كانت إجابة
الألفا لتنتبه أبريل إلى ما تفوهت به
من ترهات أكدها لها من خلال تعليقه:

-واضح جدا انك ندمتي، اسمعي سوف
نتحدث عن هذا الأمر لا حقا و أعدك بأنني
سوف احاول إقناع أليساندرا كي توافق على
عودتك لكن أولا أخبريني أين هي اللونا
بسرعة قبل أن يأذيها ذلك المجنون.

أومأت له أبريل ان يتبعها فهي إطمأنت
إلى أنه سوف يوفي بوعده دون أي ضمان
فيكفي كلمته.
تبعها و هو يحرك جناحيه ليلحق بها
بعد أن طارت أبريل على بساطها السحري
متوجهة نحو عمق الغابة أين يقع كوخ
وولكر مخيبا آمال فولكانو الذي توقع
أن يجده في ذلك المكان الذي رصدت
فيه طاقة التنانين.

زفر بحنق و زاغت نظراته بقلق بعد أن تأكد
من أن وولكر داهية و أكثر ما يخافه هو
أن يكون قد خطف زوجته إلى مكان آخر
و هذا ما جعله يقترب من بساط أبريل
و يسألها بغموض:

-هل انت متأكدة من انك تعلمين مكان اللونا،
أو أنها خطة لإستدراجي.

شبه ابتسامة عابثة لاحت على شفتيها
ساخرة لوهلة من كلامه قبل أن تتذكر بأنها
في حضرة ملك الذئاب، لكنها في الاخير هي
أبريل المجنونة و ليس من الغريب ان تنس
نفسها أحيانا.

تنحنت كي تجلى صوتها و هي تجيبه ببراءة:

-هذا مستحيل، لقد اخبرتك بغايتي فأنا
في الاخير لم اعطك شيئا دون مقابل
خدمة مقابل خدمة، لقد تعلمت ان افعل ذلك
دائما لأنني طوال الوقت اقابل اشخاصا
أنتهازيين و تعلمت ذلك منهم، فمن المستحيل
أن يساعدك أحدهم دون مقابل، حتى وولكر
كنت اخدمه مقابل بعض قطع نقدية قليلة.

مجنونة في بلاد المستذئبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن