الفصل الثالث و الاربعون

14.1K 593 21
                                    

صاحت كلاريسا بألم و هي تمسد ساقيها
اللتين ارتطمتا بإحدى جذوع الأشجار اليابسة
أثناء عملية إنتقالها السريعة، لكنها سرعان ما
تجاهلت الأمر تاركة مهمة شفاءها لذئبتها
ثم جالت بعينيها حتى تتفقد المكان و تبحث
عن أغراضها التي أخذتها و خاصة صندوق النقود
الذي وجدته على الفور قريبا منها هو و حقيبة
ملابسها.

جرت قدمها المكسورة نحوه لتلتقطه من
الأرض على الفور و تفتحه لتتأكد من محتوياته،
و لم تبالي بنبرة أبريل الساخرة و التي ظهرت
على مقربة منها:

-لا تقلقي، لا أحد سرق اغراضك و لو أنني
أشك أن اديك سيئا به مطمع.

أغلقت كلاريسا الصندوق و هي تكرمش
وجهها بضيق هاتفة:

-كفي عَن ثرثرتك الفارغة أيتها الساحرة فلا
أحد طلب رأيك المهم جدا و أخبريني أين نحن بالضبط.

لوت أبريل شفتيها بحنق قبل أن تسير عدة
خطوات إلى الأمام ثم توقفت و أشارت لها
نحو جهة معينة تقع وراءها مستمتعة بتعببرات
وجه كلاريسا المرتعبة عندما أخبرتها:
رواية لياسمين عزيز

-نحن الآن نقف على بعد امتار قليلة من الغابة المحرمة، هناك حيث يختبأ وولكر إنه المكان
الوحيد الذي تستطيعين الاختباء فيه بعد الآن.

فاضت عينا كلاريسا برعب حقيقي و هي
تلتفت وراءها حتى تتأكد مما قالته لها أبريل،
سقط الصندوق على الأرض بعد أن فشلت
في الاحتفاظ به بين يديها المرتعشتين
فقد كانت ترتجف كريشة هشة داخل عاصفة
هوجاء بعد أن وقع بصرها على حدود الغابة
المحرمة التي تراءت لها من بعيد و كأنها ترى
الجحيم أمامها.

حاولت ابتلاع ريقها عدة مرات لكنها لم
تستطع لتستمر في تحريك شفتيها دون داع،
الرعب تفشى في كل خلية من خلايا جسدها
و هي تهز رأسها يمينا و يسارا تنفي هذا الواقع
الذي أجبرت على عيشه، هتفت محاولة
قول عبارات مفيدة لكنها لم تستطع فكلماتها
كانت مبعثرة و غير مفهومة:

-ال... الغابة المحرمة، هل تقصدين غابة
الوحوش الاسطورية؟
لابد و انك جننت حتى تحضريني إلى هنا
انت لا تعرفين، هناك وحوش يا إلهي
أيتها الساحرة المجنونة هل تريدين قتلي؟
هل أحضرتني إلى هنا ليتم التخلص مني
كنت اعرف أنه لا يجب الوثوق بك، فمن
يثق بساحرة مارقة.

توقفت عن الحديث بعد أن شعرت بالاختناق
لتزفر أنفاسها المضطربة قبل أن تسترسل
مضيفة:

-إلا شخص مجنون، هيا أعديني إلى منزلي
سوف أتصرف لوحدي، افعلي ذلك قبل أن
يحل الظلام و تخر.... يا الهي ما هذا الصوت.

غمغمت بذعر و قد توسعت حدقتاها
اللتين صوبتهما نحو مصدر ذلك الزئير
المرعب، القادم من الغابة حيث كانت
بعض الوحوش تتقاتل.

مجنونة في بلاد المستذئبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن