مجنونة في بلاد المستذئبين

35

حامت أورورا حول النافذة عدة مرات جيئة
و ذهابا قبل أن يغلفها الدخان الكثيف الأسود
الذي كان يظهر كلما قررت التحول من مكانها
لتختفي على الفور ثم تظهر مرة أخرى داخل
الغرفة و لكن على هيأتها البشرية.

رمقت فرح الغرفة من حولها بنظرات حائرة
و هي تمسك رأسها بكلتا يديها بسبب ذلك
الدوار الذي كانت تشعر به افاقت على
لمسات فولكانو الذي كان يربت على وجنتيها
محاولا جعلها تعود إلى واقعها فنظراتها
الهائمة كانت تدل انها في عالم آخر.

شهقت بصوت عال و هي تلهث و كأنها غريق
أوشك على فقدان آخر أنفاسه التي عادت له في
آخر لحظة ليسرع فولكانو و يحضر لها كوبا
من الماء و يساعدها في تجرعه على دفعات
متتالية حتى عادت لها أنفاسها و هدأت بالكامل،
حملها بين ذراعيه ثم مددها على السرير حتى
ترتاح محتفضا بيديها المثلجتين بين كفه
مستخدما طاقة أوليفر في تدفأتها.

مرر أصابع يده الأخرى على شعرها و هو يسألها
قائلا بلهفة :
-حبيبتي، هل أنت بخير بما تشعرين أخبريني ".

أجابته بصوت متعب و هي تغمض عيناها تارة
و تفتحها بصعوبة تارة أخرى :
-دوار و صداع، لم أعد أشعر برأسي من شدة
الألم".
أومأ لها الالفا قبل أن يهتف مطمئنا إياها :
-لا تقلقي سوف يزول الألم بعد قليل، إنها
الأعراض المرافقة لتحولك أول مرة،
هذا أمر طبيعي ".
رواية لياسمين عزيز

إشتكت فرح بصوت شبه باك :
-لكنه مؤلم جدا، حتى عظامي أشعر و كأن
قطارا داس فوقي، ألا يوجد أي دواء يخفف عني
ذلك ".

تحولت عيناه إلى البرتقالي دلالة على سيطرة
أوليفر و الذي نطق على الفور بصوته الأجش
محاولا التخفيف عنها :
- للأسف لا يوجد أدوية و لا حتى تعاويذ
للتخفيف من آلام التحول سوى وجود
الرفيق، رفيقتي الصغيرة".

همهت فرح بارتياح بعد أن شعرت بطاقة
أوليفر تسري داخل جسدها، فقد كانت بمثابة البلسم
الشافي ثم قالت :
-لم أكن أتوقع أن الأمر مؤلم لهذه الدرجة".

ضحك فولكانو ثم أجابها بمشاكة :
- ماذا لو كنتي مثلي، لقد تحولت مرتين في
المرة الأولى عندما كان عمري ثمانية عشر
سنة و هو وقت تحول الذئاب، وقتها كان
الأمر في غاية الصعوبة شعرت بأن عظامي
تحترق و دمائي تغلي داخل أوردتي
أما المرة الثانية فكانت بعدها بحوالي سنتين
و نصف، تحولت إلى عنقائي أوليفر
رواية لياسمين عزيز
لكن للأمانة لم يكن بصعوبة المرة الأولى".

مطت فرح شفتيها بامتعاض بعد أن شعرت
ببعض التحسن ثم أجابته :
-ماذا تعني بكلامك هذا، هل أبالغ في ردة
فعلي لاتنس أنني بشرية و من الجيد أنني
لم أمت خلال عملية التحول".

تجهمت ملامح فولكانو و هدر على الفور
موقفا إياها :
-لا تتفوهي بهذه الهراءات مجددا رفيقتي
أنت قوية و أنا أثق بك كثيرا".