الفصل الثامن و الأربعون

12.6K 595 17
                                    

كانت إيرينا تذرع غرفة السجن ذهابا
و إيابا لا تصدق حتى الآن ان آرثر
جرأ و وضعها في هذا المكان القذر و الذي
لم تتوقع يوما ما أن تدخله باعتبارها ملكة
البلاد، كل مخططاتها وقعت في الماء
بعد مجيئ تلك المستذئبة التي ما انفكت
تلعنها و تشتمها متوعدة لها بالجحيم.

صوت أبريل قاطع وصلة غضبها و التي ظهرت
لها فجاة من خلف القضبان التي كانت تعلو
باب الغرفة الحديدي، إلتفتت نحوها بأعين
تقدح شررا متهمة إياها:

-أيتها الساحرة المشؤومة أنت السبب
في دخولي هذا المكان، كيف تجرئين على
خيانتي و التحالف مع تلك الذئبة الغبية
هل ظننتي أنني لن أعرف؟

قلبت أبريل عينيها بملل من اتهامات الأخرى
التي لا تنتهي ثم اردفت بهمس قائلة:

-دعي عنك هذه الأفكار العقيمة التي تسكن
عقلك الصغير انت تعلمين أنني في تلك
الليلة خرجت من الغرفة و تركت جنودك
الاغبياء حتى يقوموا بمهمتهم لكنهم فشلوا،
لو أنك كنتي حريصة لاخترتي رجالا افضل
و لما كنتي الان هنا في هذا المكان المقرف
اللوم كله يقع عليك و ليس لي دخل في
فشلك بل بالعكس انا أيضا مستهدفة فتلك
المستذئبة لا تنفك تهددني بين الحين و الآخر،
انا لست خائفة من زوجك الضعيف لكنني
كنت مخطأة عندما استهزأت بها.

قاطعتها إيرينا على الفور صارخة:

-حسنا اصمتي الان و اخبريني، كيف
علمت ما أنويه لو لم تقولي انت لها كل شيئ؟

لم تستغرب أبريل تهم الأخرى فهذه عادتها
كلما فشلت في القيام بأمر ما تلقي اللوم
على عاتق الآخرين لتجيبها:

-بالتأكيد كانت تتجسس علينا، انا بنفسي
كنت أريد قتلها حتى أفوز بصندوق الذهب
الذي تمتلكه.

ضغطت على أسنانها بغضب و هي تكمل
متحسرة:

-أوامر  وولكر فقط ما يمنعني من قتلها
لكن لا بأس سوف أتحمل وجودها حاليا
و أنتظر ما يحصل.

ضحكة ساخرة انطلقت من بين شفتي
إيرينا الجافتين قبل أن تأمرها بتكبر:

-حسنا لا يهم الآن فأنا عطشة للغاية
و احتاج بعض الدماء فآرثر منع أي
حارس من الاقتراب من الباب، يريدني
ان اموت جوعا.

فغرت أبريل فاها من بشاعة ما ينويه
الملك بزوجته السابقة، فأقسى أنواع
القتل عند الفامباير هو حرمانهم من الدماء
حتى الموت او حرقهم بواسطة أشعة الشمس
و بما ان الاختيار الثاني غير متاح بسبب
لعنة المملكة فآرثر قرر تعليم الملكة درسا
قاسيا قبل أن يتخلص منها.

حركت أبريل عينيها في الجوار حتى تتأكد
من خلو المكان من أي دخيل فرغم انها قامت
بحجب رائحتها إلا أن الملك ليس مغفلا حتى
يترك السجن من دون حراسة فهو الادرى
بعلاقة أبريل و إيرينا زوجته.

مجنونة في بلاد المستذئبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن