الفصل الرابع و العشرون

16.5K 725 14
                                    

تململت روزا في نومها وهي تشعر بأن الفراش
صلب من تحتها لكن رغم ذلك كان مريحا
جدا و تفوح منه رائحة خلابة جعلتها
تهمهم بانتعاش....
حركت أجفانها ثم فتحت عينيها لتجد انها
نائمة فوق جسد أحدهم تعرفت عليه على الفور
بعد أن عادت حواسها للعمل و علمت أنه رفيقها
ماريو....
إنتفضت مبتعدة عنه على الفور و إستقرت
على السرير تتأمله عن قرب... كان في غاية
الوسامة ببشرته البيضاء و عيونه الكبيرة
و أنفه المستقيم الحاد...في الماضي
كانت دائما تسترق النظر إليه دون أن يشعر
لأنه كان وسيما بدرجة لا تقوم و كل فتيات
المملكة كن يتمنين ان يكون من نصيبهن
هو و جاك و بيدرو و كذلك شقيقها ماكس
فهم يعتبرون أكثر الشباب قوة و تأثيرا
في المملكة بعد الالفا......
لكنها أصبحت تنفر منه بعد أن علمت
بأنه رفيقها المقدر لانه هجين....ذلك لم
يكن سببا مقنعا لرفضها لكن تحريض شقيقتها
لها جعلها تكرهه...

أجفلت بفزع عندما رأته يفتح عينيه و ينظر
لها بابتسامة لعوبة إرتسمت على شفتيه
و هو يقول :
-و أخيرا إستيقظت أميرتي النائمة ".

إرتبكت و هي تشيح بوجهها عنه و تجيبه :
-من احضرني إلى هنا؟
تجلس ماريو على الفراش و حرك رقبته
يمينا و يسارا حتى اصدرت صوت طرطقة
عظامه ليعلق على الفور :
-أرأيتي لقد نمتي فوقي لساعات رفيقتي
و لم أستطع التحرك من مكاني حتى لا ازعجك
كم انا رفيق مراع...
رواية بقلمي ياسمين عزيز

هزت حاجبيها بذهول ثم حركت رأسها
ناحية الشرفة لتكتشف ان الوقت قد تأخر
و أن الليل قد حل لتشهق قائلة :
-يا إلهي هل نمت كل هذا الوقت....

صوت ضحكته تردد صداها في الغرفة
قبل أن يأتيها جوابه :
-بل كنتي في غيبوبة بسبب حمى الرفيق
الذي أصابتك أيتها العنيدة ".

إنتفضت روزا من مكانها و تراقصت عيناها
بهلع بعد أن تدفقت ذكريات ما حصل معها
اليوم صباحا إلى عقلها....أغمضت عينيها
حتى تتواصل مع ذئبتها لتطمئن عليها لكنها
لم تستطع لتهتف برعب تجلى في نبرة
صوتها المتشرجة :
-أعتقد أنني فقدت ذئبتي".

إبتسم ماريو بغموض و تراجع إلى الخلف
تاركا السيطرة لدانيال الذي هتف على
الفور مشيحا بوجهه إلى الجهة الأخرى
حتى لا تتعرف عليه :
- هذا صحيح المسكينة لم تستطع الصمود
و إستسلمت، لما لم تتخاطري معي و تستدعيني
عندما جاءتك الحمى كنا إستطعنا إنقاذها
المسكينة لا بد انها تعذبت كثيرا ".

شهقت روزا بألم يعتصر قلبها و هي تحاول
من جديد التواصل مع ذئبتها لكن دون فائدة
لم تكن تستطيع حتى الشعور بها...جثت على
ركبتيها بعد أن إنهارت قدميها و لم تعودا قادرتين
على الصمود و حمل ثقل جسدها و بدأت
تبكي و تنحب بأعلى صوتها...

إلتفت نحوها دانيال بذهول فهو كان يعتقد انها
باردة و لن تهتم لأمرها.. عبارات طويلة من
التوبيخ تلقاها من هجينيه بسبب جعله
لرفيقتم تبكي و تتألم... ليرفع يديه باستسلام
و يراجع إلى الخلف منسحبا و يترك السيطرة
لماريو الذي أسرع نحوها و جثا بجانبها
هاتفا بندم :
-لقد كنت امزح معك صغيرتي لا تقلقي إن
ذئبتك بخير لكنها غاضبة منك و لذلك
حجبت التواصل معك لا بأس سوف
تهدأ و تعود مرة أخرى.... هيا لا تبكي ".

مجنونة في بلاد المستذئبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن