يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر

Part 11

-
والآن لنعيش اجواء اليوم مع شعب قرية " آل ثايب "

بأحد المنتزهات الصغيرة بالقرية كانوا فارشين فرشتهم الكبيرة وملتمين حول جدهم الي ماسك الراديو ويسمع للأخبار بتركيز وكل ما سمع صوت أشر له يسكت ..
ام فالح بملل : وش فيك تسكتنا يا دافع البلا طالعين عشان تصمتنا
نزل الراديو وتنهد : يقولون بتجي عاصفة قوية
ام فالح : ايه وين الغريب؟ مو قبل فترة جايتنا
ابو فالح هز راسه : لا لا هالمره شكلها كايده الله يستر علينا
ام فالح بعدم اهتمام : اييه بس
وناظرت للجازي الي عيونها على ولدها ويلعب بأحد المراجيح : صبي لي الشاهي يالجازي
لفت عليها وصبت لها بسرعة ورجعت تناظر لولدها ، بالحقيقة موضوع ابوه الي بيجي ياخذه بعد يومين كاتم على قلبها مو قادره تطيق اي احد من افراد اسرتها الي واقفين بوجها و واقفين مع علي الي ما احترم العشرة بينها وبينه و لا استوعب ان عنده ولد بعمر الـ ٦ سنوات الا الآن؟ قلبها مو متطمن ابدًا من روحته ولو الود ودها تاخذه وتهرب فيه عن الأنظار ولا احد يبعده عنها ..ولكن ما كسرها الا نبرة ذيب لما قالها امس ان وده يروح مع ابوه ويعيش شعور الطفل بجانب والده لو مره وحده بس ..هِنا فعليًا توقفت دقات قلبها لوهله واشتدت غيض من رغبة طفلها ، هل اهو من حقه يشوف ابوه المهمل وبرغبتها هذي تعتبر ظالمه؟ ..
شافت نوف قامت لذيب ولحقتها على طول و وقفت جنبها وهي عيونها على الي يلعب مستانس : وش فيك؟
نوف تنهدت : مدري للحين مقهوره من جدي وابوي كيف للحين مايتعاملون معي زي الناس وكأني انا المخطيه!
سكتت شوي ولفت عليها بفضول : وانتي وش مكدر خاطرك؟
الجازي ابتسمت بستخفاف وناظرتها : ومن غيره؟
نوف بقهر : والله العظيم ودي اروح والفهم بالفرشة كلهم واكتمهم
ضحكت بعفوية واخيرًا بعد هالمدة وناظرتها بصدمة : وامي وجدتي وش دخلهم حرام عليك!
نوف ببرود : وش اسوي محتره منهم
تلاشت ابتسامتها وتكلمت بهدوء : يقولون بتجي عاصفة قوية
نوف ناظرت للسماء بستغراب: الجو زين عاد
الجازي : الله يستر علينا
رفعت يدها للسماء وابتسمت من غير شعور : احس الدنيا بتمطر
الجازي بستنكار : يقولك عاصفة غبار وش الي بتمطر!
التفتوا كلهم على ابو الجازي الي وقف وبدا يناديهم لأنهم بيرجعون للبيت ..
الجازي مسكت ذيب ومشت فيه وبجنبها نوف : لو بنات عمي فيه كان تغير جونا شوي يعني انتي متضايقه وانا متضايقه ما استانسنا بالطلعة
نوف ابتسمت : ولا يهمك بنطلع معهم بس خلي هزاعوه ينشغل
الجازي كشرت من جابت طاريه : لا عاد تطرينه سديتي نفسي اكثر مما هي مسدوده
نوف بهدوء : ابشري
شالوا أغراضهم وتوجهوا للسيارة وكل واحد فيهم سرحان بشي ..
ام الجازي الي منتظمه بأدويتها بس كل مالها تتعب اكثر وتقاوم لأجل محد يحس ، وابو الجازي الي بدأ يحس انه فقد السيطرة على مرض زوجته و تصرفات بناته وكأن حياته الهادئة انقلبت فوق تحت بعد رحيل طفلته المدللـه هنادي! ، و الجد الي مهما مرت الأيام مستحيل ينسى وضاح وصدف وجوده حوله وحول اهل بيته وكأن كلمة نوف عن وضاح " وراه بلوه " تدبست براسه ، والجدة الحزينة على حال زوجة ابنها المريضة و حفيدتها الي تغيرت خلال هاليومين بشكل شنيع انها بتترك ولدها مع ابوه لفترة ..
-
مرت ثلاث ليالي هادئة وجميع اهالي القرية مترقبين للعاصفة الي كانت تنذكر بالراديو خلال الأيام الي فاتت ، توقعوا انها انباء خاطئة ولكن بدأت بوادر العاطفة تظهر خلال الظهرية من رياح حارة وكاتمة للأنفس والرؤية بدأت تكون ضبابية والسماء تغير لونها ..
بـ قرية " آل ثايب "