Part 48

3.5K 68 21
                                    

-
قبل صلاة العصر بفترة بسيطة ، منزل العم ابو هزاع ..
طلعت خلود من القسم بعد تبخيره وعيونها على والدتها الي كانت تجهز الزينه بطريقة سريعة ..
خلود بستغراب : يمه! ماخلصتي؟
ام هزاع وعيونها على شغلها : الا هذاني خالصه بس انتظر وخيتس هاجر تجي ونسري سوا
خلود بتوتر : طيب انا بخرت الحين وعطرت القسم بس ذكريني بعد ما نطلع ارجع اشيك و..
ام هزاع بضحكة: بسم الله على قليبتس وانا امتس وش هالتوتر كله! الجازي منا وفينا ماهي غريبه وانتي ماقصرتي من صباح ربي وانتي تجهزين القسم مع اخوتس
خلود بجديه : ان يمه هزاع الله يهديه وترني معه طول الوقت وهو يقول ابوي وهقني ، ابوي وهقني
ام هزاع بستغراب : يوهقه بأيش يا دافع البلا!
جلست بجانب والدتها وهي تعدل جلابيتها الثقيلة : مقصده انه ما انتهى من تجهيز القسم ، وانتي عارفه يمه ان هالقسم مهجور من سنين ماهو الا لأغراضنا الي نبي ندسها عن الوجه
ام هزاع : كل شي خيره وبعدين وش له المماطل وش فرقت يعني وبعدين ماشاء الله تبارك الله اخوتس كمله من إلى قايم من صباح ربي يجيب ويحط
اخذت نفس بهدوء واردفت بسرعة بإستيعاب : الا وينه هو!
خلود بهدوء : على خبري انه يتسبح اصبري له شوي ويجي
انفتح الباب الرئيسي للبيت بسرعة والا امامهم ابو هزاع وخلفه هاجر الي كانت تناظر لوالدتها بتدقيق ..
ابو هزاع بإستعجال : ها خلصتوا؟ ترا بنصلي العصر بالمسجد انا و هزاع وعلى طوب بنسري لبيت اهلي
ام هزاع : خلصنا خلصتا لا تربكنا يا ابراهيم
ابو هزاع بستغراب : الا وين هـ..
نزل بسرعة وهو يرتب شماغه على راسه وتكلم بسرعة : جاي جاي هذاني خلصت
ابو هزاع ببتسامة : يا هلا بالمعرس
هزاع ناظر لأمه بتوتر : زين؟
ام هزاع بفرحة : كل شي فيك يهبل
هزاع بتوتر : ها يبه نمشي؟
ابو هزاع بضحكة : مستعجل! اصبر خل يأذن العصر ونصلي وبعدها نتوكل على الله
هزاع بحرص : و المأذون متى وقته؟
ابو هزاع : المأذون عارف توقيته ماراح يتأخر انت بس اركد ولا تكون مرجوج
ام هزاع بضجر : يوه منك يا ابراهيم تشوف الرجال متوتر بعرسه وش الي لا تكون مرجوج
هاجر قاطعت حديثهم بتملل من فستانها ايضًا وتكلمت بسرعة : خلي عنك يا يمه وعلميني وش قاعده تهندسين فيه!
ام هزاع ابتسمت : ابد بدال لا اقعد فاضيه كذا وانتظر روحتنا قلت ازين هالزينه
ومدتها لخلود : وديها علقيها ببداية القسم خلها تعطي بهجة اكثر
هزاع باس راسها : وش له تتعبين عمرك الله يهدي قلبك
ام هزاع بجديه : وليه ما اتعب عمري كم عندي ولد ، واحد وابي استانس فيه
هاجر بمزاح : لنا الله يوم اني تزوجت ماسويتي لي هالزينه
ام هزاع بصدمة : كذابه وفي عينتس ، وغوايش الذهب و الزينة على شنطتس منهي له اجل!
هاجر بضحك : هوب هوب! قاعده استهبل وش فيك شبيتي فيني
ام هزاع بضجر : ايه زين بعد ناويه تطلعيني ما اعدل بينكم
وخلال ثواني ارتفع آذان العصر ، تحت صمت الجميع وسماعهم للآذان بكل خشوع ..
خلود ابتسمت : احب صوت هالمؤذن ، كله طمأنينة وخشوع
هاجر ابتسمت : ايه والله ذكرني بصلاة التراويح
ام هزاع بستغراب : هو الي صلى بنا التراويح اجل!
خلود بسرعة : ايه يمه تستهبلين واضح من صوته
ام هزاع ابتسمت : يازين رمضان وطاريه ما كأن له يومين قاضي ، الله يجيبه علينا سنين عديدة واحنا بصحة وعافيه
الجميع : امين
وقف ابو هزاع وأشر لهزاع بالخروج من بدري لـ المسجد ، ومنها اعطى البنات تعلميات في انهم يخلصون كل شي من الآن ولا يطولون بالخروج من البيت ، ولا تجهل هاجر ايضًا تعلميات امها في انها ماتدخل عند الجازي وتوترها ، تعرف انهم بنات عم وقراب من بعض بس اكيد الجازي بهالوقت تحديدًا ماتبي تخوض محادثات مع اخت زوجها وهي متوترة ، وهي عارفه زين اسلوب هاجر العفوي الي يوتر الواحد غصب ..
-
في نفس التوقيت ، بالقرية الأخرى من امام محل وضاح و سياف المُشترك تحديدًا ..
تقدم لهم رواف وهو يلوح لهم من بعيد وجلس معهم على الطاولة الخارجيه امام المحل وتكلم بستغراب وهو يناظر تعابيرهم الساده و الصمت الي كان بينهم ..
رواف بسرعة وهو يناظرهم : الحين قلنا ذا متوتر من انه دخل الحياة الزوجيه انت وش فيك مكتم؟
وضاح : لا مكتم ولا شي بس اليوم العج اشغلنا الله لا يعاقبنا وكل شوي ماسح الأرضيه رايح جاي
رواف ببتسامة : ايه بالله صدقت العج هب علينا فجأة
سياف وقف وهو يتنحنح وتكلم بهدوء : شاهي ولا قهوة؟
رواف بسرعة : شاهي ، لأن بطني انفقع من قهوة عزوف
وضاح ضحك بخفة : وانا بعد شاهي
انجاب طاريها للمرة المدري كم ولكنه تكتم وتحفظ في ردة فعله وهو على يقين انه قادر انه يتخطى و يكمل بالطريق الي اختاره بعد تفكير كثير و واثق بإختياره ولكن لابد من التوتر الي يجي لأي شخص مُقبل على الزواج و المسؤولية الجديدة ، دخل داخلهم تاركهم لتجهيز الشاهي لهم ..
رواف اعتدل بجلسته وناظر لوضاح وهو يهمس : وش بلاه خويك؟
وضاح بهدوء : وش بيكون علته ، الا انه شايل هم عرسه
رواف بفضول : وش صاير؟
وضاح : ماصار الا كل خير ، بس هقوتي ماعاد بقى الا ثلاث ايام وتصير المره في بيته رسمي
رواف بضحكة : اوبلاه! طلع الرجال ذروق خايف من المره
وضاح بضجر : اعقب وش هالحكي استح على وجهك
رواف بستغراب : وش بلاكم ماخذين كل شي بجديه! امزح
وضاح : عيب ، ما انحطيت بموقف الرجال ذيك الساعة لا تزوجت اشوفك تتراجف .. ترا الموضوع ماهو بسهل
رواف بجديه : وانا قلت سهل؟ بس هالصمت و العبوس الي يشوفه مقبل على موته مو عروسته
وضاح : خلاص سكر الموضوع ، كلها فترة بيتوتر فيها وبعدها بيرجع سياف الأولي
طلع سياف وبيده الصينيه الصغيرة وبداخلها بريق الشاهي وثلاث بيالات على عددهم ، وهو مبتسم من سماع حديث الأثنين .
ما شال بخاطره لأنه يعرفهم زين ، ولكنه متوعد في رواف لو انحط بهالموقف بياكله بقشوره بتعليقاته على توتره الي ١٠٠٪؜ بيحس فيه لو تزوج مستقبلًا ..
مد لوضاح البياله الأولى ويليه رواف واخيرًا بيالته هو وجلس قبالهم وبدت احاديثهم الي انعشها وجود رواف ، تحت سرد تخطيطات سياف لهم بموضوع زواجه وترتيبياته ..
-
بعد آذان العصر ، في قرية " آل ثايب "
في منزل الأجداد بالتحديد ، المليئ بصخب العائلات الملتمه فيه خصوصًا احفاد ابو فيصل ..
تقدمت هياء وجلست بجانب اختها ريناد وعيونها على الجازي وهيبة طلتها وهي واقفه امام الباب ويد ابوها و الكتاب الظاهر الي يطلب منها التوقيع بعد إعلان موافقتها على هزاع بن ابراهيم بن سلطان " آل ثايب " امام الجميع ..
ابو الجازي بصوت مرتفع : وقعي وانا ابوتس
تقدمت نوف بسرعة وهي تمسك الكتاب مع والدها وتناظر بيد اختها الراجفه وهمست لها بسرعة : لا تتوترين
عضت شفايفها بخوف وهي كلها حزن ، كان ودها بهاللحظه بالذات طفلها يكون معها ويفرح خصوصًا انه هو السبب الأكبر لموافقتها على هزاع ، ولكنها تصنعت الأبتسامة اول ماسمعت تباريك الكل و زغاريطهم وصوت كفوفهم وهي تصافق في بعضها ..
جلست على مكانها المخصص والمجهز وعيونها بالأرض ، وهي تسمع الدفوف ارتفعت اصواتها برا ..
رغم طلبها في انه مايقيم زواج كبير الا ان هزاع اصر ان الدفوف تكون موجودة وبينهم عشان الكل يستانس ..
تقدمت لها هاجر وهي تضحك وباست خدها بسرعة : الحين ماعاد انتي بنت عمي ، صرتي زوجة اخوي الكبير
ناظرتها وهي ترجف و مسكت يدها بسرعة : لا تخليني
عقدت حاجبها بستغراب وجلست بجانبها وهي تناظرها : وش فيك؟
الجازي ناظرت للملحق الي كان مليان بالكل واصواتهم ترن بكل مكان ، وكيف الحين صار هادئ بطلعوهم للرقص والأحتفال بالخارج ..
الجازي بلعت غصتها : متوتره مره
هاجر بضحكة: اعرف احساسك زين ..
وغمزت لها وهي تضحك : بس يعني انتي بعد تراه مو اول واحد
ما اكملت حديثها الا و حست بضربه على كتفها فززتها من مكانها بسرعة : انا وش قايله لتس!
هاجر بوجع : اه يمه! يا اختي ابارك لها واطبطب عليها شوي
ام هزاع : انا داريه لسانتس ذا ما تعرفين تصونينه حتى طبطبة مثل وجهتس
الجازي بهدوء : خليها يا خالتي انا الي طلبتها تجلس معي
ام هزاع بستغراب : تبين شي ناقصتس شي يابنتي ؟
الجازي بتوتر : لا والله ياخالتي بس استاحشت من جلستي لحالي وبغيتها تجلس معي شوي
ام هزاع ناظرت لهاجر الي كانت مبوزه و تتحسس كتفها بوجع : اطلعي انا بجلس معها
هاجر بستغراب : ليه اطلع! بقعد معها تبيـ..
ام هزاع بعصبية : اطلعي يابنت الناس روحي اقعدي مع اختس وبنت عمتس وخوات رجلتس وخليني مع البنيه ابي اكلمها كلمتين على انفراد
هاجر بإستيعاب متأخر : اهــا!! طيب يلا
طلعت بسرعة وسكرت الباب خلفها ، واعتدلت ام هزاع بجلستها وهي تناظر طلتها و جمالها كيف ازدهر وبان بتثقيلها لزينتها ..
ام هزاع ببتسامة : قريتي اذكارتس وانا امتس؟
الجازي بتوتر : ايه امي محرصتني اقراها
سحبت يدها بحنيه ودفنتها بين كفوفها وتكلمت وهي مبتسمه وتناظر بعيونها الي تلمع : وانا خالتس ما ابيتس تخافين ابد من شي ، هزاع صح انه عصبي ومرات ما ينطاق بس والله انه ينحط على الجرح يبرى وما اقول هالحكي عشانه ولدي لا والله ويشهد ربي علي اني اقولها صادقه لك انك بترتاحين معه وبيرتاح معك ، انا اعرفك زين وتعرفين معزتك وغلاتك عندي
وغمزت ممازحه واردفت : ولا زعلتس شي كلميني ومالك الا طيب الخاطر بأذن الله
الجازي بخجل : لا هنتي ، و الشعور متبادل الله يطول بعمرك
ام هزاع : ادري طول هالفترة مليتي ابوتس يحاكيتس وامتس بعد ويمكن حتى عمتس ابراهيم كلمتس
الجازي ضحكت بخفه : ايه اول ماجاء كلمني
ام هزاع ابتسمت : اني داريه بس والله ما كلمناتس الا من حبنا لتس
وقفت واكملت بهدوء : انا بطلع بخليتس لحالتس وبنادي لتس يا خلود او وخيتك نوف ، هالمطفوقه من سمعت طبطبتها بربطها جنبي ما ابيها تدخل عليتس وتوترتس
الجازي بضحكة: ان شاء الله
طلعت ام هزاع و ضلت هي لحالها بالملحق وهي تسمع ضحك واصواتهم ورقصهم ولعب البزران ، وهي عارفه خلال ساعة بس ويبدون يجهزونها للرحيل مع زوجها هزاع ..
دخلت نوف بسرعة و واضح التعب عليها وتكلمت بسرعة بكل حماس : اسمعي توني شلت كل اغراضك مع خلود وطلعتها لعيال ابو فيصل الله يجزاهم الخير شفت فيهم طاقة قلت اناديهم يودونها لقسمك
الجازي بتوتر : اخاف يكسرون اغراضي وبعد خايفه لا يكونون حاسوها!
نوف بسرعة : لا انا منبهتهم وبعدين امي توها لبست عبايتها وراحت ترتب اغراضك
الجازي بحسره : ياعمري عليكم! والله لو ادري بتتعبون كذا ماكان صملت اخذ كل الأغراض مره وحده!
جلست بجنبها وهي تشرب المويا بشراهه ، وبلعت ريقها وتكلمت بسرعة : اقول انطمي بس هذانا خلصنا ، اغراضك كلها راحت لبيت زوجك وامي بتشرف عليها وبتجي وبنكمل الأحتفال كلنا
الجازي بعبوس : ودي اكلم ذيب
نوف بستغراب : الحين؟
الجازي : ودي اسمع صوته و اتطمن ، لا سمعت صوته قلبي يرتاح ويخف هالتوتر
نوف ابتسمت : ابشري بجيب لك التليفون الحين
وقفت وهي ترتب شعرها واردفت بسرعة : بس لا توضحين له انك خايفه ولا متضايقه كود يتكدر خاطره مسكين انتي عارفه بيقعد اسبوع هناك
الجازي بلعت غصتها : داريه والله داريه بس انتي تعرفيني احب اتصل عليه كل شوي واتطمن عليه
هزت راسها بالإيجاب وطلعت وخلال دقايق بس جت وهي تسحب التليفون معها ومدته لها ، ورجعت تسكر الباب وجلست بجنبها وهي تسمع لهفة الشوق بنبرة صوتها ، رغم ان ماله اقل من يوم رايح بس تعرف قد ايش اختها متعلقه في ولدها وبالنسبة لها هو اغلى ما يملك ..
سكرت التليفون والأبتسامة على وجها وتكلمت بهدوء : واضح انه مستانس و وضعه احسن من روحته ذيك
نوف بضحكة : يمكن مرت ابوه صارت تعرف تطبخ
الجازي ضحكت : شكله والله
عم الصمت بينهم لثواني ورجعت تناظرها بسرعة : اذا ودك تطلعين معهم اطلعي منتي ملزومه تقعدين معي
نوف بتعب : لا بقعد شوي ، بطني حاسته مثقل علي الحركة واذا اجتهدت بشي احسني مكتومه ابغى بس القط انفاسي
الجازي بعبوس : الله يكتب اجرك والله واضح التعب عليك ، بس هانت كلها كم شهر و بأذن الله نشوفه بحضنك
نوف ابتسمت وهي تتلمس بطنها وناظرت لأختها بحنية : ماراح اكشف وش جنس الجنين ، ابيه او ابيها تجي و وقتها اعرف
الجازي بذهول : يا صبرك صدق! انا يوم كنت حامل في ذيب من الشهر الأول وانا احتري اعرف وش جنسه
نوف ناظرت للساعة بنفس ابتسامتها وناظرت لأختها برفعة حاجب : نص ساعة ويشرف المعرس ياخذك لبيته
ضربتها بخفه وتكلمت بتوتر : لا توتريني بهالنظرات ، انا قلبي كل دقيقة يدق مع عقرب الساعة واحاول اشتت عمري وانتي تخوفيني
نوف بضحكة: امزح معك يا اختي
وقفت واردفت وهي مبتسمه وماسكه بطنها : بجيب عبايتك و اغراضك لعندك هنا ، لأني بروح اشوف وش الناقص مع البنات ، عيب يكونون لحالهم واخت العروس قاعده حاطه رجل على رجل
الجازي بتوتر : الله يقويك ، ولا تجتهدين كثير عشان لا تتعبين
نوف بفرحة : من عيونــي
طلعت وهي تشوف الكل مستمتع وسعيد ، من كبيرهم لصغيرهم
وحاسه هالفرحة بتكتمل لو وضاح معها وعزوف ايضًا بما انها قريبة منها وتعرف هالبنت زين ..
-
في نفس الوقت بالقرية الأخرى ، قرية " آل هازع " ..
في بيت سياف بالتحديد ..
نزلت ميساء من غرفة سياف بعد ما تساعدوا بتجهيزها للعروس القادمة ، رغم انها للآن ماهي مقتنعه بمجازفة زواجه بهالسرعة بعد رفض عزوف وما تشوفه الا انه يتهرب من وجعه ولكن ما حبت تنكد على نفسها اولًا وعليه ثانيًا وبما ان كل شي صار رسمي فقررت تسري مع الوقت وتجهز لزواج اخوها الوحيد و ما تنكر ان بعد مساعدتها و الشيل و الحط مع اخوانها تحت مراقبة والدتهم وتعليماتها لهم ان الحماس دب في قلبها ، وسعيدة بأن فيه شخص جديد بينضاف لحياتهم بعد سنين طويلة باتوا فيها مع بعضهم كـ ثلاث افراد بهالبيت الكبير ..
ميساء بتعب وهي تخير والدتها بالملابس : يمه شوفي ذا ولا ذا احسن؟
ضيقت عيونها بتركيز وأشرت على الي كان بيدها اليمنى : ذا حَمَاره باهت وخريه بس
ميساء بهدوء : ابشري
بدت تنادي سياف بصوت مسموع وهو يجيب على مناداتها بـ سمي و ابشري ونزل بسرعة وهو يناظر امه بفضول من اصرارها على مجيئه رغم انها عارفه انه قاعد يجهز الغرفة ويضبط الخشب فيها ..
سياف تنهد بتعب : لبيه وش بغيتي؟
ام سياف ابتسمت وأشرت لها : تعال ، اقرب
تقدم لها بسرعة وجلس عند ارجلها وهو يناظرها بفضول : بك شي ؟ وترتيني
ميساء وهي تناظر نظرات والدتها الغريبة وكأنها كابته دموعها ..
ام سياف سحبت يده وحطت بكفه سبحة لونها كُحلي بحجر يلمع بطريقة مُبهره ..
وابتسمت وهي تناظر الذهول بعيونه مابين يتأمل السبحه ويرجع يناظر لأمه : يمه!
مسحت على راسه بحنية وانحنت لمستواه تُقبل رأسه وتكلمت بصوت باكي : اخذتها منك بعزاء ابوك ، تذكر وش قلت لك وقتها؟
بلع غصتها وحاول يقاوم نبرة البكاء الي اجتاحته بشكل قوي : ايه ..
سكت لثواني وتكلمت بوجع : اخذتيها مني وقلتي ماراح اعطيك اياها الين ما تتزوج
ام سياف ببكاء : ادري انك من وقتها اخذت موقف مني وادري انك مافهمت وش سبب فعلتي ذي
وناظرت لميساء الي كانت تدمع من المشهد الي تشوفه وتكلمت بسرعة : بوقت زواجي من ابوكم ، اعطيته هالسبحه هدية وبالمقابل هو عطاني هالأرض الي عايشين فوقها هدية لي
ورجعت تناظر لسياف والدموع اربع اربع : اول ماجبتك يا سياف ابوك شالك بحضنه و السبحه لافها بيده ، وبشكل غريب وصاني اعطيك اياها بعرسك وكأنه داري انه ماراح يكون موجود في هالوقت
تركت ميساء الي بيدها وتقدمت لأمها حضنتها وهي تبكي بحرقه ، و اكملت والدتها الحديث بنفس نبرتها الباكيه : وقتها عصبت عليه ، فرحانين فيك وتوك الفرحة الأولى وبعد سنين جتنا ميساء ويقول هالحكي والوصايا الغريبة ..
وناظرت لسياف بحرقه : و مادريت ان ابوك مريض وتعبان وكان يعد ليومه ، خبى علي وسكت وماكان يقولي ولكنه في كل مره يعطيني شي ويقولي هذا لسياف وهذا لميساء ..
ومسحت دموعها بسرعة وتكلمت وهي تاخذ نفس : اول وصاياه لي سبحته تكون لك بوقت عرسك خلها معك هذي امانة ابوك الحين طلعت من شوري وجتك لشورك ، وادعي ربي انه يطول في عمري واشوف ميساء عروس واعطيها عطية و وصية ابوها
ميساء ببكاء : يمه تكفين لا تقولين كذا تكفين
وقف سياف وهو شاد السبحه بيده وعيونه تزاحمت فيها الدموع ..
ام سياف تنهدت براحة : ابيكم تفرحون ، وابي افرح معكم وان شاء الله ان ابوكم بقبره مرتاح و هذا الي يهمني
سياف بغصه : الله يطول بعمرك ، و يرحمه
مرت لحظات دراميه كئيبة على ثلاثتهم ، واخيرًا قدرت تتكلم والدتهم عن ما بي جوفها واخيرًا سلمت الأمانه لـ فرحتها الأولى ، تحت انيهار ميساء وبكائها و تحت تماسك سياف بعيونه المحمره و الدامعه ، واستمرت هالدقايق هالحزينة عليهم وهم يخوضون ذكريات والدهم معهم ..
-
بالوقت ذاته بنفس القرية ، بالمنزل الأخر
منزل الجدة ام وضاح و ابنائها ..
كان البيت بقمة هدؤه بتواجد رواف و عزوف مع بعضهم بنص الحوش و تزيدهم مزون و ولدها جراح الي كان بنص جلستهم ويحاول يخرب اوراقهم بلعبه فيها ..
رواف بنرفزه : يابنت الناس شيلي هالدعله خليني اركز باللعب
عزوف بضحكة : خسران خسران لا تحط عذرك في جراح
رواف بعصبية وهو يسحب بقية اوراقه من يد جراح: تستهبلين انتي ما تشوفين بثارته
ام وضاح بضجر : رواف وانا امك لا تقعد ترفع صوتك على الصغير تراك روعته
رواف ناظره بستغراب : وين روعته؟ شوفيه ابليس مناقرني مناقر
ودفه بخفه لناحية عزوف واكمل حديثه بنرفزه : رح اشغلها لا تجي لمي
مزون بزعل : رواف ياخي وش فيك عليه! حرام عليك
رواف : يابنت الناس تعالي انتي خذي ولدك اشغل امي
ام وضاح بسرعة : واختك لو فيها حيل بتخليه! تعبانه من حمالها وانت بعد لا ترفع ضغطها بولدها اسكت
صرخت عزوف وهي تضحك صرخة انتصار رافعه يدها مُعلنه فوزها وهي تناظر لرواف الي عاقد حاجبه من العصبيه و النرفزه وعيونه عليها ، سحبت جراح لناحيتها وبدت تبوسها بحماس تحت صرخات استغاثته ..
رواف بقهر : اقسم بالله لو ما ابليس هذا ابثرني كان ما شميتي الفوز ابد
عزوف بفرحة : هذا انت طول عمرك تتعذر بأي سبب اهم شي ما تقول انك خسران وانا الفايزه عليك
رمى بقية اوراقه ورجع يتسند وهو يزفر بملل : تقلعي بس
وناظر لمزون الي كانت متسنده وتناظر فيهم ببتسامة : وعشان ولدك خسرني صبي لي القهوة الحين
مزون بضحكة : تامر امر كم عندي رواف
ام وضاح ناظرت لعزوف الي كانت تلاعب جراح بكل حماس : اقول وين اخوتس؟ ناديه خله يجلس معنا بدال جلسته لحاله
عزوف ناظرتها بستغراب : هاو يمه! ولدك دق الزين و الكشخه وطلع له حول الساعتين اذا ماخاب ظني
ام وضاح بستغراب : وينه رايح له؟
وناظرت لرواف الي كان ممخمخ بشربه لقهوته : سياف عرسه اليوم!
رواف بستغراب : وين يا يمه لي ساعة اقولك بعد كم يوم بياخذ مرته وبيوديها لبيته بس واضح انك صرتي نسايه الله يطول لي بعمرك
ام وضاح بفضول : اجل وش له يكشخ ويطلع! حتى ما اعطاني خبر حسبته قاعد بغرفته
مزون ببتسامة : يعني وين بيروح يا يمه تلقينه انعزم فجأة منا ولا منا لا تشيلين هم شويات وبيجي واشبعي فضولك بعدها
ام وضاح ابتسمت براحة : ايه يالله صدقتي وش له اشقي عمري واهوجس
وقفت عزوف وهي تصفق بأياديها وأشرت براسها له : يلا قم اعجل
رواف بستغراب : وين؟
تخصرت وهي تناظره بذهول : ويـــن!!! مو انت الي قايل اذا فزتي بوديك السوق ، قم يلا
رواف بتمثيل للتعب : يابنت الحلال خليها بعـ..
تقدمت له بسرعة وهي تسحبه بصعوبة: قوم والله انك بتقوم الحين ولا بزعل
ام وضاح : ايه ودها وش وراك اليوم مارحت لدوامك تعبان من وش؟ وبعدين من صباح ربي صاجنا بعصبيتك وصراخك توك الحين تتعب
رواف بصدمة : هالله اكبر وش هالحميه على بنتك
ام وضاح : ماقلت الا الصدق وبعدين لو انك ماتبي توديها ما كان وعدتها اذا فازت توديها
عزوف بوزت بزعل : بالله عليك قوم والله بس حدي محلين ثلاثة بشتري لي شيلات وطرح وابي اغير برقعي يعني كلها ساعة وراجعين
ام وضاح بحنية : يلا وانا امك ودها ، ترا وخيتك ماهي عاجزه تروح لحالها
وقف وهو يسحب شماغه من جراح : هات انت بعد
وناظر لعزوف بسرعة : احتريك برا
طلع وهو يعدل شماغه ، وهي على طول دخلت غرفتها تغير قميصها ولبست شالها الطويل وبرقعها وطلعت له على طول ..
-
بالوقت ذاته ، فالقرية الأخرى ..
عند العرسان الجُدد ..
مشى خلف هاجر وخلود وسكر الباب من بعدهم ، بما انهم جو يساعدون الجازي لأن نوف تعبانه فحبوا ياخذون مكانها بالمساعدة ورجعوا الآن يكملون احتفالهم ببيت الأجداد الي امتلى بالكل من بيت ابو فيصل و خالات هزاع وبناتهم ..
من المفترض ان ابوه يكون بالبيت بما ان قسم الرجال فضى وماعاد بقى احد يحتفل فيه ولكنه عارف انه تعمد عدم المجيئ بهالوقت تحديدًا واكيد انه كمل الليلة مع عمه ابو الجازي وجده في مكانًا ما ، كان وده يكون معه بهالوقت بالتحديد ويسمع منه نصائح هو يحتاجها ولكن توتره اخذ منه دقايق معدودة وهو واقف بنص الحوش سرحان بهواجيسه ومتردد في انه يصعد لفوق عند قسمه ويدخل عليها ..
كانت خطواته بطيئة وهو متجهه لها ما بين ادخل الآن ولا ابقى وقت بعد ، ممكن انها تبي وقت لنفسها وممكن انها ملت من الأنتظار ..
نفض راسه بسرعة اول ما حس نفسه قدام باب الغرفة واخذ نفس عميق وزفر بتوتر وبدأ يحادث نفسه بهمس غير مسموع : استرجل ، من متى هالخوف يدب بقلبك ويلجمك عن الكلام خلك رجال وادخل عليها هذي بنت عمك قبل تصير زوجتك ، ربيت معها وكبرت معها ماهي غريبة عليك
ثواني بس وطرق الباب بهدوء وهو يستأذن الدخول عندها وبمجرد ما سمحت له بصوتها الخافت فتح الباب بسرعة ودخل وهو يتمالك اعصابه وتعابيره لا يوضح فيها توتره ..
ماكان يشوفها الا قاعده على طرف السرير ومغطى وجها بشرعتها المُزخرفه ، نقد على نفسه انه خلاها تنتظر فوق الربع ساعة بثقل هالزينه من توتره ولا شال شيلتها عن وجها الي من سنين طويلة ما شافه ..
وقفت اول ما حست انه تقدم لها وعيونها بالأرض ، و اول ما حست انه فعلًا صار قبالها عضت شفايفها من الخوف وبدأ يتنحنح بصوته الهادي : وش اخبارك؟
هزت راسها بالإيجاب وهي تفرك اصابعها من الخوف ، كانت عارفه انه متوتر مثل ماهي متوترة ولا واحد فيهم قادر يفتح حديثه بشكل صحيح ولكن سرعان ما دق قلبها اول ماحسته رفع شرعتها من على وجها وانكشف زينها له ..
استمر يناظر لوجها المتورد من الخجل وعيونها الي شبعت نظر برجليه ، ومرت ثواني يتأملها وهي ماهي قادره حتى تتنفس بسهولة ..
وهمس من غير شعور : واخيرًا
ماقدرت تخفي استغرابها من طريقة حكيه ورفعت عيونها على طول تناظره بستغراب بعقدة حاجبيها الخفيفه ..
ابتسم لا إرادي من شاف تعابير الذهول عليها ، وبكذا كأنه سيطر على الموقف وبدأ يتلاشى توتره حبه حبه : يا كم تمنيت و تمنيت
بلعت غصتها ولا قدرت ترد عليه خصوصًا ان حكيه كان بطريقة غريبة عليها ما تقدر ترد عليه حتى لو بتسليك وما تحسسه انها غير راغبه فيه ..
هزاع بحنية غريبة : تسمحين ليه؟
رفعت حاجبه بفضول وهي تتمتم بالرد بمعنى " ايـش؟ "
قرب منها اكثر وهو يبوس راسها ونزل بهدوء لخدها وقبلها ولكن هالمرة ما ابتعد بسرعة ، وابتعدت عنه خطوة للخلف يوضح توترها ورهبة الموقف وكمية الخجل ..
بدت تشتت نظره عنه وتكلمت بتوتر : معليش
ابتسم وهو ناصب كل تركيزه عليها وعلى ردات فعلها : حقك
ابتعد عنها للخلف وتكلم بهدوء : وش تبين تاكلين؟
جلست على طرف السرير وهي تسمع دقات قلبها ماخذتها لمكان بعيد ، بعيد وفوق السماء وكأنها بحلم غير واقع..
هزاع بستغراب: الجازي
ورجعت تناظره بسرعة : هلا
هزاع : اقولك وش حابه تاكلين؟
وناظرته بخجل : اكلت انا عليك بالعافية
ما يدري هي صادقه انها اكلت ولا مستحيه منه بطلب الأكل ، ولكن مصيرها تعترف بهالشي خلال اليوم ..
تنهد بهدوء وبفرحة عارمه تحتاج كيانه : انا بطلع ، بدلي اذا تبين نص ساعة وراجع
طلع بسرعة وسكر الباب خلفه تاركها تايهه في بحر المشاعر الغريبة بعد قُبلته الي ماكان وده يبتعد فيها عنه ، وما قطعها الا ردة فعلها المذهوله ..
-
في المنزل الأخر من القرية نفسها ..
بنص الأحتفالات و صخب الدفوف و اصوات الجميع وضحكهم في هذي الأجواء الجميلة ما بين ثاني يوم عيد و زواج احبتهم ببعضهم ..
تقدم ام الجازي وانحنت لمستوى اذنها وتكلمت بصوت عالي لأجل تسمع : يا بنيتي يا نوف روحي للمحلق الي بقسم الرجال شيلي الي هناك
ناظرت لأمها بستغراب : الحين؟ وقسم الرجال؟ اخاف فيه رجال هناك
ام الجازي : لا وانا امتس مافيه احد روحي جيبي دلال القهوة الباقيه
نوف بضجر : يمه لازم الحين؟ والله مالها داعي خلها اخر هالليل نرتب مرة وحده
ام الجازي بحزم : لا روحي جيبي الي قلت لتس عليه والحين لا تطولينها
نوف بستغراب : طيب ، بنادي خلـ..
ام الجازي بسرعة : ترا كلها دلتين باقيه تناديها ليه روحي لحالتس جيبيها وبس
نوف بزعل : طيب
اتجهت للقسم الأخر وهي تحكي بنفسها و واضح شالت بخاطرها وبالحيل بعد ..
نوف : تشوفني تعبانه بكرشتي وتخليني اروح لحالي وبهالوقـ..
فزت بخوف ولا شعوريًا مسكت بطنها اول ما حست بلمسه على كتفها ولفت بسرعة وهي تناظره بكامل اناقته واقف امامها ومبتسم .
ما اعطاها فرصة تتكلم وسبقها وهو يضحك : واضح ان الوالده ثقلت عليك بالطلب
نوف بذهول : بسم الله! انت مو رحت؟
وضاح : رحت وجيت فيها شي؟
بدت تتلمسه بتفحص وتكلمت بسرعة : لا مافيها شي انت تدري كنت ابيك موجودة معي ..
و قطعت كلامها بخوف : فيك شي؟؟ وليه رجعت مافهمت
وضاح ببتسامة : فيني انتي
نوف بإستيعاب : متفق مع امي؟؟
وضاح بجديه : لا بالله اتصلت على اساس انتي الي بتردين وردت علي خالتي وشفتها فرصة اني اسوي فيك هالمقلب الخفيف ..
غمز وهو مبتسم : يعني اتفاقيه مع ام الزوجه
نوف ابتسمت بغرور : هالله اكبر كل ذا عشان تفاجئني؟
وتلاشت ابتسامتها بضربتها له لما استوعبت انه خوفها بلمسه لها : وبعدين تستهبل! الي ببطني رفسني بقوة اول ما مسكت كتفي
وضاح بضحك : بسم الله عليك ، ماعاد تنعاد
تكتفت وهي تناظره من فوق لتحت وكاتمه ابتسامتها : بتنام عندنا؟
وضاح : عندكم؟ لا ، بس عندك؟ ايه
نوف بعدم فهم : يعني؟ مافهمت كلامك يلحس المخ عجزت افهمك
وضاح : يعني جاي عندك مو عند اهلك ، دبري لي مكان انام فيه معك
وقرب لها بهمس : والله يجزاك الخير انام معك انتي مو مع احد من العيال مثل المره الي راحت
نوف بضحكة : لا ماعليك معي معي ، المره ذيك بغيت اكون مع البنات بس الحين الجازي تزوجت وهاجر تزوجت وخلود حبيبتي اكيد بتروح مع اهلها لذلك المكان لي ولك
جلس على الكنبه وسحبها بجنبه بخفه وجلست وهي تعدل جلابيتها وابتسمت : وش هالزين
رفع حاجبه بستغراب وأشر لنفسه : انا؟
نوف : اجل مين ؟
وضاح : اول مره تمدحيني ، شي غريب
نوف بخجل : توبه خلاص ، ردة فعلك ما اعجبتني
رفع يده خلفها وسحبها لناحيته وباس خدها واردف : ما كنت ناوي الجيه الا بعد بكره بس الشوق جابني
بدت تلعب بأصابعها بخجل : احسن
وضاح بهدوء : بس تدرين بطريق الجيه وش كنت افكر فيه؟
نوف ناظرته بفضول: وش؟
وضاح : الفرقى الحقيقية ، اذا يومين وادري اني بنفسي بجيك واخذك ماقدرت وجيت ..
بلع غصته واردف : كيف لا دريت اني بجيبك لهنا وبروح بعدها بدون رجعه؟
كانت بتتكلم وقاطعها بهدوء : خليني اكمل
سكتت وهي تتأمل عيونه ، واكمل بنفس هدؤه : ادري انك تبين هالسيرة تتسكر وما تنفتح الا وقت معادها ، بس انا ارفض ما اتفقنا عليه
اعتدلت بجلستها وتكلمت بستغراب : وش ترفض؟
وضاح بهدوء : ما رسيتي على بر ، ولا اعطيتيني الأمان يوم عن يوم افكر واتخبط ما بين بتكونين بيني وبحضني ولا بعيدة
وسحب يده من خلفها ولف جسده بالكامل لها وهو يناظر بعيونها الي واضح مليانه تساؤلات من طريقة حكيه : خلينا نتخذ القرار من الحين وانا اوعدك اني ما اكون وضاح القاسي الي تعودتي عليه ، اعلن انهزامي لك يابنت فالح وكلمتك هي الي بتتنفذ
نوف مسكت يده بخوف : لا مو الحين! ولا بهالوقت تكفى!
وضاح بحسره : باقي لك خمس شهور على الولادة واقولها لك بالفم المليان انا مافيني شده زياده اعيش معك لحظات مستحيل انساها لمدة خمس شهور زيادة ، خلي الموضوع يوقف لهِنا دام ان الفرقى بخاطرك حتى وانتي تضحكين لي و ..
نوف قاطعته بزعل واضح : ما اتخذت قراري للحين! لا تجبرني على شي متردده فيه
وضاح : دامك متردده هذا معناته للآن ماتبيني ولا انتي مجبوره يا بنت الحلال ، الي يبغى يكون متأكد مو متردد
نوف بسرعة : صح! صح! بس عط..
بلع غصته وزفر بهدوء : الي ببطنك بيبقى معك ، اذا هو الي مخليك متردده بيكون معك حتى بعد الفطام ولكن اسمحي لي وقتها اشوفه بأي وقت ، واي وقت ابيه يجي للقرية عندنا ويعيش بحضن جدته وعماته وعمه ..
نوف بإنفجار : وش تقول انت! انت مستوعب وش قاعد تخربط؟
وضاح بعصبية : هذا الكلام الي مفروض تسمعينه من زمان ، لعلي غلطت يوم شرطت انك تبقين لفطامة هالضنا وبعدها تختارين طريقك بس اقولك اياها من الحين انا ماعاد عندي القدره اتحمل وجودك خمس شهور زيادة وانا يدي على قلبي انك بتروحين بعدها
وقف وهو يناظرها : القرار لك وسهلته لك
مسحت دمعتها الي خانتها و وقفت قباله بغضب : وش قلب حالك؟ توك من دقايق تضحك وتبتسم لي ليه رجعت تفتح السيرة مرة ثانية؟
وضاح بقهر : وانا وش قاعد اقولك؟ اذا يومين بس ماقدرت ابعد عنك
و اردف بحرقه : يابنت الناس افهميني خمس شهور عمر ، خمس شهور ببني فيها لحظات زيادة معك تدمرني لا ابعدتي خلك بعيدة من بدري احس..
قرب لعندها ومسح دموعها المختلطه بكحلها الأسود وباس راسها بحنية : والله ماهي بنيتي ازعلك ولا اقسى عليك وانتي عارفه اني ابيك وشاريك بس الواحد تعز عليه نفسه يكون بموقف رهبة وخوف من فقد غالي
وناظرته واردفت بنبرة بكاء : ماتبي تقسى علي؟ وفاتح هالموضوع الحساس بهالوقت تحديدًا وش تسميها؟
وضاح : اسميه نقذة روح ، ساعتين بالطريق يا نوف افكر في هالموضوع انا ظلمتك بهالشرط وادري خوفتك من فقد ضناك وهذاني اقوله لك ، الي ببطنك معك وبيبقى معك ولكن من حقي عليه كأب اعيش الأبوه معه اجيه ويجيني بأي وقت مافيه اوقات تتحدد لشوفته
اخذ نفاس عميق وزفر بهدوء : واذا جلستي هاليوم هِنا بتشتت عليك افكارك ، برجع للقرية و بعدها بجيك وبسمع الجواب منك
وبلع غصته بحسره : واذا صملتي على قرار البعد ، بعد ولادتك بطلقك
لاحظ صمتها و دموعها الي تنزل بغزارة بوقفتها الجامدة وهي تتأمله بدون اي ردة فعل اخرى ، وكأنه فهم مقصدها في انه يروح ويرجع ياخذ الجواب باليوم الثاني ..
رجع يقبلها بشراهه كأخر قبله نابعه من مشاعر وجع وفراق ممزوجه بحب صعب مليئ بالكبرياء و الغرابه ..
ابتعد عنها وهو يسمح دموعها من على خدها وابتسم ابتسامة انكسار وهز راسه لها : انتبهي لعمرك وللي ببطنك ، جيتي بكره بأذن الله
لف ماشي عنها بخطوات بطيئة يدعي ربه تناديه ، وتصرخ وتقول انها تبيه او على الأقل انه يبقى معها لحد ما تفكر وسرعان ما حس بجسم يرتطم به من الخلف الا وهي تعلن شهقاتها وتلفه لناحيتها وهي تهز راسها بالنفي وتبكي بحرقه : لا تروح
احتضن وجها بكفيه وابتسم بإنكسار : عشان ما اشتت..
هزت راسها بالنفي وهي تبكي : لا لا ، لا تروح
رجع يحضنها وهو يستنشق رائحة شعرها وتكلم بهدوء : لا تبكين ، انا ما ابي اتعبك و..
نوف بوجع : لا تروح ، طلبتك لا تروح
وضاح بخوف عليها : ابشري مايصير خاطرك الا الطيب بس انتي هدي الحين
جلسها على اقرب كنبه وجلس بجنبها وهو يتحسس يدها ويحاول يهديها : اذا جلستي بتهديك ابشري بس خفي على نفسك شوي..
بدت تضرب صدره بقهر وهي تبكي : ما عمري تخيلت اني بعيش قصة مثل هذي ماعمري تخيلت انه بيجيني رجال بيطلع اسوء مافي شخصيتي ما توقعت بيوم من الأيام بيجيني شخص يخليني اتصالح مع دموعي واسمح لها تنزل ماعمري تخيلت انه بيجي اليوم الي بتكلم فيه عن وش احس بالضبط
مسكت ياقة ثوبه وتكلمت بحرقه : انت غيرتني ، غيرتني كثير
رغم انه توجع من ضرباتها المتكرره على صدره الا انه تحامل وكان يحاول يهديها لا يصير فيها شي ..
وضاح : هدي انـ..
نوف بسرعة : ما ابي اعيش معك الخمس شهور
بدت انفاسه تعتفس وهو يناظر فيها ببلاهه وكأن جوابها السريع الجمه عن الرد ، ولكن تصنع العاديه ببتسامة يملئها الانكسار وهز راسها بالإيجاب وتكلم بغصه : ما يصير خاطرك الا الطيب
ابتعد عنها وهو مازال يهز راسه ومبتسم لها ويتأمل عيونها ، وبكل مرة يبتعد خطوة يحس روحه تنجذب نحوها وهي واقفه تتأمله يبعد خطوة بخطوة ..
واكملت حديثها بسرعة قبل يبعد اكثر من بعد ماشافته ملقيها ظهره بيفتح الباب للخروج : ما ابي اعيش معك الخمس شهور ، ابي اعيش العمر كله معك
تجمد بمكانه لثواني ولف عليها وهي بنفس وقتها و ملامحها الباكيه وقرب لها بهدوء وتكلم بذهول : ايش؟
ابتسمت له بدموعها وهي تهز راسها : ابيك ، ولا اقدر على بعدك
وضاح بخوف : انتي صادقه؟ اذا على الي ببطنك قايل لك وانا عند كلمتي وكلمة الرجال ما تتثنى بيكون معك هالضنـ..
نوف بسرعة : ابيه معنا ، انا وانت مو بس انا لحالي
وضاح بصدمة : ايه؟
ضربته على كتفه وتكلمت بنرفزه وهي تمسح دموعها : هذي ردة فعل!!
وضاح ببلاهه : انا بحلم ولا بعلم
دفته عنها وبدت ترتب نفسها وهي تستنشق الهواء رغم ان بالخاطر كثير ولكن فضلت تهدي نفسها مو لأجلها لأجل الي ببطنها لا يصير فيها شي ..
رجع يحضنها وهو يضحك مثل الأبله وهي تحاول تفك نفسها منه وتتكلم بصعوبه : بسك ، خلاص فكني
وضاح بضحكة عدم تصديق : احسه فخ من فخوخك
ضحكت من غير شعور وهي تتذكر تصرفاتها معه ببداية الزواج وكيف عقدته معها : ماعاد فيه فخ ، ماعاد فيني حيل ابد
سحبها لناحية الكنب وجلس بجانبها والخوف واضح عليه من شاف وجها بدأ لونه يكون اصفر : فيك شي؟ تحسين بشي يوجعك؟
نوف بتعب : لا
وضاح : ا..
وقفته بهدوء وتكلمت بسرعة : بحاول اغير لبسي بعيد عن انظارهم وبجيب لنا شي نفرشه هِنا للنومه
طلعت لبرا وهي تمسح دموعها وتحاول ترتب نفسها ، حست ان الدنيا صارت نوعًا ما هدوء ، بعد ما وقفت الدفوف وبقى بس اصوات احاديثهم وسرعان ما استقبلتها والدتها بالمطبخ وتكلمت بسرعة : وش رايتس بالمفاجئة؟
تصنعت الأبتسامة وتكلمت بتسليك : ولا اروع اهنيك انتي وياه تغلبتوا علي
تقدمت لها امها وهي تشوف عيونها المحمره والتعب الي بملامحها : بسم الله عليتس يا بنيتي بك شي؟
نوف ابتسمت : لا يا يمه تطمني بس طول اليوم احسني تعبانه والحين ودي اغير وارتاح واذا احد سأل عني تعذري بأي شي
ام الجازي بسرعة : ايه وانا امتس خذي راحتس روحي
نوف بخجل : بس يمه
ام الجازي بحنية : لبيه يا نظر عيني
نوف : تسلم لي عيونك .. بس وضاح بيبات هِنا اليوم فلو تنادين لي خلود تجي تساعدني بشيل الفرش تقربها لي وياخذها وضاح لأن والله انها ثقيلة علي بالشيل..
ام الجازي بسرعة : ابد حياه الله وابشري من عيوني، انتي بدلي و انا بدبر كل شي
-
صباح يوم جديد ، و احداث جديدة ..
بقسم العرسان الجُدد ..
طلعت من دورة المياه وهي تنشف شعرها بمنشفتها وعيونها على الي دخل عليها حامل الصينية وناظرها بشكلها الطبيعي و خصلات شعرها المبلله المنتثرة على وجها ، ولكنه فضل التكتم لردة فعله ولا يحرجها اكثر ..
الجازي بهدوء : وش ذا؟
هزاع : نزلت تحت واستقبلتني امي بهالصينية تقول خذها وافطر مع مرتك
الجازي بخجل : ليه تكلف على نفسها ، انا صاحيه بدري ناويه انزل اساعدهم بالفطور
هزاع بهدوء : ماعليه تدلعي عليهم هالكم يوم ، وبعدها بتكرفين مع خلود متوعده فيك تمسكين معها البيت بما ان هاجر راحت بسلامتها
ابتسمت : ماعليه
أشر لها بالجلوس امامه وجلست وهي حاسه بالخجل خصوصًا انها كانت ناويه تجفف شعرها و تضبط شكلها شوي قبل يجي ولكنه جاء بدري لعندها على غير المتوقع ..
لاحظ صمتها و الجو الهادئ الي داخلته من امس وكيف انتهت ليلتهم هادئة بكلمة ورد غطاها فحب يخوض معها حديث بموضوع هي تحبه ، ويعرف انها بتتجاوب معه بكل سهولة ..
هزاع بفضول : حاكيتي ذيب؟
فزت بهدوء وهزت راسها وهي تبلع لقمتها : امس كلمته
هزاع ببتسامة من لاحظ ان نبرتها اعتلت و وضح صوتها المكتوم : عساه بخير؟
الجازي بفرحة : ايه الحمدلله ، لما سمعت صوته امس ارتحت واضح انه مرتاح
هز راسه وهو يكمل اكل بـ الحمدلله
ورجع الصمت يعم عليهم لثواني ، ولكن رجعت تتنحنح بهدوء وناظرته بعبوس : هزاع
رفع راسه له بسرعة وكأنه ينتظرها من زمان تناديه وتبادر : سمي
الجازي بخجل: اذا ماعليك امر انت عارف الدنيا بتبدا دراسة بعد كم يوم ودي لو تسنع ذيب وتسجله بالمدرسة
هزاع بسرعة : ابشري على خشمي
الجازي بنفس خجلها : ودي اقول لأبوي بس انت عارف انه منشغل مع البيت الجديد ولا ودي امشو..
هزاع بضجر : وش هالحكي الله يهداك ، تروحين تقولين لعمي وانا فيه ليه؟
الجازي بإحراج : ان ماودي اكلف عليك ولا اكلف على ابوي بعد بس انت عارف ما راح اقدر ادخل مدرسة العيال و اسنعه
تمالك اعصابه ورد عليها بهدوء : شوفي يا بنت الناس انا تزوجتك وانا داري ان هالآدمي بيكون مثل ولدي ، اسجله بالمدرسة و اوديه و اجيبه واكمل احتياجاته له ، فلو كل مرة بتطلبيني شي يخصه وانتي الحياء ماكلك آكال اسم..
الجازي بسرعة : لا لا! لا تفهم غلط ادري انك منت مقصر وادري بذيب يحبك ويموت فيك بس لا تلومني والله اني استحي
وضيقت عيونها وهي تناظره : لا تلومني والله تصبر علي شوي تراني متعوده يا انا اسنع اموره يا ابوي فـ..
ابتسم لها بتسليك وهز راسه بالإيجاب : ولا يهمك
وزفر بهدوء واردف بحديثه : من يفتح التسجيل بروح اسجله ومن يرجع لهِنا بروح انا وانتي نشتري له مقاضي المدرسة
ابتسمت له برضى و وقفت بسرعة وهي تسحب الفوطه من على كتفها وتكلمت بهدوء : كمل اكلك وانا بجهز نفسي واذا خلصت بنزل الصي..
هزاع بسرعة : لا ، انا بنزل الحين وبنزلها مرة وحده معي
لفت لناحية المرايا وعيونها على انعكاسه وهو يرتب الصحون بالصينية وشايفه كيف تعامله معها بلين ويحاول يخلق احاديث ليذيب الجليد الذي بينهم ، وكيف يحاول انه يترك لها الغرفة لبعض الوقت لأجل تاخذ راحتها ولكن بما انها رضت بهالزواج فهي راضية بكل مسؤولياته مثل ما اهو انسان راضي ، وله متطلباته ولها متطلباتها ولكن كأنثى بموقفها تخجل في المبادرة بالأمر لذلك بتنتظر منه المبادرة وبتحاول قد ما تقدر ما تسوي ردة فعلها السابقة في انها ابتعدت منه على طول وحسسته بعدم رغبتها وسرعان ما تفهمها ..
-
بنفس التوقيت بالمنزل المجاور ، بيت ابو فيصل ..
في اثناء معمعة البنات و ام فيصل بالمطبخ ، و انشغال الجميع بشغلهم ..
دخلت قماشه زوجة فيصل وعيونها على ريناد الي كانت تناظر امها وتتكلم بضجر ..
ريناد : يعني يمه الله يهديك انتي تعارفه امس منهد حيلنا من العرس ورجعنا متأخر ، ما يستلج براسك التنظيف الا اليوم بالذات!
ام فيصل بعدم مبالاه : اقول بس خلصي لا تحسسيني انتي الوحيده الي تشتغلين شوفي هاجر وشيخه فوق يرتبون وانا هِنا معتس
قماشه ببتسامة : وانا زيادة معكم ، هذاني جيت
ريناد بوزت : ليتك ما جيتي ، تحبين الشقى
ام فيصل بحدة : بنت! استحي على وجهتس
تقدمت قماشه وهي تضحك وباست راس خالتها : ماعليك منها يا خاله ادري وش مقصدها
ريناد بسرعة : وش مقصدي يعني ، ليه تحبين الكرف؟ انا لو حمولتي ادري فيهم يرتبون بيتهم ما جيتهم ابد
ام فيصل : هذا لأنتس ودره و قليلة خير
قماشه سحبت من يد ريناد بقية الفوط وتكلمت بسرعة : هاتي عنك واطلعي برا انتي
فزت بفرحة ، وناظرتها والدتها بسرعة بعصبيه : اطلعي وشوفي وش يجيتس
ريناد بضجر : يمه!!
قماشه بهدوء : خليها تروح تريح شوي انا معك هِنا بساعدك
ام فيصل بعصبية : لا خلها تتعلم الأدب ، اختها من اليوم تكرف ولا فتحت فمها وهذي مالها نص ساعة وفاجره راسي بقرقرتها
ريناد بتعب : ايه! لأني تعبانه رجولي وجسمي كله يوجعوني ما اقدر اتحامل على نفسي زيادة
لاحظت قماشه ان خالتها التزمت الصمت وغاصت في شغلها متعمدة ماتكثر حكي معها ، وبالمقابل هي اشرت لريناد بالخروج وحاولت تلهي وتهدي ام فيصل شوي ..
وبمجرد ما طلعت من المطبخ تنفست الصعداء ، ماعندها مشكلة تقلب البيت فوق تحت بس الا انها تنظف المطبخ ، صعدت فوق عند شيخه و هاجر الي كانوا ميتات من الضحك على اشكالهم المليئة بالتربه ..
ريناد بستغراب : حشى طالعين من قبوركم انتم!
هاجر بضحك : فاتك يا ريناد فاتك
كملت تضحك تحت فضول ريناد وهي تناظرها ورجعت تسرد لها : اختك الغبيه شافت القدر بالرف الي فوق قامت سحبته بسرعة تحسبه فاضي وهو مليان رمل
ابتسمت على اشكالهم ودخلت معهم للمخزن وفتحت الشبابيك على طول عشان الهواء يدخل ويجدد هواء المخزن الي طفح من التربه و الحوسه ..
ريناد : وش باقي لكم؟
شيخه بتعب : ماعاد بقى الا هالمخزن ونكون خلصنا الدور الي فوق
وناظرتها بإستيعاب واردفت : انتي مو المفروض مع امي!
ريناد بهدوء : قماشه جت ومسكت مكاني وعلى اني تعبانه بس بحاوب ارتب معكم الي اقدر
شيخه : غريبة عيال فيصل هالمره مالهم حس!
ريناد : ماجو
شيخه ناظرت لهاجر : ياحلو بيتنا وهو هادي
واكملت على طول : على الأقل احفادنا يجون ويروحون لبيوتهم بس عيالك انتي بالذات بيكونون جالسين معنا وش بنسوي لهم؟
هاجر بخجل : وش فيك مستعجله ، ترا مالي شهر متزوجه اخوكم
ريناد ضحكت بخفه : والله محد قالك تتزوجين من عايلتنا، انتي شايفه هياء وقماشه كم مفرخين الي يشوف بيتنا بوجود هالأحفاد يقول جيش
هاجر بستغراب : يعني؟ وش دخل
شيخه ببتسامة : يعني يا طويلة العمر لا تستبعدين ضاري ما يطلب منك تجيبين عشرة ويمكن يخلي بينهم سنة ولا سنتين
هاجر بخوف : يمه! لا تخوفوني
شيخه : اصلًا انا مستغربه انك كملتي شهر وللحين ما حملتي ، انتي داريه هياء وقماشه ماشاء الله من ثاني اسبوع بدوا يشكون انهم حوامل وابلشونا معهم
ريناد بجديه : وانا الصادقه! يعني استعدي نفسـ..
ما امداها تكمل حكيها الا بدخوله وهو يضرب الباب ويناظر فزتهم المرتعبه ، وتكلم بنبرة حادة يمزجها المزاح : حدك الا مرتي
ريناد بخوف : يممه!! الله يقطع شرك اقسم بالله حسبت شي طاح فوق روسنا
ضاري وعيونه على هاجر الي كانت تحاول تنفض نفسها من التراب : وش قاعدين تخوفون زوجتي فيه؟ اسمعكم وانا بالدرج
شيخه ابتسمت : دامك سامعنا ليه تسأل؟ الا اذا تبي تتمشكل
وقفت هاجر وتوجهت لناحيته وتمسكت بيده وناظرتهم بغرور : اصلًا ضاري حبيبي ، يحبني وما يبي التعب لي
وناظرته وهي مبتسمه : صح ولا لا؟
همس لها بسرعة : والله مدري وش تقصدين بس يلا
ورجع يناظر لخواته : اكيد!
سحبها معه للخارج ودخلت للغرفتهم الخاصة ،وزفرت براحة اول ما سكر الباب : اشوا انك سحبتني
بدأ يخلع ثوبه وتكلم بسرعة : ليه وش بك؟
هاجر ببتسامة : انقذتني من تعب تنظيف هالمخزن ومنها بعد السالفه الي يسولفون فيها ما ارتحت فيها قاعدين يخوفوني
ضاري بهدوء : عشره عدد كبير الا اذا طلعنا من اهلي وشريت لنا بيت ، بس خمسه فيهم الخير و البركة
فتحت عيونها بصدمة وجت قدامها : قاعد تتسمعنا؟
ضاري ببتسامة : لا يشهد الله اني ما تعمدت بس سوالفكم يسمعها سابع جار وش اسوي لكم؟
هاجر براحة : ايه اشوا على بالي بعد
زفرت بملل وبدت تسحب شالها وبرقعها من عليها وتكلمت بسرعة: باخذ شور لأني ما اعاد اتحمل حكة الرمل بجسمي
ضاري بسرعة : بتكونين فاضيه على بعد صلاة الظهر؟
هاجر بستغراب : ايه ليه؟
ضاري ببتسامة : ابد بيفتحون بسطات وحاب اروح انا وياك منها نغير جو و تشترين الي ودك
هاجر ببتسامة : اكيد طبعًا ، بتشوفني جاهزة قبل الصلاة حتى
ضاري ضحك بخفة : خلاص انا بكون مع ابوي بالشغل لا خلصت مريت عليك وسرينا
تقدمت له بسرعة وباسته من خده بطريقة سريعة وتكلمت بعفوية يملأها الحياة : اموت عليك كأنك داري ودي بالطلعه
حاول يتمالك تعابير وجهه المُتفاجئة من مبادرتها بالقُبلة وهز راسه برضى لحد ما شافها دخل لدورة المياه ، وزفر براحة من المشاعر الي تزاحمت بصدره اول ماقربت منه ، على الرغم انه مو اول تواصل بينهم الا انه بكل مره تكون بمدى هالقرب منه يحس انه ملك الدنيا وما فيها خصوصًا انه لاحظ اخر الفترات صارت اكثر انفتاح معه رغم خجلها منه احيانًا ..
-
خلال الساعة الـ ١١ صباحًا من هذا اليوم ، في منزل الجد و الجدة بقرية " آل ثايب " ..
بدأ يمدد جسمه وهو يحك عيونه بنعاس بسبب انه مانام الا بعد صلاة الفجر بساعات ، وكانت معه بالسهر ولكنه استغرب انها مو بجانبه بالفراش ، جلس على حيله وهو يشوف المكان هادئ مايدل على ان القسم الي هو متواجد فيه فارغ من اي بشري ..
ولكن سرعان ما ابتسم من تذكر ما حدث ليلة امس و كمية المشاعر العشوائية الي حس فيها وكيف انه يحس بالخفة بداخله بعكس الفترة الي راحت وكأنه هم وانزاح من عليه ..
رفع راسه لناحية الباب اول ما حس انه بدأ ينفتح بشويش وابتسم اول ماشاف ملامحها الي ابتسمت له وتكلمت بسرعة : اخيرًا صحيت!
وضاح بنعاس : والله النومه خذت يومي زين اني صحيت قبل اذان الظهر
نوف ببتسامة : شفتك سهرت واجد قلت اخليك تكمل نوم ، واكيد اني بصحيك للصلاة ماراح اخليك
وقف وهو يبعثر شعره بسرعة وتكلم بهدوء : بتسبح و..
قاطعته بسرعة : زين اجل خلص على ما اسوي الفطور و اجيبه
وضاح بهدوء : قواك الله .. بس متى ودك نسري؟
نوف : خلها المغرب لأن سمعت من امي الجازي بتجي العصريه ودي اقعد معها شوي وبعدها نسري
وضاح : على هواك
اخذ اغراضه وتوجهه لدورة المياه ، اما هي طلعت من الملحق والأبتسامة تعتلي شفاهه و واضح السعادة و الراحة عليها ، بعد ما كانت تحس بصعوبة انها تطلب البقاء من الشخص بجانبها وتحسسه برغبتها فيه جاء هالأنسان الي كسر كل قواعد الكبرياء الي تملكها وكأن هالتنازل منها كان بمثابة انقاذ ثلاث اروح مو روح وحده فقط ، روحها و روحه وروح الي ببطنها ..
تدري ان هالأرواح مرتبطة ببعض وما البعد الا تدمير لهم ، وماهي على استعداد تعيش بقية ايامها متوجعه وهي عارفه ان وضاح رضخ و وضح لها حُبه ماهو على قسوته و جبورته في اول معرفتها له ، وهي متأكدة لو ماحست براحة بجانبه وشافت خصاله الجميلة وكلامه الي قادر يتملكها فيه ماكان اخذت قرار الأستمرارية معه بكل هالمشاعر الجارفه و السعيدة ..
-
بعد يومين من هذهِ الأحداث ..
في قرية " آل هازع " ، بمنزل الجدة ام وضاح ، بعد صلاة العصر ..
وقفت قباله وهي تعدل له شماغه وابتسمت اول ماحست انه بدأ ياكلها آكال من كثر ما يتأملها على الرغم انها ببرقعها وبوسط حوش بيتهم وحولهم رواف الي ارتبك من هالموقف وتكلم بسرعة ..
رواف بوهقه : انا انتظرك برا يا وضاح
طلع وضحكت نوف لا شعوريًا وضربت وضاح على كتفه : مالك داعي خليت اخوك يستحي حرام
وضاح بهيام : يتزوج وبيعرف ان تأمل محبوبته ما الا انه شفاء للروح
نوف بخجل : يا سلام
طلعت عزوف من غرفتها وعيونها على كشخة ورزة اخوها وابتسمت له : يا سلام يا سلام وش هالكشخه وش هالزين
وضاح بعفوية : ولو انك وافقتي عليه كان كشخت زود على كشختي بس الله يهديك انتي وراسك اليابس
تلاشت ابتسامة عزوف ولاحظتها نوف الي بادرت بالحكي بسرعة وأشرت له : يلا روح مع رواف لا تتأخر عليه
وضاح هز راسه بسرعة: يلا بسلامتكم ، واذا احتجتوا شي اتصلوا علي
نوف بهدوء : ابشر
طلع ، وتحركت نوف لعزوف بسرعة وهي تسحبها لغرفتها الأقرب لهم وسكرت الباب وتخصرت بشك : وش هالتعابير؟
عزوف بزعل : مدري ما حبيت كيف يدقني بالحكي ، موضوع وتسكر ماله داعي
جلست نوف على طرف السرير وزفرت بتعب : صدقيني ماهي دقه قد ما اهي عفوية ، انا اعرف اسلوب اخوك ..
لاحظت سرحان عزوف واكلمت بشك : فيك شي انتي؟
عزوف بضجر : اقسم بالله مافيني شي وش فيك انتي علي
نوف بحدة : احمدي ربك اداري خاطرك بعد انتي و وجهك
عزوف بستغراب : تدارين خاطري؟ وليه؟
نوف ببتسامة استفزاز : قلت يمكن ها ها قلبها حن ، رق ودها يعني بدال ...
واكملت بتفكير : وش اسمها كان؟
عزوف بعصبية : يا اختي انتي ما تفكيني من شرك! ترا حركتك قدامه بالبقالة ما نسيتها لا تقعدين ترفعين ضغطي
نوف ضحكت : ياساتر! الموقف مر عليه سنة وللحين تتذكرينه؟ وبعدين كنت ابي اتأكد بس هو يحبك ولا ولكن فزته اول ما سمع اسمعك علمتني الكثير
عزوف بنرفزه : الأدمي اليوم زواجه عيب تتكلمين عن الرجال كذا وهو على ذمته وحده الحين خلاص سكري سالفته
نوف : بسكرها اعوذ بالله منك ما تتحملين مزح ، وبعدين تصدقين اشوا انه ما سوا عرس
عزوف بستغراب : ليه اشوا؟
نوف : احسني صايره نفسية ومو قادره اتحمل الأصوات العالية و الوقفه الطويلة ولا حتى الجمعات
عزوف تنهدت براحة : ايه والله تصدقين حتى انا مرتاحه انه ماسوا عرس
نوف بضحكة: انا لي عذري انتي وش عذرك؟ كرشتك متعبتك و..
عزوف ببتسامة : عن المصاخه بس
واكملت حديثها بهدوء : لا المقصد هِنا شوي حساس يعني انتي عارفه انه خاطبني ولزم علي كثير ورفضته رغم انه مع وضاح الروح بالروح وكان فيه احتمال تتحسس علاقتهم و السبب انا بس الحمدلله شوفة عينك امورهم تمام ولكن لعل وضاح وده اني وافقت
نوف بهدوء: هو وده يشوفك مرتاحه مع شخص يعرفه زين اكيد كان وده توافقين بس بالأخير ما جبرك وهذا المهم
عزوف : صح ، والسبب الثاني احس شكلي بيكون بايخ وانا حاضره عرسه مدري شلون اشرح لك ..
وعبست بتساؤل : بس تحسينها شينه صح؟
نوف ابتسمت : شينه لو ان الكل كان داري انه يبيك بس دام الموضوع كان سكاتي وعلى الهادي امورك تمام يعني ماراح تكونين مركز اهتمام للجميع يراقبون تصرفاتك اذا منزعجه ولا و..
عزوف براحة : الحمدلله ، و هذا الي مريحني زود
نوف بستغراب : بس هل انتي مرتاحه بقرار انك ماراح تتزوجين ابد؟ هو القرار راجع لك اكيد بس انا خوفي يعني انك رافضه الأستقرار مع شريك حياة بسبب ..
عزوف بسرعة من فتح هالسيرة : ايه يا نوف مرتاحه و عارفه قراري والله ماعاد فيني حيل افقد احد مرة ثانية او اسمع اني انسانه نذير شؤوم لا احد جاء بيرتبط فيني ، الموضوع صعب على نفسيتي
نوف بحزن : حرام مايجوز هالحكي يا عزوف
عزوف : ادري مايجوز و حرام بس انا اقولك وش سيرتي على كل لسان ، عشان كذا ابعد عن الشر واريح راسي ممكن بعد خمس سنين ثلاثة اغير رأيي واجزم على المجازفه مرة ثالثة بس حاليًا ما احس اني مستعدة لأي شي ممكن يصير
نوف تنهدت بزعل على حالها : صدقيني كل شي خيره ، ماتدرين من روحة كايد المفاجئة و وفاة حامد ورفضك لسياف يمكن ربي يرزقك بألي يخليك توافقين من تسمعين اسمه بس ويكون العوض و الراحة بقربك له
عزوف بهدوء : ان شاء الله ، الله يسمع منك
وقفت وهي تمثل الأبتسامة رغم خاطرها المكسور على وحده مثل رقة قلب هالعزوف الا انها تعاني كثير من المجتمع الي حولها و واضح ان تجاربها كانت قاسية عليها وما قدرت تتخطاها للآن ..
نوف بسرعة : مشينا عند خالتي حرام لها ساعة قاعده لحالها
عزوف ابتسمت : مشينا يلا

يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن