Part 41

2.7K 69 9
                                    

-
يوم جديد ، وظهرية جديدة حارة في سماء القريتين ..
عند " آل هازع " تحديدًا ..
لمت عباتها على يدها ومشت خلفهم بخطواتها الهادئة وهي تشوف عزوف متمسكه بيده وتسمع سواليفها معه ، وعيونها تتناقل بين الماره من كبير ومن صغير فيهم ..
وفزت على طول من شافة الكبينه ونادته بهدوء : وضاح
لف عليها بسرعة وهو رافع حاجبه : هلا
أشرت له بهدوء على الكبينة : بروح اتصل على اهلي
عزوف بسرعة : ايه والله اكيد انشغل بالهم لك ثلاث ايام ما تكلمتي والسبه تليفونا التعبان
دخل يده بمخابيه وقرب لها وهو يعطيها فلوس الأتصال وتكلم بهدوء : مشينا يلا
تمسكت فيه عزوف وتكلمت بستغراب : على وين ان شاء الله؟
وضاح بـ بلاهه : معها اجل اخليها لحالها ؟
عزوف تكتفت : البنت بتكلم اهلها ويمكن تحش فيك موب لازم كل شي تسمعه
وضاح : تهقين؟
هزت راسها بالإيجاب وهي مبتسمه : هذا الطبيعي يعني
رجعت تمسك يده وتسحبه معها للجهة الأخرى القريبة من الكبية وهي عارفه فيه محل طالعه على شانه بالتحديد ، وقفت عند عتبة الباب للمحل وعيونها على وضاح الي طول الوقت يناظر نوف من بعيد و ربتت على صدره بهدوء : يالعاشق الولهان
لف عليها بسرعة : هلا؟
عزوف بستغراب : انت وش فيك من اليوم منك بعقلك صاير لك شي؟ ولا نوف فالقه راسك من مزحتي امس؟
وضاح عقد حاجبه بستغراب: وانتي وراك تكلميني كذا؟
تأففت بملل لأنها عارفه بيسرد لها كيف إحترام الأخ الكبير وتكلمت بهدوء : خلاص اسفين ، وبعدين خلك هنا هالمحل ما يدخله الا النسوان دقايق وطالعه
وضاح تنهد بهدوء : طيب
تسند على الجدار و دخل اياديه بجيوبه وهو يناظرها من بعيد كـ نوع من الإطمئنان ، ولكن لفت نظره نبرة صديقه الضاحكة وهو يسحبه لناحيته ويحتضنه : ياهلا ياهلا
وضاح ببتسامة : وش اخبارك عساك طيب؟
سياف ابتسم له : ابشرك والله كل شي بخير
واردف حديثه بستغراب : و المحل متى ناوي نرجع نبيع فيه؟ ترا له يومين واقف وانا اخوك
وضاح بهدوء : من بكره ان شاء الله
ومن جهة اخرى ، في داخل الكبينة الصغيرة شدت عبايتها على نفسها وتكلمت بتوضيح : يالجازي اقسم بالله مافيني الا العافية بس والله ان تليفون البيت خربان ومعطين اخوهم الصغير يضبطه وقال يبغى له اسبوع وانا ماهانت تمر هالثلاث ايام ما اتصل عارفتك انتي وامي ماتقصرون بالخيال
الجازي تنهدت بهدوء : اشوا انك اتصلتي بدري طيب
نوف ضحكت بستغراب : ثلاث ايام بدري؟
الجازي : لا مقصدي بدري من اليوم لأني كنت ناويه اجيك انا وخلود وهزاع نشوف وش علتك
نوف بضحكة: تستهبلون؟
الجازي بعصبية : خليتي فيها استهبال؟ عارفتني على اعصابي وطول الأيام قاعده ارقع لك عند اهلي غير ان امي تبي تكلمك
نوف بعبوس : يا روحي يا امي! تكفين عطيها بكلمها قبل يقفل الخط بوجهينا بسرعة
الجازي بسرعة : امي عند حمولة هاجر مع خالتي ام هزاع ، اتصلي بكره بذا الوقت بخليها تكلمك
نوف زفرت بهدوء : زين خلاص بسلامتكم ، بسكر الحين
الجازي بسرعة : مافيني صبر انتظر كم يوم زيادة اتصال ، حاولي انك تتصلين لو باليوم مرة عشان اتطمن
نوف ببتسامة : ابشري ، يلا استودعتك الله
انتظرت وداع اختها و دعواتها لها و سكرت الخط على طول وعيونها دارت بأنحاء المكان لحد ما طاحت على وضاح و سياف وهم لاهين بسواليفهم ، وسرعان ماعرفت من موقع وضاح ان عزوف في محلها المفضل لذلك اعتدلت ببرقعها وتوجهت لناحيتهم متعديتهم بسرعة وهي تلقي السلام السريع على سياف وتدخل للداخل ..
قامت من الكرسي وتمسكت فيها بخوف : سياف وش يبي من وضاح؟
نوف بضحكة: هالله اكبر وش له ذا الخوف؟ صديق ويكلم صديقه عادي
عزوف بربكه : توني بطلع لوضاح بس من سمعت صوت سياف دارت الدنيا فيني اعوذ بالله
نوف ابتسمت بستفزاز : ودك من يرد حركة امس لك؟
تمسكت فيها وتكلمت بترجي : في ذمتك ما تسوين شي ! الا هالموضوع
وابتعدت عنها وتكلمت بقهر بصوتها الواطي : وبعدين اعتبريه رد اعتبار ، ترا ما نسيت موقفك بالبقالة يوم انك تلفتين انتباهه لي
نوف بذهول : عوذه! مانست عمى
عزوف بمزاح وهي تضرب صدرها: يقرقع هنيا يقــرقع ، والحمدلله امس بردت قلبي..
وابتسمت بسخرية : من شفت وجهك انقلب لونين امس وانا عارفه انك حسيتي بشعوري وقتها
نوف بوزت بملل : انطمي بس
رجعت تجلس على الكرسي و مدت لها اغراض الحناء وتكلمت بهدوء : ها شوفي ذا الحناء الي قصدته تحطينه دقيقة بس ويصبغ في يدك يغدا حــمـر
ابتسمت على طاري الحناء وناظرت لعزوف وهي تناظر لكمية الحناء : يوه يا عزوف ليتك تشوفين نقش بنت عمي ماشاء الله ياخذ العقل
عزوف بهدوء : بنت عمك الي اعرست؟
هزت راسها بالنفي : لا اختها الصغيرة الي بعمر ساره بنت مزنوه المختلة
ابتسمت عزوف : اجل جيبي بنت هالعم تكسب اجر فيني وتنـ..
قاطعها صدى صوت وضاح الي بدأ ينادي و يتنحنح..
نوف بضحكة بمحاولة اخافتها: ياويلك ياويلك
عزوف بخوف : يمه يمه
وقفت وهي تضم الأكياس لحضنها : اطلعي شوفي سياف راح ولا
نوف بملل : يالليل ما طولك ، واضح انك بتشقيني معك واجد
رفعت عبايتها على رأسها وطلعت للخارج وهي تصد اشعة الشمس عن عينها و هي تتفحص المكان ..
وضاح بستغراب : هالبنت وينها غطست؟
بلعت ريقها وهي تدور بنظرها للمكان : بناديها الحين
وضاح بحدة : ايه ناديها وهالعيون غطيها عشان ما افقعها
نوف تأففت بتملل وهي معبسه : اوف! طيب
دخلت وبعد ما الحت عليها وحلفت عشرات المرات انه غير متواجد واخيرًا قررت تطلع ، تحت غضب وضاح في تأخيرها ..
مشت هالمرة نوف بجانبه و بقت عزوف تسحب خطواتها خلفهم وهي حاسه بعدم الراحة من هالمكان وكأنها مُراقبة من اعين ماعرفت تحدد مكانها بتاتًا ..
-
بنفس التوقيت ، في قرية " آل ثايب "
طلعت من المطبخ وهي شايله الصينية و موسدتها على خصرها وتكلمت بإستعجال : ذيــب! اخلص علي
طلع بسرعة وهو يلبس زبيرياته بيد و اليد الأخرى ممسك بكورته وتكلم بنبرته الطفولية : طيب طيب
الجازي بزعل : اخرتني الناس الحين وش بيقولون عني
ذيب بهدوء توجه لها وهو محتضن كورته : بيقولون تأخرت عشانها تجهز ولدها
الجازي ابتسمت بسخرية : عشتو! تراك واحد اخلصك في خمس دقايق
سحبت يده ومسكتها وتوجهت فيه للخارج وهي تحادثه بهدوء كعادتها ..
رفع نظره لوالدته : يمه
تمتمت بالرد وهي تنظر له : ههـم
ذيب بضحكة : بتجيبين ولد غيري طيب؟
عقدت حاجبها بستغراب : غيرك؟ تبيني اطلعه من القدر يعني ولا وين
ذيب بضحك طفولي : لا ما ابي
الجازي ابتسمت على ضحكته : ايه عشان تفكر مرة ثانية قبل تتكلم ، موب اي شي يجي في بالك بتقوله
وقفت خطواتها فجأة و التفتت للخلف بمجرد ما سمعت صوته ، وتكلمت بسرعة : اشوا انك جيت!
تقدم لها بخطوات هادئة وتكلم بستغراب : وش صار على الموضوع؟
الجازي ابتسمت : لا الحمدلله نوف اتصلت تو وامورها تمام
هزاع : صدق؟
هزت راسها بالإيجاب : ايه الحمدلله
وضحكت بعفوية : يعني ارتاح خلاص ماعادني بزعجك ان شاء الله
هزاع رفع حاجبه بستغراب : ارتاح؟
وهز راسه بستنكار : ايه هين
استمرت على ابتسامتها وهي فاهمه وش يقصد ولفت على ذيب الي كان بجانبها ولفت بجسده لناحية بيت ابو فيصل : حبيبي ادخل بجيك الحين
ذيب بهدوء : طيب
ولفت عليه بسرعة : هزاع كم مرة اقولك لا تكلمني بذا الطريقة قدام ذيب ، ترا ماعاد هو بزر مايفهم!
هزاع بجمود : وش قلت انا؟
وابتسم بسخرية : وش بيفهمه من نبرتي اني شايل بقلبي عليك يا بنت العم
الجازي بسرعة : اذا بتزعل ازعل من ابوي هو السبب في انه عشمك ، انا وش دخلني؟
هزاع بذهول : وش دخلك ؟ مو قلتي انك بتنتظريني؟
وتنهد بملل : انتي و عمي ما قصرتوا فيني ولكن الشكوى لله
الجازي بتعب : قلت لك سامحني واعتذرت و وضحت موقفي وللآن شايل في خاطرك و تخبطك معي بتعاملك اتعبني انا بعد ، مابين حنيتك واهتمامك ومابين جفاك وقسوتك
تقدمت له وهي خانقتها العبرة : هزاع تكفى ارحمني والله ماعاد فيني حيل من جبت هالولد وانا ادنى الدون يزعلني
هزاع بجمود : وش تبين طيب؟
الجازي بقهر : اسلوبك خله على رتم واحد يا انك تكون قاسي مثل ماتعودت عليك ولا ..
هزاع بستفسار : ولا ايش؟
بلعت غصتها وابتعدت عنه : تأخرت عليهم
دخلت على طول وهي تسمعه يناديها بنبرته الواطية لأجل محد يسمع ، وسرعان ما ضرب رجله بالأرض دلالة غضب في انسحابها قبل لا تتكلم و تملي الفراغات كلها الي بداخله ..
-
بعد آذان العشاء بالقرية الأخرى ، قرية " آل هازع "
تقدمت ميساء بخطواتها الهادئة لناحية المجلس و وضعت الصينية و دلة القهوة بالأرض وهي تطرق الباب لمنادات اخوها ، وسرعان ماطلع لها وهو مبتسم ويردد بصوته الهادي : سلمتي سلمتي وانا اخوك
ميساء بهدوء : الله يسلمك
كانت بتمشي وسرعان ما تراجعت وناظرته : سياف
لف عليها وتراجع وسكر الباب وهو يناظرها بفضول : سمي
ميساء بهمس : بلحق امي لبيت خالتي ام محمد ان كانك ماتبي شي علمني عشان اسري من الحين
سياف بستغراب : ولحالك؟
وتقدم لها وهمس بهدوء : اصبري خل يروح رواف و بوديك لا تروحين لحالك
ميساء بعبوس : لا بالله عليك شف الوقت وانا تدري بيصلحون السحور بدري ولازم اساعدهم ولا امي بتشب فيني بتقول جايه تطوطحين يدك عند الأوادم
تنهد بهدوء وتكلم بستسلام : خلاص روحي بس لا وصلتي دقي على التليفون عشان اتطمن
ميساء ببتسامة : ياربي منك ومن خوفك الزايد
سياف بأسف : الواحد ماعاد وده يفقد غالي صح ولا لا؟
تماسكت بملامح العاديه عشان ما تحسسه انها فهمت قصده وأشرت لناحية المجلس : امين ، ولكن ادخل عند الرجال تراك تأخرت عليه بالقهوة
سياف هز راسه بضحكة : ايه بالله نسيته .. يلا وانا اخوك دربك خضر
دخل للداخل وهو يردد جملته ببتسامة : تو مانور البيت يالغايب
رواف برحابة صدر : منور بنورك يالغالي
جلس قباله وهو يتربع بجلسته ومد له فنجال القهوة وتكلم بفضول : وين وضاح؟ موب الطاري نجتمع كلنا جميع
رواف بستغراب : والله علمي علمك النية كان نسري سوا بس حصل ظرف مع مرته وقالي اسبقني
سياف بهدوء : زين اجل ان شاء الله انه قريب
تسند رواف وهو يتنهد بضيق ، و لفت انتباه سياف الي رفع حاجبه بستغراب و وضح بنبرته : اوله! وش هالتنهيده الي تهد جبال
رواف بضحكة : جبال مرة وحده؟
سياف بستغراب: حاصل لك شي بالشغل؟
وتكلم بإنفعال : وبعدين لين متى بتتحمل شغل الورشة ياخوك؟ كم مرة قلت لك تعال للمحل معي ومع اخوك وترتاح من مطالب هالمدير والمسؤولين يعني اقلها انا واخوك نمون عليك وتمون علينا يعني لا سمح الله صارت مشكلة نتباقس واليوم الثاني نرجع سوا
رواف ببتسامة : لا لا رحت بعيد يا سياف الموضوع ماهو عن شغل ولا هو حوله
وعبس بزعل : بس الأمر شوي خاص ومستغرب اني ليه مضخم ردة الفعل
سياف بتوتر : عسى ماشر؟ منت على بعضك ابد
رواف ابتسم : لو اقولك بتفهمني؟
سياف بسرعة : ان مافهمتك من بيفهمك؟
اعتدل بجلسته و ارتشف ماتبقى من فنجاله وناظر لسياف بجدية : يا رجال موضوعي موضوع ، شفت بنت العم لبنت "آل ثايب" ؟
سياف بفضول : ايه؟
رواف : التقيت فيها كم مرة و البنت بيني وبينك دخلت قلبي رغم قلة اللقاء الا اني لا تذكرتها ابتسمت بس..
سياف بترقب : ايه؟
وانفعل من سكوته : ياخوي لا تسكت! اكمل حكيك لا تخليني القط منك الحكي
رواف ابتسم بزعل : و اختي العزيزة توها تعلمني ان البنت قبل فترة تزوجت
سياف بذهول : وانت وش كنت ناوي يعني تلحق اخوك بالمصيبة؟
رواف بستغراب : مصيبة وش؟
سياف : يعني ناوي تعرس من بنات "آل ثايب" ؟
رواف بهدوء : الجد ماكانت لي النية ابد بس يعني زي ماقلت لك قلبي فز لها وحطيتها في بالي ولكن لعل انها ماهي من نصيبي
سياف تنهد بحيرة : والله امركم عجيب يا عيال صقران اظن انكم موب صاحين
رواف ضحك من قلب : بالله عليك؟
سياف بجدية : ايه بالله موب صاحين الحين اخوك ويالله متماسكين في موضوعه لا ينتشر بين العربان والحين جايني تقولي تبي بنت عمها؟
رواف : والقلب لا هوى يا سياف وش الحيله فيه؟
سياف بغصه : حيلته صعبة وانا اخوك بس الواحد لا وصل لنقطة وفهم ان مبتغاه ماهو له ، اظن الأصح يوقف عند هالنقطة ويحاول يكمل حياته
ورفع اكتافه بستسلام : الشكوى لله
رواف بضيق : ايه بالله
ورجع يتربع وابتسم كعادته : ولكن الله يوفقها ويستر عليها
سياف ببتسامة : احمد ربك الموضوع عبارة عن لقاء ولا لقائين يعني فيه امل للنجاة لقلبك
رواف : تهقى؟
سياف بضحكة: عاد انت ساعد نفسك وانا اخوك
تنوعت احاديثهم بجلستهم و انتظارهم لـ وضاح الي طال انتظاره ..
-
بنفس التوقيت ، في قرية " آل ثايب "
دخل لغرفة والدته وهي تقرا القرآن ، وحولها خلود الي كانت ترتب الغرفة بكل هدوء ..
هزاع بهمس : بنت
لفت عليه بسرعة وبيدها الفوطة و مزهرية والدتها : هلا
هزاع بستغراب : تناديني ليه وهي تقرا ؟
خلود أشرت عليها : هي الي قالته وش اسوي انا!
كان بيطلع ولكن سرعان ما ربتت والدته على المقعد الي بجانبها ومستمرة بقراءة اخر آية ، و جلس بجانبها وعيونه على خلود الي رجعت ترتب كعادتها بهدوء ..
سكرت القرآن وتنهدت براحة ولفت عليه بستغراب : كنت وين؟
هزاع بتعب : مع ابوي وابو فيصل والله من تجمعوا عشان الشغل وانا صاير حمار مكده يا يمه
ام هزاع ابتسمت : تكرم وانا امك ولكن لو تفكر فيها انت وحيد ابوك ، و شاد الظهر فيك يا وليدي
هزاع : الله يعين ويقويني
والتفت لها بستغراب : ايه امري وش انك تبين؟
بلعت ريقها وناظرت لخلود : يابنيه
لفت عليها بهدوء : لبيه
ام هزاع : اطلعي وانا امتس ابي اكلم اخوتس لحاله
خلود ابتسمت : عشتو صار بينكم اسرار الحين
ام هزاع بضحكة : ايه ، يلا اطلعي
خلود بفرحة : اشوا فكيتوني من الكرف تعبوا يداتي
سحبت الفوطة وطلعت بسرعة وهي تسكر الباب خلفها ، والتفت لوالدته وناظرها بستغراب : هاجر فيها شي؟
ام هزاع بسرعة : لا بسم الله عليها مافيها الا العافية
هزاع بترقب : اجل وش الموضوع؟
ام هزاع ابتسمت ومسكت يده : الموضوع موضوعك ودك تسمعه؟
هزاع بسرعة : دامه موضوعي فالله يستر
ام هزاع بحنية : وانا امك وش صار على موضوع بنت خالتك سعاد؟
هزاع بجدية : معطيك خبر يا يمه لا ، والف لا
ام هزاع بحسرة : ليـه؟؟ ياوليدي البنت تنشرى بماء العين سنعه وهادية
هزاع بضيق : البنت اعدها مثل اختي ، وانتي عارفه يا يمه كل بنات خالاتي مثل الخوات عندي ولا اشوفهم بنظرة ثانية ابد ابد
ام هزاع بزعل : طيب ولين متى ياولدي لين متى؟
وتكلمت والعبرة خانقتها: ليه متى انتظر اشوف عيالك حولي؟ هاجر وتزوجت والحمدلله وش يعني بتنتظر خلود بعد لين تعرس؟
هزاع بجمود : خلود لا جاها نصيبها تروح و الخير معها وش اسوي يعني
ام هزاع هزات راسها : الخير معها دايم ان شاء الله ..
وبدأت تضرب صدره بخفة : بس انت الحين انت موضوعي انت ، متى بتفرحني؟
ناظر لأمه بعيون تلمع و بنبرة تهد الحيل من تعبها : يا يمه ارحمي هالقلب تكفين ولا عاد تفتحين هالسيرة ابد لي
حطت يدها على قلبه وتكلمت بحنيتها المعتادة : بسم الله على قلبك ياوليدي ، قلي قلي وش همك وابشر بالسعد
عض على شفايفه بقهر وبدأ يتأمل الأرض وسرح لبعيد ، تحت خوف امه وترقبها ..
وقاطع صمته صوته الهادي وهو يناظرها : لو اقولك بتشيلين ذا الهم؟
ام هزاع بجدية : ابشر بي وانا امك انت امر بس
رغم التوتر الي بداخله الا انه قالها بكل جمود وهو يناظر بعيون امه : الجازي يا يمه
بانت ملامح التعجب فيها و ايضًا بنبرتها : وشــو؟
هزاع بجمود : ايه الجازي هي همي يا يمه شوفي لها حل
حطت يدها على راسها وتكلمت : ياويل قلبي ويلاه!
وناظرته بذهول : الجازي يا هزاع؟ الي انت وياها ٢٤ ساعة متناقرين؟
هزاع : ايه
ولفت عليه بجسدها كامل وتكلمت بجدية : وش تبي بس منها؟ وابشر؟
هزاع بلع غصته : ابيها زوجتي
بلعت ريقها واشرت له : شوي شوي علي اصبر شوي
هزاع بستغراب : عسى ماشر؟
ام هزاع بصدمة : الحين الجازي بنت عمك فالح تبيها زوجتك ؟
هزاع رفع كتوفه : اذا وافقت يعني
ام هزاع بجدية : والله يا وليدي امرها صعب هالبنيه زودن على انها ماتبي العرس ترا انت بعد حاط حيلك عليها يعني اظن قبل اعتب بابهم بتطردني
هزاع بحدة : تعقب ماعاد الا هي تطردك و..
ام هزاع بضحكة: شفت كيف انك ساطي عليها؟ انا اقولك بالمعنى يعني انها بترفضك ولا الجازي وش حليلها معي تنحط على الجرح يبرى
هزاع : عاد شوفي شغلك معها و زيحي ذا الهم
ام هزاع بجدية : بجس النبض قبل بشوف وان ما وافقت لي حيله ثانية معها
هزاع بستغراب : وشهي؟
ام هزاع ببتسامة : خلها علي بس انت اصبر شوي
دخلت خلود عليهم وهي معبسه وتكلمت بسرعة : كأنكم طولتوا؟ ترا سويت القهوة والشاهي وابوي قاعد ينتظركم
ام هزاع بستغراب : متى جاء؟ ماسمعنا الباب يفتح
خلود بمزاح : ماله ربع ساعة جاي بس واضح سالفتكم قوية ماسمعتوا شي ابد
وقف هزاع وهو يدخل مفاتيحه بجيوبه وتكلم بتنهيده : بتسبح اول وبنزل لكم
ام هزاع : نعيمًا مقدمًا يا نظر عيني
هزاع بهدوء : الله ينعم عليك
طلع تاركهم ، و أشرت ام هزاع لخلود : تعالي تعالي يابنيتي ساعديني على القومه
مسكت يدها وساعدتها وتكلمت بجدية : يا يمه كم مرة قلنا لك جلسة الأرض ماهي زينه لك وان طولتي وانتي جالسه على الأقل حركي رجولك شوي لا تصلبينها
ام هزاع بتعب : يا كثر حكيتس يا بنيتي الواحد ما يبي يقولتس شي ابد
خلود بضحكة : هذا جزات الي يخاف عليك ويبي مصلحتك؟
ام هزاع ببتسامة : وديني لأبوتس بس وديني
خلود بهدوء : ابشري
-
بعد آذان الفجر مباشرةً ، في سطح منزل بيت صقران " آل ثايب "
بدأت الشمس تشرق بنورها في سماء القريتين ، واخذت الرياح الدافيه بالهبوب تنثر شعر نوف الي فاكته وعيونها على الي سادحه راسها على رجولها وهي ممددتها وتتكلم وهي ميته ضحك : في ذمتك نوف تقولينها صادقه؟
نوف ببتسامة : ايه بالله يعني لو اقولك عن هاجر بتضحكين مرات تحسين وش زينها هادية ومرات اعوذ بالله
عزوف بضحكة : طيب وباقي خوا..
وتلاشت ابتسامتها بزعل : معليش نسيت
نوف بهدوء : عادي يا اختي تعودنا ترا رغم انها دايم تطري علينا
عزوف تنهدت بزعل : الله يرحمها يارب
نوف بهدوء : امين
جلست عزوف على حيلها وابتسمت : قلتي لي عن الجازي هذي صدق ودي بالجلسة معها يا اختي
نوف ضحكت بخفة : انتي داريه اني افكر من فترة اخذك لديارنا واجمعك مع الجازي وبنات عمي بس الخوف من اهلك بيحسبوني بغتالك هِناك
عزوف : ايه بالله وحتى انا بخاف
نوف عقدت حاجبها بستنكار وتكلمت بحدة : تقولينها صادقه؟
ضحكت وهي تضربها بخفة : استهبل معك عاد وش دعوه!
واردفت بجدية : هذاك اول بخاف الصدق بس الحين يوم عرفتك ومن سوالفك عن اهلك تغيرت نظرتي بصراحة
تكتفت نوف وابتسمت : طيب وش رايك لو نروح انا وياك؟
عزوف بستغراب : تهقين اهلي بيوافقون؟
نوف ببتسامة : اذا وضاح وافق خلاص اضمني روحتك اكيد بيحاول في خالتي وبتجون كلكم
عزوف بحماس : الله! ومزون معنا بعد ياسلام نجتمع سوا لأول مرة
نوف بعبوس : ولكن مزنه لا تقبل علينا عشان ما اذبها بوسط ساحة قريتنا واقولهم هذي بنت "آل هازع"
عزوف بضحكة : اعوذ بالله منك ، بس الصدق ما اظن مزون بتجي ياعمري حملها متعبها الحين وحالتها حالة
نوف بهدوء : بأي شهر هي؟
عزوف : اذا ما خاب ظني الرابع بس الكلبه عيت تعلمني وش جنسه مسويه بتسوي مفاجئة لنا
نوف بذهول : تعرفون وش جنسه من الحين؟
عزوف بستغراب : ايه! عندنا كم وحدة يعرفون من شكل بطنك و وحامك وش انتي حامل فيه
نوف بحماس : الله الله! بروح لهم اذا دخلت الرابع ابغى اعرف عشان اخطط على اسم
عزوف بضحكة : ياحياتي اذا بتخططين جهزي نفسك اذا ولد بيكون على ابوي صقران
ودقتها بكتفها وتكلمت بستفزاز : يا ام صقران
نوف بعبوس : قديم! يارب انه بنت
عزوف بضحكة : فيك فيك مافي مفر مصيرك ان شاء الله تجيبين الثاني وبيكون ولد اذا ربي كتب و برضو بيكون صقران
تغيرت ملامح نوف من ذكر عزوف لموضوع الطفل الثاني على امل ان نوف بتستمر بالعيشة عندهم ، وماتعرف عن الأتفاق الي بينها وبين وضاح ..
لفت على طول على صوت ام وضاح الي تناديهم من تحت وقامت عزوف بسرعة ويليها نوف ..
عزوف بسرعة : لبيه لبيه يمه
ام وضاح وهي تناظرهم نازلين من الدرج : عسى ماشر وش مرقيكم فوق هالحزه؟
نوف ابتسمت : قاعدين نسولف
عزوف : الجو يجنن يمه ليتك تجين معنا فوق
ام وضاح : هذا وقته سوالف! الدنيا اشرقت روحوا ناموا وعن السهر شكلكم ناسين قومة الظهر وفطور المغرب
عزوف بعبوس : يوه يمه خلينا شوي ربع ساعة ساعة بالكثير و..
ام وضاح قاطعتها وهي تهز راسها : لا لا يلا على غرفتس يلا
دفتها بخفه بعصاتها ولفت على نوف : وانتي بعد يلا عند رجلتس وش مقعدتس مع هالغبره
عزوف بصدمة : غبره؟
نوف بضحكة : اظن بنسحب من الحين قبل يجيني العصى على ظهري
عزوف بحسرة وهي تلمس بطنها : منين ياحسرتي يجيك العصى عندك حصانه حبيبتي تحميك
ام وضاح بحدة : وللحين تسولفون؟
وأشرت بعصاها بعصبية : يلا كل وحده على غرفتها
تقدمت عزوف لنوف وهمست وهي ماره من جنبها : اقولك انحاشي امي واضح شياطينها ماتربطت برمضان
ضحكت نوف من غير شعور وتكلمت ام وضاح وهي تناظر عزوف مبتعدة لغرفتها : ايه حنشي حنشي هذا حدتس يالسوسه
تقدمت لها بتصنع للأدب ، باست راسها وتكلمت بهدوء : يلا عن اذنك خالتي بروح لرجلي
ناظرتها من فوق لتحت وتكلمت بستغراب : وش عندتس صايره مؤدبه؟
نوف بتصنع للخجل وهي تناظر للأرض : من يومي مؤدبه
ام وضاح كشرت : ويع يا نوف مايلوق لتس الدلع روحي لرجلتس وانا امتس روحي كان عقلتس طار من جلسة هالسطوح
ضحكت من قلب بسبب تعابير خالتها و استغرابها من اسلوبها : ابشري
-
بعد اسبوع هادئ على الطرفين ..
في قرية " آل ثايب " ، تجهزت الجازي كالعادة للروحه لبيت عمها بما ان خلود استفزعت فيها بمساعدتها بالمطبخ في اثناء غياب هاجر عند اهل زوجها و كبر سن والدتها ..
دخلت للبيت اول ما لاحظت ان الباب مردود لها ودخلت وهي تتنحنح بهدوء : يا اهل البيت
انرد عليها الصوت الضاحك وهو يرحب فيها بكل هدوء : اقلطي وانا ابوتس اقلطي
ناظرت لولدها الي ماسكه يده وأشرت له : يلا اركض لعمي سلم عليه
ركض ذيب سابق والدته للعم ابراهيم و ارتمى في حضنه وهو يقبله بكل حنان : لبى والله هالزول جعلني ما افقده
الجازي ببتسامة : اللهم امين يا عمي
وناظرها عمها بجدية : والله من دريت ان خلود مناديتك عشان تساعدينها نقدت عليها
وابتسم بعفوية : وانتي بعد خبله الواحد لا قالك ساعديني ماتقولين لا؟
الجازي بخجل : وش دعوه يا عمي! خلود جيزها جيز نوف وهنادي خواتي اذا ما ساعدتها اساعد مين؟ وبعدين ياعمي انت عارف اني احب الطبخ ولا استثقله
التفتت وهي مبتسمه لناحية الباب وهي تشوف خالتها تفصخ شباشبها عند عتبة الباب وترحب فيها بحرارة: هلا والله هلا ، يا بنيتي تو مانور البيت
تقدمت لها وهي تقبل رأسها وتكلمت بهدوء : منور بأهله الله يسعدك
ابتعدت بخطواتها وناظرت لهم الأثنين : وينها خلود؟
ام هزاع بتعب : بالمطبخ تلقينها تحوس
ابو هزاع بخجل : لو ما انها حزة صيام كان قلطتك على القهوة والشاهي ولكـ..
الجازي ببتسامة : ياربي يا عمي تعاملني كأني غريبة! خلاص عادي وبعدين خلود والله ماهي تقصر معي ذيب محد يساعدني فيه الا هي غير ان ذيب بنفسها يموت عليها
فتحت باب الملحق بيد وبيدها الثانية ماسكه بيز القدر وابتسمت بفرحة اول ما لاحظتها : يا مرحبا!! واخيرًا كنت انتظرك
تقدمت لها بسرعة بالسلام عليها وناظرتها بستغراب : متى دخلتي؟ ماحسيت فيك ابد
ابو هزاع بهدوء : اني راد لها الباب ابيها من توصل تدخل على طول بدال الوقفه بذا الشموس
خلود ابتسمت : زين ماسويت
الجازي بسرعة : يلا نروح للمطبخ؟
خلود بضحكة : يلا مشينا
طلعوا الثنتين وما تبقى الا الثلاثي بالمحلق ، ام هزاع وابو هزاع وذيب الي سرح قدام التلفزيون وهو يناظر الأفلام الكرتونية ..
ولف عليها ابو هزاع بستغراب : الحين مخططه على البنت وتنادينها تساعد بالمطبخ ليه؟
ام هزاع بحدة : اجل شلون اوضح لها ان الموضوع ماهو مخطط له؟ اصبر شوي ربع ساعة وبروح لهم اشيك عليها واجس نبضها
وبدأت تتلفت بستغراب : وبعدين وينه ولدك ماهو بالبيت؟ ماشفته من ساعة
ابو هزاع وهو يمسح نظاراته : قلت له يطلع عشان بنت عمه تاخذ راحتها
ضربته على يده بخفة وتكلمت بحسرة : ليه يا ابراهيم ليه؟
لف عليها وهو يلبس نظاراته وتكلم بستغراب : هاو علامتس انتي!
ام هزاع بسرعة : كان خليته عشان يسمع ويشوف ردها ، ان وافقت زين على زين وان رفضت يكون عنده علم على الأقل ويكون حاضر ويصرف النظر عنها و اشوف له بنت اختي سعاد
ابو هزاع بضحكة سخريه : يا ذا السعاد الي مناشبته فيها انتبهي بس لا يكرها من اصرارتس
وقفت ام هزاع وتكلمت بنرفزه : يوه منك الواحد غلطان يشاركك وش انه يفكر فيه
ضحك وهو يناظرها تبتعد عنه : امشي بس وينتس بتروحين؟
ام هزاع بزعل : عند البنات بساعدهم شوي
طلعت وهي ترفع شيلتها على راسها متوجهه للمطبخ وهي تسمع سوالف خلود ، وصوت الجازي الهادي وهي تسأل عن هاجر ..
و دخلت عليهم ببتسامتها وفضولها : الا يالجازي فطور خوالي من بيسويه؟
خلود بضحكة: تونا مخططين نكثر كمية الأكل الي بنطبخه الحين عشان تاخذه معها لا رجعت لبيت جداني
جلست ام هزاع على الكرسي وهي تتنهد وهزت راسها برضى : ايه زين تسوون
وأشرت لها : خلود قربي لي الأشياء الي تحتاجون فيها مساعده خلني اقطع الي يتقطع ولو بعد العصير ما سويتوه علموني
ما حبت تستفتح بالموضوع حاليًا وبهالوقت الباكر ، لذلك حبت تمثل العاديه و تحاول تتقرب منها اكثر في هالوقت تحديد لحد ما تغيب خلود عن المطبخ لدقايق وتستغل الفرصة افضل لها ..
-
بنفس التوقيت ، في قرية " آل هازع " ..
بدأ يدخل مفاتيحه بجيوبه وهو واقف عند عتبة الباب وعيونه على الناس الي بدت تستعد تفتح ابواب رزقها ، وسرعان ما ابتسم له وهو يلوح : مساك الله بالخير والسرور
وهز راسه وهو يضحك له ويرد على تساؤله : ايه ابشرك اليوم بنفتح المحل
طلعت من غرفتها بخطواتها السريعة وهي تردد بصوتها الهادي : وضاح وضاح
اول ما لمح صوتها وخطواتها تقترب ، تراجع للخلف وقفل باب البيت ولف عليها بستغراب من ركضها نحوه : هلا؟
مدت له وهي مبتسمه : شماغك نسيته
ضرب جبهته بتذكير واخذه منها بسرعة : والله اني ناسيه
بدأ بلفه على رأسه وهو يناظرها واقفه تناظره بتعابيرها الجامدة وتكلم بستغراب : وش فيك؟
نوف بعبوس : موضوعنا ذاك لا تنساه؟
زفر وغمض عيونه بملل : ان لله وان اليه راجعون يا نوف سكري الموضوع هذا لا تنبشين بالمناقر
كان بيفتح الباب وتمسكت بيده بسرعة وتكلمت : اهلي من ثلاث اسابيع ماشفتهم وتقولي مناقر؟
وضاح بجمود : قلت لك روحه لهم موافقين حدك يوم وبرجعك بس عزوف ما تروح معك
نوف بحدة : وش يعني بناكلها! وبعدين مشاكلك مع رجال عايلتي مو البنات وعزوف معنا يالبنات
هز راسه وتكلم بتصريفه : متأخر عن المحل خلني لا رجعت تكلمنا بالموضوع زين
نوف بعصبية : توك مصرفني وكل يوم تصرفني اذا مالك خلق توديني اتصل على ابوي وبيجيني تراه مو صاعب عليه
وضاح همس بحدة وهو يقرب منها : اقصري صوتك ما يحتاج الكل يسمع
وناظر لعيونها : وبعدين ضوقي برقعك رواف للحين موجود بالبيت
تأففت بعصبية وهي تلم الشال عليها ومشت متوجهه للمطبخ ، والتفتت عزوف لها ببتسامة : هوب هوب ام صقران وش عندك قايمه بشياطينك؟
نوف بقهر : هذا وانا مسويه معه طيبة معطيته شماغه حلات من لفه على رقبته وفكني منه
عزوف عقدت حاجبها : خير بسم الله على اخوي
نوف بعصبية: انطمي انتي بعد ترا مالي خلقك
تركت الي بيدها وتكلمت بجدية : وش سالفتك انتي؟
نوف بنرفزه : ابغاك تجين معي وهو رافض
عزوف بجدية : خلاص بلاها روحه ماله داعي تتهاوشون عشان هالسبب التافه
اكملت حكيها نوف بتفكير بعدم إهتمامها لحديث عزوف : بس الواضح ان خالتي هي الزم منه بذا الفكرة بلعب بعقلها شويتين واكيد بتضغط عليه
عزوف ضحكت بسخرية : موب صاحيه انتي تبينها تحمر العصاة على ظهرك ، هالمرة صدق ماعندك حماية حامل ولا مو حامل اقولك اياها من الحين انتبهي
وتقدمت لها وهي تسحب يدها : وبعدين قومي يلا ساعديني تراك صاحيه بعدي بساعتين يعني كنت اكرف لحالي وانا راحمتك عشان الي ببطنك
وقفت نوف وبدت تجهز الأغراض وتتكلم بعدم مبالاة : صدقيني يا عزوف دامني ماقدرت على اخوك بحاول في امك
و وقفت وهي مبتسمه : احسها احسها يعني بتوافق
عزوف بتسليك : ايه واضح الله يقويك
-
وبالناحية الأخرى ، في قرية " آل ثايب "
في المقهى ..
تمركز بجلسته في زاوية الدكان وهو يلعب بسبحته وعيونه على الشباك الواسع يتأمل يشوف الرايح و الجاي ولعب البزارين بالكورة تحت اشعة هالشمس ، زفر بملل وهو ينتظر اتصال والدته عشان يرجع لبيته بما ان التعب هد حيله وهو على يقين ايضًا بعد الفطور بيتصل جدة عشان يتوجهون للحظيرة ..
دخل بخطواته السريعة وهو يتلفت بتفحص بأنفاسه المتسارعة ، وبعد ما طحت عينه عليه تقدم له بصوته العالي : يا رجال!!! وينك انت وينك؟
هزاع بستغراب : وش فيك؟
مشاري بتعب : مترت القرية كلها ادور عليك اخرتها القاك هنا؟
هزاع بهدوء : يعني وين بروح اذا مالقيتني بالبيت بتلقاني بالقهوة
مشاري بسرعة : وانا وش يدريني انك بالقهوة قلت صايم ماطرى على بالي
هزاع بستغراب : وليه جاي تلهث من التعب ومستعجل تبي شي ضروري؟
مشاري ببتسامة يكسوها الأرهاق : ابد سلامتك بس حسيت الشوق طاغي قلت اجيك ولعل اختفائك ذا وترني خلاني رايح جاي اسأل الأوادم
هزاع بضحكة : بالله؟؟
مشاري بمزاح : ايه بالله
اعتدل بجلسته ومن ثمَ تكلم بجدية : ها بشر وش صار على موضوعك؟
هزاع تنهد بحيرة : ماتشوفني بالقهوة من ساعتين انتظر امي تتصل وتبشرني
مشاري هز راسه : خير خير ان شاء الله تفائل بأذن الله انه خير
هزاع بضيق : تهقى بتوافق؟
مشاري رفع كتوفه : العلم عند الله بس المهم انك ماتاخذ الرفض
عقد حاجبه بستغراب : كيف يعني؟
مشاري : مقصدي انها ماترفضك حتى لو امك حبت تجس النبض ، يعني لو انها تسكت مثلًا او تصرف هنا تقول الموضوع فيه امل
وناظره بسرعة واكمل حكيه : وخلنا من هالموضوع وش رايك تفطر عندنا اليوم؟
وتكلم بمزاح : وماعليك يوسف مسافر من يومين تطمن
هزاع ابتسم : تستعبط انت؟
مشاري بضحكة : قلت اطمنك لا تقابل يوسف وتتذكر سرقته لمعشوقتك
هزاع بجدية : ولد! اعقل انت عارف هالأسلوب ما احبه ولا يناسبني
مشاري هز راسه : ابشر على هالخشم بس ها وش قلت الفطور عندنا؟
هزاع بهدوء : لا بالله خلها وقت ثاني اليوم خوالي مجتمعين وملزوم اكون مع الجماعة
فز قلبه من هز ورن جواله بجيبه وعلى طول اعتدل ياخذه وهو يشوف رقم والدته وناظر لمشاري الي ماكان اقل منه حال وتكلم بسرعة : وش تناظر؟ رد
هزاع بخوف : يارجال انرج قلبي رج
مشاري بعصبية : رد اخلص لا ينقطع!!
رد بدون تفكير وتكلم بسرعة اول ما سمع صوتها : سمي يمه
ام هزاع بضحكة : ابطيت عليك؟
هزاع بتوتر : ايه بالله يا يمه ابطيتي ، وابطيتي كثير!
وتكلم بترقب : ها بشري؟
ام هزاع ضحكت : اقولها لك هنا بالتليفون؟ ماينفع تعال للبيت
هزاع وعيونه على مشاري : يعني فيه الخير؟
ام هزاع بعدم اقتناع : الخير دايم موجود يا هزاع بس وجوب انك تجي اقولك وش صار افضل
هزاع بسرعة : يلا جايكم الحين
ام هزاع بهدوء : توقع بطريقك لا تجي مدرعم تراهي للحينها موجودة ماراحت
سكرت منه وناظر لـ مشاري الي كان متوتر اكثر منه : وش قالت؟
وقف وهو يتلفت بالجلسة لا يكون ناسي غرض له وتكلم بسرعة : ما عطتني الأكيد بس قالت تعال اقولك وش صار
مشاري تنسند وزفر براحة : يا رجال هونها زي ماقلت لك دامها مارفضت بالصريح خلاص فيه امل
هزاع بضحكة توتر : توصي شي؟ بروح الحين
مشاري بهدوء : بسلامتك بس عطنا اخر الأخبار موب تختفي زي تو واقعد الاحق وراك
هزاع ابتسم : ابشر
لوح له بالسلام وبصوته العالي : يلا سلام
طلع متوجهه للمنزل ولأول مرة ما يدري وش يدور في باله بالضبط ويحس انه تايه بأفكاره والسيناريوهات الي دارت تكه وتطيره من مكانه ، انرفض مرة وتزوجت غيره ورجع بعد هالسنين يحاول وعلى أمل الموافقة رغم المشاحنات الي بينهم وعدم ثقته فيها الا انه قرر يحط النقاط على الحروف ليرتاح نهائيًا ويتشجع ولا يقرر الهروب مثل كل مرة ..
-
بعد ربع ساعة ، بنفس القرية ..
في منزل العم ابو هزاع ..
طلعت بالقدر الي معها و حطته بالأرض بمنتصف الحوش ولفت على خالتها وتكلمت بستغراب : خالتي وينه ذيب؟
ام هزاع بهدوء : شفته رقى فوق لعمك روحي شوفيه تلقينه هناك
خلود بسرعة : ياعمري يا الجازي والله اني اتعبتك معي اليوم!
وقفت وهي تنفض قميصها : خليني انا بروح اناديه لك
الجازي بسرعة : اقول انطقي بس كم مرة اقولك لا تسوين نفسك غريبة علي
واردفت بهدوء : انا الي بروح
صعدت لفوق بخطواتها الهادئة وبدت تسمع دش الماء شغال و المكان هادئ ، واخيرًا بعد مادورته فوق ولا لقته طرقت الباب على طول وتكلمت : عمي
مسح على وجهه كمية الصابون وتكلم بسرعة : سمي يا بنيتي؟
الجازي بضحكة: وينه ذيب؟ ماهو فوق دورت عليه تو بالغرف
ابو هزاع بسرعة : توه قبل ادخل جاني ماخذ قروش يقول عربة الآيسكريم ماره بالحارة
عقدت حاجبها بستغراب : وش عربته؟
ابو هزاع اعتلى بصوته عشان تسمع: الآيسكريم الآيسكريم..
وتكلم وهو يضحك : تلقينه اندس بمكان تحت عشان ماتشوفينه ياكل على اساس انه صايم هالبزقه
ما كمل حديثه الا وهي نازله بسرعة وعيونها على خلود وام هزاع الي بدوا بلبس غوايشهم كتجربة ..
الجازي بخوف : خالتي ذيب ماهو فوق!
لفت لباب الشارع ولقته مردود بشكل غير ملحوظ وركضت لناحيته وهي تفتحه تناظر بالحارة ورجعت تناظر لخلود الي تكلمت بسرعة : اصبري يمكن انه بالـ..
الجازي قاطعتها بعصبية : عمي قال انه طالع يشتري ايسكريم!
فتحت الباب بسرعة بدون تفكير وسرعان ما تمسك فيها وارتفع صوته الغاضب وهو يحاول يدخلها عن انظار الرجال : ادخلي داخل
ردت عليه بنبرة ترجي : هزاع تكفى فكني ذيب ماهو بالبيت
هزاع بعصبية وهو متشبت بأياديها : اقولك ادخلي
سحبها للداخل وحاولت تفلت يدها وهي تناظر لأم هزاع بأسى : خالتي ذيب ماهو متعود يكون لحاله برا البيت تكفين
ام هزاع بخوف : خلاص يا بنتي هزاع الحين بيطلع يدوره
هزاع بعصبية وهو يناظر لملامحها المرتعبه : هذا شكل تطلعين فيه عند الرجال!!!
الجازي صرخت بعصبية : وانا وش علي من الرجال!! ابي ولدي
ودفته عنها بعصبية : وخر
تمسكت فيها خلود بسرعة وتكلمت بخوف : خلاص بيدوره هو
طلع بسرعة تاركها منهارة عند خلود الي حاولت تتمسك فيها وتكلمت بتوتر : عطيني عبايتي بسرعة
ركضت خلود تجيب عبايتها ، وتكلمت ام هزاع بتعب : يا بنيتي مامن خوف عليه ان شاء الله اكيد انه حول هالبيوت واحنا عارفين النا..
خلود قاطعتها وهي تركض وبيدها العباية : خذي
سحبت عبايتها ولبستها وما امداها تطلع الا و تلاقت مع هزاع وهو ماسك يد ذيب الي كان ملتهي بالآيسكريم ..
وسحبته من يده بعصبية وصرخت : وين كنت؟
ذيب بخوف : اشتري..
الجازي بغضب : كم مرة اقولك ماتطلع لحالك! كــم مــرة؟
هزاع بستغراب : يابنت الناس خفي عليه ماتسوى عليه يشتري لعمره شي ويرجع
وتكلم بجدية : وبعدين ما امداني اطلع من الحارة الا ولاقيه جاي يعني الولد دال طريقه ماضاع
الجازي بحسرة : يدله ولا مايدله هالولد ما يغيب عن عيني
عدلت برقعها وطلعت بسرعة متناسيه السلام والوداع وكل تفكيرها الغاضب على ولدها الي متشبت بيدها ويناظرها بخوف ، وكأن انهارت قواها بنص الطريق وبدت تمسح دموعها الي عتمت نظرها اثناء المشي ..
الجازي ببكاء وعيونها على الطريق : يعني لازم لازم تزعلني يا ذيب لازم
ذيب بهدوء : مستأذن من عمي ابراهيم هو الي اعطاني الفلوس
مسحت دموعها بسرعة وناظرته بعصبية : مين امك انا ولا عمك ابراهيم!!!!
سحب يده منه وناظر للي كان يمشي بخلفهم وركض لناحيته وتمسك بيده ورد عليها بعصبية : ماعاد ابي امشي معك ، مــابـي!
لاحظت هزاع بيده الثانية القدر الي كانت مجهزته عشان تاخذه لذلك عرفت ليش هو لحقها ، وهزت راسها بهدوء وعيونها على ولدها : ايه اقعد عنده لا اشوفك داخل معي البيت عشان تتأدب مرة ثانية
تقدمت لهزاع واخذت منه القدر وتكلمت بسرعة : ذيب اليوم خله عندك ما ابيه
هزاع بستغراب : وش ماتبينه لعبه هو! ولدك ذا
غمزت له بعيونها الدامعه وفهم مقصدها ، رغم انه شايف ذيب ماسوا خطأ انما شرا له شي ورجع ولكن ما حب يكسر كلمتها امامه ويتمادى معها كـ طفل وهز راسه بستسلام : ان شاء الله
مشت متعديتهم للبيت وهي عارفه ان ذيب بأيدي امينة ولا ما كان بتتصرف هالتصرف ابد ، ولكن لعلها توترت في انها حطت ذيب بالوقت الخطأ عند هزاع في اثناء ازدحام وقته بالشغل هالفترة ..
اختفت عن انظارهم ، ونزل هزاع عينه على ذيب وابتسم ابتسامة جانبية : والله يا ذيب امك تخوف اذا عصبت
ذيب بزعل : مايضحك
هزاع بضحكة: طيب وين تبينا نروح الحين؟
ذيب بعبوس : ابي امي بس هي ماتبيني
انحنى له وشاله بحضنه وكمل طريقه لبيتهم وهو يضحك: فيه عزيمه اليوم باخذك معنا وفيه بزران امش العب معهم واخر اليوم بجيبك لأمك
وناظره بهدوء : اتفقنا؟
ذيب هز راسه بـ ايه
رجع للبيت وبحضنه ذيب تحت استغراب والدته الي غمزت لخلود عشان تاخذه وتبعده عنهم ، اول ما ابتعدت فيه ..
ام هزاع بستغراب : وش رجعه معك؟
هزاع بضحكة : هي قالت خله معك ماعاد ابيه
ام هزاع بذهول : هاوو!! تقولها صادق؟
هزاع براحة : ايه بالله روحي اسألي ذيب اذا منتي مصدقه
ام هزاع بستغراب : و وش عندك مستانس طيب؟
هزاع ناظر لأمه بجدية وابتسم: مدري جاني شعور حلو انها مستأمنه ولدها عندي
ام هزاع ضربته وضحكت من قلب : الله يقطع ابليسك الي يشوفك ما كأنك الي تو تقدح عيونك شرار من العصبيه
هزاع بجدية : اجل تبيني اضحك وهي طالعه كذا قدام الرجال؟
ولف على انه بستغراب : بس متى قصت شعرها؟
ام هزاع بذهول : ولــــد!!!!
هزاع بصدق : ايه والله يمه متى؟ اتذكر زمان كان لين فخذها ليه قصته؟
ام هزاع بستنكار : استح على وجهك يا هزاع وقم عن وجهي
هزاع : لا والله ما اقوم لين تقولين وش صار اليوم
ام هزاع بتعب : مافيه وقت خلها باكر اعلمك الحين بقوم اتجهز وبنروح لخوالك وانت الحقنا بعدين مع ذيب ، وانتبه له عاد لا تلهى عنه
هزاع بضيق : وش تصرفيني انتي؟
ام هزاع بنرفزه وعيونها على ابو هزاع الي نزل من فوق : اصرفك ليه شايف فيه وقت للسوالف؟ قلت لك بقولك وش صار على رواقه الحين خلني اجهز
ابو هزاع ببتسامة وهو مقبل عليهم : ها لقيتوا ذيب؟
ام هزاع بزعل : ومستانس ؟ يا ابراهيم ماتعرف بنت اخوك ماتحب ولدها يطلع لحاله ليه تخليه؟ شفها طلعت زعلانه ترا
ابو هزاع بصدمة : استحلفك بالله؟
وقفت بصعوبة وهزت راسها بأسى : بأكذب يعني
ابو هزاع بهدوء : لا شفتها ان شاء الله بستسمح منها
اتجهت ام هزاع لغرفتها وجلس بجانب ولده وبدأ يتكلم بخصوص الشغل ، اما ذيب الي كان مع خلود وهي تتجهز وترتب و كان يساعدها بألي يقدر عليه ..
-
بعد آذن العشاء ، في قرية " آل هازع "
كانت بغرفتها وتلحقها وهي حاضنه جلال الصلاة ..
ام وضاح بعصبية : يابنت الناس هاتي الجلال خلني اصلي العشاء!
نوف هزت راسها : لا ، قبل اعطيني وجه
ام وضاح بتعب : يانوف الله يسلط على عدوتس
ومدت يدها وتكلمت بنرفزه : هاتيه
نوف بترجي : خالتي تكفين تعالي انتي وعزوف معي لأهلي تكفين!
ام وضاح : انتي صاحيه ولا وش علتس؟
سحبت جلالها منها و اردفت : اهو انا خابرتس موب صاحيه اصلًا بس ماهقيت لذا الدرجة
نوف ابتسمت: طيب تكفين عشان الي ببطني
ام وضاح بستغراب : وش دخله؟
نوف بتصنع للزعل : يا خالتي يرضيك ولدي ولا بنتي يجون على هالدنيا وخوالها وعمانها متقاطعين ومابينهم صلة ابد؟
ام وضاح بعدم اهتمام بدت تفرش سجادتها: اهم شي الأحترام موب لازم تواصل
نوف بنفاذ صبر : خــالتـي!!!
ام وضاح : بتخليني اصلي ولا انادي لتس رجلتس الحين؟
نوف بعدم اهتمام : ناديه
تأففت بملل و مدت يدها تبعدها عن وجها ، ولفت جلالها وعلى طول كبرت للصلاة ، ومع ذلك مافقدت الأمل واستمرت جالسه بجانبها لحد ما خلصت صلاتها و تسبيحها بعد دقايق عديدة ..
ولفت عليها بهدوء : ان لله وان اليه راجعون ، للحينتس جالسه؟
نوف بسرعة : كلها يوم نروح نتقهوى ونشرب شاهي ونرجع فيها شي؟
ام وضاح هزت راسها : لا مافيها شي بس انتي ضامنه اهلتس بيرحبون فينا؟
نوف : اهلي عمرهم ماردوا ضيف ، على الأقل افضل من ولدك يوم انه درا اني بنت "آل ثايب" طردني من البيت و لا ناس..
ام وضاح قاطعتها : بس بس لا تنبشين امور قديمة قضينا منها ذيك الأيام الله لا يعودها
نوف ابتسمت وهي تطل بوجها ببراءة : طيب ها خالتو وش قلتي؟
ام وضاح بستغراب : الحين هذي شخصيتس ولا انا الي بديت افقد عقلي واصير موب صاحيه؟
نوف بضحكة: ايه هذي شخصيتي بس لعل الشخصية الثانية الي شفتوها من ضغط الحياة
وهزت راسها بتأكيد : ها تكفين وش قلتي؟
اخذت ثواني قليلة للتفكير وزفرت بستسلام : طيب
فزت بفرحة : طيب يعني بتروحون؟؟؟
ام وضاح : ايه
وأشرت لها بتأكيد : بس ها يا نوف! ابيتس تتصلين عليهم وتعطينهم خبر قبل ما نروح كذا وندخل عليهم فجأة
نوف بفرحة : ابشري
وسرعان ما تذكرت وضاح وتلاشت فرحتها : طيب و وضاح؟
ام وضاح بتعب : خليه علي
باست راسها بدفاشه واحتضنتها بحنان وهي تضحك : مشكوره مشكورره يا خالتي مستحيل انسى معروفك هذا
ام وضاح ببتسامة : ياربي منتس يذا البنت طلعتي قروني
ابعدتها عنها وتصنعت الجدية : يلا الحين اطلعي وسكري الباب ابغى انسدح واريح لي شوي
نوف بستغراب : افا! والجلسة والنعناع الي جهزناها؟ وتو مزون داقه انها بتجي لا تفوتينها
ام وضاح بهدوء : ماني مفوته شي بس ابغى ارتاح لي نص ساعة وبطلع لكم
وقفت اخيرًا وبدت تعدل حجابها وبرقعها وتلف شالها حرصًا من تواجد رواف وتكلمت بهدوء : خلاص اجل خذي راحتك
طلعت للخارج وعيونها على عزوف الي بدت ترتب الفرشة و توزع الصحون ..
عزوف اول ما لاحظتها : تعالي انتي تندسين بكل مكان عشان ماتشتغلين صح؟
تقدمت نوف وهي تضحك وتكلمت بمراوغة : اقولك شي؟
عزوف بهدوء : وشهو؟
نوف ابتسمت : خالتي وافقت على روحتنا لقريتنا
عزوف بذهول : جد!! لا مستحيل
نوف بصدق : ايه والله العظيم حتى قالت وضاح خليه علي
عزوف بضحكة: والله انك داهيه وش مسويه لها عشان توافق؟
جلست بجانبها : ماخليتها تصلي
عزوف بستغراب : وشو؟
بدت ترتب معها وتكلمت بنفس نبرتها : اقولك ماخليتها تصلي نشبت فيها لين وافقت
ضحكت عزوف من قلبها وناظرتها بذهول : تستهبلين؟
نوف بضحكة: ماخذه جلالها بعد لين صلت وسلمت وشافتني للحين ماتحركت درت اني صامله مافيه امل تصرفني
عزوف بحماس : يعني بشوف الجازي وبنات عمك
نوف : وبتشوفين بعد حمولة هاجر بس تراهم مايدرون اني متزوجه من "آل هازع"
عزوف بستغراب : ليه ما يدرون؟
نوف بسرعة : جيران عمي الجدد توهم يجون للقرية ذا الفترة ، و اثنين من عيالهم موجودين من قبل كل واحد متزوج وفاتح له بيت
عزوف : اها ماشاء الله
نوف : ايه عشان كذا ما بينا ميانه لدرجة كل شي يعرفونه
عزوف بهدوء : ايه احسن بعد الواحد مايضمن وش بيصير لا انتشر الخبر
نوف ابتسمت ورفعت حاجبه : الباب
عزوف بستغراب : وش فيه؟
نوف اشرت له : افتحيه! مزون شكلها جت
ركضت عزوف لناحية الباب وفتحته وهي تشوف اختها شايله جراح و ببطنها الواضح ..
مزون بتعب : بسرعة بسرعة خذي الصحن لا يطيح
وسرعان ما اخذت منها جراح وايضًا صحن الحلا ومن هِنا فعلًا ابتدت جلستهم كالعادة ما بعد صلاة العشاء ..

يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن