-
بنفس الوقت بالقرية الأخرى ، في منزل العم ابو هزاع ..
نزلت الجازي وهي ترتب نفسها بما ان الوحيد الي كانت تتغطى عنه بهالبيت صار زوجها الآن فهي ماهي بحاجة الغطاة في بيت عمها وتفككت قيودها و اخيرًا ، دخلت للمطبخ وهي تشوف خلود جالسه بجانب امها الي كانت ماسكه التليفون و واضح عليهم الأندماج ..
ام هزاع بتركيز : ايه .. والله مدري ما كلموني .. خلاص ان شاء الله اذا اتصل بكلمه .. تسلمين حبيبتي .. الله يجزاك الخير
ابتعدت خلود عن السماعة وهي تناظر امها الي سكرتها : وش تقول؟
ام هزاع : انتي خليتي فيها وش تقول؟ حاشره اذنتس في السماعة وكل ذا ما سمعتي
خلود بضحكة : لا والله ما سمعت
ابتسمت الجازي عليهم وجلست بالكرسي الثالث وتكلمت بهدوء : خالتي الله لا يهينك كانك خلصتي من التليفون عطيني اياه بكلم ولدي
ام هزاع مدته لها : ايه تفضلي
اتصلت على طول وعيونها على خلود الي كانت ترتب المطبخ بشكل خفيف و تحادث والدتها بصوتها الخافت لأجل ما تزعج الجازي بمكالمتها ، وسرعان ما فزت اول ماسمعت حسه وابتسمت وهي ترحب فيه ..
الجازي ابتسمت : ماشاء الله على ولدي الي مايتصل علي ابد
ذيب بضحكة : انا كنت بتصل بس كنت العب مع مهره
الجازي بحنية : وش اخبارك؟ تاكل زين؟
ذيب : ايه كل شي حلو
غاصت بالأحاديث معه لحد ما سرقت بالنظر لناحية الباب من ملحت طيفه وما تكذب على نفسها انه فز قلبها الف مرة من اقبل عليهم وهو يناظر امه ومبتسم لها ، ولكنها مثلت عدم الإهتمام المبالغ وحاولت تلقي ولدها بقية إهتمامها ، دقايق معدودة فقط وسكرت المكالمة ولفت بعيونها وكأنها تدوره والأستغراب طاغي عليها كيف كان هِنا وراح بلمح البصر ..
ام هزاع بضحكة لأنها لاحظت عليها : رجلتس راح لقسمكم الحقيه
الجازي بتوتر : لا .. وليه انا نازله اساعدكم .. يعني لو تبون شي
ام هزاع ببتسامة : روحي له وانا امتس روحي له ، وبعدين شوفيني انا وهالبنيه فاضيات ماورانا شي تساعدينا بوشو؟
الجازي بخجل : يعني الغدا مثلًا او..
ام هزاع بسرعة : لا لا مافيه غدا هالليلة ، وخيتي لبى قليبها عازله لنا من هالجريش وهالمرقوق الي يحبه قلبتس وتحري لها ولدها بيجيبه جعل عمره طويل
الجازي بهدوء : ماتقصر جزاها الله خير
وقفت واكملت بهدوء : اجل بروح اشوف هزاع كان محتاج شي
طلعت وهي عاضه شفايفها بإحراج من ان تصرفاتها فاضحتها وقدام والدتها بالذات ، ما تعودت على هالسيناريوهات لذلك بتحاول تتمالك اعصابها وتكون اكثر نضج بتصرفاتها قدام الكل افضل من انها تكون واضحه كذا وهي بطبيعتها ما تحب هالشي ابدًا ..
دخلت للغرفة وعيونها عليه وهو ماسك المفك ويحاول يعدل بالعدة الي قدامه ..
وتكلمت بستغراب لما شافته للآن بثوبه الأبيض وعمامته : بتطلع؟
ورفع عينه عليها بسرعة : ها .. لا
الجازي بستغراب : غريبة راجع بدري اليوم
هزاع بهدوء : ابد قابلت مشاري قعدت معه شوي وشفت شغلي ودامني قضيت قلت ارجع اريح لي شوي
جلست بجانبه وبدت تتفحص الي يسويه وتكلمت بفضول : وش تسوي؟
هزاع بحرص : ابعدي يدك لا تنجرحين .. وقاعد افك هالعله من اليوم عيت تنفك
الجازي : اكسرها طيب
لف عليها وابتسم : عشان ابوي يكسر راسي انا وياك
اعتدلت بجلستها وابتسمت لإبتسامته : وش دعوه ، لذا الدرجة هالخرده لها قيمة اكثر من روسنا
هزاع : بالنسبة لأبوي ايه بالله اكيد ، بس بالنسبة لي لا والله انها ماهي اغلى منك اكسرها و اكسر ابوها بعد
بلعت ريقها وهي على ابتسامتها ولكن في كل مره تشوف منه هالجانب الأخر يدق قلبها الف دقة ، معقوله هالعذوبه وهالحنية فيه من سنين وقدر يخبيها بطريقة قاسية اوجعتها وكثير بعد؟
هزاع بستغراب : وين سهيتي له؟
تنهدت وتكلمت بهدوء : لا سلامتك
وقفت واردفت بسرعة : كمل شغلك لا اشغلك
اتجهت للسرير وبدت تفك عميلة شعرها "جديلة" بكل تركيز و شوي شوي تشيل اكسسواراتها بما ان اليوم ماوراها شي بالمساعدة فحابه ترتاح وتاخذ لها قيلولة ولا تجهل الي دخل لدورة المياه وخلال دقايق صار جنبها بالسرير واعطاها ظهره وهو يتنحنح ويعدل سدحته ويتلحف ولكن لف عليها اول ما حس بنغزاتها على ظهره ..
وتكلم بفضول : سمي
الجازي بهدوء : ما مليت وانت لك ثلاث ايام تنام على هالجنب؟
ماقدر يقاوم ابتسامته وتكلم بعفوية : ماودي احرجك ابيك تاخذين راحتك بنومك
الجازي : باخذ راحتي لا شفتك ماخذ راحتك ، اما كذا احس الوضع مربك لي
جلس على حيله وعيونه عليها وهي منسدحه : وش يعني؟
الجازي بملل : يعني سولف معي ، نام طبيعي جنبي ، لا تتحجج بسوالفك بذيب ..
اعتدلت بجلستها واردفت بسرعة : مرت ثلاث ايام واحسني للحين مو قادرة اخذ راحتي معك هذا غير انك من ثاني يوم رجعت لشغلك ماقعدت معك زي..
هزاع بسرعة: يابنت الحلال والله مادريت ان تصرفاتي ماهي عاجبتك ، كنت اهقى بكذا بخليك على راحتك وكل شي بعدها ملحوق عليه
رجعت تنسدح و الضجر واضح على ملامحها وردت بهدوء : فعلًا كل شي ملحوق عليه ولكن المقصد اني اجلس معك احسن من هالوضع ولا
سحب مخدته بجانب مخدتها بالتمام وسحب نفسه لناحيتها وانسدح بجوارها وهو يتأمل عيونها المتوسعه من حركته الغير متوقعه وماكان يفصل بينهم الا شعره وابتسم وهو يتكلم بنبرته الهادية وبصوته الجهوري : لا يكون حسبالك مستحي منك ، ولكن المقصد كان لأجل راحتك بس
حاولت تكتم انفاسها الي حست انها تخالطت بأنفاسه ، وكانت بتقوم تبعد بمسافة ولو بسيطة ولكن يده كانت اسرع لما حطها خلف رأسها ورجع يتكلم بنفس هدؤه المربك لها : انا ماعندي حل وسط يا اجيك كلي يا اروح كلي .. اختاري
حاولت تبعد يده وتكلمت بتوتر واضح عليها : وش .. وش اختـ..ار؟
هزاع وهو يتأمل عيونها ولمعتها : يعني يا اكون بعيد مثل هالثلاث ايام وتاخذين راحتك وتشوفين نفسك مستعدة يا اجيك من الآن
ابعدت يده عنها بسرعة و اخذت ترتب شعرها الي تبعثر على وجها وتكلمت بوهقه: وش هالكلام، مو قادره افهمك
كانت بتنزل من السرير ومسكها بسرعة ورد عليها : امشي ، انا مانيب غبي بسألك وانتظر جوابك وانا ادري فيك خجوله
الجازي بخوف من نبرته ونظراته ، صحيح انه زوجها الثاني ولكن هذي لحظات عاشتها من سنين، وسنين كانت وحيدة بعيدة عن الحُب و الغرام و هالنوع من هالتواصل واكيد بطبع شخصيتها بيتجدد خجلها خصوصًا انه ولد عمها وفيه بينهم لحظات ما تنسى من النزاعات وكأن بهالموقف شافت فعليًا الجانب الثاني الي ماخطر ببالها بيوم ..
الجازي بتوتر : وش جوابه، وبعدين بلحق على..
كتم ضحكته ، ماكان حاب يكون تواصلهم بهالطريقة ولكن لعل حديثها وضجرها من بعدهم عن بعض هالثلاث ايام خلاه يفهم انه مقصر ومقصر كثير ، وهو واعد نفسه انه يبدأ ويرجع هزاع القديم المُحب والراغب لبنت عمه الجازي ، قبل ينسكر ويتبعثر بزواجها ..
نفض راسه بسرعة اول ما حس انه ساحب وجها لناحيته ويتأمل تفاصيل ملامحها المرتعبه ..
وتكلمت بخوف من شافت تعابير الغضب وكأنه فهمت مقصده : ماعندي مشكلة بس مو بذا الطريقة
كانت تتوقع غضبه لردة فعلها ، ولكن من ناحيته كان غضبه اللحظي الي مر وبان على ملامحه من تذكر انها عاشت بأحضان غيره حتى ولو انه حلال ، يحس انها نار بجوفه تحرقه حراق وتدمر كيانه ..
غاص بشعوره معها وهو يعبر لها عن مشاعره من غضب و حُب ما تخطاه ..
-
بنفس اليوم و بالقرية الأخرى ، في منزل ام سياف بالتحديد ..
انتهت ليلة الزفاف البسيط في منزل العروسه بما ان اهلها طلبوا يحتفلون فيها ولو بشكل بسيط و محفوف ، واخيرًا الآن تواجدت في منزل زوجها سياف وهي تسمع زغاريط خالتها ام سياف من الأسفل و بالحوش تحديدًا ..
دخلت ميساء خلف الآنسة الجديدة المُلقبه بـ لولو صاحبة الـ ٢٧ عامًا ، وهي ممسكه بجلابيتها الطويلة وبدت تنفض اياديها وهي تناظرها ببتسامة : اذا ما تحتاجين شي اقوله يدخل؟
لولو بتوتر : ماتقصرين تعبتك معاي
ورفعت شرعتها من على وجها وأشرت بتوتر : احتاج اعدل شي؟
ميساء بفرحة : ماشاء الله تبارك الله قمر ١٤ ما تحتاجين شي ابد
ورجعت تنزل شرعتها في إنتظار المنشود للدخول عليها ، وماهي دقايق الا وحست بدخوله و ريحة العود و العطر الي تسبقه بالدخول..
وقفت على طول من حست انه متوجهه لها بدون اي كلمة منها ، وبدت تسمع نبرته الهادية و كلامه لها ..
سياف تنحنح بهدوء : قبل ارفع شرعتك يا بنت الحلال ، عاهدت نفسي ما ادخل على مره الا وانا متأكد من قراري اني ابيها ام لعيالي وشريكة لحياتي و الأحترام بينا عندي مبدأ .. و الحُب يجي مع الأيام
لولو بخجل : بأذن الله
سمَ بالله بداخله ورفع شرعتها بهدوء ، وتعجب من ملامحها الناعمة الي يطغاها الجاذبية ولكن لفت انتباهه اكثر كثافة شعرها وحاجبها مع نظراتها البريئة ، وحنطية بشرتها وصفائها ..
ابتسم من غير شعور بعيدًا عن مشاعر الحُب الخفي من طرف واحد لوحده ما تبيه ، الا انه انسان امامه انثى مملوحة يملأها الجاذبية بصفات مُحببة له وكأن اختيار والدته كان في محله " شكليًا " وعارفه ذوقه ..
ماقدرت ترفع نظرها له ، ما تكذب انها قد شافته من الشباك في كل مره يجي لبيتهم وحافظه ملامحه حفظ ولكن لعل رهبة الموقف اكبر منها ..
مازال على ابتسامته ورفع دقنها بيده وتكلم بمزاح لتخفيف توتر الجو : ماتبين تشوفين زوجك؟
رفعت عينها له وهي تتأمل بشرته البرونزيه و شنبه الأسود الداكن الكثيف ولحيته الخفيفه وعيونه المبطنه وملامحه الرجوليه ككل ، في كل مرة تشوفه يكون بعيد هذي اول مرة تتأمل تفاصيله عن قرب ..
وصحت من سرحانها على قبلته على رأسها وهو يقول : مبروك لي ، ومبروك لك
بلعت غصتها من التوتر وردت بهدوء : الله يبارك فيك
ما حب يوترها اكثر وابتعد عنها وبدأ يتكلم عن تفاصيل الزواج و مواقف اخوانها و يضحك عليها ، وهي بكل موقف يذكره تضحك وكأن رهبة الموقف بدا تخف عليها وحست انه اول صفة تعرفها عنه انه انسان مُراعي وفيه نوع من خفة الدم في سرد القصص ..
-
بعد ساعات قصيرة من انتهاء الأحتفال بـ زفاف سياف ، وبنفس القرية ..
في اثناء مشيهم بأنحاء احياء قريتهم المتواضعة ، تركت عزوف الأكياس بالأرض وبدت تعدل برقعها تحت نظر رواف الي كان يتكلم معها بعدة مواضيع ومندمج فيها ..
عزوف بملل : انا اقول لو تشيل هالأكياس عني وتترك القرقره الي مالها سنع ابرك لك
ناظرها بذهول و رفع اياديه : هذي وش ؟ الف كيس شايلها وانتي كيستين امتحنتينا فيها
رجعت تشيل اكياسها وبدت تمشي ومشي معها ورجع يسرد احاديثه من جديد تحت تسليكها وهدؤها بالسماع ..
رواف بملل : يا اختي انا لو اكلم جدار ابرك لي
عزوف : وش تبيني اقولك مثلًا؟ كل مواضيعك عن الورشه و اخوياك يعني هذي اشياء ما تخصني ما اعرف اتفاعل فيها
رواف : ايه تعرفين وش تتفاعلين فيه
ناظرته بطرف عين : وش تقصد؟
واردفت بسرعة : ياخي انا بالي ماهو معك ، مع السلقه الي موجودة بالبيت اعرف اننا بنرجع وهي مجمعه كومة محارش بس عشان ترفع ضغطي
رواف بهدوء : دامك عارفه انها تبي تستفزك لا تنولينها مرادها ، تجاهليها
عزوف بنرفزه : ما اقدر ، تستفزني وانا ما اتمالك اعصابي
رواف ببتسامة : سولفي وانشغلي مع مرت اخوك
عزوف بقهر : انه هذي العله! لا شافتني مندمجه بالحكي معها جت تحشر خشمها وذبت كم كلمة تسد فيها النفس الي مثل وجها
وقف عن المشي وكأنه استوعب شي ومسك عزوف من زندها وتكلم بسرعة : تعالي تعالي
عزوف بستغراب : بسم الله وشو؟
رواف بتفكير : قبل كم يوم ، يوم انك ذبيتي كلمة عليها وش كان مقصدك فيها؟
سحبت يدها منه ورجعت تكمل طريقها وردت بتوتر : مافيه شي يعني ما تعرف ردودنا على بعض
رواف بشك : عزيف ، اذا تعرفين شي منا ولا منا علميني يوصل الحكي منكم يا اهلي احسن من انه يجي برا صح ولا لا ؟
عزوف بخوف : صح ولكن مافيه شي ، ولو فيه شي امي موجودة وتعرف تتصرف وبتعلمكم انا وش دخلني يعني
رواف : لا بس اقول ، لأن جملتك ما مرت علي مرور الكرام بس بمشيها بمزاجي دام امي ساكته هذا يطمني ان مافيه انّ ولا كان تعاملت مع الموضـ..
قاطعت كلامه وهي تتأفف بملل : يـوووه! خلاص سكر موضوعها اختك ذي ماعاد اتحملها والله لو ما عيالها هالمساكين كان دعيت بالموت عليها و افتكينا منها جميع
رواف : اقول استغفري بس ، ما توصل
ترك الي بيده على الأرض وطلع مفتاحه بسرعة وفتح الباب ودخل وخلفه عزوف الي حست البيت هادئ ولكن الا المجلس الي يوحي بوجود والدتها و عيال مزنه ، ومزنه ايضًا ..
و بأنحاء ثانية بنفس المنزل ، في غرفة ابطالنا بالتحديد ..
كان سادح راسه على فخذها وبالمقابل كانت تخلخل اصابعها بين شعره الداكن ، وتتأمل تفاصيل ملامحه وهو يناظر بطنها بكل حنية ..
وابتسمت من غير شعور : وبعدين؟ لك ساعة كذا لا الي تكلمت ولا الي خليتني اطلع مع خالتي
ابتسم ابتسامته الجانبية وتكلم بسخرية : تطلعين ليه وانتي عارفه فيه مزنه؟ اجلسي على الأقل لين تجي عزوف يعني عشان لو بتتشابكون تكون العصابة مكتمله
ضحكت على اسلوبه ، ومن ثم تكلمت بجدية : الا بسألك جد مزنه هذي طريقتها معكم دايم ؟
وضاح بهدوء : ما اقولك كانت بهالشخصية الي نشوفها ، يعني من حينها فيها حقها بس اخر ست خمس سنين تغير حالها وصارت تناقر عزوف بالزود ولا تهون مزون .. بس الزين بمزون تطنشها ماهي مثل عزوف الي ما تقدر تتحمل
نوف بستغراب: ليه طيب انقلب حالها ؟ يعني شافت شي من خواتك مثلًا؟
وضاح : لا ما صار شي بس هي يوم عن يوم صارت تتدخل بالأمور الي ما تعني لها بشكل صريح
نوف ابتسمت : يعني هي خلقتها تتدخل بس اول كانت من تحت لتحت و الحين امام مرأى الجميع؟
وضاح ضحك بخفة : تقدرين تقولين ايه
جلس على حيله من سمع طرق الباب الهادئ ورد بسرعة : هلا
عزوف بصوت مسموع : تعالوا تقهوو امي تبيكم ، وتوني انا ورواف جايبين الحلويات
وضاح بسرعة : يلا دقايق
انسحب من فراشه ومسك بيدها يساعدها هي الأخرى وابتسمت وهي تناظره : والله صاير مُراعي ما عرفتك
وضاح بمزاح : وما شفتي شي ، عطيني فرصة بس
نوف : ليتك بس تراعي دولابك الي حايسه وترتبه بدال لا اوقف يوميًا ارتب وراك
ضحك وحك راسه بوهقه : ابشري على هالخشم
نوف بهدوء : خلاص اطلع وانا لاحقتك
طلع من الغرفة والأبتسامة شاقه وجهه ، حاس بالراحة العظيمة من بعد ما حس ان الهم الي اثقل عليه انشال وراح مثل السراب ، وشاف بنفسه كيف تعاملها معه وعرف ان هذا اسلوبها ولغة حُبها الي مرات ممكن يحس انه حاد او فيه طبع هجومي ولكن بالنسبة له كل شي يهون لا جت فكرة ان باقي سنينه بتكون معها ومع الي ببطنها واكيد فيه خطط للأنجاب اكثر مستقبلًا ..
-
بنفس التوقيت ، بالقرية الأخرى قرية " آل ثايب " ..
طلعت ريناد من المطبخ وهي تسمع شيخه تناديها بأعلى صوتها وتعمدت تجاهلها وعيونها على سلطان الي كان منسدح بجلسة الحوش وبدا يناديها هو الثاني بستغراب ..
سلطان : هيه هيه يابنت
ريناد بعصبيه : نعم ! نعم! طاعون انت وهي وش تبون؟
اعتدل بجلسته وهو عاقد حاجبه بستغراب وأشر لها بـ : خير ان شاء الله وش عندك شياطينك قايمه!
ريناد بنرفزه : مالك دخل
فتحت باب الملحق بسرعة وعيونها على الي كان جالس يتقهوى بكل روقان وقدامه امه وابوه ومعهم زوجته الي كانت مبتسمه وسرعان ما تغيرت ملامحها بستغراب من منظر ريناد المُنفعل ..
ابو فيصل بستغراب : علامتس يابنت ورا كشتس واصله للسقف؟
ريناد بنبرة بكاء : يبه شوف بنتك المريضه كبت الصابون على شعري وسحبتني سحب بالأرض بشعري!!
دخلت شيخه خلفها وتكلمت بسرعة وهي تزفر انفاسها المتسارعه : كــذابـه اقسم بالله كذابــه!
قامت هاجر لناحية ريناد وبدت تمسح وجها الملطخ بالصابون بشالها الأحمر و ترتب شعرها المتبعثر وتكلمت بهدوء : بسم الله عليك يوجعك شي؟
ابو فيصل بعصبيه : هذي حركات بنات؟ اعنبوكم من بنات لا سلطان ولا صالح سووها
وناظر لشيخه الصامته وتكلم بعصبية : وانتي وش مسويه لأختس؟
شيخه بقهر : هي الي بدت! رمت علي القدر على ظهري بغت تقسمه نصين ، فلا تسوي نفسها المظلومه
ريناد بعصبية : كـذا ..
ابو فيصل بعصبيه : بس! بس انتي وهي واطلعوا برا يلا
وناظر لأم فيصل الي كانت تشرب شاهيها بكل برود وتناظر هالمجادلات العنيفة : ماودتس تقولين شي؟
ام فيصل ببرود : والله يا ابو فيصل طول وقتك برا البيت يعني هالمشاكل ماهي غريبة علي ، خلهم ينتفون ويقطعون بعض مصيرهم يرجعون سمن على عسل
ابو فيصل بستنكار : وانا برا البيت العب؟ اتعب واشقى انا وعيالتس لأجل مصلحة هالبيت
ام فيصل بهدوء : ماتقصر وانا ماقصدت انك مهملنا ، بس اعلمك ان هذي سوايا بناتك بالبيت كل يومين مسوين لنا مشكلة عن نفسي تعودت عليهم
نفضت يدها بنرفزه وطلعت بسرعة وهي تتأفف بزعل وخلفها هاجر الي كانت تعدل غطوتها عن سلطان الي صد عنها ..
هاجر : وقفي شوي
ابطأت بمشيها ولفت عليها وهي تمسح خدها : وشو؟
هاجر بستغراب وهي تصعد معها للدرج : وش فيكم؟ ما امداني اتركم بالمطبخ لحالكم وتشابكتوا اعوذ بالله
ريناد : لأنها مريضه وتقهر ماعليك منها
دخلت لغرفتها وخلفها هاجر الي جلست على مجموعات المفارش المصفوفه فوق بعضها ..
هاجر ابتسمت وهي تناظرها من فوق لتحت : بس تبين الجد شكلك تحفه ، يرسخ بالعقل
وقفت قدام المرايا وهي تناظر نفسها مرتعبه : عمى الله ياخذها نتفتني تنتف
هاجر بضحك : بالله عليك على وش تهاوشتوا؟ اقنعيني انه شي يسوى
ريناد بهدوء : لا والله ما يسوى بس هي يدها طويلة ومستقويه ذا اليومين بس هين اوريك فيها
هاجر زفرت بهدوء وتسندت على الجدار : طيب وش رايك تغيرين جو وتجين معي لأهلي الحين؟
ريناد : لا روحي انتي
هاجر ببتسامة : وش دعوه عليك ! ترا بتفوتين عليك سوالف المعاريس ولا نسيتي ان اخوي تزوج بنت عمي
وفزت من مكانها وتكلمت بحماس : وبعدين تعالي امشي اقعدي معنا انا و خلود والجازي بتستانسين ومنها يعني تسمعين السوالف الي يحبها قلبك
حاولت تتمالك ابتسامتها وتكابر فيها وهي تتكلم : والله ودي اقولك لا تظلميني بس وانتي الصادقه اموت بالعلوم
هاجر غمزت لها : بالذات علوم المتزوجين
ضحكت من غير شعور ورمت عليها الفوطه وتكلمت بسرعة : خلاص انتظريني اتسبح واجيك
وقفت هاجر وتكلمت بهدوء : خلاص انتظرك برا انا
ما امداها تطلع الا ومقابلها ضاري الي كان يناظرها بستغراب من ابتسامتها : عشتو وش هالأبتسامه؟
هاجر هزت راسها بـ : ولا شي
ضاري بهدوء : يلا مشينا لأهلك؟
هاجر بسرعة : دقايق بس بنتظر ريناد بتروح معي
وقف بجانبها واحتضنها من على جنب وبدا يقبل خدها بحرارة وهو يتكلم : زين ، وخلي هالدقايق اشبع منك بوس الين ما تخلص العمه
دفته عنها وهي تناظره مرعوبه : تستهبل انت! اخوانك موجودين بالبيت استح على وجهك
ضاري بضحكة : صالح نايم وسلطان تحت بالحوش بالله عليك من بيشوفنا؟
هاجر بتوتر : حتى ولو عيب هالحركات ماينفع تتسوى بأي مكان
مسكها من يدها وتوجهه لـ : اجل مشينا للغرفة
سحبت يدها منه بسرعة وضربته بكتفه وهي تضحك : وخر بس!
شدت الشال عليها وبدت تسرع بخطواتها وهي تضحك هربًا منه وهو يناديها مُمازحًا لها ، وكأنه للحظات انزاحت حدود بينهم وظهرت عفويتهم لبعضهم ..
-
يوم جديد ..
عند ازواجنا الجُدد ، في قرية " آل هازع " ..
بمنزل ام سياف بالتحديد ..
كانت مغطيه نفسها باللحاف وهي تسمع حسه الهادي بأرجاء الغرفة وطلع وسكر الباب بهدوء لأجل ما يزعجها ، توقعًا منه انها كانت نايمه ولا يبي يزعجها ، مرت ثواني على رحيله ولكن كانت خايفه انه يرجع ويدري انها تمثل فمرت دقيقة ورا دقيقة لحد ما حست بالأمان وقامت على طول تلفظ انفاسها من توترها وهي تناظر الغرفة وتستذكر حنيته واحترامه لها ..
وقفت على حيلها ودخلت لدورة المياه وما ان خلصت طلعت ترتب وتعدل بنفسها وما ان مرت خمس دقايق الا سمعت طرق الباب وردت بهدوء : تفضلي
طلت براسها وهي مبتسمه : وش اخبار عروستنا؟
لولو بخجل : الحمدلله
وأشرت لها بالدخول: تعالي تفضلي
دخلت وسكرت الباب بهدوء وهي تناظر نعومة هالأنسانه وهدؤها ، تحاول تتقرب منها قد ماتقدر وتكسر حاجز الملل الموجود بمنزلهم بوجودهم كـ ثلاث اشخاص بإهتمامات غير ، امها بجمعات جيرانها واخوها بشغله خارج البيت وحياته مع اصدقائه و هي الي بالبيت وعلاقاتها المحدودة ..
حست لولو بـ خجل ميساء و اخذت زمام الأمور بتمثيل العاديه على الرغم انها ماتعرف هالأنسانه بهالفترة القصيرة : تصدقين من اول ماشفتك شبهتك ببنت عمي ، سبحان الخالق والله نسختها
ميساء بيتسامة : اي وحده؟
لولو بهدوء وهي تلبس غوايشها : ميعاد ، مع الوقت بأذن الله اعرفك على اهلي كلهم بتستانسين معهم تراهم ونيسات
ميساء بفرحة : ان شاء الله بأذن الله
بلعت ريقها وتكلمت بخجل : سياف تحت؟
ميساء ارتبكت من سؤالها واستغربت من اخوها انه ما اعطاها خبر بخروجه وحطها بموقف سيئ قدامها : ها؟ .. لا والله توه طالع لشغله
اول ماعرفت انه طلع للشغل ما اعطت اهمية للموضوع بشكل كبير ولكن جزء منها استنكر لأن بطبيعة الحال الزوج ما يرجع لشغله من ثاني نهار من زواجه بهالسرعة ..
ميساء بسرعة تلطف الجو : بس ماعليك اعتبريها فترة نقاهه امشي انزلي عندي انا وامي خلنا نسولف ونعرف بعض اكثر
لولو بهدوء : ايه كنت ناويه انزل
وقفت ميساء للخروج و استوقفها صوت اللولو الهادي وهي مبتسمه : اجلسي خلنا نسولف ، على ما اخلص شعري ننزل سوا
ميساء بفرحة : ابد ماعندي مشكلة ، سولفي بالي ودك فيه
لولو بخجل : اكذب عليك اذا قلت لك ماعندي فضول اتجاه اخوك ، عرفيني عليه وش يحب و وش مايحب ، كيف شخصيته وتعامله و ..
ميساء بجدية: والله لو تبين الجد انه من البيت لشغله وصح انه يروح للقهوة مع اخوياه بس ماهو من النوع الي نسمع عنهم ما تشوفينه بالبيت الا وقت النوم ..
وابتسمت اول مالاحظت اندماج لولو معها واردفت : وايه بعد عنده صديق اسمه وضاح ، هذا عاد خويه الروح بالروح يعرفون بعض من صغرهم وشغل سياف معه بالمحل يعني مشتركين سوا
لولو بهدوء : ايه سمعت عنه هالوضاح
واعتدلت بجلستها وتكلمت بحماس : وش بعد؟
ميساء بضحكة : اذا علمتك كل شي وش بخلي لك فضول اتجاهه؟ بخرب السوالف بينكم
لولو ابتسمت : ماعليك انا ادبر كل شي بعدين ، بس تعرفين ودي اعرف عنه ولكني مستحيه
ميساء : طبيعي الحياء بالبداية ..
واخذت نفس وبدت تتكلم وتسرد لها مواقف سياف المضحكة و العبيطه و شخصيته بشكل عام ولاحظت ان هالأنسانه تاخذ وتعطي معها بأريحيه وكأنها تعرفها من وقت طويل ..
-
بالبيت الأخر من نفس القرية ، منزل ام وضاح ..
شالت عزوف الصينية وهي تسمع سوالف رواف مع وضاح بوجود والدتهم و نوف وساره بنت مزنه الي كانت بجانبها ويتهامسون بسوالفهم ..
وضاح بفرحة : وش غير رايك؟
رواف بهدوء : اني شفت مردود المادة لك عليه ، وبعدين انت عارف من متى لمتى تجينا سيارات بالورشة نشتغل عليها
ام وضاح : اكثرهم من الي يمرون على قريتنا ولا انت عارف اكثر شعبنا ماله بالسيارات
وضاح بهدوء : انا قايل لك من زمان ، لا سياف ولا انا قدرنا نقنعك تدخل معنا شراكة ونفتح محل ثاني وتكون مسؤول عليه
رواف بهدوء : واظن جازت لي هالفكرة الحين يعني شف وضع سياف ونجتمع ونشوف لأن ناوي اسحب على الورشه
ام وضاح : الرجال توه متزوج لا تشغلونه بمواضيع الشغل ، خلوها بعدين اسبوع اسبوعين وبعدها ربي يكتب الي فيه الخير
وضاح بضحكة : شكلك ماتدرين انه متصل علي فاتح الدكان من بدري
ام وضاح بستغراب : هاو! حتى ما مر على عرسه ٢٤ ساعة امداه يترك مرته كذا
وضاح بهدوء : والله مدري عنه ذا الرجال وضعه ملحوس لا من عرسه السريع ولا جيته من صباح ربي للشغل
جلست عزوف بجانب نوف الي دقتها من جنبها وهمست : شكله ماحب زوجته
عزوف بستغراب : وش السالفه؟
نوف بهمس : يقولك سياف جاي للدكان من بدري وهو توه متزوج امس
عزوف بستغراب : وهالله اكبر ماهي نهاية العالم ، مصيره بيرجع لبيته
نوف رفعت حاجبها : يعني حركته ذي ماينفهم منها شي؟
عزوف بملل : لا ، رجال ومهتوي يشتغل
تقدمت ساره لهم وهي مبتسمه وتكلمت بفضول نفس همسهم : وش تسولفون فيه؟
نوف بضحكة: اقول ان خالتك ماهي صاحيه ، كل شي واضح لها وهي تستغبي
عزوف بنرفزه : نوف اعقلي وعن حركات المبزره
ساره بستغراب : خاله عزوف وش فيكم؟
عزوف بهدوء : ماعليك منها ، هذي من حملت وهي صاجتني
ورجعوا ثلاثتهم يركزون بسالفة ام وضاح و رواف و وضاح ..
ما ان خرج لتوديعهم أشر لها من بعيد وطلعت خلفه وهي حاسه بوجع بعظامها بما انها بشهرها الرابع ..
نوف بستغراب : علامك؟
باس راسها وتكلم بهدوء : لا بس حبيت اودعك قبل اروح لدوامي
ابتسمت بخجل ورفعت حاجب واردفت : بالسلامة يالحنون
وضاح : سلامة قلبك يا ام صقران
نوف بضحكة : مو على كيفك تخليه ولد ، يمكن بنت طيب
وضاح ابتسم لها : الي هو ، كلهم واحد
طلع وسكرت الباب خلفه ورجعت تنزل برقعها ودخلت للداخل مع الجميع ومن هُنا ابتدا صباح يومهم من بعد كل واحد يستلم شغله كـ باقي الأيام ..
-
بعد آذان الظهر ..
بالقرية الأخرى ، في منزل الأجداد ..
ابو فالح بهدوء وهو يمد فنجال القهوة لـ زوجته ام فالح الي ابتسمت وهي تناظره : لا خلا ولا عدم
ابو فالح : والله كل ما فضى هالبيت اتذكر ايامنا اول يوم ان فالح وابراهيم
وأشر بيده واردف : هذا كبرهم يراكضون عندنا رايحين جايين فاقعين روسنا من ازعاجهم
وتنهد بتأثر : وشوفي الحين ياربي لك الحمد صاروا اجداد جعل عمرهم طويل
ام فالح ببتسامة : والله ان الود ودي فالح مايطلع من عندنا دام بناته اعرسوا وش له يشتري بيت وش كبره وهو لحاله مع مرته ويخلي هالبيت لي ولك؟
ابو فالح هز راسه : خله ، دامه مهتوي خليه وبعدين وينه بيروح الحمدلله انه حوالينا ما راح بعيد مثل سنينه الي راحت
ام فالح تنهدت بهدوء: ايه والله الحمدلله
ما اكملت حديثها الا على دخول خلود وهي تناظرهم وتكلمت ممازحه : يا سلام جداني صاروا يخلون الباب مفتوح للرايح والجاي
ابو فالح بضحكه : اني عارفتس يالسوسه كل ساعتين جايتنا وانتي تعرفيني مافيني شده امشي افتح الباب لا انا ولا جدتتس
تقدمت لهم وهي تبوس راسهم وتسلم عليهم وجلست وهي تفصخ عبايتها وتكلمت بحماس : عاد هالمره ماجيت اطوطح يدي ، جبت لكم مرقوق يحبه قلبكم وانا مسويته بنفسي بعد
ام فالح ببتسامة : وش عندتس؟
خلود ابتسمت : هاجر طالبته مني تقول مشتهيته
ام فالح : لا يكونها حامل و تتوحم عليه
خلود رفعت يدها بفرحة : من بؤك لباب السماء ، بس ماندري للحين
واعتدلت بجلستها وبدت تتلفت بستغراب : الا وينه عمي ومرته؟
ام فالح : طلعوا يشرفون على بناي بيتهم
خلود بهدوء : طيب ودكم انكب لكم ولا..
ابو فالح : لا خلنا نتقهوى هالحين ، وعلى مايجي عمتس ومرته ذيك الساعة ناكل جميع
وقفت وتكلمت : اجل انا بروح امر هاجر اعطيها قسمها من الأكل ، كانكم ماتبون شي مني الحين لأني بمشي
ام فالح : لا وانا جدتس روحي بسلامتس واذا احتجنا شي شوفي التليفون جنبي دقيت عليتس
لبست عبايتها وبرقعها وطلعت وهي شايله حافظة المرقوق الي عزلته لأختها ، وسرعان ما ابتسمت اول ما لاحظت جية ريناد بنفس طريقها..
وتكلمت ممازحه : رد علينا يا حلو
ريناد بضحكة: والله اني من شفت هالعيون دريت انها انتي
خلود بضحكه : وش رأيك بشكلي بالعباية؟
ريناد : تعودت عليك بالشال بس برضو بالعبايه مش بطال
واكملت بسرعة : وش عندك و وين بتروحين لحالك؟
رفعت الحافظه لمستوى النظر وتكلمت : جايبه لوخيتي مريقيقه لها يومين تطلبني مشتهيتها
ريناد بضحكة : يا سلام!
فتحت الباب وأشرت : تعالي ادخلي
خلود بتوتر : لا تكفين فكيني من اخوك سلطان بترجع لنا سيرة الزواج
ريناد بضحكة: ياربي للحين تهوجسين! امشي ماعليك وبعدين ذا الوقت مايكون بالبيت يكون مع ابوي بالشغل يسحبه هو وصالح يوميًا
خلود بخجل : حتى ولو اخاف ما تكون..
سحبتها قبل تكمل كلامها وتكلمت بسرعة : اقول امشي بس مسويه غريبة علينا
-
< مـــرور زمـــنــي >
بـعـد 5 أشــهــر من الآن ..
مرت الأيام و الأسابيع والأشهر على شخصيات روايتنا بعدة احداث ، ما بين تقدم نوف لـ شهرها التاسع الآن تحت بوادر الولادة بأية لحظة و ولادة مزون بطفلها الثاني و حمل هاجر وها هي بشهرها الخامس ، و استقرار علاقاتهم الزوجيه ومن ضمنهم الجازي و هزاع الي مرت ايامهم كـ العسل مع بعضهم بتواجد ذيب بينهم و إهتمام خلود فيه المُضاعف ، و بداية انتهاء منزل فالح ابو الجازي وترتيبه لأثاثه ، و تقرب سياف مع زوجته الولو ، و استقرار رواف بشغله وبداية حياة جديدة وقرارات جديدة و عزوف الي بدت تهتم بأختها الكبرى مزون بــ فترة النفاس و يليها نوف الي ممكن يشرف طفلها بأي وقت ..
~
صباحية يوم جديد بعد استمرارية الحياة عليهم لـ خمسة اشهر قدام ، في قرية " آل هازع " ..
دخلت عزوف للملحق وهي تشوف اختها مزون منسدحه على سريرها وبجانبها طفليها ، جراح و حامد على اسم المرحوم ..
مزون ببتسامة : يا روحي ياعزوف والله كرفتك معي جعل عمرك طويل ماقصرتي معي قايمه فيني طول الأربعين
عزوف بادلتها الأبتسامة وجلست على طرف السرير : مابينا ترانا خوات اذا ما قمت فيك من بيقوم؟
مزون تنهدت بهدوء : هانت خمس ايام وتفتكين مني ومن صجة عيالي
عزوف بضحكة: ادمنت صياحهم احس لو رحتي بسلامتك بفقد اصواتهم وبستاحش
مزون ضحكت وهي تأشر على الي كانت منسدحه على الأرض وتتأملهم بهدوء : شكلك ناسيه مرت اخوك بتلحقني بعد كم يوم وبتجيب لك واحد يصايح مثلهم
نوف بملل : يا مرت ذا الأخو كل شوي لافين عليها
عزوف بضحكة : طيب تبين مخده ثانية تتسندين عليها؟
نوف زفرت بتعب : لا والله كذا زين بس خلاص احس وصلت اخري ماعاد اتحمل هالثقل ابي اولد واتنفس
عزوف بحنية : هانت صبرتي شهور ماعاد بقى الا كم يوم وتقر عيونك به ان شاء الله
مزون : او بها ، لا تنسين للحين ماندري بنت ولا ولد
نوف ببتسامة : يكفي اني داريه بخليها مفاجئة لكم
عزوف : اذا بنت على اسمي بالله عليك ، لا تنسين الي وقفت معك و ونستك بهالديار الغريبة عليك
مزون : ما من غريب ، بين اهلها وناسها صح ولا لا؟
نوف بتعب : صح
على سوالفهم دخلت عليهم ام وضاح وبيدها صحن صغير وبيدها الثاني عكازتها ، وقامت لها عزوف بسرعة اخذت منها وتكلمت : يمه الله يهديك ناديني اجيبه بدالك ليه تبين الشقى
ام وضاح : وش شقاه انتي بعد كله صحن اخف من الريش
جلست بجانب نوف الي بدت تعتدل بجلستها ومسكتها بسرعة : انسدحي وش له تقومين
نوف بخجل : لا..
ام وضاح بحده : اقولتس ارتاحي
زفرت بتعب وناظرتها : ها وانا امتس وش قررتي نفاستس عندي ولا عند امتس؟
نوف : والله ياخالتي كلكم واحد وادري اني برتاح عندك مثل راحتي عند امي بس والله انها كل شوي تتصل تبيني اجيها اولد عندها وانفس
ام وضاح : على هواتس وانا امتس
مزون بستغراب : طيب وضعك الحين يعتبر بخطر متى وضاح بيوديك؟
نوف : مدري والله كل يوم يقولي اليوم الي بعده يصرفني
عزوف : حرام مسكين والله واضح مبتلش بالشغل و رواف شكله مسوي حفلة و وضاح يرقع له
ام وضاح ضحكت : هالولد والله اني داريه بيدربي راسه وبس ولا وش بيجيبه من شغل الورشه لـ تاجر دكان
مزون بضحكة : حرام عليك يمه لا تقولين عنه كذا تعرفين رواف رجال مسؤول بس اكيد انه ماتعود للحين على هالوضع
ام وضاح : خمس شهور مدري اربعه ما تعود؟ ما اقول الا الله يعين وخيك و خويه لا يبتلشون فيه
مزون بسرعة : الا على طاري سياف وش صار عليه مع زوجته؟ عساه مرتاح؟
عزوف بسرعة : يا لقفك يا مزون بالرجال وزوجته كأنك بعض الناس ملــقـوفـه
نوف فهمتها : هين انتي خليني استرد عافيتي وارد عليك وقتها
عزوف بضحكة : انتظرك
-
بالوقت ذاته في نفس القرية..
~ بمنزل ام سياف ~
دخل سياف بهدوء وهو حامل بيده اكياس الفواكة و الخضار و حطهم بالمطبخ وطلع وهو ينفض اياديه وينادي عليها ..
جته بخطوات سريعة وعيونها عليه وهي مبتسمه : آمر
بادلها الأبتسامه وهو يتأمل شكلها بقميصها الي مثبته بخصرها وشعرها المرفوع و خصلاتها المبعثره على وجها المحمر من حرارة الجو والتعب وتكلم بستغراب : وين امي وميساء؟
لولو بهدوء : بالملحق
سياف بستغراب : انتي وش تسوين؟
لولو : كنت ارتب
سياف : وميساء وينها ما تساعد؟
لولو بسرعة : لا حرام مسكينه المطبخ و الحوش هي الي نظفتهم وانا ما مسكت الا البيت داخل ومو بذاك الحوسه مثل حوسة المطبخ والحوش المغبر
سياف بجمود : خلاص اتركي الي بيدك وتعالي اجلسي ارتاحي
اخذت خصلاتها المتبعثره وحطتهم ورا اذنها : قدني خلصت اساسًا ، بس ابدل واجيكم ان شاء الله
صعدت الدرج قبل لا تسمع كلامه ، وما قدر يقاوم تعابيرها ولحقها بخفه من دون لا تحس عليه ولاحظ انها ما سكرت الباب بما ان مافيه رجل تتغطى عنه بهالبيت ..
دخل خلفها وبدا يتنحنح بهدوء ولفت عليه بسرعة وهي محتضنه ملابسها وابتسمت : بسم الله
حك خشمه وتكلم بمراوغه : انا اشوف انك تتجهزين عشان نطلع افضل
لولو بستغراب : على وين؟
سياف حس بتقصيره : يعني كم لنا متزوجين ومانطلع الا من فترة لفترة ومو لحالنا بعد
لولو بستغراب : ايه ؟
سياف بسرعة : يعني تجهزي نطلع دام انهم محتفلين برا
لولو ببتسامة : طيب ، عطني دقايق بس واجيك
وقف عند عتبة الباب وهو يتأمل حركاتها وتكلم بسرعة : على فكرة
لفت عليه وهي رافعه حاجبها و تمتمت بالرد : هـم!
سياف بتوتر : شكلك عاجبني حتى وانتي بأبسط حالاتك
طلع بسرعة تاركها مذهولة من كلامه ، خلال هالخمس شهور ماشافت منه الا الأحترام وعلاقة هادية تميل للجفاف بـ اسلوبه وتعتبر هذا اول اطراء لها منه ، غطت وجها بيدها يخجل وهي تضحك على تصرفه العفوي ..
وعلى الرغم من انها تحب تكون مع شريك عاطفي الا انها عندها امل حدود سياف معها يوم عن يوم بتخف وبيكون اكثر انفتاحيه معها بمشاعره ، مادام انه يحترمها فهي مستعدة تعطيه فرصة وتنتظر هاللحظات الصادقه بينهم ..
-
بنفس الوقت في القرية الأخرى قرية " آل ثايب " ..
في منزل العم ابو هزاع ..
نزلت من الدرج بخطواتها السريعة وهي تسمع خالتها تكلمها وهي تضحك من ردة فعلها ..
ام هزاع بضحكة : ياكافي اقولتس الولد مع هزاع ما طلع لحاله
الجازي بتعب : انا قايله له ينتظرني طيب ليه يروح!
ام هزاع : تلقينه شاف هزاع وراح معه
وأشرت بجانبها : تعالي تعالي اجلسي بس وريحي
نزلت الشال من على راسها وتقدمت للجلسة الشعبية وجلست معها وهي تزفر بتعب ..
ام هزاع ابتسمت : قلت لتس مع هزاع يعني بكذب عليتس؟
الجازي : لا حشى يا خالتي بس اني خفت عليه حسبالي عند الباب بينتظرني
ام هزاع : حرام عليتس ولدتس كبر وقده يدرس الحين خله يتعود على الروحه و الجيه لا تحكرينه بالبيت
الجازي بجدية : لا ما ارتاح ، لا شفته كبر ذيك الساعة بكيفه
ما مرت ثواني الا دخل هزاع وخلفه ذيب الي كان مبتسم اول ماطاحت عينه على الي تناظره بعقدة حاجب ..
الجازي : ماشاء الله كأن كثرة الطلعات الي من ورا ظهري
هزاع ابتسم وناظر له : قل لها طالع مع ابوي ما من غريب
ذيب بغرور : كنت مع ابوي مو مع احد غريب
هزاع بضحكة: يا سلام عليك .. ايه بالله ما كذبت
بلعت غصتها بخجل واعتدلت بجلستها اول ما قال هالجملة ، وناظرت لخالتها الي كانت تتقهوى ومبتسمه على هالموقف..
لأنها لاحظت من فترة تقرب هزاع للجازي بالزود وانه يعبر بدون لا يخجل حتى منها كـ والدتها ..
ام هزاع بضحكة : تعال انت وياه طيب تقهوو
جلس هزاع بجانب امه واكمل بستغراب : وينه ابوي؟
ام هزاع بهدوء : طلع مع اختك يتمشون بالحداق
الجازي بفضول : وهاجر وش صار عسى وحامها خاف عليها؟
ام هزاع بحزن : ياقلبي على بنيتي توني محاكيتها تقول من قامت وهي منسدحه
هزاع بستغراب : وش صاير لها؟
الجازي ابتسمت : ياعمري هي تقول كل ما وقفت ولا بذلت جهد تحس بالغثيان والدنيا تدور بها
ام هزاع بفضول : يوم انك حامل بذيب كانت هذي اعراضك؟
الجازي بسرعة : كنت اتعب ايه بس مو مثلها
ام هزاع ابتسمت : دام جبنا الطاري ، ترا ودي بحفيد يعني ما يكفيني ذيب و الي ببطن هاجر نبي زود
وبدت تأشر بحماس : ابي هالبيت كله ينترس عيال رايحيين جايين
هزاع بضحكة : ان شاء الله ، ان شاء الله كل شي بوقته زين ولا يهمك
كانت تسمع كلامهم وهي مبتسمه وبحضنها ذيب الي كان غايص باندماجه بسوالفهم وكأنه فاهم عليهم ..
ماهي دقايق الا وشالت نفسها على بعضها ودخلت للمطبخ تسوي الدلة الثانية للقهوة لأجل عمها وخلود الي كانت بيجون من هالمشي يبون يكيفون بجلسة الحوش مع الجميع ..
لفت بسرعة مبتسمه اول ما حست بظله يسد اشعة الشمس من عليها ..
وتكلمت بهدوء : وش عندك؟
هزاع بنفس نبرتها : عندي انتي
ابتسمت له بخجل : عشتو! اخلص واضح عندك علم ولا ما تسحبت وراي عبث
هزاع بضحكة : يا اختي يا كثر ما تشكين فيني ، والله ماجيت الا عشان اساعدك تبين شي من ولا منا
الجازي بهدوء : لا سلامتك ما احتاج ، بسوي القهوة واطلع لكم
وكأنها استذكرت حدث ما ورجعت تناظره : الا ماقلت لي حاكيت وضاح؟
سحب عمامته من على راسه لكتفه وتكلم بهدوء : لا والله ماجتني فرصة ، وبعدين لا يشغل بالك بيجيبها يعني لي..
الجازي بسرعة : اني خايفه تولد هناك وامي بخاطرها مره تولد عندها وتنفس بس الله يهديه هو يومه سنة ما اعرف ليه يماطل كذا
ابتسم من ملامحها المستنكره ، وتكلم بهمس وهو قريب منها : انا اقول يازينك وانتي زعلانه ومعبسه
ابتسمت بخجل وبدت تشغل نفسها بترتيب المكان : انا اقول اطلع قبل يدخل ذيب ويشوفك بذا القرب
هزاع بسرعة : هالله اكبر وش الغلط في ان ابوه يحب امه؟
رجعت تبتسم : طيب خلاص روح
هزاع بتمثيله للملل : الله يعيني بس على هالثقل
الجازي بسرعة : حرام عليك! والله اني ما اتثيقل بس شكلك للحين ماعرفت شخصيتي زين
هزاع ابتسم بحُب : والله لو اقعد باقي العمر كله احاول أعرفك ماعندي مشكلة
اخذت دلة القهوة وتكلمت وهي تضحك بخجل : خلاص روح بالله عليك
أشر لناحية انفه : على هالخشم ، اي اوامر ثانية؟
الجازي : سلامتك
-
بالمنزل الأخر المجاور لـ بيت العم ابو هزاع ، ها نحنُ هُنا بـ منزل ابو فيصل ..
بالملحق تحديدًا ، وفي اثناء بعثرة احفاد ام فيصل و ابو فيصل وازعاجهم ..
مدت هياء بيالة الشاهي لـ والدتها وتكلمت بسرعة : وهذا بس كلام عناد لي
ام فيصل بستغراب : والله وضعهم غريب هالأوادم ان احسنتي معهم توطوا راسك
قماشه بإندماج : قولي لرجلتس لا عاد يماشيهم وخلاص يقطع الشراكه دام قربهم اذى و بيخسرونه هالشغل
هياء بزعل : ان شاء الله بقنعه
وناظرت لهاجر الي كانت ملتزمه الصمت ومبتسمه على منظر ريناد وشيخه الي ما توقف مناقرهم مع بعض ، ومن نظرتها ايضًا لاحظتها خالتها ..
وتكلمت بسرعة : هويجر يا بنيتي اقربي تعالي تقهوي معنا
هاجر : لا يا خالتي ماني قادره استحمل ريحة القهوة فخليني بعيده احسن
قماشه بستغراب : وحامتس طول! الي اعرفه ثلاث اربع شهور انتي ماشاء الله داخله على السادس وللحين
ام فيصل : وحام البكر شين تلقين هاجر من البنات الي وحامهم طول فترة حملهم مو كم شهر وبس
قماشه : الله يعينس وانا اختس بس هانت ماعاد بقى الا القليل
هاجر ببتسامة : الحمدلله
وفزت بخفة اول ما سمعت صوته يناديها من خلف الباب ، وساعدتها شيخه على النهوض له ..
طلعت وهي متلثمه بشالها وتناظره بستغراب : مارحت؟
ضاري ببتسامة : الا رحت بس مانسيت انك مشتهيه البرتقال فجبته لك
اخذت منه الكيسه وهي مبتسمه : ماتقصر جعل عمرك طويل بس شكلي تعبتك معي
تسند على الباب وزفر : ياااابوي انتي تعبك راحه ، اذا ما تعبت لأجلك ولأجل بنتي الي ببطنك اتعب لمين؟
هاجر بخجل : الله يخليك لنا بس
اعتدل بوقته وتكلم بجدية : ها ودك بشي ثاني ولا خلاص؟
هاجر بسرعة : لا سلامتك خلاص روح لشغلك
قبلها على رأسها و ودعها اثناء رحيله لـ استكمال يومه وشغله كالمعتاد ..
-
بعد يومين من احداث الآن ..
في قرية " آل ثايب "
نزلت من السيارة بمساعدته وابتسمت اول ما سمعت حكيه وهو يقول : انتبهي لكرشتك لا يجيها شي
نوف ابتسمت بتعب من الوجع الي يداهمها كل شوي : الحين انا الي انتبه؟ من الي مطيرني بالسيارة بهالكرشه على قولتك
وضاح بضحكة : والله يا نظر عيني الي يشوفك يقول بتولدين الحين فتولدين عند اهلك ابرك من سيارتي ولا؟
ضربته على كتفه وهي تضحك : ياشينك
وضاح بجدية : الطريق بعيد عليك تمشين وانتي بذا الحاله ، وعرباتكم عاليه مايمديك ترقينها
نوف : شلني طيب
شمر اكمامه بسرعة وتكلم بمزاح وهو يقترب منها : تعالي
ابتعدت بسرعة بخوف : لا! انتبه ياويلك
وضاح بضحكة : وانتي مصدقه بشيلك قدام هالأوادم كلهم
وناظرته بطرف عين : تستحي مني؟
وضاح بجدية : ماعاش من يستحي من معشوقه
وابتسم لها وهو يغمز : يا ام صقران
نوف تنهدت بتمثيل للتعب : اه يا صقران ، والله انه اتعبني الله يجيبه على خير
وضاح بفرحة : يعني ولد! اعـ..
نوف بضحكة : ايه ولد بس انت مطفوق ما فيك صبر
وضاح : قلبي دليلي والله اني حاس وانتي كل يومين معطيتني جنس جديد للي ببطنك مسويه تتوهيني
نوف ضحكت بذهول : جنس جديد؟ مافيه الا اثنين يا بنت يا ولد من وين طلعت لي جديد
وضاح : يومين تقولين بنت ويومين ولد ماعرفنا لك
نوف براحة : وهذاني اقولها لك ولد ، رغم ان اسم صقران ثقيل عليه بس الشكوى لله مكتوب يكون صقران
وضاح بفخر : ايه صقران يالبى قلبه ، سمي المرحوم ابوي
وقفت بسرعة بنص حارتهم يد تشبتت بكم ثوبه ويد مسكت الجدار وهي تتمالك صرخاتها و آهاتها..
وضاح بخوف : بسم الله ، بسم الله وش بلاك يابنت الناس
نوف بوجع : بموت بموت وضاح احسني بولد!!!
وضاح بتوتر : هيه يابنت الناس اصبري لين نوصل بيتـ..
نوف بعصبية وهي تتوجع : وضـــــاح!!!! بسرعة !
بدا يتلفت يمين ويسار من توتره ولملم شماغه على راسه بإهمال ورفع ثوبه لخصره وشالها وهي دافنه وجها بحضنه لأجل محد يسمع صرخاتها ..
وضاح بتعب وهو يسرع بخطواته و ينتبه لها بنفس الوقت لا تطيح منه : بقى شوي بقى شوي تحملي
نوف ببكاء : من وانا بالسيارة حاسه بوجع يروح ويجي مادريت ا..
ورجعت تدفن وجها وتصرخ وتتحامل على نفسها لحد ما حست انها وقف عند باب جدانها و رفسه بأقوى ماعنده برجله وتكلم بصوت مسموع : يـا اهل البيـت!!
سحبت برقعها من على وجها واخذت نفس وهي تبكي و لاحظت والدها الي فتح الباب بوجه منصدم ومو فاهم شي..
دخلها للحوش وهو يردد بتوتر وتعب : بتولد ، الأدميه بتولد
وقفت امها بسرعة تركض لها وهي تردد : ياويلي بنتي ياويلي
نوف ببكاء : يمه تكفين
ام الجازي أشرت له بسرعة : دخلها داخل ، الغرفة الغرفة
حطها بالغرفة المجهزه لـ نوف ، الي جهزتها والدتها لها من كم يوم استعدادًا لولادتها و نفاسها ..
ام الجازي لما لاحظت ان وضاح واقف عند راسها ويناظر بذهول كمية الماء الظاهره منها ..
ام الجازي : اطلع اطلع وسكر الباب ، وناد لي ام هزاع تساعدني فيها
طلع بسرعة وهو يشوف الجده تشد برجولها لجيتها داخل الغرفة معها ، طلع بسرعة حتى ما سلم لا على خاله ولا جدها ولا جدتها ..
وقف امام الباب وهو يضربه عدة مرات خلف بعض يحاول يلفظ انفاسه ..
فتح له الباب الي عاقد حاجبه بستغراب وتكلم بسرعة : سلامات!
وضاح بتعب : خالتي ام الجازي .. تبي امك ..نوف قاعده تطلق وتبي من يساعدها
وبما ان جلسة ام هزاع كالمعتاد بالحوش سمعت كلامه وصوته الي واضح رايح من التعب وقامت على طول اخذت عبايتها وطلعت معه ..
ومن هُنا ..
بعد دقايق و نصف ساعة إلى ساعة كان يسمع اصواتهم الي تشجعها للدفع وهي تبكي وتصيح وكأن روحها بتطلع ..
وضاح ناظره بخوف : يا خال تكفى خلني اخذها للمستشفى لـ..
ابو الجازي قاطعه بتوتر : اقعد مكانك خالتك وزوجة اخوي عارفين شغلهم ماهي غريبة عليهم
وضاح بخوف : مرت ساعة يا خال تكفى..
وقف عن الكلام وكأنه بلع لسانه اول ماسمع بكاء الطفل الحديث الي قاطعه من داخل الغرفة الصغيرة و زغرطة خالته وهي تكرر : ولــد ، يا جماعة الخير ربي رزقنا بـ ولـد!
وبدأ الكل يردد بـ الحمدلله و التهاني وهو واقف بمكانه يشوفهم يحضنون بعض ..
قطع سرحانه هزاع الي ضحك وضربه على كتفه : وينك سارح! صرت اب الحين من قدك؟
مسح على وجهه وحضن هزاع وهو يضحك من صدمته : انا؟ جاني ولد؟
ولف على طول بصوت عالي وكأنه تذكر الشي المهم : نوف ، نوف وش صار عليها؟
طلعت ام هزاع وهي تضحك : نوف و ولدها كلهم بخير ابشركم ياربي لك الحمد
ابو الجازي بفرحة : وش بتسميه يا وضاح؟
اخذ نفس وزفر براحة وبصوت مسموع : صقران ، بيكون سمي الوالد رحمة الله عليه
ابو الجازي بضحكة : صقران يعني صقران
الجازي بسرعة : تكفين خالتي بدخل!!
ام هزاع الي كانت واقفه عند الباب : محد يدخل لين نرتب المكان و تصحى البنيه ، تعبانه الحين خلوها ترتاح
ابو الجازي سجد من فرحته ورفع يده للسماء : ياربي لك الحمد كانك رزقتني بحفيدي الثاني ، ياربي لك الحمد و الشكر
خلود ضحكت لذيب الي كان منصدم من الأجواء المشحونه : خالتك نوف جابت لك صديق جديد!
ذيب بخوف : خالتي تتوجع؟
الجد ابو فالح بضجر : روعتوا الولد ليه تخلونه قاعد ويسمع كل شي
هزاع ابتسم : ذيب رجال ما يخاف ولا يهاب شي صح ولا لا؟
هز راسه بـ ايه بطفولية ولكن للآن رهبة الموقف تعتليه..
-
بنفس اليوم ، ولكن بالقرية الأخرى ..
في منزل سياف ..
كانت جالسه بجانب ميساء وتضحك بكل عفويه على رسوماتها بطفولتها ..
وتكلمت بحماس : طيب من ذا؟
ميساء بيتسامة : هذا على اساس انه سياف بس طلع حصان
ورجعت تضحك من قلبها من اسلوب ميساء ، وكيف بهالشهور تقربت منها وكأنها صديقه من فترة طويلة و وحده من بنات عمها بما انها تفتقر للأخوات ولكن ربي رزقها قُرب بنات العم ..
مسحت دموعها من ضحكها وزفرت بتعب : اه يا ميساء الله يعطيك طولة العمر كانك غيرتي مزاجي
كانت تناظرها خالتها وابتسمت : والله ياخوفي يا بنيتي على ذا الضحك يجينا شي شين
لولو بخوف : بسم الله يا خاله لا تفاولين علينا
ميساء ضحكت : ماعليك هذي امي ، عندها قاعده كل من ضحك من قلبه بيصير شي شين
ام سياف بهدوء : خلي السوالف بس وروحي شوفي اخوك وينه غاط له ساعة ماجانا
كانت بتقوم و وقفتها لولو بهدوء : خليك انا بروح اشوف
قامت تدوره بالبيت وتناديه بصوتها الخافت وسرعان ما فزت بخوف وضربته بخفه وتكلمت بسرعة : خوفتني!!!
سياف بضحكة: بسم الله عليك
لولو بخوف : والله طيرت عقلي ، ما امداني اقول شكله برا البيت الا طلعت وراي
سياف ببتسامة جانبيه وكتف اياديه وهو متسند على الجدار : فقدتيني يعني؟
لولو بتوتر : ها؟ .. لا بس خالتي تسأل عنك
سياف بغمزه : علينا؟
وبما ان هذي اللحظة حسته على طبيعته معها وحبت تتجرأ عليه وتكسر كل حدود الخجل الي بينهم ..
فقربت منه وباست خده وتكلمت وهي تناظر عيونه : وانا بعد كنت فاقده وجودك معنا مو بس خالتي
اعتدل بوقفته وتكلم بتوتر من تصرفها : ايه كنت اضبط الشينكو وهذاني بجيكم
ابتسمت له ومشت تاركته بتوهانه ، على الرغم من انه اول ليالي زواجهم اعلنوا انفسهم زوج و زوجة لبعضهم ولكن كانت علاقة قائمة على الأحترام و الروتين مافيها عواطف الحُب من الطرفين ، وبما انها شايفته انسان خطواته بطيئة بالأعتراف بهالمشاعر الي هي تحتاجها حبت تبادر ..
-
بعد آذان المغرب، في منزل ام وضاح ..
اثناء تواجد مزون وطفليها وعزوف و والدتهم و رواف مع بعضهم البعض بجلسة الحوش ..
رواف بهدوء : اذا ودكم اوديكم لها زين
ام وضاح : تو الناس خلتها تصحصح على نفسها ذيك الساعة نروح لها
مزون ضيقت عيونها بزعل : ياعمري هي ما اتخيل تعبها ماسكه خط طول الطريق وما امداها توصل الا تولد فتعبها دبلين
عزوف بسرعة : اهم شي اخوكم طمنا عليها وعلى ولدها دامهم بخير فما عليهم خلاص
ام وضاح تنهدت بفرحة : الحمدلله الي ربي رزقه بولد ، والله اني اتذكر مزنه كانت تبي تسمي على ابوها و وضاح رفض ..
وأشرت عليها : وانتي يا مزون يوم انك كنتي بتسمين جراح صقران ورفض كله لأجل يكون ولده بأسم ابوه
مزون ضحكت : ايه والله اني اتذكر استقعاده لنا بس الحمدلله نال مراده بعد هالتعدد
رواف بستغراب : الا يمه ولا وحده من زوجاته تتصل تدق تتطمن عليك؟
ام وضاح بإستنقاد : لا والله ياكافي الي يشوفهم كنت معذبتهم ولا وحده ترفع السماعة علي تسأل
مزون : مسكينات يمه تلقين الوحده خايفه تتصل وتنفهم غلط انها تتلزق او انها تبي ترجع
عزوف : ايه الأفضل خلاص دام انتهت قصصهم بهالبيت ينقطع الطاري بالمره لا بخير ولا بشر
ام وضاح بهدوء : بسلامتهم
وناظرتها وهي مبتسمه : اقول يا عزوف متى دورك؟
عزوف بسرعة : يا شينك يا مزون كانك بتناشبيني مثل اختك الثانية
مزون بضحكة : استهبل عليك
ام وضاح بملل : والله انتي يالبنت واضح انك بتشقيني فـالله يعني عليتس
عزوف : الواحد يختار مساره بذا الحياة وانا اخترت اكملها لحالي
رواف بجدية : ولكن محد بيبقى لك الا بيتك و وزوجك وعيالك لو نجي للجد
عزوف بحدة : محد بيضيع ، رب العالمين موجود واذا على البيت فأنا جالسه ببيت ابوي وبأرضه و بأسمه الله يرحمه ويغفر له
مزون بتوتر بما انها هي الي فتحت السالفه : خلاص قلنا نستهبل ودامك ماتبين العرس بسلامتك ولا تضايقين نفسك
بوزت بزعل ام وضاح بملل و فقدان أمل من تغيير رأيها ، ولكن على امل في مرحلةً ما تتضح الرؤيا لها وتكون اكثر منطقية بتفكيرها و تكون اسرة وتستقر ، بالأخير رغبتها رغبة اي ام لبنتها ..
-
{ بـــعـــد مـــرور ( ســنـتــان ) مــن جــمــيـع هــذهِ الأحــداث }
اثناء هبوب الريح البارد ، و اختلاط اصواتهم ببعضها من بين ضحك نساء ورجال و صراخ الأحفاد و توجيهات الأجداد ..
هُنا حـظيـرة الجـد سلـطـان ابو فالح ، وبمساحتها الواسعة كرفاناتها و حيواناتها ، يجتمع فيها الجميع من كبير شخصيات قصتنا لـ اصغرهم سنًا ..
اخذت دفترها بحضنها وبدت تتسلق احد الكرفانات وهي مبتسمه ببرقعها وشالها الوردي ، و زفرت بهدوء اول ما حست ان جلستها الي جهزتها بسطح الكرفان جاهزة ، اخذت قلمها وبدت تكتب وهي مبتسمه من سماعها لأصوات عائلتها السعيدة و الرياح الي تلامسها بحنان و تشجعها اكثر على البوح فيما داخلها ..
وبدأت تكتب ..
قبل سنوات عده اتيت انا وجدي للحظيرة ومن هُنا بدأت قصتي التي كتبتها بأول صفحة بهذا الدفتر الصغير ، وبدأت القصة كـ حرب و وتخبط ما بين عناد وكبرياء و اخرها .. حُب .
وها انا اعلن كـ " نوف " انني اكتب اخر سطور قصتي بنفسي لنهاية قصة بدأتها انا ..
في هذي المراحل من رحلتنا في كتابة هذهِ القصة كانت نوف شخصية تتصف بالعداونيه والمرح وعدم التصديق بقصص الحُب ولكن لعل القدر ادخلها بدوامه تتصف بجميع هذهِ الصفات للتعلم نوف بأن قدرها ونصيبها مع شخص يختلف معها بكل شي وها هي ام لطفل من هذا الشخص بكل حُب ورضى ، رضى بزوجها وضاح وطفلها صقران صاحب الـ سنتان
وتنتهي قصة وضاح صاحب الشخصية الهادئة متعددة الزيجات وعدم استقراره بقراراته العاطفية ، ولكن بدخول شخصية نوف بحياته تنقلب حياته رأسًا على عقب لـ يفهم بأن نهاية هذهِ العداونيه حُب ثابت لفتاة قرية " العدو " ..
وهُنا ايضًا تنتهي قصة اختها الكُبرى الجازي بأنها تصحح ما اخطأت فيه بالماضي بتركها لـ هزاع و وضعه بموقف حزين وعدواني لفقدانها ، ولكنها اخيرًا اختارت تصحيح مسارها بفهمها لـ هزاع و جعله اب لـ بكرها ذيب الذي اصبح بعمر الـ ٩ سنوات و اب ايضًا لما تحمله بجوفها بعمر الـ ٦ شهور ..
واما من ناحية هزاع ، مرت هذهِ السنتان مثل البلسم على جروحه من سنين طويلة ، جرح بدايته وعد الجازي له وخلفها لكلامها لـ تنقلب مشاعر الحُب والهيام لكره وغيره وعداونيه اتجاهه ولكنه الآن راضي بأن هذهِ الأنسانه اصبحت زوجته على سنة الله و رسوله و عوضته عن زعل سنين اولها بأعتباره شخص كفؤ لطفلها المُحبب ذيب و اخرها اب لطفلتها "سلمى"
وسياف اصبح على يقين ان اصراره على شخصًا ما ليس دومًا لصالحه وليس بشرط ان مشاعرك كفايه لنجاح علاقة وان يكون فيها امل للأستمرارية وها هو الآن يستوعب في وقت ما ان اختياره العشوائي وتسرعه وهروبه من شعور الحزن كان خياره الصحيح ، و الخيار هي لولو زوجته وام طفلته الصغيرة " لمى" صاحبة الـ سنة من عمرها
ليتيقن ان وجود لولو الآن بحياته ليس فقط لهروبه من مشاعر يخفيها انما فعلًا تواجد لولو مهم بحياته ، لحُبه لها ..
ومن ناحية شخصية عزوف اللطيفة العازفه عن الزواج ، تستمر بقرار عزوبيتها للأبد ، او على الأقل لينفتح قلبها للشخص المناسب لها وانما هي الآن سعيدة بتواجدها مع والدتها واخوانها واخواتها واطفالهم ، لتكرر دومًا بأن قرار الزواج قرارها هي وطالما تشوف نفسها غير مستعدة ، فهي فعلًا غير مستعدة ..
ونأتي الآن لهاجر ابنة العم الجميلة ، او نقالة العلوم الي حافظت عن عدم الأفصاح عن سر وضاح وعائلته بقرية "آل هازع " بستثناء لزوجها ضاري الذي على داريه بكل شي ، ولكنها اخيرًا هي الأخرى سعيدة ومستقرة بزواجها معه وبينهم طفلة جميلة "شوق" ذات السنة ونصف
و لـ اعلن واخيرًا انتهاء هذهِ القصة بهذهِ الأحداث ، فيما بدأتها بالحظيرة ، و ها انا انهيها بالحظيرة ايضًا ولكن بإختلاف الأحداث ..
وماتبقى الا الشخصيات الأخرى الذينا ساعدوني بتطوير هذهِ الأحداث لنعيشها كـ احداث واقعيه وليست كـ رواية خيالية ..
~
تركت قلمها فوق دفترها ورفعت راسها وهي تشوف ذيب ماشي لناحيتها وبحضنه طفلها الصغير صقران وهو يضحك ..
ذيب : يا خاله ولدك اقلقني ماودك تجينه؟
نوف بضحكة: بجيك بجيك
نزلت واخيرًا من سطح الكرفان وهي تضحك على شكل ذيب المبهذل : وينه وضاح عنه؟
ذيب : ان حتى ابوه ما يبيه قال وده لأمه
اخذت صقران منه وهي مبتسمه وباست خده بحرارة و وقفت بجانب ذيب ومشت معه لناحية البقيه اخيرًا لـ تستكمل ايامها معهم..•
والحمدلله حمدًا كثيرًا بعد هالفترة الطويلة قدرت اختم هذهِ الرواية بكل رضى ، على الرغم اني على داريه فيه اشخاص بيكون عندهم ملاحظات على النهاية ولكن حبيت اشرح لكم ان مو كل شي بيصير على هوانا ، ومو كل ثنائي يبدا بينهم مقاومة مصيرهم الزواج و السعادة ، حبيت اخلي نهاية هالرواية تمت للواقعية نوعًا ما ..واتمنى تعطوني رأيكم على الرواية ككل ، و تدعموني بروايتي القادمة بأذن الله💗
نشرتها بـ 7/1/2023
و انتهت بـ 26/7/2024
أنت تقرأ
يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر
Romansaاهلًا بكم جميعًا ، بروايتي و اعزوفتي الثـانية .. - ( يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر ) ( الرواية باللهجة العامية) نبذة الرواية : عداوة تتوالد عبر السنين بين شعوب قريتين يفصل بينهما صحراء ، قرية قبيلة " آل هازع " و قرية قبيلة " آل ثايب " بطلتي تسكن ب...