Part 47

2.3K 54 6
                                    


-
يوم جديد و صباحية جديدة ، في قرية "آل هازع " ..
من رجعوا من صلاة العيد اتجهت الجازي بزينتها للغرفة في تجهيز بقية اغراض طفلها الصغير الي على مشارف رحيله مع والده بعد ساعات ..
دخلت هاجر عليها بهدوء وتكلمت بستغراب : وش تسوين؟
لفت عليها بسرعة وبادلتها بنفس نبرتها الهادئة : اكمل تجهيز اغراض ذيب ما امداني اكملها ابوي طيرنا للصلاة
جلست هاجر وهي تتنهد وعيونها تتناقل بأرجاء الغرفة تحت ملاحظة الجازي الي سكرت سحاب الشنطة وتكلمت بسرعة : عيونك تتلاقط يمين و شمال وش عندك من علوم؟
ابتسمت هاجر وتكلمت بعفوية : مدري كان ودي اسولف لك بس خفت انك مستحيه عشانك بتملكين على اخوي بكره
أشرت على نفسها وابتسمت بسخرية : انا؟ استحي؟ ومنك انتي؟؟
هاجر بمزاح : يعني نقول يمكن فيك حياء شوي مو قوية وجه
رمت عليها المخده وتكلمت وهي مبتسمه : انطمي بس
ابعدت المخده من حضنها وتكلمت بفضول : الا على الطاري الحين لو طليقك درا انك بتتملكين و ولدك وقتها بيكون عنده وش تتوقعين بيسوي؟
الجازي بهدوء وهي تسحب الشنطة لعند الباب : انا منبهه ذيب ما يتكلم عن الموضوع حتى لو انسأل بأية طريقة ، وانتي عارفه ذيب ماهو من النوع الي يتكلم
هاجر بتفكير : والله ياخوفـ.
الجازي بعصبية : انطمي يا اختي! لا تنكدين علي بهالصباح شكوك خليها لنفسك تراني خلقه خايفه ومو مهجدني الا وعود ابوي لي
هاجر بسرعة : طيب بسم الله الرحمن الرحيم سكتنا سكتنا
عم الصمت عليهم لثواني وبدت هاجر تساعد الجازي بترتيب الغرفة بعد ما كان الجميع يتجهز فيها ، وتكلمت بفضول : طيب ونوف متى بتجي؟
الجازي بهدوء : على كلامها المغرب او قبله بتكون موجودة ان شاء الله
هاجر ابتسمت : يا حبي لها هي وكرشتها
ولفت عليها وهي تضحك : تصدقين عاد اخر شي كنت اتوقعه اشوف نوف بكرشتها ياراسي صدق
الجازي ابتسمت وهي تتذكر مشيتها : ومع مشية البطريق هذي مدري وش خلت لأخر شهورها بصراحة
ضحكت هاجر بقوة وبدت تقلد مشيتها ، لحد ما استوعبت الجازي وتكلمت وهي مبتسمه : قلدي قلدي مصيرك لاحقتها
هاجر بخوف : لا يمه يارب ما اصير كذا ، بالعكس احسني بصير خفيفة ولطيفة
الجازي بستنكار : خفيفة مشيناها بس لطيفة؟ انتي بدون حمال ثقيلة دم كيف لا حملتي؟
كانت بتتقدم لها بتضربها على دخول ام هزاع الي بدت تناظرهم بستغراب و استوقفت حركتهم وهم يناظرونها كذلك منصدمين من تواجدها المفاجئ : عسى ماشر انتي وياها وش هالطقاق؟
هاجر بضحكة : استهبل معها
ام هزاع : لا توجعينها ثم يجينا هزاع عاد و ينفضنا من اراضينا عشانها
هاجر ضحكت وناظرتها بطرف عين ، و وقفت الجازي بسرعة تعدل جلابيتها وترجع شعرها ورا اذنها وتكلمت بتوتر : انا بطلع اشوف وش يحتاجون
طلعت بسرعة ، وتكلمت هاجر وهي تضحك : حرام عليك يمه تدرين انها ما تمون عليك هالميانه عاد
ام هزاع ببتسامة : خلها تتعود احسن لها
وأشرت لها واردفت : وانتي امشي بعد مندسه هِنا ليه
تقدمت هاجر لوالدتها وهي مبتسمه وتكلمت بهمس : كنت اجس نبضها بموضوع هزاع
طلعوا الثنتين للخارج وهم شايفين جلسة الحوش كيف متزينه من و الى ، و بهرجة و اصوات الجميع بخارج القرية و الدفوف و لعب الأطفال و بيبانهم المفتوحة على بعضها بهاليوم السعيد ..
وتواجد الجد تحديدًا بكرسيها بالخارج مع اولاده فالح و ابراهيم وهم يوزعون العيديات على الجميع ، و ترحيبهم بضيوفهم ..
-
بنفس التوقيت ، بالقرية الأخرى عند ابطالنا تحديدًا ..
~
تقدمت مزنه لـ رأس والدتها وقبلتها وهي تناظر بأرجاء المنزل بفضول : وين العانس و الثانية ؟ ولا ما صدقوا رمضان يخلص تفككتهم الشياطين وطاروا بالهواء
تنهدت ام وضاح بملل وتكلمت بحدة : اقول انطقي مكانتس واقفلي حلقتس كانتس بتغثيني وخري عن وجهي
جلست مزنه وهي تعلك اللبان بطريقة سريعة وتكلمت بنبرة فاضحها الفضول : الا مرت ولدتس لوين بتروح له؟ اسمع رواف و وضاح عند الباب يتكلمون انه بيمشي معها
ام وضاح وهي ترتشف شاهيها : عند اهلها ، اختها بتملك
مزنه برفعة حاجب : ملكة؟ وراهي ما قالت تعالي يا خالتي ملكة اختي ولا ماهي حاسبه لتس حساب؟
ام وضاح : حاسبه لي وتحاول فيني من درت بملكة اختها بس انا ما ابي اروح مره وش كبري و وش ثقلي اروح درب ياخذ ساعة وزيادة واجلس عندهم ازاحمهم ليه؟ هي مره وحده رحنا سلمنا تعرفنا عليهم ورجعنا ولله الحمد
وناظرتها وهي مكشره واكملت حديثها : وبعدين انتي وش دخلتس؟ عيالتس وينهم ما جو يسلمون علي
ردت عليها وهي مبوزه : مع ابوهم يسلمون على امه شويات وبيجون
ام وضاح : وهالغبر بيجي يسلم علي ولا مثل العادة ما ينشاف؟
مزنه بعصبيه : وش اسوي له يعني! كم مره اكلمه تعال زور امي لا تحسس اخواني بشي بس كأني اكلم جدار لا يسمع ولا يفقه
ام وضاح : الا من رادتس لو انتس انسانه مستقيمة كان ربي رزقتس برجال يشيلتس من الأرض ..
وأشرت لها بنبرة حادة : وها شوفي مزون ورجلها تبارك الرحمن ، هذي لأن نيتها طيبة وتخاف ربي وماتضر احد بلسانها رزقها الرجال الي يصونها ويقدرها
مزنه : والله يا يمه لو بمشي على منطوقتس كان ما شفنا بنتس الثانية عانس واحد انحاش و واحد مات هذي وش تسمى نيتها كل من جاها فطس؟ ولا الثاني الي متزوج لي ثلاث قبل العله الي معه الحين وكلهم طلقهم ويوم تزوج وثبت على وحده طلعت من بنات قرية " آل ثايب " و التبن فيهم جميع
كانت بتتكلم ام وضاح بنبرتها الغاضبة و ملامحها المحتده ولكن الجمها الهدوء من دخول عيال مزنه ، و مزون و ولدها الصغير و ببطنها الواضح ، وبدوا يسلمون عليها وهي تمثل الأبتسامة و الخاطر مكسور من طريقة حديث ابنتها الكبرى لها قبل قليل ..
بدت توزع العيديات عليهم وهي تضحك على مضارب ساره وخالد ، و استوقفها صوت مزون الهادئ وهي تستأذنها بدخول محمد لأجل يسلم عليها قبل يمشي لعيد اهله ..
وماهي دقايق الا مزنه وساره طلعوا من الملحق ودخل محمد وسلم عليها وجلس معها بعضًا من الوقت وبجانبه رواف و وضاح والجميع يشوف كيف اطفال الحارة يدخلون ويطلعون من البيت وضحكهم يردد صداه بالبيت ..
ميلت نفسها ناحية امها وتكلمت بستغراب وهي تهمس : غريبه يمه وين عزوف ونوف؟
ام وضاح بهدوء : ياحبي لهم هالبنات ادهروا بهالفجريه يجهزون ويرتبون وراح عليهم حتى صلاة العيد وهذولي هم قاعدين يجهزون انفسهم بغرفة وحده منهم
مزون وقفت بسرعة : اجل بروح لهم
وضاح بسرعة : قولي لنوف تجهز اغراضها من بدري عشان نمشي العصريه الله لا يهينك
مزون ببتسامة : ابشر
وضاح : تبشرين بالجنة يا أم جراح
-
في قرية " آل ثايب " ..
طلعوا للبنات للإحتفال بأجواء القرية ، ومشاهدة حماس الجميع من لعب وصخب ورقص ..
تقدمت لها بسرعة وسحبت طرف عبايتها وتكلمت بصوت عالي : تعالـي هنـا
ضوقت عيونها بعدم فهم وردت بنفس النبرة : وشــو؟
خلود بسرعة : اقولك تعالي تعالي بجنبي
اخذت موضعها بجانبها بهدوء والأبتسامه تعتلي وجها وهي تتأمل الناس ولكن لاحظت هدوء خلود على غير عادتها ولفت عليها بستغراب : وش فيك انتي بعد!
خلود بتوتر : ولا شي
هاجر بسرعة : طيب مشينا للبنات بالمحل احسن من وقفتنا هنا لحالنا
وردت عليها بسرعة وكأنها كانت تنتظر الهروب من امرًا ما : يلا .. يلا!
تقدمت بسرعة ورجعت تمسكها هاجر وناظرتها بستغراب : تعالي تعالي والله ان فيك شي كأنك مقروصه من طلعنا من البيت عسى ما شر!
خلود بخوف : والله ياهاجر ماني مرتاحه بس اني ساكته ما ودي انكد عليكم
عقدت حاجبها بخوف : بسم الله وش الي حاصل؟
قربت لعندها فما يفصل بينهم الا شعره وتكلمت وهي تنظر لأحد الجهات بنص عين وهمست : عيال المرشدي ملاحظتهم من اليوم يناظرونا وخايفه لو يجي هزاع ويلاحظ وتصير مشكلة
لفت بسرعة لناحية محلهم تبغى تشوف مين بالضبط من عيال هالشخص الي كان يناظرهم بطريقة ارعبت اختها الصغرى ، وابتسمت بسخرية اول ماطاحت عينها على الشخص المُلقب بـ " عبدالمجيد" ورجعت تناظرها : ماعليك منه حده نظر ، اعرفه زين هالودر
شبكت اياديها بأيدي اختها ومشت فيها لناحية المحل المقصود والي كانوا فيه البنات يتقضون كل ما الذ و طاب لتجهيزات ملكة الغد ..
اول مادخلوا لفت عليهم ريناد وتكلمت بستغراب : وينكم فيه؟
وأشرت لهم واردفت : تعالوا شوفوا ذا الصينية زينه ولا؟
الجازي بسرعة : يابنت الحلال كفايه ترا بالبيت عندنا صواني زينه تنفع للملكة مايحتاج كل ذا كله
ريناد بسرعة : وش دخلك يختي انا بشتريها بفلوسي خلنا نستانس
الجازي بخجل : السالفه مو سالفة فلوس والله بس حرام و ..
توقف الجميع عن الحكي بمجرد ما انفتح الباب بقوة ودخل بصوته العالي وهو يتكلم مع صاحب المحل ، وكأن بتصرفه هذا يلفت الأنتباه لنفسه ..
تقدمت الجازي بستغراب وهمست لها وهي تناظره : اعوذ بالله ذا متى رجع!
هاجر ابتسمت وهي تناظرها : ابشرك رجع ، وللحين على خبره المغزلجي ماتغير فيه شي
ريناد وشيخه ماكانوا عارفين هالشخص بعكس بنات العم الي كانوا خابرينه زين و مانسوا الماضي معه الي للآن لاحقهم بحاضرهم ، تقدمت ريناد بسرعة وسحبت غرض غرض من كل وحده وتكلمت بنرفزه : ترفعون الضغط بهالتمطط الي يشوفكم ما كأن وراكم شغل تسوونه
شيخه بهدوء : ايه والله بنات ترانا صيفنا بالمحل خلنا نشتري ونلحق على المهرجان حرام تروح الفعاليات علينا
تقدمت ريناد بخلف الرجل هذا وهي حاضنه الأغراض وتربت ارجلها بالأرض بتملل ، ورجعت تلف عليهم وتكلمت بهدوء : خلاص اطلعوا احاسب واجيكم
لف عليها وهو مبتسم وناظرها من فوق لتحت بطريقة سريعة وتكلم بطريقة مستفزة وهو يأشر بيده للأمام : النساء اولًا
ما حبت ترد عليه وتقدمت بهدوء وحطت الأغراض على الطاولة ، وأشر للعامل في انه هو الي بيحاسب وبمجرد ما ان العامل نطق بالمبلغ كانت مستعدة تدفع لحد ما لامست يده بكتفها وهو يمد يده بالفلوس الي ماسكها ، شهقت وابتعدت بسرعة وعيونها متوسعه من الصدمة وهي تناظره ..
عبدالمجيد ببتسامة : هالمره انا الي بدفع
ريناد بعصبية : خير ان شاء الله من سمح لك تلمسني!!!
عبدالمجيد : هوب هوب بالهداوه يا اختي ، اخطيت والأنسان ماهو معصوم عن الخطأ
اخذت فلوسه وشقتها ورمتها بوجهه وتكلمت بعصبية: طس عن وجهي يا قليل الحياء انت و فلوسك
العامل بضجر : يا مجيد يا مجيد لو سمحت اخرج برا لا تضوج الدنيا
عبدالمجيد بسخرية : اضوج الدنيا؟ جاي اشتري منك يا رجل وش فيك علي
رمت فلوسها على طاولة واخذت اكياس اغراضها ولمت شالها عليها وطلعت بسرعة وهي تحنش بينها وبين نفسها لحد ما لاحظتها هاجر وتقدمت لها بسرعة : وش فيك؟
ريناد بغضب : وش فيني؟ قليل الحياء لمس كتفي جعله الموت يارب سد نفسي الله يقرفه
هاجر تنهدت بملل : ايه ذا الداشر معروف هذي حركاته مهما كبر كل بنات القرية اظنهم متأذين منه
ريناد بستغراب : وليه الرجال ساكتين مادفنوه؟
هاجر : كل وحده خايفه على اخوها ولا ابوها لا يتوثم فيه فنسكت يختي وش نسوي
ريناد تنهدت بقلة حيله وناظرتها : مادريت عنه ليتكم ماطلعتوا وخليتوني
هاجر بسرعة : والله ماكان لي نيه اخليك بس خلود كانت ترجف من الخوف وانتي تعرفينها صغيرة بالعمر وقد صار لها موقف فحبيت اطلعها ولا تكون معه بنفس المكان
واكملت بستيعاب : بس المفروض الجازي الفاهيه هي الي تكون معك دامها عارفته
كانوا الثلاثي الجازي و خلود و شيخه يمشون بالأمام بمسافة قصيرة عنهم ، ولفت الجازي وهي مستنكره : وش فيها بعد هالجازي تحسبونها الفارسة المغواره! حتى لو كنت موجودة وش بسوي يعني؟ رجال طول بعرض مافيني حيل حتى ادفه
هاجر بضحكة : والله لو انه نوف فيه كان شلخت راسه مثل ماسوت قبل
شيخه بحماس : وش صار تكفين اموت على سوالف وحركات نوف تضحكني
هاجر ضحكت بخفة وهي تتذكر الموقف : قبل اربع سنين
وناظرت للجازي بتذكير : اربع ولا خمس سنين؟
الجازي بهدوء : اربع
هاجر بحماس وهي تضحك : ايه يا طويلات العمر ذاك اليوم كنا مع ابوي الله يطول بعمره بالحظيره ولا رجعنا للبيت مر بنا بهالمحلات يبي يخلص كم شغله له
وناظرت لريناد واردفت بحماس : تعرفين وناسة التمشيه وقتها حتى احنا ماقلنا له رجعنا سكتنا وكملنا طريقنا معه رغم التعب هاد حيلنا
الجازي لفت عليها : ولا تنسين ريحة البعارين الي ناشبه فينا
هاجر بوزت : بغيت اتغاضى عن هالفقرة بس الا غصب تبين كبة العفش
شيخة بضحكة : خلوا المناقر الحين وكملي السالفة
هاجر بنفس الحماس : ايه اقولك كنا نتمشى طبيعي ويوم ابوي دخل للمحل عشان يحاسب جانا هالمغزلجي وحاط خلود براسه وما امداه يقول كلمتين على بعضها له الا ونوف طابه عليه خابطه راسه بواحد من هالقدور المعروضه ومن بعدها ما تسمعين الا صوت آهاته المتوجعه وهو يترنح بمشيته قدام الكل مو قادر يشوف زين
الجازي بضحكة: المسكين صار يشوف خلود ثنتين بدال وحده
ريناد ضحكت بستغراب : مستحيل! طيب والعالم والناس ماشافوها يوم انها هجمت عليه
هاجر بنفس ضحكتها : لا ان الكل كان لاهي بشغله ونوف كانت النبيهه بينا ملاحظته من اقبل علينا عشان كذا كانت ردة فعلها سريعه حتى احنا انصدمنا منها
بدت شيخه تهف على نفسها ببرقعها وهي تضحك من شدة الكتمه : الله يسعدها هالبنت ما تخيلت مواصيلها توصل لكذا والله انها توسع الصدر
خلود بلعت غصتها من ذكرى هالموقف على الرغم من انه ما تمادى معها بالمره لسرعة تصرف نوف معه بس مازالت ما تحب ذكراه ، وفضلت التحدث بهدوء تساؤلًا عنها : الا متى بتجي؟ ياليت توصل على وقت فعاليات المهرجان نكون كلنا سوا
هاجر تنحنحت بهدوء واخذت نفسه : ايه بالله
اكملوا طريقهم لداخل القرية توجهًا لـ مكان المهرجان ، من دفوف ترن اصواتها بكل مكان و من ضحكات تتعالى بأنحاء القرية والترحيب والرقص والركض من الأطفال ، كانت اجواء مُبهجة سعيدة على الجميع ..
-
بعد آذان العصر ، في قرية " آل ثايب "
في اثناء هدوء الأحتفالات بالقرية ، وقف سيارته بمكانها المخصص ونزل بأخذ شنطتها ونزلت من بعده وهي تلفظ انفاسها بصعوبة وناظرت فيه وهو متوجهه لها بخطواته السريعة ..
وضاح بهدوء: اذا تبين العربانات وقفي هِنا اجيبها لك
نوف بسرعة : لا لا فيني شده امشي وبعدين مو من بعد البيت
وضاح ضحك بسخرية : مو من بعده؟ حبيبتي قريتكم ماتمشي فيها السيارات حدها توقف هِنا وبعدها تكملين طريقك رجليه وان مافيك شده عن هالهياط اركبي السيارة دقايق واجيب عربانه توصلنا
نوف ابتسمت بستفزاز وهي تتكتف : حبيبي اعترف ان مافيك حيل تشيل شنطتي بالطريق ، عادي خلك صريح
رفع حاجبه وتكلم بنبرة تحدي : مافيني حيل؟
نوف بغرور : ايه ، وحطيت العله فيني اني ثقيلة
اخذ شنطتها للجهه اليسرى وانحنى لها يشيلها بيده الفاضيه بطريقة سريعة وتمسكت فيه من الخوف وهي تصرخ خوفًا من السقوط : يمه .. يمه .. وضاح .. تكفى لا اطيح! تكفى
مشى فيها خطوتين وهو يتكلم بسرعة : فيني حيل ولا مافيني
نوف بعصبية : فيـــك!! اقسم بالله فيك نزلني لا تطيحني انا و الي ببطني
ضحك على ردة فعلها وانحنى ينزلها ورفع نفسه وهو يتنفس بسرعة : ها قد كلامك؟
بدت ترتب عبايتها وبرقعها وتكلمت بضجر : والله انك سخيف ومالك داعي! اولًا كيف تشيليني كذا وانا حامل لو طيحتني؟ وثاني شي لو فيه احد وشافك شايلني كذا وش بيقولون سلامات الدنيا مـ..
وضاح بذهول : ياساتر ياساتر هدي هدي ماصار شي ترا كلها مشيت فيك خطوتين وانجنيتي
نوف بعصبيه : ايه بنجن دامني زوجتك اكيد بصير مجنونه
مشت متقدمه عنه بخطوات سريعة وهو بالخلف يحاول يجاريها وماسك ضحكته من مشيتها ..
وضاح بضحكة : طيب لا تطيحين انتبهي للطريق
نوف بحدة : ولا كلمة
وضاح : ترا اذا طحتي مالي دخل
نوف بنفس حدتها : اقولك انطم
وضاح تنهد بتمثيل للضجر : والله ماهقيت هالحمال بيخليك نفسيه كذا ياساتر كلمتين على بعضها ما تتحملين
لفت عليه وهي متكتفه و وقف بسرعة وهو يتمالك ابتسامته : وش فيك؟
نوف : اليوم عيد لا تعصبني تكفى
ورجعت تكمل طريقها، ومشى خلفها وتكلم بهدوء :تبين الصدق اني بفقدك لا تركتك هِنا ومشيت
وشافها ما اعطته وجه مكمله مشي ورجع يتكلم : عشان كذا ودي اناقرك ابيك تكونين معصبه مني وتفكرين فيني وانا بعيد عنك
لفت عليه وهي موسعه عيونها بصدمة : مجنون صح!
وضاح بعدم مبالاة : مجنون فيك
نوف بسرعة : انا الي اعرفه الزوج لا درى انه بيجيه اول ضنا يهتم ويراعي نفسية زوجته وانت بكل قوات عين تعلمني انك تبيني اعصب
وضاح بضحكة : اعتبريها لغة حُبي
تأففت بملل ورجعت تمشي معه وهي تحاول تسحب شنطة يدها منه : هاتها اشوف
وضاح بستغراب : وش تبين فيها؟
نوف : دامنا دخلنا على السوق بشتري معي شي للعيد ما ابي ادخل عليهم يدي فاضيه
وضاح بإستنقاد : ماشيه مع طرطور انتي؟
نوف بستغراب: وش دخل؟
وضاح بهدوء : يعني انا معك بتدفعين انتي ليه؟ امشي قدامي بسرعة
نوف عقدت حاجبها بذهول : ترا كلنا واحد انت دفعت ولا انا وش بيغير يعني
وضاح بهدوء : بيغير امور كثيره
وأشر بنظره لأحد المحلات : ادخلي وخذي الي تبين
ابتسمت بغرور وتكلمت بدلع : مشكور حبيبي
وبدت تتمخطر بمشيتها قدامه ودخلت للمحل وهو خلفها على طول ، وبدت تسحب صحون الحلويات له و تاخذ رأيه فيها وهو كان يعطيها رأيه بجدية ومرت دقايق على اختيارهم لصحن الحلويات و الفطاير ..
طلعت قدامه وهو خلفها حامل الأكياس وشنطة اغراضها وتكلمت بحسرة : ليتني مانسيت العيديات الي سويتها والله انها بخاطري
وضاح : كانها بخاطرك بالزود برجع اجيبها
نوف ناظرته بستغراب : صدق؟
وضاح بقلة حيله : الشكوى لله كانك تبينها جد رجعت خذتها وجبتها لك
نوف بخجل : لا خلاص ماودي اتعبك يكفي اني بالزور قاعده احاول فيك تقعد معي هاليومين نحتفل بملكة اختي
وضاح بهدوء : والله انتي شايفه الشغل وسياف مختبص بعرسه والشغل يعتمد علي انا مايمديني اهمله يومين ، وبعدين لا تحسسيني بذبك وبروح بدخل معك اسلم على خالي و خالتي وجدانك وببارك لهزاع وبعدها بسري بسلامتي
نوف بعبوس : طيب
لاحظ كدرة الخاطر بنبرتها وناظرها بستغراب : فيك شي؟
نوف بتصريفه : لا بس ما احب الجو الحار واحس طولنا واحنا نمشي
زفر بتعب وأشر براسه لناحية باب بيت اهلها : ها تفضلي وصلنا لبيتكم
طرقت الباب عدة مرات و لفت تاخذ منه اكياس الحلويات وانتظرت الباب يُفتح لهم ، ولكن كانت الصاعقه لما حست بقربه لها وباسها بخدها بعنف وابتعد بسرعة ..
شهقت بخوف وبدت تتلفت حوالينها وتكلمت بعصبيه : صاحي انت! خلاص وضاح لا تجنني تكفى!
وضاح بتصنع للأستغراب : ليه وش فيك؟
نوف بحدة : وش الي شفيني واحد يبوس وحده بنص الحارة وش تبي الناس يقولون لو شافتهم!
وضاح بتوضيح : زوجته ، الوحده ذي زوجته مو حي الله
نوف بزعل : اف منك ياخي اقسم بالله بتجيب لي الجلطه ما تسوى علي اطلبك اجي عند اهلي عشان استانس بهالمناسبة
عقد حاجبه بستغراب وتكلم بجدية : يابنت الناس قاعد امزح معك ماقلت شي لا تحسسيني اني مجرم فيك وماجبتك الا تحت تهديد و..
استوقفه صوت الباب الي انفتح ..
نوف همست بسرعة : خلاص سكر الموضوع
دخلت للداخل وهو يسمع ترحيب الجميع فيهم وهو واقف للآن عند الباب وما طول دقايق انتظاره الا ابو الجازي فاتح له الباب ومقلطه للداخل عند الجد وهزاع وابوه ..
-
بنفس التوقيت بالقرية الأخرى ، في منزل الجدة ام وضاح ..
كان متكي بحضن امه و يناظر كالعادة مناقر عزوف و ومزنه لبعضهم ولعب جراح وعبدالله الأطفال مع بعضهم بإهتمام ساره فيهم ..
اما خالد كان مع والده ، ومزون تناظرهم كعادتها وهي ترتشف الشاي بكل هدوء ..
كانت تلعب بشعره الأسود وهو بحضنها ومبتسمه على ردود عزوف لـ مزنه ، بالعادة ماتحب ان المواضيع تُطال بينهم وتسكتهم على طول بس لعل هالمره حست ان عزوف مفروض تاخذ حقها بالرد بدال لا تسكتها ..
رواف بضحكة : الي يشوفكم يقول حلبة مصارعه ماهي ليلة عيد اعوذ بالله
ام وضاح بضجر : خلهم خلهم خلني اشوف اخر هالمصافق وش بيصير
عزوف بعصبيه : يمه استحلفك بالله احطها في ذمة الجميع انا تشوفيني ابدا بالمشاكل ولا هالسكنيه الي ما تخلي احد!!!
مزنه بملل : خلاص انطمي درينا انتس المسكينه هِنا وانا الي اجي واشب المكان بالمشاكل
عزوف تسندت وهي تزفر بقهر : ايه زين اعترفتي ..
وهمست بينها وبين نفسها : الله ياخذك ويفكنا منك
مزون اعتدلت بجلستها وتكلمت وعيونها على والدتها : الا يمه الله يهداك ليه مارحتي مع نوف لملكة اختها؟ كان عن خاطرها ومنها بعد اهلها لا ينقدون
مزنه بسرعة : وليه منهم اهلها يوم انكم تاخذون بكلمتهم! بالطقاق
عزوف بعصبية : انتي وين رجلك ياخذك وتطسين؟؟؟ مالك دخل تشوفين اي احد يسولف ماتتدخلين بسالفته
مزنه متقصده تقهرها : متعب مع اهله مشغول ، وبكيفه خله ينشغل
عزوف بسرعة : ايه اكيد بكيفه ولا انتي من متى لك كلمة عنده ، انطقي بحرف وسوي نفسك قوية والله انه يكسرك تكسير
لف رواف بسرعة عليها وهو عاقد حاجبه بستغراب : وش يكسرها؟
ورجع يناظر لمزنه بنفس نبرة الأستغراب : وش السالفه؟
مزنه بخوف : ها! .. لا بس ماتعرف اختك هالمجنونه تذب خيط وخيط ماعليك منها
تسندت عزوف وهي متكتفه والأبتسامة مرتسمه عليها ، لعل كلامها هذا يخلي هالمزنه تخاف من المناوشات و تفك عنهم شوي وتلتهي بمشاكلها الخاصة الي تحاول تتستر عليها رغم وضوحها ..
رجع يتسند بحضن امه وهز راسه براحة : ايه زين حسبالي فيه علوم من وراي ..
وناظر لمزنه بحدة : وماهي زينه لو بقت من وراي صح ولا لا؟
مزنه بخوف : ايه طبعًا! وبعدين الله يهداك وش الي بيبقى كل شي معروف الله يسعد قلبك
ومدت له الشاهي وهي تحاول تسكت رجفتها وعيونها على والدتها الي كانت تناظر عزوف بوعيد ، خوف ام وضاح على ردة فعل رواف و وضاح تعرفهم زين كل شي ولا خواتهم ولا تبي تخسرهم او تخسر واحد منهم و السبب زوج اختهم الي هي بنفسها راضيه بالعيشه معه وماتبي احد يعرف بالضرب الي تاكله شبه يومي منه ..
مزون همست لها : وش هالحركة ياعزوف مالك داعي يعني الا غصب تنغزين على امي!
وردت عليها بهمس حاقد : احسن احسن ، مافيه شي يخوفها الا فكرة انها تتطلق بتنجن تموت عبدة الرجال كل شي ولا تبعد عنه خلني اخليها مرتاعه كذا كود تبلع لسانها ساعة وحده بس عني!
تنهدت مزون بقلة حيله : الله يهداك بس
-
في اخر انصاف الليل من هذهِ الليلة المليئة بالأحداث لجميع الشخصيات و ترقب للأحداث القادمة ..
موقف من الذاكرة ..
دخل عليهم والدهم ومن خلفه والدتهم ام هزاع وهي تضحك بخفه على نكات زوجها ومن طاحت عينها على خلود ابتسمت لها وأشرت لها بحماس : قومي قومي جهزي القهوة و الشاهي بسرعة
خلود بعجز : ابشري
ام هزاع : صحصحي ماعندنا بنات رفلات
وجلست بمكانها المعتاد وعيونها على الي كان متمركي على المركى ويلعب بسبحته و واضح انه مو حولهم ابد خصوصًا انه مارد على السلام ..
نفض راسه بسرعة او ماحس بلمسة امه على كتفه وهي تضحك : وش فيك وينك غايص بتفكيرك!
اعتدل بجلسته وتكلم بهدوء يطغاه التملل : سلامتك بس شردت شوي
ورجع يناظرها بتركيز واكمل حديثه : وايه وش صار على مشوارك الخاص انتي وابوي؟ واضح وراكم بلا
ابو هزاع ضحك وهو يفرش شماغه بجنبه : ابد بس عندنا علم زين يحبه قلبك و اضطرينا انا وامك نروح بنفسنا ونسنعه وجيناك هالحين
عقد حاجبه لثواني بمحاولة فهم للألغاز الي يقولونها ولكن سرعان ما استوعب مقصدهم وفز من مكانه وهو يناظرهم بذهول : الخطبة؟
ام هزاع بفرحة : ماعاد صارت خطبة ياوليدي تجهز ثاني يوم العيد بتصير الملكة
نسف عمامته من على راسه و وقف بسرعة وعيونه تتناقل مابين امه وابوه وخلود الي كانت واقفه على عتبة الباب وتناظرهم بفرحة : استحلفكم بالله صادقين؟
ابو هزاع وهو يضحك : وهذا علم نمزح فيه؟ تونا راجعين من بيت جدانك واخذنا العلم من اخوي فالح وهو بنفسه قايل ان الجازي مواقفه و وافقت قدام الكل بعد
هزاع بعدم تصديق : وليه خبيتوا موضوع روحتكم ليه ماعلمتوني بالصدق؟
ام هزاع : ما بغيناك تتوتر وبعدين انت شايف الوضع ما كنا متأملين بالموافقه بس الحمدلله يارب ربي يسرها وكتبها من نصيبك
تقدم بسرعة وهو يبوس راس ابوه وامه وهو يضحك بذهول : يا رجال صبت عظامي طول ذا الأيام على هالصمت توقعت انها رافضه بس كنت احتري عمي يكلمني بنفسه ويقولي ما من نصيب
ابو هزاع بحنيه : لا وانا ابوك عمك ما يسويها يمكن اخطأ زمان بس اظنه عرف من انت زين وعرف ان بنته ماراح ترتاح الا معك
تقدمت خلود وباسته بخده وهي تضحك والفرحة باينه بعيونه : مبروك وعقبال ما اشوف عيالك وعيال هاجر ماليين هالبيت وصاجينا صجه مثل بيت ابو فيصل ماشاء الله تبارك الله
ام هزاع : على طاري وخيتك دقي عليها وعلميها لا تصج روسنا اننا ما علمناها بعدين
خلود بهدوء : ابشري من عيوني
جلس بجانب والدته وناظرها بتفحص وكله حماس : ايه يمه علميني وش صار بالضبط ابي اعرف كل شي بالملي يرحم لي والديك ..
~
جلس على حيله بسرعة اول ما لاحظ فتحة الباب و دخول خلود عليه وهي مبتسمه ، وتكلم بتساؤل وهو يشوف برقعها بيدها وشالها على كتفها : توك جايه؟
خلود هزت راسها بهدوء : ايه
واردفت بسرعة : وراجعه مع ابوي لا تحسبني لحالي
زفر براحة ورجع يتنفس بهدوء : ايه وش عندك؟
خلود ابتسمت وهي تلم شالها بحضنها : ابد جايه اشوف وش وضعك من شفت نور غرفتك والع دريت انك غايص بهواجيسك
هزاع ضيق عيونه : و تلوميني؟
خلود زفرت بملل : لا والله ما الومك بس توني راجعه من بيت جدي وترا حالها ماهو اهون منك والله طول اليوم وهي بس منعزله لحالها
تربع على فراشه وتقدم لها بفضول : وش تقصدين؟
خلود بسرعة : ما اقصد شي بس يعني اقولك ان البنت واضح خايفه مثلك ويمكن زود خصوصًا ان ابوي وعمي خططوا انها تمشي معك بعد الملكة على طول ، وبعدين لا تنسى ذيب ولدها عند ابوه اكيد ودها يكون معها بهاللحظة
هز راسه بالإيجاب : ايه ايه ..
وناظرها بسرعة وتكلم بفضول : وش بعد ؟ ماقالت شي ثاني؟
خلود : الا والله طول اليوم كانت تجهز وتساعدنا بأغراض الملكة حتى خوات ضاري ماقصروا كانوا طول اليوم يلفون معنا السوق وينسقون يعني كأنه عرس مو بس ملكة بينا
هزاع تنهد بملل : والله ما ادري ليه رفضت العرس وانا ودي ان الكون كله يدري ان الليلة ليلة عرسي فيها ب..
خلود بسرعة : لا بس ولا ما بس لا تقعد تخرب على عمرك وبعدين حاول تتفهمها تزوجت قبل وسوت عرس وش كبره والحين ودها الموضوع يكون عائلي ..
وتكلمت بإستيعاب : بعدين لا تحسسني ان الكل ماراح يعرف انك متزوج خلاص من بعد هالملكة بيعلنون انكم زوج و زوجته
وهز راسه بالإيجاب ، ورجعت تكمل حكيها : وانا قبل انام بروح اشيك على قسمكم
هزاع بوهقه : حتى القسم ما امداني اكمله الله يهداه ابوي كانه وهقني
خلود بضحكة : شافك مستانس وطاير من الفرحه قال خله بعد كتب الكتاب تروح معه للبيت مرةً وحده ولعل عمي ما رفض
هزاع بحرص : انتي بنت وتعرفين البنات وش يركزون عليه من تدخلين علميني وش ناقص واجيبه من صباح الله لعل شوي نسد الثغرات لين مع الوقت اخلص القسم كله
خلود ابتسمت : ابشر
وقفت وهي تخلع شالها وتكلمت بهدوء : و انت نام ريح لك شوي ماله داعي العصريه وجهك ذبلان وحالتك حاله بيوم زواجك
هزاع بهدوء : على خشمي
طلعت تاركته مبتسم على حاله وحال خلود وكيف انها فتاة الـ ١٧ عام بذلك النضج والهدوء ، وكيف تقدر تواسيه وتخفف عنه الكثير  ، رغم محاولة تخفيفها عنه ايضًا الا ان خبر ان الجازي من المفترض بعد ليلة الملكة تكون معه ببيت واحد ارهقته خصوصًا انه كان مخطط على زواج كبير بعد الملكة بأسبوع ويكون وقتها القسم الخاص بهم خلص تجهيز ، ومع ذلك بيحاول يهون على نفسه ولا يعكر مزاجه وان هاليوم انتظره من سنين طويلة ..
-
في نفس الوقت و بالبيت الأخر بجانب بيت العم ابو هزاع ..
بيت ابو فيصل وهو بكامل هدؤه و جميع افراده بغرفهم المخصصة ، واستعدادًا ليلة السعد ملكة اخو هاجر الكبير في بنت عمها الكبرى ام ذيب ..
جلست على طرف السرير وهي ممدده اياديها الي منقشتها لها خلود ..
ضاري بحدة : ومن الي لبسك البرقع؟
هاجر بهدوء : اختك ريناد
ضاري بضجر : لا لبس برقع زي العالم و الناس ولا شال غطى جسمك زي الناس
هاجر بسرعة : يوه ضاري! خلاص من بعد بيت جدي وبعدين الدنيا ظلام محد شافني اقسم بالله محد شافني
بدأ يخلع البرقع لها وسحب الشال من عليها وهو صامت وعيونها عليه وكاتمه الضحكة ..
ضاري بضجر : وش تبين؟
هاجر بضحكة : لا بس الزعل عليك يضحكني
ضاري : بالله؟
هاجر : ايه بالله ، ملامحك كلها تعبس الي يشوفك ذابحه لك احد
وعدلت جلستها لناحيته وتكلمت بجدية : اقولك والله مافيه احد بالشارع! انا وخواتك واخوك سلطان بس
ورجعت تناظره بإستيعاب : ها! ولا لا يكون تقصد اخوك سلطان انه ناظرني؟
ضاري بسرعة : اعقبي بس
هاجر بسرعة : مدري عنك! تراه بزر هذا اولًا وبعدين كان متقدمنا اشك بعد انه كانه يدري اني هاجر
ضاري : المقصد ماهو سلطان ، هذا اخوي و واثق فيه مثل ما اني واثق فيك بس تعرفيني ما احب فتحة البرقع الواسعه ولا الشال ينحط على كتفك ، حطيه على راسك
هاجر بهدوء : طيب اي اوامر ثانية؟
ورجع يناظر ليدها بتركيز : وذا متى بتمسحينه؟
هاجر : ربع ساعة واغسله ، تأخرت فيه ابي الحق يصير احمر قبل الملكة
انسدح بمكانه وبدأ يربت بمكانها بحضنه : لا غسلتيه تعالي نامي هِنا
رمشت الف مرة من خجلها ، رغم انها صارت اقرب له اكثر خلال هذهِ الأيام ولكن للآن حاسه انها تحمل خجل بداخلها اتجاهه في تعبيرها عن مشاعرها او تواصلها الجسدي معه ..
وقفت وهي تشتت نظرها بعيد عنه وتكلمت بتصنع للهدوء : طيب
لاحظ توترها وكتم ضحكته ولكنه مثل العاديه لحد ما تجي ويسحبها غصب لحضنه لأنه عارفها زين ، تتهرب منه كثير لو جاء الوقت لهالموضوع خصيصًا ..
-
صباحية يوم جديد ، وفرحة جديدة على الطرفين ..
نزل بسرعة وعيونه تتناقل بأنحاء الحوش وسرعان ما ابتسم اول ماطلعت امه من غرفتها بعصاها ، وناظرته بتساؤل : انت هِنا!
وضاح بضحكة : لا يكون ماتبيني؟
ام وضاح بسرعة: لا بالله البيت بيتك وانا امك بس شفناك تأخرت قلت شكله غير رأيه وبيبات عندهم
وضاح بتعب : ايه والله يا يمه اني تأخرت و السبه خالي الله يهديه لزم علي الا اجلس ومسكني ساعتين هذا غير وقت الطريق
ام وضاح تنهدت بهدوء : على هواك تبي تقعد تبي تجي الي يريحك
وضاح ابتسم : كأنك صرتي مرتاحه تتركين ولدك عندهم؟
جلست بمكانها وجلس بجانبها والأبتسامة مازالت عليه ، ام وضاح بهدوء : اني شفت عيشتهم و عاشرت اهلها مامن خوف منهم وبعدين نوف صح ان دخولها علينا اقشر وطريقة الزواج بكبره بس مع الوقت عرفت طينتها
ناظر لأمه وتسائل بفضول وده يعرف نظرة والدته في زوجته : وش طينتها؟
ام وضاح : يعني مرتك من النوع الي بتسري وتمرح عادي وبتضحك بس لا توطى عليها على طرف هِنا بتصير وحده ثانية
ضحك بسرعة اول ما عرفت ان امه تحمل نفس ملاحظته لها : ايه بالله صدقتي
ام وضاح بضجر : وبعدين خلاص الي راح راح الماضي لا عاد نذكره وهالحين بتصير ابو وبنفرح فيك وبشوف عيالك بأذن الله
وضاح ببتسامة : بأذن الله ، هانت
دخل رواف بيده الصينيه وخلفه عزوف الي شايله السفره وعلى طول فرشتها ..
وضاح بضحكة : اهوه بعض الناس كأنه قايم بدري!
عزوف : ومساعدني بالفطور بعد
وضاح : لا لا شكله اخر الدنيا
رواف بملل : لا بالله لا اخر الدنيا ولا شي بس اليوم ماعندي دوام وصاحي بدري قلت اساعدها
وناظرها بسرعة : ولا ماتبين المساعدة؟
عزوف بسرعة : الا !! ساعدني ودايم ساعدني يرحم والديك بس اهم شي تبلع لسانك ما ابي اسمع سوالفك وتساؤلاتك الي مالها داعي
وضاح بضحكة : شكل هالمساعده وراها مصلحه ولا ماهي من حُب
عزوف : هو هذا الي واضح بس دامه بيساعد جزاه الله خير
ام وضاح بستغراب: ليه وش سوالفه وش انه يقول لك؟
عزوف بمراوغة : تتذكرين ذيك الي خبري خبرك؟
ام وضاح بعدم فهم : منهي؟
عزوف بسرعة : هــذيــك الأحم احم
وفزت بتملل من لاحظت امها عاقده حاجبها تحاول تفهم عليها : يمه! هذيك هذيك ماغيرها الي مدحتها
ام وضاح بتذكر لـ ميساء : اهـــااا! طلع ذا الي شاغله
عزوف بضحكة : ايه بالله شاغله اعوذ بالله من بعض الرجال
رواف بملل : ياليل كانهم خلوني حديث الساعة ، خلاص خلونا نفطر ما تسوى علي اسأل سؤالين
وضاح ببتسامة : سموا سموا ، اظن في بيتنا ما يجي يوم مافيه مناقر ولا
ام وضاح بضحكة : ايه بالله امس خلصنا من عزوف و مزنه والحين مع رواف
-
بالظهريه لهذا اليوم ، في منزل الأجداد ..
جلست نوف بجانب الجازي الي كانت ترتب اغراضها بشنطتها وتكلمت بفضول : ماخلصتي؟
الجازي بضجر : كيف اخلص فهميني! ابوي دخل علي وقالي والله بكره بتسرين معه ودي افهم وش له هالأستعجال! مو على اساس بعد الملكة بيكون بروح معه؟
نوف : وش بيغير تروحين معه اليوم ولا بعدها بكم يوم ؟ وبعدين اعتبريها فرصة تقعدين معه لحالك
الجازي ناظرتها بستغراب : كيف يعني؟
نوف بسرعة : اقصد انو ذيب بيقعد اسبوع عند ابوه اقعدي هالأسبوع مع هزاع وتقربوا من بعض و ان جاء ذيب بيكون مع خلود اكيد انتي عارفته ولدك كبير بسم الله عليه ويفهم انك متزوجه فما راح يرفض الجلسة مع خلود ومنها يونسها المسكينه انتي عارفه هاجر من تزوجت صارت خلود لحالها
الجازي بلعت غصتها ورجعت ترتب اغراضها ومن بعدها تبدا تجهز ..
نوف بضجر : الي يشوف ملامح وجهك يقول ان ابوي يصحيك ويمسيك بكف الا غصب توافقين! يختي وافقتي ابتسمي شوي
الجازي بزعل : وش هالحكي انتي بعد! هذا وانتي اختي مفروض تفهميني وتفهمين وضعي
ورجعت تكمل ترتيب ملابسها واردفت بزعل : الي يشوفك مايقول عشتي تجربة الزواج و رهبته
نوف : اعرف وضعك واعرفه زين بعد بس يا اختي مايصير حتى تخوفين نفسك كذا! ادري سبق وخضتي تجربة فاشلة خلتك تبعدين فكرة الزواج بكبره بس لو تفكرين فيها هذا هزاع الي شايل حبه بقلبه سنين صح انه بعد طلاقك عبطها بس شوفيه اخر فترة والله رجع له عقله! وجاك وطلبك على سنة الله و رسوله
الجازي تنهدت بوجع : بحاول
نوف : ماقلت لك تصنعي الفرحة وكركري من الضحك بس شوفي بوهتك بالمرايا كأنه عزاء مو زواجك سلكي شوي اذا مو عشاني ولا عشان هزاع عشان امي وابوي لا تضيقين صدورهم
الجازي بهدوء : طيب خلاص ببتسم ببتسم ، بس حاولي تساعديني ولمي معي هالأغراض خليني ابدأ اتجهز قبل يجون ويشوفوني صدق كأني بعزا
نوف بضحكة : طيب
سحبت منها الشنطة وتكلمت بسرعة : هاتي انا برتب الباقي وانتي روحي تسبحي واكوي شعرك وبعدها جهزي مكياجك
قربت منها بسرعة وباستها بحنية : والله اني اموت عليك لولا الله ثم انتي مدري وش بسوي
نوف بهدوء : وش له اخت لك اجل!
الجازي ببتسامة : كل ما ضاقت الدنيا فيني جيتك وما اروح عنك الا وانا مرتاحه
نوف بفرحة : ايه ها! هذي الأبتسامة الي ابيها صدق استانسي وافرحي وفرحينا معك
الجازي براحة : ابشري على خشمي
نوف بإستعجال : يلا يلا خلصي بسرعة قبل آذان العصر هِنا صدق بينكدون عليك من استعجالهم فيك
الجازي بسرعة : يلا
اخذت لبسها الي بتلبسه بعد الأستحمام وركضت للخارج تحاول تتفادى عيون اي احد تطيح عليها وبعدها بيعطيها محاضرة لتأخيرها بالتجهيز لذلك خطوتها كانت سريعه ودخلت اخيرًا من دون لا احد يصيدها ..

يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن